تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: فقهاء أدباء محمد سالم ولد عدود الشنقيطي

  1. #1

    افتراضي فقهاء أدباء محمد سالم ولد عدود الشنقيطي

    فقهاء أدباء "محمد سالم ولد عدّود الشنقيطي" بقلم : حمزة بن مبارك بوروبة الحمد لله وبعد: إنه من النادر أن تجد فقيها عالما قد جمع بين الفقه والأدب والشعر ،خاصة في علوم المتأخرين المعاصرين، غير أنَّ من تفنن وتبحر في العلوم يكون له حظ من ذلك، ورغم قلته في عصرنا ولكنه موجود بفضل الله إذ لكل زمان رجاله ولو قلُّوا، ومن هؤلاء عالمنا الجليل والفقيه الأديب واللغوي المحرر والشاعر الأريب محمد سالم بن محمد عال الشهير بعدُّود، فهو المغربي قطرا والمالكي مذهبا والشنقيطي إقليما، أحد أفذاذ العلماء العاملين وأوعية العلم المحققين،وأكابر أذكياء علماء المسلمين المعاصرين،وأحد الحفاظ المدهشين، فهو بحق عبقري الصحراء الذي حاز قصب السبق في مختلف علوم الشريعة الموقَّرة، ولد سنة1930م بضواحي بتلميت بولاية الترارزة بموريتانيا[1].
    وقد ساعده على ذلك نشأته بين أبوين عالمين ،فأبوه هو العلامة "محمد عال" بن عبد الودود العالم الفذُّ صاحب محضرة عريقة في العلم، بل هو المرجع في معضلات العلم، وكذلك أمه الصالحة "ميمونة" المشهورة ب"النجاح"،وقد ظهرت على الشيخ محمد سالم سيماء النبوغ منذ صغره،حيث إنه بدأ رحلته الدراسية في الخامسة من عمره، وأخذ مبادئ العلوم على والدته وعمته،كما هو الشأن في تلك البلاد،وبعد حفظه للقرآن وجهه والده إلى دراسة مختلف فنون المعرفة التي كانت تزخر بها محظرته ،وكان أبواه يدربانه على قرض الشعر ارتجالا حتى أجاد ذلك، ثم ما لبث أن استوعب كل العلوم التي تُدرَّس في تلك المحضرة رغم صغر سنه،وأصبح يساعد أباه على تدريس الطلاب وينوب عنه إذا غاب،مع مطالعاته الكثيرة المتكررة في كتب العلماء بعد ذلك ،حتى صار من علماء موريتانيا وحفاظها المدهشين الذين أعادوا إلى ذاكرة الأمة سير الحفاظ الكبار من أمثال الشعبي والشافعي وغيرهم ، ضف إلى ذلك أن الشيخ عدود درس القانون في تونس بالمدرسة العليا للقضاء وتخرج منها عام 1963م ،ودرَّسه في بلاده لمَّا عاد إليها،كما أنه تقلد عدة وظائف منها:ـ وزير الثقافة والتوجيه الإسلامي ـ مستشار رئيس الجمهورية،كما أنه كان عضوا بمجمع الفقه الإسلامي بجدة ومكة التابع لرابطة العالم الإسلامي، ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف وغيرها، كما أنه لم يترك التعليم المحضري بمحضرة آل عدُّود خاصَّة بعد تقاعده ، فصار الشيخ محمد سالم بذلك طويل الباع فسيح الخطوة في مختلف علوم الشريعة، أنفق أوقاته في طلبها ،واستنـزف أيامه في معاناتها،حتى أتقنها وملك عنانها،فأفتى وعلَّل وأصَّل وفصَّل،وشرح وغاص في المعاني مُقايسة ومناقشة، تصحيحا وتوضيحا تأصيلا وتفريعا،تعينه على ذلك حافظة قويَّة عالمة لا يَندُّ عنها متن ولا استدراك ولا حاشية،لقد تميز حقاً بعلوّ كعبه في علوم الحلال والحرام،مع اطلاعه الواسع على لغات العرب وأخبارها ،حافظا لخطبها وأيامها،راويا لأشعارها وأمثالها، بصيرا بمذاهب الكلام عالما بمواضع النقد فيها رغم بيئته الأشعرية إلاَّ أنه حقق فيها العقيدة السلفية، ضف إلى ذلك شاعريته الفذة بليغاً متصرفا في ضروب الإنشاء حسن الترسل والإشارة مع دقة العبارة، علاوة على خُلقه فهو مثال للطُّهر والنَّقاء والورع عبر كل خطوة خطاها ،وخلف كل عبرة تحدَّرت من مآقيه خشية ونسكا،وكل بسمة تألَّقت على مُحيَّاه حاكيةً لنا أسرار كفاح علمي وعملي طويل،من أجل إصلاح اجتماعي مستمر، وإقامة مجتمع فاضل عنوانه الأبرز"الموسوعي في العلوم الشرعية والفُتوَّة والورع،وتطبيق الشريعة في مختلف ميادين الحياة "، وقد ترك لنا هذا الحبر عددا من المؤلفات التي تدلُّ على تبحُّره في العلوم من أشهرها نظمه لمختصر "خليل بن اسحاق المالكي" في حوالي سبعة عشر ألف بيت، استفتحه بمقدمة عقَدية قرَّر فيها عقيدة السلف الصالح بأسلوب راق يدل على دُربته وتمكُّنه من زمام العلوم، وصدق من قال:
    قل لابن عدُّود نبع الوارد الصَّادي من حاضر يبتغي العرفان أو بادي
    يا سيد القوم إن القوم أجمعَهم يسلمون لفكر منك نقَّادي
    إن تعترضهم قضايا يا أبا حسن جاءو إليك فكنت الشَّافيَ الهادي
    أو يطلبو يا زهير الشعر شاعرهم ألفَو ببيت زهير ذلك الشَّادي
    اسلم لقومك يا كفَّ العلوم ودمت أنت أكرمنا يا زينة النادي
    ويقول فيه زميله الفقيه حمدًا بن التاه حفظه الله:
    عدُّود أنت الجُمانة وأنت سهم الكنانة
    قد صدَّ كل دعيّ قد لوَّثته البطانة
    سله تجده مكانه
    هذا باختصار عن ترجمته وهي تحتاج إلى سفر كبير، ولا يعرف قدر هذا الرجل إلا من جالسه وقرأ عليه، ونعرج الآن على المقصود إلى بعض أدبيات وفقهيات الشيخ عدُّود التي تدلُّكم على علو كعبه في مختلف العلوم وهي كما يلي: أولا: الشيخ عدود والطائرة. 1ـ من القَصَص الذي يُدهش العقول حقا ما وقع للشيخ محمد سالم في مناظرة مع نافع بن حبيب التندغي حول صحة الصلاة في الطائرة ،فقرر نافع بن حبيب في قصيدة طويلة عدم صحة الصلاة فيها بأسلوب لغوي راقي ونظر فقهي أصيل، وأن السجود خاص بالأرض وما يتصل بها ،ولكن الشيخ عدود قرَّر صحة الصلاة فيها بقيصدة أخرى فذة في بابها لا تقل شأنا عن الأولى بل تدل على ملَكة الرجل الفقهية العالية والأدبية الغالية نذكر منها قوله:[2]
    بأيّ كتاب أم بأيّ سنة يُخصَّص بالسُّفل السجود لذي القُوى
    ألم يك سكَّان السموات سجَّدا نصٌّ أتى من فالق الحَبّ والنَّوى
    فكم آية جاءت بذاك صريحةً وكم من حديث صحَّ لفظا ومُحتوى
    إلى أن قال:
    بذاكم نُقُول الفقه جاءت صريحة وبالعزو للحطَّاب يُشفى من الجوى
    ولم يكُ رسم الوَرْغميّ مسلَّماً وفيه احتمالٌ مُبهم صوبُ ما انتوى
    فيمكن حمل الأرض فيه على الذي يُقلُّك ترباً كان أو ماء أو هوا
    فإطلاق لفظ الأرض للسُّفل كالسما على العُلْو معلوم لمن لازم الدَّوا
    إذا ما استحمَّت أرضه من سمائه شهيد معيد نضرة الغصن إن ذوى
    ويمكن حملها أيضا حمل غالب فتلغى كما ألغيت في الديَّة الحُوَّا
    وهي قصيدة طويلة رائعة تدلُّكم على قوة السبك لفظا ومعنى من قبل عالمنا الجليل، وفيها من الإشارات العلمية الشيء الكثير ،بل تحتاج إلى شرح لوحدها، وهي موجودة لمن رامها. 2ـومن أدبيات الشيخ في الطائرة أنه سئل عن اللحوم المجمَّدة المستوردة من بلاد الأعاجم، فأجاب بأبيات بيَّن فيها حكم المسألة بعقلية فريدة تدل على فقه هذا العلَم الهُمام، بعد أن تناول تفاحة كانت أمامه يقول فيها:
    تفاحة جنيَّةً لتوّها خفيفةٌ مثل طعام جوّها
    حاصل مقتضى نصوص المذهب تحريم لحم أوربَّا المعلَّب
    فإن تقل أهل كتاب قلت قد شاع إلى الإلحاد منهم مُلتحد
    ولو فرضنا فهم يُلغونا ذكاة ما من ذاك يأكلونا
    ولو فرضنا فهم على الأقل غابو وأكل الميْت فيهم مُستحل
    وآية العقود في طعام أهل الكتاب حجَّة الإقدام
    وحجَّة الإحجام قل مأخوذة ممَّا اقتضته آية الموقوذة
    والحزم الإكتفاء بالأسماك والبيض والأخباز والفواك
    3ـومن أدبيات الشيخ عدود في الطائرة أنه كان في رحلة جوية مع أحد علماء موريتانيا وهو الفقيه الأديب حمدًا بن التاه ،وكانت مضيفة الطائرة متبرجة وجميلة ،فرأى الفقيه حمدًا بن التاه أنَّ المسافرين ينظرون إليها نظر إعجاب، فكتب أبياتا يقول في شأنها:
    وقفت بين سائح وسياسي ترشد الناس في خفيف اللباس
    ورمتها العيون وهْي تناجي في هدوء مجموعة الأجراس
    وأشارت أنَّ المقاعد تحوي سُترةً للنجاة عند الإياس
    فوجمنا وقد بدت كلمات لا تدخن واربط حزام الكراسي
    وصعدنا وفي النفوس رجاء والتجاء لخالق الأجناس
    واستوينا في الجو ثم شربنا فترى القوم بين عار وكاسي
    أتحفتنا بالحُلْويات جميعا وبأكل يأتيك في أكياس
    ونزلنا فشيَّعتها عيون قطع الله وصلها بالمواسي
    ثم عرض هذه الأبيات على الشيخ عدُّود فقال له ضف البيت الأخير من عندي :
    ليت هذي الفتاة كانت تُراعي حُرمة الشرع أو شعور الناس
    4ـ وللشيخ محمد سالم أنظام كثيرة في الطائرة منها أن بعض نظمه على خليل وغيره كان في الطائرة حيث إنه يقول: وبعضه نظمته في الطائرة وبعضه نظمته في القاهرة ثانيا: الشيخ عدود والمجتمع كان الشيخ العلَم حريصا على إصلاح مجتمعه قدر المستطاع، وهذا هو شأن العلماء المصلحين ، فتجده مع الكبير والصغير والشباب والشيوخ،يبث فيهم العلم والخير ،لا يملُّ ولا يسئم من أحد، ينصح ويصحح الأخطاء بالرفق واللين وحسن الخلق، ومن أدبياته في ذلك مثلا قوله في النساء اللَّاتي يتبرجن بتقصير الثياب[3]:
    لحدّ الرُّكبتين تشمرينا بربك أيَّ نهر تعبرينا
    كأنَّ الثوب ظلٌ في زوال يزيد تقلصًا حينًا فحينا
    ويقول كذلك وهو يتكلم عن جهل ذوي الشيبة بالدين وكذلك الشباب الذين غرَّتهم الحضارة الغربية :
    شكى دين الهدى ممَّا دهاه بأيدي جامدينا وملحدينا
    شباب يحسبون الدّين جهلا وشيبٌ يحسبون الجهل دينا
    وسأله أحد الناس عن حكم تدريس البنت في مدارس العصر وما فيها من الإختلاط بقوله:
    سل العلماء اليوم بالسنة الغرَّا ورُبَّ سؤال يا حماة لكم إغرا
    مدارس هذا العصر والعصر ما ترى أنبعث طوعا نحوها مُعصرا غرَّا
    وهل والد المبعوثة اليوم شاهد يحقّق أمر المسلمين أم ازورَّا
    فأجابه محمد سالم بقوله:
    إذا صان عن درس المدارس بنته فتىً نخوةً لم أعتبر ذا به إزرا
    وكم مدخل خوفا من الفقر بنته ولم يدر ما الذرع التي تتبع الوزرا
    فو الله ما أدري إذا هو زفَّها أللأجر من ذا يستفيد أم الوزرا
    إلى غير ذلك من أدبيات الشيخ محمد سالم رحمه الله تعالى في هذا المجال، وهي كثيرة جدا تركناها خشية التطويل، وقد اجتمع عندي كثير منها. ثالثا:الشيخ محمد سالم والقانون. درس الشيخ محمد سالم القانون في دولة تونس ، ولما عاد إلى بلاده وتقلد المناصب العليا في دولته كان رحمه الله تعالى له أراء في إصلاح هذا القانون بما يتماشى مع روح الدين الإسلامي، بل إنه سعى قدر المستطاع إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في بلده، وقد وضع الشيخ رحمه الله بصمته في هذا المجال حيث إنه نظم القانون الإداري في ألفية، والقانون المدني في ألفية، وممَّا أسعفتنا به الذاكرة قوله في بعضها:
    حقيقة الدولة مجموع بشر يقطن إقليما بوجه استمر
    تحكمه طبقة ممتازة ذات سيادة له منحازة
    وهو لا يشترط فيه المساحة قدرٌ معيَّن من الفُساحة
    رابعا: الشيخ عدود والسياسة. لقد أدلى الشيخ محمد سالم بدلوه في السياسة ، وكانت له أراء وأشعار في ذلك لم يغفل فيها قضايا الأمة ومشكلاتها، ومن ذلك قوله رادًّا على أعداء الأمة:
    سفارة إسرائيل فينا مقيمة وأفلاذ أكباد القطاع تطير
    وكلُّ خطوط الطول والعَرض عندنا إلى أمريكا بالبنان تشير
    وإنَّ الذي دون انفراط نظامها لما قد جنت في عمرها ليسير
    وإنَّ بقاء المرء بعد عدوه ولو ساعة من عمره لكثير
    ومن ذلك أيضا ما قاله رحمه الله لما قرر الرئيس الموريتاني ألاَّ تنظَمَّ موريتانيا إلى جامعة الدول العربية مخاطبا دولته:
    مالي أراك قد رغبت عن آبائك أترينهم في الفضل دون أولئك
    هل أنت إلاَّ مُهرة شرقية يجري الدَّم العربي في أحشائك
    رابعا:عدود وصلته بطلبة العلم. كان الشيخ عدود مع طلبة العلم مثالا في التواضع والاحترام،وكمال الخلق الحسن،ويعرف لكل قدره،مع حفاوته التامة بطلاب العلم وخاصة الغرباء،فقد حكو عنه الأعاجيب في ذلك كيف لا وقد كان ينفق عليهم مع أسرهم، ناهيك عن تعليمهم وإرشادهم،بل هي وصيته لأبنائه حيث إنه خاطبهم بقوله لما شُفي من مرض ألمَّ به :
    أبنيَّ لم أسلَم لأبقى بينكم وإلى حمام من حمام أسلم
    وحَّدت أمَّكم كي تتوحدوا فتنافسوا في برها كي تُكرموا
    لا تطردوا من جاءكم متعلما وتعلَّموا في ذي الذي لم تعلموا
    وكان هذا العلَم يطيل الدرس أحيانا مع الطلبة الجزائريين فقيل له في ذلك ،فقال لهم بكل تواضع إنهم يناقشون وأنا أستفيد منهم ،وجلس بجنبه مرة أحد الجزائريين فسلم عليه الشيخ وهشَّ في وجهه وبشَّ، ثم سأله عن مدينته فقال له الرجل من مدينة "قسنطينة" فقال له الشيخ:" قسطنطينية" هكذا أصلها نسبة إلى القائد الروماني قسطنطين، وخففت للتسهيل ،فقال الرجل القسنطيني للشيخ:لا أظن ذلك،ولم يعلّل ،فما كان من الشيخ إلا أن تبسم رحمه الله تعالى،وأخباره في ذلك كثيرة. هذا من حيث الجملة في أدبيات الشيخ محمد سالم ، وهي غيض من فيض تُنمي عن عقلية فذَّة فريدة في العلم مع الحفظ الواسع الذي أبهر رجالات المشرق العربي، حتى قيل عنه أنه "سيبويه عصره وفقيه دهره"، وسمي "بالمكتبة المتنقلة"[4]، إن شنقيط بلدٌ كريم بحق خرَّج آلاف العلماء وما الشيخ محمد سالم إلاَّ نقطة من بحر عُباب زاخر،ألم يقل قائلهم:" لو أُلقيت كتب المذاهب الأربعة في البحر لتولَّيت أنا وتلميذي الفغّ الدَّيماني هو بكتابة المتون وأنا بكتابة الشروح" أنظر يا طالب العلم إلى هذه الثقة في علومهم، فكانو بحق حماةً وحفظة للشريعة في هذا الثغر من ثغور المسلمين، وإنها همم الرجال العليَّة في تخوم تلك الرمال التي خلّدت مآثرهم في سماء الأمة رفعة وعلوَّا،فأعيانه م مفقودة وذكراهم في القلب موجودة، فرحم الله الشيخ محمد سالم ولد عدُّود ،وجعله من أهل الجنة.
    هي الشمس إن تغرب فهذي طلوعها وكائن يسرُّ النفس ما قد يروعُها
    أتاحت لنا الذكرى لقاءًا بصادق من الفخر لا تخفيه عنا دموعُها
    به رجعت لنا من سالف الدهر ليلة وأحسن عادات الليالي رجوعها
    وختاما أقول لإخواني من طلاب العلم إن مثل هذه التراجم تُقوّي الهمم ،وتَشحذ العزائم،وبإمكان كم أن تصلوا إلى ما وصل إليه هؤلاء بإذن الله فهم أهل عصرنا، وأنه بالإمكان أن يوجد ما كان،كيف لا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما العلم بالتعلم ،والحلم بالتحلم"[5]، وبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين[6]، فعليكم يا طلاب العلم أن تسعو جاهدين للتحصيل العلمي ،والمضي قدُما في سبيل ذلك،واستغلال الأوقات مع فترة الشباب فهي مرحلة القوة والنشاط، وعند الصباح يحمد القوم السُّرى، وقد سمعت الشيخ عدود في أحد أشرطته يتكلم عن حفظ الوقت وأهمية مرحلة الشباب ، يخبر بأن أحد الفرنسيين في موريتانيا مرَّ على مجمع كبير من الناس كبار السن وفي وسطهم عالمان أحدهما هو العلامة النحوي الكبير يحظيه بن عبد الودود وهو يتكلم، فسأل عنهما فقيل له هما من علماءنا ،فقال لهم :"كل هؤلاء الشيوخ ضاع شبابهم إلاَّ هذين الشيخين فما زال شبابهما محفوظا"
    لهم همم سمت فوق الثريا بها شادوا لنا حصنا حصينا
    وعابونا بها فمتى نزلنا سوى زُحَل عُددنا عابثينا
    هي الحسب الكريم ولو أنَّا على الآثار منهم مقتدونا
    وفقني الله وإياكم إلى العلم النافع والعمل الصالح وجعلنا ممن يحمل هذا العلم ويعمل به آمين، وسلامي الحار لكل مشايخنا في الإصلاح وفقكم الله لكل خير آمين.

    [1]ـ أنظر لترجمة الشيخ وبعض أخباره كتاب الموثَّق من عمدة المُوفَّق ص19وما بعدها ، نظم للشيخ عدود ترجمة كتبها تلميذه د/ عبد الله الحكمي.
    [2]ـأنظر الأحكام الشرعية في الأسفار الجوية لسعيد بن محمد الكملي ص174ـ175
    [3]ـ الموثَّق من عمدة الموفَّق لعدود ص36.
    4ـ انظر الموثَّق من عمدة الموفَّق لعدودص19 وما بعدها، وما نشر على الشبكة العنكبوتية في ترجمته من قبل تلاميذه، وبعض الفوائد مما سمعتها منه عن طريق أشرطته ،أومن بعض تلاميذه.
    [5]ـ أخرجه الخطيب في تاريخه 9/127، أنظر الصحيحة برقم342.
    [6]ـابن تيمية الإستقامة ص40

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    79

    افتراضي رد: فقهاء أدباء محمد سالم ولد عدود الشنقيطي

    بارك الله فيك اخانا الكريم و شكرا على هاته المقتطفات من علامة تيليميت رحمه الله و لمزيد من الفائدة ينظر في سيرة ابيه العلامة عدود والد الشيخ و جد الشيخ الدود حفظه الله
    ابو عبد الرحمـــن

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •