وقفة فوثبة!!
والآن .. أختي .. ضعى نفسك في غرفة المحاسبة وعلى كرسي الحقيقة .. وواجهيها بقولك:
أهل الباطل يبذلون في سبيل الباطل ليدخلوا النار، فماذا بذلتُ أنا في سبيل الحق لأدخل الجنة؟!
هل وعيتُ حقا وصية الفاروق وأثبتَّ له بعملي أني خير وريثة وهو الذي سنَّ قانون المحاسبة:
«حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا»؟!
هل جلست مع نفسك يوما في لحظة صفاء وصدق تسأليها:
ما هو الأثر الذي سأتركه خلفي؟!
ما هي القُربى التي أرجو أن يصلني ثوابها بعد موتي؟!
واجهي الحقيقة ولو كانت مُرَّة:
كم مضى من عمرك، وماذا قدَّمت فيه لدينك؟!
راجعى النعم التي اختصَّك الله بها وانظرى فيم سخَّرتها؟
هل استحوذَت عليها دنياك أم ادَّخرت منها شيئا لدينك الجريح وقومك المغلوبين؟!
اطرحى عنك تلبيس إبليس وأعذار المفاليس .. واسألى نفسك الآن والله مطلع عليك:
هل تعملى لدينك وتبذلى لدعوتك ما دمتى فارغه، فإذا عرفتك الأسواق وصفقات التجارات توارت الدعوة عندك إلى الأولوية العاشرة؟! هل تقدِّمى لدعوتك هوامش أوقاتك وفضلة حياتك؟! هل تسعى لمد الدعوة بروافد جديدة كما تسعى لمد راتبك بموارد جديدة؟! هل يؤرِّقك نشر الهداية وتوسيع رقعة الصالحين كما يؤرِّقك السعي على الرزق وتأمين حياة أبنائك المقرَّبين؟!
ألا ما أحلى هذه الجلسات التأملية المباركة التي يعقبها القرار الحاسم والقفزة الجريئة نحو البذل الفريد والتضحية الفذَّة.
( منقول )