حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ عُثْمَانَ , يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ الثَّقَفِيَّ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى النَّاسِ فِي الْمَوْسِمِ ، فَيَقُولُ : أَلاَ رَجُلٌ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ ، فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلاَمَ رَبِّي.(وفي قوله ( ألا رجل يحملني إلى قومه) يجوز هنا أن يعتضد ولو بمشرك ليوصل صوته وهذا يخرّج عليه الخرروج في بعض القنوات السيئة لإيصال الحق فيها , ولكن خروج الإنسان في القنوات الفضائية التى ليست على منهج صحيح إنه على نوعين / النوع الأول: ما يدحض به الإنسان الشر الذى تروج له مثل هذه القنوات حتى لا يكون خروجه إقرارا لها فحينئذ إذا كانت تروج للشرك ينقض الشرك وإذا كانت تروج للبدعة ينقض البدعة ويدعو أيضا إلى غيرها من توحيد الله سبحانه وتعالى وأركان الاسلام وغير ذلك من اصول الإسلام وفروعه , النوع الثاني : ان يخرج الانسان في شيء من القنوات ووسائل الإعلام ولكنه يدعو إلى شيء من الإسلام لكن لا يخالف ما عليه مجرى تلك القناة , فإن كانت تدعو إلى الشرك ترك الشرك ودعا إلى غيره ..كانت تناقض في جانب من الجوانب يتركه ويدعو إلى غير .. حينئذ وجوده ترويج ولو دعا إلى حق , حينئذ يتوسط الإنسان في هذا الجانب بأن يدعو إلى الحق الذى توافقه تلك الوسيلة الإعلامية او تخالفه وهذا من السياسة الشرعية في ذلك فالنبي أراد أن يحملوه إلى ما يخالفهم قومهم من الوثنية فلا يريد هو أن يرجع إلى شيء يريدونه , فيدعو دون ذلك من مكارم الأخلاق وإكرام الضيف والخلق وحسن الجوار وغير ذلك من شيم العرب , بل أراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يحمل ويدعو إلى التوحيد وكذلك بيان خطر الشرك , ولهذا نقول أن الإنسان في خروجه في القنوات الفضائية أو في وسائل الإعلام على هذين الحالين حالٌ مشروعة وحال ممنوعة ,حتى لا يلبس الإنسان دينه بشيء من الباطل , كذلك أيضاً لا يلبس دين الناس بشيء من الترويج للباطل , كثير من القنوات الفضائية يخرج فيها صالحون يدعون إلى شيء يدعون إلى تعاليم الإسلام ولكن ليس فيه ما يخالف سياسة تلك القناة فيدعو إلى مكارم الأخلاق والآداب وسير الصحابة والمغازي وغير ذلك فكانه يحصر الإسلام في جانب التربية والسلوك والأدب ويغيب الجانب الأعظم وهو التوحيد وكذلك أركان الإسلام والأمور العظيمة التى لا يجعلوا الإسلام له صلة بها والمدارس العقلية المستفيضة اليوم يقولون أن الإسلام هو أمور فردية وتربية للنفوس وهؤلاء يعينون على تشكيل هذه المدرسة من حيث لا يشعرون وتغيب ذلك الجانب الأعظم هو من الأمور الخطيرة التى ينبغي للإنسان ألا ينظر إلى الحق بذاته بل ينظر إليه بسياقه , فربما الشيء الحسن إذا نظرت إليه بسياقه ذممته ورددته ولو كان حقا في ذاته وربما الشيء السيء الذى لا ترتضيه بذاته لو نظرت إليه في سياقه لاستحسنته , وهذا من تمام الحكمة ان ينظر إليها الإنسان سواء في هذه المسألة أو غيرها..http://www.altarefe.com/cnt/thoughts/703