قال الخطيب البغدادي رحمه الله في تاريخ بغداد :

4116 - الْحُسَيْن بن عَلِيّ بن مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِي الصيمري سكن بَغْدَاد، وكان أحد الفقهاء المذكورين من العراقيين، حسن العبارة، جيد النظر.
وولي قضاء المدائن فِي أول أمره، ثم ولي بأخرة القضاء بربع الكرخ، ولم يزل يتقلده إِلَى حين وفاته.
وحدث عَنْ أَبِي بَكْرٍ المفيد الجرجرائي، وأبي الفضل الزهري، وأبي بكر بن شاذان، وعلي بن حسان الدممي، وأبي حفص بن شاهين، والحسين بن مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَان الكاتب، وأبي حفص الكتاني، وأبي عُبَيْد اللَّهِ المرزباني، وعيسى بن عَلِيّ بن عِيسَى الوزير، وغيرهم.
كتبت عنه، وكان صدوقا، وافر العقل، جميل المعاشرة، عارفا بحقوق أهل العلم، وسمعته يَقُولُ: حضرت عند أَبِي الْحَسَن الدارقطني، وسمعت منه أجزاء من كتاب السنن الذي صنفه، قَالَ: فقرئ عليه حديث غورك السعدي، عَنْ جَعْفَر بن مُحَمَّد، الحديث المسند فِي زكاة الخيل، وفي الكتاب غورك ضعيف، فَقَالَ أَبُو الْحَسَن: ومن دون غورك ضعفاء.
فقيل: الذي رواه عَنْ غورك هو أَبُو يوسف الْقَاضِي، فَقَالَ: أعور بين عميان! .
وكان أَبُو حامد الإسفراييني حاضرا، فَقَالَ: ألحقوا هذا الكلام فِي الكتاب! قَالَ الصيمري: فكان ذلك سبب انصرافي عَنِ المجلس ولم أعد إِلَى أَبِي الْحَسَن بعدها، ثم قَالَ: ليتني لم أفعل، وأيش ضر أبا الْحَسَن انصرافي؟! أو كما قَالَ.
مات الصيمري فِي ليلة الأحد ودفن فِي داره بدرب الزرادين من الغد، وهو يوم الأحد الحادي والعشرين من شوال سنة ست وثلاثين وأربع مائة.
وكان مولده فِي سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة.