تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: تَعَاهَد عَقِيدَة السَّلَف انَّنا في زَمان الشُّبَه

  1. #1

    افتراضي تَعَاهَد عَقِيدَة السَّلَف انَّنا في زَمان الشُّبَه

    تَعَاهَد عَقِيدَة السَّلَف
    الشيخ/ عبد الكريم الخضير

    عَقِيدَة السَّلَف يَنبَغِي أن يُعضّ عليها بالنَّواجِذ، وأن تُرَاجَع باستِمرَار؛ لا سِيَّما في هذهِ الأَوقَات التِّي كَثُرَت فيها الشُّبُهات وَوَصِلَت إلى زَوَايَا وخَبَايَا ما كَانَت تَصِلُ إليها قَبلَ ذلك، قبل وُجُود هذهِ الوَسَائِل التِّي ابتُلِيَ النَّاسُ بها، فَعَلَى الإنسَانِ أن يَتَعَاهَد عَقِيدَة السَّلَف الصَّالِح باستِمرَار، ولا يَقُول أنا دَرَست، دَرَسنا في الدِّراسة النِّظَامِيَّة في المرحلة الابتدائِيَّة دَرَسنا كُتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب الأُصُول الثَّلاثة والقواعد وغيرها، ودَرَسنا أيضاً في المُتَوَسِّط والثَّانوي كتاب التَّوحيد، والوَاسِطِيَّة، والحَمَوِيَّة، ودَرَسنا في الجامعة وفَعَلنا وتركنا! لا يَكفِي هذا؛ لأنَّ الشُّبَه تتَجَدَّد، وتَتَلَوَّن، وتُعرَض اليوم بأسلُوب وثوب، وتُعرَض غداً بأسلُوبٍ آخر، وما فَتِئ المُبتَدِعة يَعرِضُونَ شُبَهَهُم، فَعَلَى طَالِبَ العِلم أن يُؤصِّل نفسَهُ في هذا الباب تَأصِيلًا مَتِيناً رَاسِخاً لا تُزَعزِعُهُ هذِهِ الشُّبُهات، ولا يَعتَمِد على هذا؛ بل يَصدُق اللَّجأ إلى الله -جَلَّ وعلا- أن يُثَبِّتَهُ على قَولِهِ الثَّابِت؛ لأنَّ المَسأَلَة مَسأَلَة استِدرَاج، يعني في أوَّل الأمر يَعتَمِد على ما تَعَلَّمَهُ أَوَّلًا، ثُمَّ يَستَمِرّ تُلقَى إليهِ شُبهه، وقد نَسِيَ الأَصل الذِّي يَؤُولُ إليهِ ويَرجِعُ إليهِ من كلامِ أهلِ العلم المُؤيَّد بالكِتاب والسُّنَّة؛ لِأنَّهُ اعتَمَدَ على معلُوماتٍ سابقة، ثُمَّ إذا أُلقِيَت إليهِ الشُّبهه إن كانت وَاضِحة من مَعلُوماتِهِ؛ استَطاعَ رَدَّها، وإن كانت غير واضِحة خَفِيَّة؛ أُلبِسَت لِباس الحَقّ ومِشَت عليه! والإشكَال أنَّنا في زَمان الشُّبَه تَتَقَاذَفنا، والأموَاج تَمُوجُ بنا؛ ولِذا يَتَرَدَّد كثير حتَّى مِن طُلَّابِ العلم في بعضِ الكلام هل هُو حَقٌّ أو باطل! فالإنسَانُ المُؤَصَّل تَأصِيلًا مَتِيناً على أَسَاسٍ قَوِيّ على الكِتابِ والسُّنَّة؛ لّا تَضُرُّهُ هذهِ الشُّبُهات، فَعَلَينا العِنَايَة بهذا الشَّأن، وعَلَينا أن نَتَعَاهَد هذا، ونَسأَل الله -جَلَّ وعَلَا- أن يُثَبِّتنا على قَولِ الحَقّ، وبعض الكُتب، أعنِي المُبتدعة يَتَعَاهَدُون كُتُبَهم، ويَقرَؤُونها، تَجِد مَثَلًا المُعتَزِلة دَيدَنُهُم النَّظر في تَفسِير الكَشَّاف مَثَلًا، وفيه من الشُّبَه ما لَا يَستَطِيعُ رَدَّهُ أيّ شخص، على مُستَوى مُعيَّن؛ إلا إذَا بَلَغ من التَّأصِيل، والمَتَانَة، والنَّبَاهَة، والحِذق في فَهمِ هذهِ الشُّبه التِّي خَفِيَت على بعض مَن يَنتَسِب إلى العِلم؛ ولِذا الذِّين أبرَزُوا شُبَه الزَّمَخشَرِيّ في كَشَّافِهِ من الاعتِزالِيَّات بالمَنَاقِيش، وقُل بِمِثلِ هذا أو أشدّ في تَفسِير الرَّازي مثلًا، عِندَهُ شُبَه قَوِيَّة جِدًّا، تَمُوجُ بِطَالبِ العلم إذا قَرَأَها وهو غير مُؤَصَّل، عِندَهُ شُبَه يُجَلِّيها مثل الشَّمس سَواء كان مِمَّا يعتقده هو ويسوقها على جهة التقرير، أو مما لا يَعتَقِدُهُ هو، ويَسُوقُهُ للرَّدِّ عليه، يُجلِّي الشُّبهة؛ لكن الرَّد غالبًا يكونُ ضَعِيفاً، ضَعِيف وهذا ما دَعا بعضِ أهلِ العلم أنَّ يقول إنَّ الرَّازي يَذكُر الشُّبهة نَقداً؛ ويُجِيبُ عنها نَسِيئَة! فطالبُ العلم عليهِ أن يُعنَى بعقِيدة السَّلف الصَّالِح من الأُصُول المُعتَمَدة عند أهلِ العلم، ثُمَّ بعد ذلك يَتَّقِ هذهِ الكُتُب التِّي دُسَّ فيها السُّمّ، فقد يُشرَب قَلبُهُ شُبهه لا يَستَطِيعُ أن يُجِيبَ عنها، فإذا كان من المَنزِلَة؛ بحيث يَستَطِيع أن يَرُدّ هذهِ الشُّبَه، ويُفَنِّدَها، هذا مَطلُوب أن يَقرَأ هذهِ الكُتب، و يَرُدَّ عليها، وقَد تَوَلَّى أَئِمَّة الإسلَام الرَّد على المُبتَدِعة، وإن تَرَدَّدُوا في أوَّلِ الأَمر في ذِكر الشُّبهة أو البِدعة؛ لأنَّهم يقولون هذهِ تَروِيج لها، ويَكفِينا أن نَنشُر الحقّ، ثُمَّ بعد ذلك لمَّا شَاعَت هذهِ الشُّبه، وانتَشَرت في المُسلِمين، اضطُرَّ إلى ذِكرها، صار شيخ الإسلام يَذكُر هذهِ الشُّبه، ويُجِيب عنها.


    http://www.khudheir.com/****/2610
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: تَعَاهَد عَقِيدَة السَّلَف انَّنا في زَمان الشُّبَه

    صدق الشيخ؛ فالأمة تحتاج إلى الرجوع إلى الله، ودراسة عقيدة السلف؛ فإني أرى هذا الجانب قد أُهمل عند طلبة العلم، فضلا عن عامة المسلمين.
    وإني أهيب بكل عالم أو طالب علم أن يكون اهتمامه الأول بعلم العقيدة دراسة وتدريسا، فلا ينبغي أن يخلو أسبوع كل شيخ أو طالب علم متأهل من تدريس كتاب من كتب السلف في العقيدة، في مسجد حيه، أو أي مسجد من المساجد.
    فالاهتمام بالعقيدة أولا، ثم بعد ذلك الاهتمام بالفقه والحديث وغيرها من العلوم النافعة.
    لأننا الآن -وللأسف- وجدنا الطلبة يهتمون بعلوم أخرى؛ كالحديث، بحيث ينكبون عليها كليا وجزئيا، ويهملون جانب العقيدة، بحيث إنك إذا سألت الواحد منهم عن مسألة عقدية وجدته لا يعلمها، وقد يكون لم يسمع عنها من قبل، وهذا لعمر الله خطأ كبير، وأمر جلل؛ أن يُهمل جانب التوحيد والعقيدة فلا يدرسه إلا من رحم ربُك من أهل العلم، وهم قلة، بل أقل من القليل، فلا بد -أيها المتأهلون في كل أنحاء المعمورة- أن تكون لنا صحوة في تدريس التوحيد والعقيدة، كما هو الحال في أرض الحرمين، فلا يخلُ مسجد من أحد أهل العلم يشرح كتابا في العقيدة والتوحيد.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •