تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 4 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 61 إلى 80 من 97

الموضوع: مدارسة الأربعين النووية

  1. #61
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: مدارسة الأربعين النووية

    - قال في الأربعين النووية: الحديث العشرون عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري – رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن ما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى , إذا لم تستح فاصنع ما شئت " يعني أن من بقايا النبوة الأولى التي كانت في الأمم السابقة.
    وأقرتها هذه الشريعة " إذا لم تستح فاصنع ما شئت " يعني إذا لم تفعل فعلاً يُستحى منه فاصنع ما شئت هذا أحد وجهين , أي ففعله في المعنى الوجه الثاني أن الإنسان إذا لم يستح يصنع ما شاء ولا يبالي وكلا المعنين صحيح . [ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - يستفاد من هذا الحديث : أن الحياء من الأشياء التي جاءت بها الشرائع السابقة , وأن الإنسان ينبغي له أن يكون صريحاً , فإذا كان الشيء لا يستحى منه فليفعله وهذا الإطلاق مقيد بما إذا كان في فعله مفسدة فإنه يمتنع الفعل خوفاً من هذه المفسدة . [ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - واعلم أن الحياء نوعان :
    أحدهما : ما كان خلقا وجبلة غير مكتسب ، وهو من أجل الأخلاق التي يمنحها الله العبد ، ويجبله عليها ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : " الحياء لا يأتي إلا بخير" ، فإنه يَكُفُّ عن ارتكاب القبائح ودناءة الأخلاق ، ويحث على استعمال مكارم الأخلاق ومعاليها ، فهو من خصال الإيمان بهذا الاعتبار ...
    وعن بعضهم قال : رأيت المعاصي نذالة ، فتركتها مروءة فاستحالت ديانة .
    النوع الثاني : ما كان مكتسبا من معرفة الله ، ومعرفة عظمته ، وقربه من عباده ، واطلاعه عليهم ، وعلمه بخائنة الأعين وما تخفي الصدور ، فهذا من أعلى خصال الإيمان ، بل هو من أعلى درجات الإحسان ... [ ابن رجب رحمه الله ]

    - وقد يتولد من الله الحياء من مطالعة نعمه ورؤية التقصير في شكرها ، فإذا سُلب العبدُ الحياء المُكتسب والغَريزي ، لم يبق له ما يمنعه من ارتكاب القبيح ، والأخلاق الدنيئة ، فصار كأنه لا إيمان له .[ ابن رجب رحمه الله ]
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  2. #62
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: مدارسة الأربعين النووية

    الحديث الحادي والعشرون

    عَنِ أَبيْ عَمْرٍو وَقِيْلَ : أَبيْ عمْرَةَ سُفْيَانَ بنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ يَارَسُوْلَ اللهِ قُلْ لِيْ فِي الإِسْلامِ قَوْلاً لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدَاً غَيْرَكَ؟ قَالَ: ( قُلْ آمَنْتُ باللهِ ثُمَّ استَقِمْ ) رواه مسلم
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  3. #63
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: مدارسة الأربعين النووية


    - في هذا الحديث فوائد : حرص الصحابة رضي الله عنهم على السؤال عما ينفعهم في دينهم ودنياهم.ومنها عقل أبي عمرو أو أبي عمرة حيث سأل هذا السؤال العظيم الذي في النهاية ويستغني عن سؤال أي أحد ، حيث قال " قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك. " [ ابن عثيمين رحمه الله ]


    - ومنها أنه أجمع وصية وأنفع وصية ما تضمنه هذا الحديث ، الإيمان بالله ثم الاستقامة على ذلك بقوله " آمنت بالله ثم استقم. " [ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - ومن فوائد هذا الحديث : أن الإيمان بالله لا يكفي عن الاستقامة بل لا بد من إيمان بالله واستقامة على دينه . [ ابن عثيمين رحمه الله ]


    - ومنها أن الدين الإسلامي مبني على هذين الأمرين ، الإيمان ومحله القلب ، والاستقامة ومحلها الجوارح ، وإن كان للقلب منها نصيب لكن الأصل أنها في الجوارح . والله أعلم . [ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - وفي قوله عز وجل : { فاستقيموا إليه واستغفروه } إشارة إلى أنه لا بد من تقصير في الاستقامة المأمور بها ، فيجبر ذلك الاستغفار المقتضي للتوبة والرجوع إلى الاستقامة فهو كقول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ : ( اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ) [ ابن رجب رحمه الله ]

    - فمتى استقام القلب على معرفة الله ، وعلى خشيته وإجلاله ، ومهابته ومحبته وإرادته ، ورجائه ودعائه والتوكل عليه والإعراض عما سواه : استقامت الجوارح كلها على طاعته ، فإن القلب هو ملك الأعضاء وهي جنوده ، فإذا استقام الملك استقامت جنوده ورعاياه . [ ابن رجب رحمه الله ]
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  4. #64
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: مدارسة الأربعين النووية

    الحديث الثاني والعشرون

    عن أبي عبدالله جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أرأيت إذا صليت المكتوبات , وصمت رمضان وأحللت الحلال , وحرمت الحرام ولم أزد على ذلك شيئاً أأدخل الجنة ؟ قال - نعم - رواه مسلم .
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  5. #65
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: مدارسة الأربعين النووية

    - الحديث الثاني والعشرون عن أبي عبدالله جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال - أرأيت - بمعني : أخبرني .
    أرأيت إذا صليت المكتوبات - بمعنى الفرائض , وهي الفرائض الخمس والجمعة .
    وصمت رمضان - وهو الشهر الذي بين شعبان وشوال .
    وأحللت الحلال - أي فعلته معتقداً حله .
    وحرمت الحرام - أي اجتنبته معتقداً تحريمه .
    ولم أزد على ذلك , أأدخل الجنة ؟ قال - نعم -. رواه مسلم .[ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - وهذا الحديث لم يذكر فيه الزكاة ولم يذكر فيه الحج , فإما أن يقال : إن ذلك داخلاً في قوله " حرمت الحرام - لأن ترك الحج حرام وترك الزكاة حرام .
    ويمكن أن يقال : أما بالنسبة للحج فربما يكون هذا الحديث قبل فرضه , وأما بالنسبة للزكاة فلعل النبي صلى الله عليه وسلم علم من حال هذا الرجل أنه فقير وليس من أهل الزكاة فخاطبه على قدر حاله .[ ابن عثيمين رحمه الله ]

    -
    وقد فسر بعضهم تحليل الحلال باعتقاد حله ، وتحريم الحرام باعتقاد حرمته مع اجتنابه .
    ويحتمل أن يراد بتحليل الحلال إتيانه ، ويكون الحلال هاهنا عبارة عما ليس بحرام فيدخل فيه الواجب والمستحب والمباح ، ويكون المعنى أنه يفعل ما ليس بمحرم عليه ، ولا يتعدى ما أبيح له إلى غيره ، ويجتنب المحرمات . [ ابن رجب رحمه الله ]


    - في هذا الحديث من الفوائد : حرص الصحابة رضي الله عنهم على سؤال النبي صلى الله عليه وسلم . [ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - وفيه : أن الغاية من هذه الحياة هي دخول الجنة .[ابن عثيمين رحمه الله]

    - ومن فوائد هذا الحديث : أن السؤال معادٌ في الجواب فإن قوله - نعم - يعني تدخل الجنة .
    " قال النووي –رحمه الله- ومعنى حرمت الحرام : اجتنبته وينبغي أن يقال : اجتنبته معتقداً تحريمه " والله أعلم .[ ابن عثيمين رحمه الله ]


    - وقال طائفة من العلماء : إن كلمة التوحيد سبب مقتض لدخول الجنة وللنجاة من النار ، لكن له شروط ، وهي الإتيان بالفرائض ، وموانع وهي إتيان الكبائر . [ ابن رجب رحمه الله ]



    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  6. #66
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: مدارسة الأربعين النووية

    الحديث الثالث والعشرون

    عَنْ أَبِي مَالِكٍ الحَارِثِ بنِ عَاصِم الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
    (
    الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيْمَانِ، والحَمْدُ للهِ تَمْلأُ الميزانَ، وسُبْحَانَ اللهِ والحَمْدُ للهِ تَمْلآنِ - أَو تَمْلأُ - مَا بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ، وَالصَّلاةُ نُورٌ، والصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَو عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَو مُوبِقُهَا).

    رواه مسلم
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  7. #67
    سارة بنت محمد غير متواجد حالياً مشرفة سابقة بمجالس طالبات العلم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    3,129

    افتراضي رد: مدارسة الأربعين النووية

    بارك الله فيكم

    هذا الرابط مرسل من بعض الإخوة كإضافة للموضوع

    http://majles.alukah.net/t126252/
    عن جعفر بن برقان: قال لي ميمون بن مهران: يا جعفر قل لي في وجهي ما أكره، فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره.

    السير 5/75

  8. #68
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: مدارسة الأربعين النووية

    - الحديث الثالث والعشرون: عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الطهور شطر الإيمان ) بضم الطاء يعني الطهارة. [ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - (شطر الإيمان ) أي نصفه وذلك أن الإيمان تخلي وتحلي , أما التخلي فهو التخلي عن الإشراك , لأن الشرك بالله نجاسة كما قال الله تعالى : {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا }. [ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - فلهذا كان الطهور شطر الإيمان , وقيل: إن معناه أن الطهور للصلاة شطر الإيمان , لأن الصلاة إيمان ولا تتم إلا بطهور ... لكن المعنى الأول أحسن وأعم. [ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - ( والحمد لله تملأ الميزان ) الحمد لله تعني: وصف الله تعالى بالمحامد والكمالات الذاتية والفعلية .
    ( تملأ الميزان ) , أي ميزان الأعمال لأنها عظيمة عند الله عز وجل ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( كلمتان خفيفتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان , سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ). [ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - ( سبحان الله والحمد لله ) يعني الجمع بينهما ( تملأ ) أو قال: ( تملان ما بين السماء والأرض ) وذلك لعظمهما لاشتمالهما على تنزيه الله تعالى عن كل نقص , وعلى إثبات الكمال لله عز وجل ففي التسبيح تنزيه الله عن كل نقص وفي الحمد وصف الله تعالى بكل كمال , فلهذا كانتا تملان ما بين السماء والأرض. [ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - وقوله صلى الله عليه وسلم : ( والصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ) ، وفي بعض نسخ " صحيح مسلم): " والصيام ضياء ( فهذه الأنواع الثلاثة من الأعمال أنوار كلها ، لكن منها ما يختص بنوع من أنواع النور ، فالصلاة نور مطلق ... فهي للمؤمنين في الدنيا نور في قلوبهم وبصائرهم ، تشرق بها قلوبهم ، وتستنير بصائرهم .
    ولهذا كانت قرة عين المتقين ، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (جعلت قرة عيني في الصلاة ) أخرجه أحمد و النسائي . [ ابن رجب رحمه الله ]

    - ثم قال ( والصلاة نور ) يعني: أن الصلاة نور في القلب وإذا استنار القلب استنار الوجه , وهي كذلك نور يوم القيامة قال تعالى: { يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات ِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِ مْ }.وهي أيضاً نور بالنسبة للاهتداء والعلم وغير ذلك من كل ما فيه النور. [ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - ( والصدقة برهان ) أي دليل على صدق صاحبها , وأنه يحب التقرب إلى الله وذلك لأن المال محبوب إلى النفوس ولا يصرف المحبوب إلا في محبوب أشد منه حباً وكل إنسان يبذل المحبوب من أجل الثواب المرتجى وهو برهان على صحة إيمانه وقوة يقينه. [ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - ( والصبر ضياء ) الصبر أقسامه ثلاثة: صبر على طاعة الله , وصبر على معصية الله , وصبر على أقدار الله. [ ابن عثيمين رحمه الله ]
    - ( ضياء ) نوراً مع حرارة كما قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا }.
    والشمس فيها النور والحرارة , والصبر كذلك لأنه شاق على النفس فهو يعاني منه كما يعاني الإنسان من الحرارة ومن الحار. [ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - ( والقران حجة لك أو عليك ) والقران حجة لك , أي عند الله عز وجل أو حجة عليك ، فإن عملت به كان حجة لك , وإن أعرضت عنه كان حجة عليك . [ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - وقوله صلى الله عليه وسلم) : والقرآن حجة لك أو حجة عليك ) ، قال الله عز وجل : { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا } .
    قال بعض السلف : ما جالس أحد القرآن ، فقام عنه سالما ؛ بل إما أن يربح أو أن يخسر ، ثم تلا هذه الآية .[ ابن رجب رحمه الله ]

    - ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم أن كل الناس يغدون أي يذهبون الصباح إلي أعمالهم . ( فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ) كل الناس يغدون ويكدحون ويتعبون أنفسهم , فمنهم من يعتق نفسه ومنهم من يوبقها أي يهلكها بحسب عمله فإن عمل بطاعة الله واستقام على شريعته فقد اعتق نفسه أي حررها من رق الشيطان والهوى ، وإن كان العكس فقد أوبقها أي أهلكها. [ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - قال الحسن : المؤمن في الدنيا كالأسير ، يسعى في فكاك رقبته ، لا يأمن شيئا حتى يلقى الله عز وجل .[ ابن رجب رحمه الله ]
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  9. #69
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: مدارسة الأربعين النووية


    الحديث الرابع والعشرون

    عَنْ أَبي ذرٍّ الغِفَارْي رضي الله عنه عَن النبي صلى الله عليه وسلم فيمَا يَرْويه عَنْ رَبِِّهِ عزَّ وجل أَنَّهُ قَالَ: (يَا عِبَادِيْ إِنِّيْ حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِيْ وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمَاً فَلا تَظَالَمُوْا، يَا عِبَادِيْ كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُوْنِ ي أَهْدِكُمْ، يَاعِبَادِيْ كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلاَّ مَنْ أَطْعَمْتُهُ فاَسْتَطْعِمُون ِي أُطْعِمْكُمْ، يَا عِبَادِيْ كُلُّكُمْ عَارٍ إِلاَّ مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُوْنِ يْ أَكْسُكُمْ، يَا عِبَادِيْ إِنَّكُمْ تُخْطِئُوْنَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوْبَ جَمِيْعَاً فَاسْتَغْفِرُوْ نِيْ أَغْفِرْ لَكُمْ، يَا عِبَادِيْ إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوْا ضَرِّيْ فَتَضُرُّوْنِيْ وَلَنْ تَبْلُغُوْا نَفْعِيْ فَتَنْفَعُوْنِي ْ، يَاعِبَادِيْ لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوْا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فَيْ مُلْكِيْ شَيْئَاً. يَا عِبَادِيْ لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوْا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِيْ شَيْئَاً، يَا عِبَادِيْ لَوْ أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوْا فِيْ صَعِيْدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُوْنِيْ فَأَعْطَيْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِيْ إِلاَّ كَمَا يَنْقُصُ المِخْيَطُ إَذَا أُدْخِلَ البَحْرَ، يَا عِبَادِيْ إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيْهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيْكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرَاً فَليَحْمَدِ اللهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُوْمَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ)


    رواه مسلم.
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  10. #70
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: مدارسة الأربعين النووية

    *وفيه من الفوائد أولا :: رواية النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه وهو ما يسميه أهل العلم بالحديث القدسي .

    *ومن فوائده : أن الله عزوجل حرم الظلم عل نفسه لكمال عدله جل وعلا , فهو قادر على أن يظلم , قادر على أن يبخس المحسن من حسناته وأن يضيف إلى المسيء أكثر من سيئاته ولكنه لكمال عدله حرم ذلك على نفسه جل وعلا .

    *ومن فوائده : أن الظلم بيننا محرم وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يكون في الدماء والأموال والأعراض قال عليه الصلاة والسلام في مِنى يوم العيد :- إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام محرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا - .

    *ومن فوائد هذا الحديث : أن الأصل في الإنسان الضلال والجهل لقوله تعالى : { وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا } وقوله في هذا الحديث " يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم " . والأصل فيه أيضاً الغي والظلم .

    *ومن فوائده : وجوب طلب الهداية من الله لقوله تعالى في الحديث - استهدوني أهدكم - .

    *ومن فوائد الحديث : أن الإنسان بل كل العباد جائعون مضطرون إلى الطعام إلا من أطعمه الله عزوجل , ويترتب على هذه الفائدة سؤال الإنسان ربه واستغناؤه بسؤال الله عن سؤال عباد الله , ولهذا قال :" فاستطعموني أطعمكم "
    .
    يعني اطلبوا مني الطعام أطعمكم .

    *ومن فوائد هذا الحديث : أن العباد عراة إلا من كساه الله عزوجل ويسر له الكسوة وسهلها له , ولهذا قال
    "فاستكسوني أكسكم "أي اطلبوا مني الكسوة أكسيكم , وإنما ذكر الله عزوجل العري بعد ذكر الطعام , لأن الطعام كسوة الداخل واللباس كسوة الظاهر .

    *ومن فوائد هذا الحديث : أن بني ادم خطاء يخطئون كثيراً في الليل والنهار , ولكن هذا الخطأ يقابله مغفرة الله عزوجل لكل ذنب , وأن الله يغفر الذنوب جميعاً كما قال تعالى :{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا }
    ,ويترتب على هذا أن الإنسان يعرف قدر نفسه , فكلما أخطأ استغفر الله عزوجل .

    *ومن فوائد هذا الحديث : أن الذنوب مهما كثرت فإن الله تعالى يغفرها إذا استغفر الله الإنسان ربه , لقوله تعالى في الحديث القدسي -" وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم "
    وقوله :" يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني " وذلك لأن الله سبحانه وتعالى مستغن عن جميع خلقه , ومن أسمائه العزيز وهو الذي عز أن يناله ضرر , وكذلك هو الغني الحميد فلا حاجة إلى أن يسعى أحد لنفعه ولن يبلغ أحد ضرره لكمال غناه جل وعلا .

    * " يا عبادي , لو أن أولكم و آخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً " وذلك لكمال غناه عز وجل فلو كان الناس كلهم من إنس وجن على أتقى قلب رجل فإن ذلك لا يزيد من ملك الله شيئاً ً .لأن الله عني عنهم .

    * " يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنكسم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئاً " وذلك لكمال غناه فلا تنفعه طاعة الطائعين , ولا تضره معصية العاصين والمقصود من هاتين الجملتين : الحث على طاعة الله عزوجل والبعد عن معصيته .

    * "يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنكسم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر " وذلك لكمال غناه جل وعلا وسعته , فيستفاد من هذه الجملة : أن الله سبحانه وتعالى واسع الغنى والكرم وقوله: " إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر " سبق لنا أن المقصود بذلك المبالغة في أن ذلك لا ينقص من الله شيئاً .

    وقوله: "يا عبادي إنما أعمالكم ...الخ " فيستفاد منها الحث على العمل الصالح حتى يجد الإنسان الخير .

    *ومن فوائده أيضاً : أن الله سبحانه وتعالى لا يظلم الناس شيئاً .

    *ومن فوائده : أن العاصي سوف يلوم نفسه إذا كان في وقت لا ينفعه اللوم ولا الندم لقوله " ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه " .(1)








    ______________________________ __
    (!) التعليقات على الأربعين النووية للشيخ ابن عثيمين رحمه الله
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  11. #71
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: مدارسة الأربعين النووية

    الحديث الخامس والعشرون

    عَنْ أَبي ذَرٍّ رضي الله عنه أَيضَاً أَنَّ أُنَاسَاً مِنْ أَصحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالوا للنَّبي صلى الله عليه وسلم يَارَسُولَ الله: ذَهَبَ أَهلُ الدثورِ بِالأُجورِ، يُصَلُّوْنَ كَمَا نُصَلِّيْ، وَيَصُوْمُوْنَ كَمَا نَصُوْمُ، وَيَتَصَدَّقُوْ نَ بفُضُوْلِ أَمْوَالِهِمْ، قَالَ: (أَوَ لَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُوْنَ؟ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيْحَةٍ صَدَقَة.وَكُلِّ تَكْبِيْرَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَحْمَيْدَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَهْلِيْلَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بالِمَعْرُوْفٍ صَدَقَةٌ وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ وَفِيْ بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ قَالُوا: يَا رَسُوْلَ اللهِ أَيَأْتِيْ أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُوْنُ لَهُ فِيْهَا أَجْرٌ؟ قَالَ:أَرَأَيْت مْ لَوْ وَضَعَهَا فَيْ حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فَي الحَلالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ )

    رَوَاهُ مُسْلِمٌ
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  12. #72
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: مدارسة الأربعين النووية

    - وفي هذا الحديث دليل على أن الصحابة رضي الله عنهم لشدة حرصهم على الأعمال الصالحة ، وقوة رغبتهم في الخير كانوا يحزنون على ما يتعذر عليهم فعله من الخير مما يقدر عليه غيرهم . [ ابن رجب رحمه الله ]

    - وفي هذا الحديث : أن الفقراء غبطوا أهل الدثور - والدثور : هي الأموال - مما يحصل لهم من أجر الصدقة بأموالهم ، فدلهم النبي صلى الله عليه وسلم على صدقات يقدرون عليها .[ ابن رجب رحمه الله ]

    - ومعنى هذا أن الفقراء ظنوا أن لا صدقة إلا بالمال ، وهم عاجزون عن ذلك ، فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن جميع أنواع فعل المعروف والإحسان صدقة . [ ابن رجب رحمه الله ]

    - حرص الصحابة رضي الله عنهم على السبق إلى الخيرات . [ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - ينبغي للإنسان إذا ذكر شيئاً أن يذكر وجهه لأن الصحابة رضي الله عنهم لما قالوا ( ذهب أهل الدثور بالأجور) بينوا وجه ذلك فقالوا :
    ( يصلون كما نصلي ..الخ ) . [ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - الترغيب في الإكثار من هذه الأذكار ، لأن كل كلمة منه تعتبر صدقة تقرب المرء إلى الله عزوجل .[ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - جواز الاستثبات في الخبر ولو كان صادراً من صادق لقولهم ( أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر) . [ ابن عثيمين رحمه الله ]
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  13. #73
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: مدارسة الأربعين النووية

    الحديث السادس والعشرون

    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

    "كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلُّ يَومٍ تَطْلُعُ فِيْهِ الشَّمْسُ: تَعْدِلُ بَيْنَ اثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَتُعِيْنُ الرَّجُلَ في دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُ لَهُ عَلَيْهَا أَو تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَبِكُلِّ خُطْوَةٍ تَمْشِيْهَا إِلَى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ، وَتُمِيْطُ الأَذى عَنِ الطَّرِيْقِ صَدَقَةٌ"

    رواه البخاري ومسلم.
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  14. #74
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: مدارسة الأربعين النووية

    - أن كل إنسان عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس على عدد مفاصله وقد قيل إن المفاصل ثلاثمائة وستون مفصلاً - والله أعلم. [ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - أن كل ما يقرب إلى الله من عبادة وإحسان إلى خلقه فإنه صدقة ، وما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فهو أمثلة على ذلك ، وقد جاء في حديث آخر ( أن يجزئ عن ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ). [ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - ومعنى الحديث أن تركيب هذه العظام وسلامتها من أعظم نعم الله على عبده ،فيحتاج كل عظم منها إلى صدقة يتصدق ابن آدم عنه ، ليكون ذلك شكراً لهذه النعمة ، قال الله عز وجل : { يأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك } . وقال الله عز وجل :{ قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون }. وقال : { ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين } . [ ابن رجب رحمه الله ]

    - فهذه النعم مما يسأل الإنسان عن شكرها يوم القيامة ويطالب بها كما قال تعالى: { ثم لتسألن يومئذ عن النعيم }.[ابن رجب رحمه الله ]

    - والمقصود أن الله تعالى أنعم على عباده بما لا يحصونه كما قال: { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } وطلب منهم الشكر ورضي به منهم . [ ابن رجب رحمه الله ]
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  15. #75
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: مدارسة الأربعين النووية

    الحديث السابع والعشرون


    عن النواس بن سمعان رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( البر حسن الخلق ، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس )) .رواه مسلم .
    وعن وابصة بن معبد رضى الله عنه ، قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : (( جئت تسأل عن البر و الإثم ؟ )) قلت : نعم ؛ قال : (( استفت قلبك ؛ البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن اليه القلب ، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر ، وإن أفتاك الناس وأفتوك ))
    حديث حسن ، رويناه في مسندي الإمام أحمد بن حنبل ، و الدارمي بإسناد حسن .
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  16. #76
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: مدارسة الأربعين النووية

    - ومن فوائد هذا الحديث والذي قبله : فضيلة حسن الخلق ، حيث جعل النبي صلى الله عليه وسلم حسن الخلق هو البر .

    - ومن فوائده أيضاً : أن ميزان الإثم أن يحيك بالنفس ولا يطمئن إليه القلب .

    - ومن فوائده : أن المؤمن يكره أن يطلع الناس على عيوبه بخلاف المستهتر الذي لا يبالي ، فإنه لا يهتم إذا اطلع الناس على عيوبه .

    - ومن فوائدها : فراسة النبي صلى الله عليه وسلم حيث اتى إليه وابصة رضي الله عنه فقال : ( جئت تسأل عن البر) ؟

    - ومن فوائدها : إحالة حكم الشيء إلى النفس المطمئنة التي تكره الشر وتحب الخير ؛ لقوله : (البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب).

    - ومن فوائد الحديثين أيضاً : أن الإنسان ينبغي له أن ينظر إلى ما يكون في نفسه دون ما يفتيه الناس به فقد يفتيه الناس الذين لا علم لهم بشيء لكنه يتردد فيه ويكرهه فمثل هذا لا يرجع إلى فتوى الناس له وإنما يرجع إلى ما عنده .

    - ومن فوائدهما : أنه متى أمكن الاجتهاد فإنه لا يعدل إلى التقليد لقوله : (وإن أفتاك الناس وأفتوك ).



    [للشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى ]
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  17. #77
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: مدارسة الأربعين النووية

    الحديث الثامن والعشرون


    عَن أَبي نَجِيحٍ العربَاضِ بنِ سَاريَةَ رضي الله عنه قَالَ: وَعَظَنا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَوعِظَةً وَجِلَت مِنهَا القُلُوبُ وَذَرَفَت مِنهَا العُيون. فَقُلْنَا: يَارَسُولَ اللهِ كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوصِنَا، قَالَ: (أُوْصِيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ عز وجل وَالسَّمعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافَاً كَثِيرَاً؛ فَعَلَيكُمْ بِسُنَّتِيْ وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المّهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فإنَّ كل بدعة ضَلالَةٌ ). رواه أبو داود والترمذي وقال : حديث حسن صحيح.
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  18. #78
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: مدارسة الأربعين النووية

    - فقول العرباض : ( وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ) ، وفي رواية أحمد وأبي داود والترمذي : ( بليغة )، وفي روايتهم أن ذلك بعد صلاة الصبح ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يعظ أصحابه في غير الخطب الراتبة ، كخطب الجمع والأعياد ، وقد أمره الله تعالى بذلك ، فقال : { وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا } ، وقال : { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة }، ولكنه كان لا يديم وعظهم ، بل يتخولهم به أحيانا ، كما في " الصحيحين " عن أبي وائل ، قال : كان عبدالله بن مسعود يذكرنا كل يوم خميس ، فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن ، إنا نحب حديثك ونشتهيه ، ولوددنا أنك حدثتنا كل يوم ؟ فقال : ما يمنعني أن أحدثكم إلا كراهة أن أملكم ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخولنا بالموعظة ، كراهة السآمة علينا . [ ابن رجب رحمه الله ]

    - ومن فوائد هذا الحديث : حرص النبي صلى الله عليه وسلم على موعظة أصحابه كما أنه حريص على أن يعظهم أحيانا بتبليغهم الشرع ، فهو أيضا يعظهم مواعظ ترقق القلوب وتؤثر فيها . [ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - ومنها : أنه ينبغي للواعظ أن يأتي بموعظة مؤثرة في الأسلوب وكيفية الإلقاء ولكن بشرط ألا يأتي بأحاديث ضعيفة أو موضوعة ؛ لأن بعض الوعاظ يأتي بالأحاديث الضعيفة والموضوعة يزعم بأنها تفيد في تحريك القلوب ، ولكنها وإن أفادت في هذا تضر ، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ). [ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - ومنها من فوائد هذا الحديث : أن العادة إذا أراد أن يفارق أصحابه وإخوانه فإنه يعظهم موعظة بليغة ، لقوله : كأنها موعظة مودع . [ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - ومنها : طلب الوصية من أصحاب العلم . [ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - ومنها : أنه لا وصية أفضل ولا أكمل من الوصية بتقوى الله عز وجل ، قال تعالى : { ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله } وتقوى الله سبق شرحها . [ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - ومنها : الوصية بالسمع والطاعة لولاة الأمور وإن كانوا عبيدا لقوله صلى الله عليه وسلم : ( والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد ) لأن السمع والطاعة لهم تنتفي به شرور كثيرة وفوضى عظيمة . [ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - ومن فوائد الحديث : ظهور آية من آيات الرسول عليه الصلاة والسلام حيث قال : ( من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ) والذين عاشوا من الصحابة رأوا اختلافا كثيرا كما يعلم ذلك من التاريخ . [ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - وفي هذه الأزمان التي بعد العهد فيها بعلوم السلف يتعين ضبط ما نقل عنهم من ذلك كله ، ليتميز به ما كان من العلم موجودا في زمانهم ، وما حدث من ذلك بعدهم ، فيعلم بذلك السنة من البدعة .
    وقد صح عن وابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : إنكم قد أصبحتم اليوم على الفطرة ، وإنكم ستحدثون ويحدث لكم ، فإذا رأيتم محدثة ، فعليكم بالهدي الأول .
    وابن مسعود قال هذا في زمن الخلفاء الراشدين .[ ابن رجب رحمه الله]

    - ومن فوائد الحديث : لزوم التمسك بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام لا سيما عند الاختلاف والتفرق ، ولهذا قال : ( فعليكم بسنتي ) . [ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - ومنها أنه ينبغي التمسك الشديد حتى يعض عليها بالنواجذ ، لئلا تفلت من الإنسان . [ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - ومن فوائد الحديث : التحذير من محدثات الأمور ، والمراد بها المحدثات في الدين ، وأما ما يحدث في الدنيا فينظر فيه إذا كان فيه مصلحة فلا تحذير منه ، أما ما يحصل في الدين فإنه يجب الحذر منه لما فيه التفرق في دين الله والتشتت وتضيع الأمة بعضها بعضا . [ ابن عثيمين رحمه الله ]

    - ومن فوائد الحديث : أن كل بدعة ضلالة ، وأنه ليس في البدع ما هو مستحسن كما زعمه بعض العلماء ، بل كل البدع ضلالة فمن ظن أن بدعة من البدع حسنة فإنها لا تخلو من أحد أمرين :
    إما أنها ليست بدعة وظنها هو أنها بدعة ، وإما أنها ليست حسنة وظن هو أنها حسنة ، وأما أن تكون بدعة وحسنة فهذا مستحيل ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( فإن كل بدعة ضلالة ) . [ ابن عثيمين رحمه الله ]
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  19. #79
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: مدارسة الأربعين النووية


    الحديث التاسع والعشرون :


    عَن مُعَاذ بن جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: قُلتُ يَا رَسُولَ الله أَخبِرنِي بِعَمَلٍٍ يُدخِلُني الجَنَّةَ وَيُبَاعدني منٍ النار ، قَالَ: ( لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيْمٍ ، وَإِنَّهُ لَيَسِيْرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ : تَعْبُدُ اللهَ لا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئَا، وَتُقِيْمُ الصَّلاة، وَتُؤتِي الزَّكَاة، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ البَيْتَ.
    ثُمَّ قَالَ : أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الخَيْرِ : الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيْئَةَ كَمَا يُطْفِئُ المَاءُ النَّارَ، وَصَلاةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ ثُمَّ تَلا : (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) حَتَّى بَلَغَ: ( يعملون)[السجدة:16-17]
    ثُمَّ قَالَ: أَلا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ ؟ قُلْتُ: بَلَى يَارَسُولَ اللهِ، قَالَ: رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلامُ ، وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ ، وَذروَةُ سَنَامِهِ الجِهَادُ.
    ثُمَّ قَالَ: أَلا أُخبِرُكَ بِملاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ؟ قُلْتُ:بَلَى يَارَسُولَ اللهِ. فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ وَقَالَ: كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا. قُلْتُ يَانَبِيَّ اللهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فَقَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَامُعَاذُ. وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَو قَالَ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلسِنَتِهِمْ)
    رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  20. #80
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي


    ما يستفاد من الحديث :

    1- حرص الصحابة على معرفة أمور دينهم ، وسؤال الرسول صلى الله عليه وسلم عن كل ما يقرب من الله عز وجل .
    2- دخول الجنة والمباعدة والنجاة من النار يحتاج إلى أعمال عظيمة وجهود كبيرة .
    3- من استعان بالله وأخلص العمل له يسر الله عليه كل عسير وحقق له ما يتمنى .
    4- القيام بما فرض الله هو أقرب الطرق إلى الفوز برضا الله وبجنته .
    5- التقرب إلى الله بالنوافل يفتح أبواب الخير ، ويحقق محبة الله ورضوانه .
    6- التحذير من مغبة الانزلاق في شهوة اللسان واستخدامه فيما حرم الله .
    7- يجب على العالم أن يبذل النصيحة ويوضحها لطالبها في صورة وافية .


    [المرجع : نيل الأرب من جامع العلوم والحكم ]
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •