تعقيب حول تحقيق مرآة الزمان ط الرسالة العالمية


توضيحاً لأي التباس حول تحقيق كتاب " مرآة الزمان في تواريخ الأعيان" لسبط ابن الجوزي, الصادر عن الرسالة العالمية, بيروت 2013م/ 1434هـ , أضع أمام القارئ الكريم الحقائق التالية:
1 ـ كنت قد رغبت بادئ ذي بدء أن أحقق الكتاب كله, لشغفي بفن التاريخ, ولأهمية الكتاب, وذلك حين عزمت مؤسسة الرسالة على تحقيقه ونشره, وقد حال بيني وبين ذلك مدير المؤسسة لأسباب ما زلت أجهلها, فاكتفيت حينئذ بتحقيق السنوات 500 هـ ــ 654 هـ ,وهي السنوات التي سبق لي تحقيق أخبارها في كتاب الروضتين والمذيل على الروضتين لأبي شامة, وقد طبعا.
وكنت ـ بفضل الله ـ أول من اكتشف أن ما بأيدينا من نسخ " مرآة الزمان" هي النسخ المختصرة منه, جلها من اختصار قطب الدين اليونيني, وبعضها من اختصار غيره, بيد أنني لم أقف على اسمه, وليس في هذه النسخ على وفرتها نسخة تامة للكتاب, فلفقت منها ما يحيط بسنواته كلها.
2 ـ وقد عزمت أن أكتب في نهاية تحقيقي لتلك السنوات ترجمة مفصلة لسبط ابن الجوزي, ودراسة لمنهجه في الكتاب, ومنهج قطب الدين اليونيني في اختصاره, وما أضافه عليه من زيادات في الأخبار والتراجم, وأشرت إلى ذلك في تحقيقي للمذيل على الروضتين : ج2/ 84
3 ـ والتزمت فيما التزمت في تحقيقه كشف أوهام سبط ابن الجوزي, وهو المعروف بأوهامه بين المؤرخين, وتصحيحها, وتمييز ما أضافه قطب الدين عليه, ودمج اختصاري الكتاب, رغبة مني في إخراج نص منه أقرب ما يكون إلى الأصل الذي تركه السبط, ومن ثم آثرت تسميته " مرآة الزمان" لا " مختصر مرآة الزمان" , إذ لا يمكنني نسبة هذا النص إلى قطب الدين اليونيني, للزيادة التي أضفتها من غيره, وكنت سأوضح ذلك كله في الدراسة التي ذكرت, وفي التوضيح تسقط العهدة, ويكون القارئ على بينة من الأمر.
4 ـ حين شارفت على الانتهاء من التحقيق, أبديت رغبتي لمدير المؤسسة في كتابة تلك الدراسة مع ترجمة مفصلة لسبط ابن الجوزي, ومرة أخرى حال بيني وبين ما عزمت عليه لأسباب أجهلها, بل إنه حال بيني وبين مراجعة الكتاب كله وفق منهج علمي, ولا سيما أن بعض المشتغلين فيه لم يسبق لهم أن عملوا في مجال تحقيق نصوص في التاريخ.
5 ـ فاكتفيت أن أكتب مقدمة موجزة جداً للسنوات التي حققتها, وهي من الكتاب الأجزاء: 20, 21, 22, آملاً أن أشبع القول في الدراسة التي عزمت على كتابتها إن شاء الله, ونشرها في كتاب.
6 ـ وكم فوجئت حين كلف مدير المؤسسة الأستاذ كامل الخراط كتابة المقدمة, وهو غير ملم بعصر المؤلف, ولم يكن من المشاركين في تحقيق أي جزء من أجزائه, ليقف على خباياه وأسراره, بل إنه أسند إليه مراجعة أجزاء الكتاب, بما فيها الأجزاء التي حققتها قبل إلقاء نظرتي الأخيرة عليها.
7 ـ وطلبت إلى إدارة المؤسسة أن تطلعني على ما كتب الأستاذ كامل, بغية تصحيح ما قد يقع فيه من أخطاء, ولا سيما أنني أحد محققي الكتاب, ومرة أخرى حيل بيني وبين ذلك لأسباب أجهلها.
8 ـ وكانت الطامة الكبرى حقاً بعد نشر الكتاب, إذ اكتشفت سقوط نحو عشر سنوات منه في الطباعة, في الجزء 20 الذي حققته, ما بين حوادث سنة 510 هـ ــ 520هـ, ويقع ذلك ما بين الصفحة 101 ـ 200, ووضع مكانها حوادث سنة 561هـ ـ 569هـ , وهي في الجزء 21.
وبعد, فقد كتبت ما كتبت إجلاء للحق, وليقف القارئ الكريم على بعض ما يعانيه المحقق من بعض الناشرين, وليعدل في نسبة ما يقرأ إلى كاتبه, فمع أن المقدمة باسم الأخ كامل فقد رأيت من يحيل فيها على المحققين, وأنا لم أقرأها إلا بعد طباعة الكتاب, والله من وراء القصد.

الاثنين 14 جمادى الأولى 1434هـ إبراهيم الزيبق