بسم الله الرحمن الرحيم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
" لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ "
أورد البخاري رحمه الله هذ الحديث في كتاب الأدب وهو يفيد إجمالا أن مع المؤمن قدرا زائدا ممّ هو مشترك بين الأمم في اليقظة والتذكر والاعتبار وعدم الغفلة
وهذا من موجبات الإيمان الذي يحمله
فهو يشبه حديث النبي صلى الله عليه وسلم :
" عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له "
فقوله صلى الله عليه وسلم :
"وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن "
لأنه لا يحمل على الصبر والشكر إلا الإيمان ، الإيمان بالله وبصدق موعوده ، الإيمان بالبعث والحساب ، الإيمان بالجنة والنار ، الإيمان بصدق النبي عليه الصلاة والسلام فيما أخبر به عن ربه عز وجل ، ولن يكون هذا لأحد غيرهم .
أينما ذكر الإيمان فثمرته خاصة بالمؤمنين في كتاب الله عز وجل أو حديث رسوله صلى الله عليه وسلم
وهذه الفائدة نافعة بإذن الله في التدبر .
مثال آخر
النصر :
لا يأتِ إلا مع الصبر " وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ "
والصبر من موجبات الإيمان
قال علي رضي الله عنه : إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد
ثم رفع صوته فقال: ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له
فلا يصبر إلا المؤمن
ولذا لا يكون النصر حليفاً لغيرهم عليهم أبدا
قال الله عز وجل :
" وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ "
وهذا موعود الله عز وجل لا يتخلف ، فإن تخلف شرطه من الصبر قد يكون للكافرين نصيب
قال الله تعالى :
" الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا "
قال السعدي رحمه الله :
( وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ ) ولم يقل فتح؛ لأنه لا يحصل لهم فتح، يكون مبدأ لنصرتهم المستمرة، بل غاية ما يكون أن يكون لهم نصيب غير مستقر، حكمة من الله.اه
فأينما ذكر الإيمان فثمرته خاصة بالمؤمنين .
فالثمرة المقصودة بالحديث ( لا يلدغ ) خاصة بالمؤمن
ذكر الطحاوي رحمه الله :
(وَإِنَّمَا قَصَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا الْقَوْلِ إلَى الْمُؤْمِنِ لأَنَّهُ يُبَيِّنُ فِيهِ بِمَعْنًى مِنَ الْمَعَانِي ) [1]
ووقفة مع ألفاظ الحديث تبين بعض معنى ذلك :...
يتبع بحول الله وقوته
[1] (مشكل الآثار )