حديث : " مَا بَيْن بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ" متفق عليه بهذا اللفظ.
وقد جاء في بعض طرق هذا الحديث لفظ: "ما بين قبري ومنبري" كما عند ابن عساكر وابن الأعرابي وغيرهما وجاء في بعضها: "ما بين بيتي و مصلاي" كما عند البزار وغيره، وجاء في بعضها: "ما بين حجرتي ومصلاي" كما عند الطبراني في الأوسط.
قال الحافظ ابن حجر بعد أن ذكر الحديث من طريق أبي هريرة رضي الله عنه: " مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي ": كذا للأكثر، ووقع في رواية ابن عساكر وحده " قَبْرِي " بدل " بَيْتِي "، وهو خطأ".
والذين رووه من أهل العلم بلفظ "قبري" بدل "بيتي" يحتمل أنهم رووه بالمعنى؛ لأن قبره صلى الله عليه وسلم في بيته.
ثم إن روايتهم بلفظ "قبري" يدل على أنهم فهموا أن المراد بالبيت في الحديث بيت عائشة رضي الله عنها لا بيت غيرها من الأزواج؛ لأن فيه قبره صلى الله عليه وسلم، وقد جاء في بعض الطرق: "ما بين المنبر وبيت عائشة".
قال شيخ الإسلام ناصر الدين الألباني: " ويدل عليه (أي: أن المراد بالبيت بيت عائشة رضي الله عنها) أنه الذي فهمه السلف الذين رووا الحديث بلفظ " قَبْرِي " بدل " بَيْتِي ".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: " ولكن بعضهم رواه بالمعنى فقال : "قَبْرِي " وهو صلى الله عليه وسلم حين قال هذا القول لم يكن قد قبر بعد صلوات الله وسلامه عليه ولهذا لم يحتج بهذا أحد من الصحابة لمّا تنازعوا في موضع دفنه، ولو كان هذا عندهم لكان نصًّا في محل النزاع ، ولكن دفن في حجرة عائشة في الموضع الذي مات فيه".
ورُوي عن ابن عمر مرفوعا بلفظ: "مَا بَيْنَ قَبْرِي وَمِنْبَرِي، وَأُسْطُوَانَةُ التَّوْبَةِ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ".
قال ابن عبد البر : "حديث كذب موضوع منكر، وضعه عبد الملك هذا" أي: "عبد الملك بن عبد ربه".
والخلاصة: أن المحفوظ هو لفظ "ما بين بيتي ومنبري" وأما لفظ "قبري" و "مصلاي" وغير ذلك من الألفاظ فغير محفوظ.
وللمزيد والتفصيل يراجع: ما كتبه الدكتور عبدالعزيز بن محمد السعيد بعنوان: دراسة حديث " ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة " . رواية ودراية.