توجد آية أشكلت عليّ، وهي في سورة النور قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}(سور ة النور: 19). ومحل الإشكال: إننا نعلم أنه سبحانه تجاوز عما حدثنا بيه أنفسنا!! وهذه الآية ظاهر لفظها -والله أعلم- أن العذاب على الحب!! فهل هذه حالة خاصة أم فهمت خطأً. خصوصاً أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وهذه الآية تستخدم كثيراً في الدعوة إلى الله. أفيدونا جزاكم الله خيراً


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أولاً: أشكر الأخت على إثارة هذا السؤال؛ فإن العلم بمعاني كلام الله تعالى أشرف
العلوم، وأجلها قدراً.
ثانياً: ليس فيما ذكر إشكال -بحمد الله-، وبيان ذلك أن يقال:
إن المحبة هنا ليس المقصود بها مجرد ما يمر بالخاطر من خطرات ووساوس، فإن هذا لا يؤاخذ به العبد -كما أشرتي في سؤالك-؛ لأدلة كثيرة مشهورة، بل المقصود بذلك -والله أعلم- هو التهيؤ لإبراز ما يحب وقوعه من الفاحشة.
ويوضح ذلك: -ما ذكره ابن عاشور رحمه الله- أن محبة ذلك دالة على خبث النية نحو المؤمنين، ومن شأن تلك الطوية أن لا يلبث صاحبها إلا يسيراً حتى يصدر عنه ما هو محب له، أو يُسَر بصدور ذلك من غيره، والعياذ بالله. والله تعالى أعلم.