فائدة: كلامٌ للنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن لأحدٍ قبله


/ فائدة: كلامٌ للنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن لأحدٍ قبله منها:

أولاً: (لا يُلدغ المؤمن من جُحر واحدٍ مرّتين)
ثانياً: و( كرشي وعيبتي)

^ قوله: (لا يُلدغ المؤمن من جُحْرٍ واحدٍ مرّتين)
1. روى البخاري في «صحيحه» (7068) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث، عن عُقيل، عن الزُّهري، عن ابن المُسيَّب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يُلدغ المؤمن من جُحْر واحدٍ مرّتين».
2. ورواه مسلم في «صحيحه» (2998) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث، عن عُقيل، عن الزُّهري، عن ابن المُسيَّب، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم قال: «لا يُلدغ المؤمن من جُحْر واحدٍ مرّتين».
^ قوله: (كرشي وعيبتي)
1. روى البخاري في «صحيحه» (3802) قال: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا غُندر، حدثنا شعبة، قال: سمعتُ قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: »الأنصار كَرشي وعَيبَتي، والناس سيكثرون ويقلّون، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم».
2. و رواه مسلم في »صحيحه» (2510) قال: حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار (واللفظ لابن المثني) قالا: حدثنا محمد بن حعفر، أخبرنا شعبة، سمعت قتادة يُحدث عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الأنصار كَرشي وعَيبَتي، والناس سيكثرون ويقلّون، فاقبلوا من محسنهم، واعفوا عن مسيئهم».

JJنكت وفوائدJJ:
1. اتفاق البخاري ومسلم على إخراجهما في «الصحيحين»، الأول من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، والثاني من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
2. بل وقع اتفاق للشيخين روايته بالإسناد نفسه؛ من شيخ المصنف حتى الصحابي الذي سمعه من النبيّ صلى الله عليه وسلم.
3. بالنظر إلى أسماء الرواة وصيغ الأداء،
& في الإسناد الأول ست رواة، وصيغ الأداء متفقة؛ مواضع السماع بالتحديث، ومواضع العنعنة.
& وفي الإسناد الآخر خمسة رواة، وصيغ الأداء متقاربة جداً، ولا أقول متفقة.
4. لأن رواية مسلم عن غُندر وقعت بواسطة شيخين هما محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، فشارك البخاري في الرواية عن شيخه؛ محمد بن بشار، واختار مسلم لكتابه لفظ محمد بن المثنى.
/(المتن الذي ذهب مثلاً، ولم يقله أحد قبل النبيّ صلى الله عليه وسلم. وكذلك المتن الآخر، كان بلغة لم تكن كلاماً لأحد قبله)/
5. إن ألفاظ: (لا يُلدغ المؤمن..) متفقة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
6. وأما ألفاظ: (الأنصار كرشي وعيبتي)، متقاربة بقوة، فقد روى البخاري ومسلم حديث أنس عن شيخهما محمد بن بشار، وانفرد مسلم بمحمد بن المثنى واختار روايته، فوقع اختلاف سهل.
7. ? ملاحظة وتطبيق:
تنَبَّه أيها القارئ الكريم للستة الذي عليهم مدار الإسناد، هل منهم أحد في الأسانيد التي نقلت؟!
قلت: بعد الانتهاء من النقل، بدا لي دون قصد مسبق، أن استحضر- مع محاولة التتبع والتطبيق-؛ ما ذكره علي بن المديني في مواضع من كتاب «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم، وغيره، منها:
قول ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (1/ 234): حدثنا محمد بن أحمد بن البراء، قال علي بن المديني: نظرت؛ فإذا الإسناد يدور على ستةٍ، الزهري، وعمرو بن دينار، وقتادة، ويحيى بن أبي كثير، وأبي اسحاق؛ يعني: الهمداني، وسليمان الأعمش.
& قال عبد العزيز: ونظرت لقول ابن المديني، وكذا نظرت للأسانيد أعلاه، فوجدنا مدار إسناد حديث أبي هريرة على الزهري، ومدار إسناد أنس بن مالك على قتادة؛ فعُلم يقيناً حقيقة جهد ابن المديني وغيره من الأئمة، وكيف تحصلوا على مَلَكَةٍ نقديةٍ لا نظيرَ لها، وكذلك ما تميّزوا به من حفظٍ وقوةِ نظرٍ، وبحثٍ وتَتبُّعٍ، للوقوف على معرفة الأسانيد المجوّدة من غيرها، دون خروج عن القواعد الحديثية والملكة التي استحكمت وملكت؛ الأذهان بقوة، بعد دُرْبة، وطول مداومة للبحث والنظر.

كتبه الدكتور عبد العزيز بن ندى العتيبي



22جمادى الأولى 1434هـ


الرابط :