لكم آلمني جدا ... سؤال أزعجني وأبكاني جدا .. سؤال أخت لي وهي تخاطبني: كيف تدعو المرأة المسلمة إلى الله تعالى .... لا أجد مسجدا أدعو فيه ؟ قصرت الدعوة على المسجد ...بعدما كبرت وتزوجت تريد البحث عن كيفية الدعوة إلى الله تعالى...
لذلك جاء مساهمة منيّ لدور المرأة المسلمة في المجتمع هذا المقال وعنوانه : (دور المرأة الإسلامي)...


ولننظر ماذا تفعله المرأة في عمرها وحياتها اليومية ...
ـ البنت في المرحلة الابتدائية .. تصحوا من نومها ، وتذهب إلى المدرسة ، ثم تعود إلى البيت الساعة (2) ظهرا ، ثم تنام إلى العصر ، ثم تستيقظ للذهاب إلى الدرس الخصوصي، ومن درس إلى درس ، وربما تصل إلى البيت في الساعة التاسعة مساءا ، ثم تنام متعبة مجهدة ، وهكذا ...
... وماذا يحدث في المدرسة والدرس الخصوصي ومع زميلاتها ومع زملائها ومن تصاحب وفيم تفكر وماذا تلبس ...التساهل هو سيد الموقف والأمر...
ـ ثم مرحلة الإعدادية ، ثم الثانوية تكبر الفتاة ويكبر معها التساهل في كل شيء تعوّدت عليه منذ الصغر لدرجة أنني لقيت صبيا في الطريق بعد صلاة العشاء فسلمتُ عليه وأعطيته ورقة للنصيحة للصلاة ..فقلت له: في أي سنة دراسية تدرس ؟ فقال: في الصف الخامس الابتدائي. فقلت له: كم عدد الصلوات في اليوم ، قال : لا أدري .فقلت له: أتصلي؟ فقال : ((مش دايماً)) .. فقلت له : تعرف قيام الليل؟ فقال لي : لا ..
وعلى الجانب الآخر : نجد محلات الانترنت ومحال الألعاب مليئة بالشباب الصغار يلعبون ويتصفحون الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي للتعارف وفقط ..
(هذه هي تربية المجتمع للأطفال للأسف).
ـ وفي المرحلة الجامعية للفتاة .. نجد الاختلاط بين البنين والبنات والمصاحَبات حتى أصبح أمرا واقعيا عاديا ((منِرٌ من يُنكِره))
ماذا يحدث بداخل الجامعة وخارجها والعلاقات ، ولدرجة أن الأولاد الصغار في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية يتصل آباؤهم بهم في محال الانترنت ويرد الأبناء عليهم أنهم في درس ولم ينته منه ، وهو في الحقيقة يلعب مع زملائه في محال الانترنت ...
ـ ماذا فعلت الدعوات والجماعات والأحزاب الإسلامية مع هذا النشأ وهذا الجيل ؟ وهل نبهته ووعظته ونصحته وأقبلت عليه وذهبت إليه ؟
ـ إن دعوة المساجد والندوات والمحاضرات وخطب الجمعة ينقصها خروج المنصتين لها إلى الناس والمجتمع في الأماكن العامة ليطبقوا عليهم ما تعلموه من الصلاة والمساجد والخطب والدروس والندوات ...
ـ إن الإسلام بدون أمر بمعروف ونهي عن منكر ككتاب منير موضوع في غرفة مغلقة ، وكعطر مسك في قارورة مغلقة ... فهل يعلم عنه من في الخارج أو يشم رائحة المسك من لم يفتح القارورة ؟
ـ وأما بعد المرحلة الجامعية للفتاة مرحلة ما قبل الزواج والتعطر والتزين في الطرقات والخروج مع الزميلات والزملاء واللف والدوران في الشوارع انتظارا للمعاكسات والوقوف في الطرقات بأجمل الملابس الفاتنة ..
ـ ثم تأتي مرحلة الزواج والبحث عن البرامج في التلفاز والأفلام والمسلسلات ليل نهار لتضييع الوقت...
ـ وما تفرقة المرأة المتدينة عن غيرها في المراحل السابقة سوى في اللباس الساتر وأداء الصلوات ، وربما يصيب هذه المرأة المتدينة أذى المجتمع الفاسد من معاكسات ولقاءات وميل وركون إلى اللواتي ظلمن أنفسهن ...
ـ ثم تأتي صورة الأخت الملتزمة بالدروس العلمية والتربوية في المساجد ، وسط صمت رهيب من عدم تفعيلها في تغيير المجتمع من محاولة هداية النساء وإقبالهن على الله تعالى...
ـ وماذا يفعلن بنات البيت الملتزم : يستمعن إلى الموسيقى في المدرسة ويقابلن زميلاتهن في المدرسة والدرس الخصوصي ويخرجن معهن في التمشيات والفسح ، ويكن في مجتمع الاختلاط بين البنين والبنات ،
وعند الزواج : يحضرن الدروس والندوات وتربية الأولاد وإعداد الطعام والشراب للبيت ومشاهدة القنوات الإسلامية .....


وبعد...ما دور المرأة المسلمة في إصلاح المجتمع ؟
إن المجتمع لا يتغير بمشاهدة الصالحين له ، ولا بالبكاء عليه ، ولا بالاكتفاء بحضور الندوات والدروس وفقط ...
إن المجتمع يتغير بالنزول إليه والاحتكاك به بعد العلم بكيفية النزول والاحتكاك به ...
إن تربية الأولاد منذ صغرهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بداية للتغيير ... فيذهبون إلى صاحب الخطأ ويقولوا له كلمة صغيرة للنصح ..
فربي ولدك على الذهاب إلى مدير المدرسة والقول له : بأن الموسيقى والأغاني حرام ، وأن استبدالها بالقرآن خير وأطهر ، ولكن بتلقينه جملة على مستوى عمره بأن يقول للمعلم والناظر والمدرس: لو سمحت ممكن نشغلوا في الطابور الصباحي القرآن أحسن من الأغاني أو غيرها ...
وبقيام البنات في المرحلة الابتدائية والاعدادية والثانوية بنصح زميلاتهن بلبس الواسع الفضفاض بتلقينهن جملا رائعة جذابة ... وعند سماعهن للموسيقى والأغاني العاطفية أن يقمن بالوعظ .
ولا يكتفين بأن يبتعد عن المجتمع بحجة ((ماما آلت لي ما تمشيش مع البنات الوحشين))
((وما تسمعيش حاجات مش كويسه))...فنربي بذلك أولادنا على السلبية منذ صغرهن ..
وفي مرحلة الجامعة : يقمن بنشر الدعوة إلى الله تعالى على نطاق أوسع بتوزيع الملصقات والمطويات والكتيبات وإلقاء الكلمات وعدم الخجل من ذلك والقيام بنصح الزميلات ووعظهن ...
وبعد المرحلة الجامعية ما قبل وبعد الزواج تهتم المرأة المسلمة ببنات الجيران والتعرف عليهن والبنات اللواتي يعملن في المحلات القريبة والتعرف عليهن وكذلك محلات الملابس والصيدليات ...
وتستغل المناسبات كصلاة القيام في شهر رمضان بالدعوة إلى الله تعالى والنصح لمن بجوارها من المصليات للوعظ والتذكير والاشتراك في توزيع المطويات في صلاة العيد ...
فهذه هي المرأة المسلمة التي نريدها أن تغير المجتمع تستمع للدروس والندوات والمحاضرات وتفعل ذلك واقعا ملموسا تغير به مجتمعها وتشارك في إحيائه ....
دعواتي لها بتوفيق الله لها .