تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: يقولون مالا يفعلون

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    20

    افتراضي يقولون مالا يفعلون

    إن لله نعماً عظيمة على خلقه لا تُعد ولا تُحصى ، ومن أجل النعم التي أسبغها الله على عباده نعمة الكلام فقد كرمه الله بها على سائر خلقه ، وتلك نعمة تستوجب الشكر كباقي النعم ن وشكر الله على هذه النعمة تكون باستخدام اللسان في كل خير منشود ، وكفه عن كل شر وسوء ، وقد وصف الله سبحانه عباد المؤمنين بقوله :( قد أفلح المؤمنون . الذين هم في صلاتهم خاشعون . والذين هم عن اللغو معرضون ) فالبعد عن اللغو من أركان الفلاح ودلائل الكمال .

    وقال عليه الصلاة والسلام : ( لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ) . والإيمان قوة عاصمة عن الدنايا ، ودافعة إلى المكرمات ، فعلى المؤمن أن يعود لسانه على الجميل من القول ، وليعلم أن ألفاظه محسوبة عليه ، وأنه محاسب عليها ، لقوله تعالى : ( ما يلفظ من قول إلى لديــه رقـيب عتيد )
    وما نراه في هذه الأيام ونسمعه من عدد كبير من الناس عامة ، ومن المسلمين خاصة هو الهدر في الحديث دون وعي يقظ ، ولا فكر عميق ، فهم يلقون بالكلمات المسترسلة دون تبصر ، وبهذا تقودهم ألسنتهم إلى مصارعهم ن ونضرب أمثلة على بعض الكلمات والجمل التي تصدر من بعض أفراد المجتمع والتي يتفشى ضررها وتنتقل من جيل إلى جيل وكأنه تراث لا يفنى ، فمثلاً :

    ( الله يجعلني آخذ ضيمك ) ( الله يطعني عنك ) (الله يقبرني عنك ) ( لقطوني قدامك ) ( أخذوك ) فدعيني أختي المسلمة أطرح عليك سؤالاً :
    لو أصيبت إحدى قريباتك أو صديقاتك بمرض خطير ، هل تتمنين أن ينتقل هذا المرض إليك ؟ لا والله ! ليس منا من يتمنى المرض ، والأمر الآخر ، نحن نعلم أن الابتلاء من أقدار الله على عباده ،ليس من حقنا التصرف فيه ، فالخالق هو المتصرف ، يبتلي من يشاء ، ويدفعه عمن يشاء ، ثم الدعاء على النفس ، وهذه من المنهيات التي حذرنا منها الحبيب المصطفى ، فقد نهى عن الدعاء بالموت أو تمنيه ،

    ثم الدعاء بقولك :( الله يطعن عنك ) أفلا تخشين أن تكون أبواب السماء مفتوحة فتستجاب دعوتك ، ويا ترى ! ما الأسباب التي تدعوك لقول هذه الكلمات ؟ أكل هذه محبة في تلك المرأة أو تلك الصديقة ؟ أم أنها عادة توارثتيها عن الآباء والأجداد ؟ فلو أنك انتقيت طيب الكلام وقلت لها : ( عـــافــاك الله ) ( نــــــور الله قـــلبك ) ( أســـعدك الله ) أمــا كـان ذلــك خــــــير لــك ولــــها .
    وليكن لك في رسول الله أسوة حسنة ، فالأدب النبوي يعلمنا أن لا نتكلم إلا حقاً وصدقاً . وبذلك نسلم من كثرة السيئات ، ويسلم المجتمع من الفتن .

    ونعلم أن حياتنا ليست سدى ، وقد أرشدنا المصطفى إلى ما فيه صلاح ديننا ودنيانا ، وأن لا يستهين المسلم بهذه الدعوات والتي منها اللعن والعياذ بالله الذي بات سهلاً على كثيراً من الألسنة ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء ، فتغلق أبواب السماء دونها ، ثم تهبط الأرض فتغلق أبوابها ، ثم تأخذ يميناً وشمالاً . فإن لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لعن ، فإن كان أهلاً ، وإلا رجعت إلى قائلها ) رواه أبو داود.
    وورد أن رسول الله دخل على إمرأة مريضة فوجدها تلعن الداء وتسب الحمى ، فكره منها هذا المسلك وقال لها مواسياً : ( إنها ــ أي الحمى ــ تُذهب خطايا ابن آدم كما يُذهب الكير خبث الحديد ) .
    وقد قال الفضيل بن عياض : أشد الورع في اللسان .
    فاتقي الله يا أختي المسلمة وراقبيه في كل صغيرة وكبيرة ، واستغفري الله ، فإذا انزلق المسلم إلى ذنب وشعر أنه باعد بينه وبين ربه فليلحقه بالإستغفار .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الدولة
    لن ألبَثَ كثيرًا حتّى أكونَ تحتَ التُّراب.
    المشاركات
    603

    افتراضي رد: يقولون مالا يفعلون

    أحسَنَ إليكُم وجزاكُم خيرًا.
    إن وعدْتُ بعودةٍ أو مُشاركةٍ ولم أعُد، أو كانَ لأختٍ حقٌّ عليّ فلتُحلّلني، أستودعُكُنّ الله .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الدولة
    لن ألبَثَ كثيرًا حتّى أكونَ تحتَ التُّراب.
    المشاركات
    603

    افتراضي رد: يقولون مالا يفعلون

    قالَ يحيَى بنُ مُعاذٍ:

    "القلوبُ كالقُدورِ تغلِي بما فيها، وألسنتُها مغارِفُها، فانظُر إلى الرَّجُلِ حينَ يتكلَّمُ، فإنَّ لسانَهُ يغترفُ لكَ ممّا في قلبِهِ، حلوٌ وحامضٌ، وعذبٌ وأجاجٌ وغيرُ ذلِك،ويُبيّنُ لكَ طعمَ قلبِهِ اغترافُ لسانِهِ.
    أي كما تطعمُ بلسانِكَ طعمَ ما في القُدورِ منَ الطَّعامِ فتُدرِكُ العلمَ بحقيقَتِهِ، كذلِكَ تطعمُ ما في قلبِ الرَّجُلِ من لسانِهِ كما تذوقُ ما في القدرِ بلسانِكَ".

    وقالَ زُهيرُ بنُ أبي سلمَى:
    ومَهما تكُن عندَ امرِئٍ من خليقةٍ *** وإن خالَها تخفَى على النّاسِ تُعلَمِ
    وكاءٍ ترى صامتٍ لكَ مُعجِبٍ *** زيادَتُهُ أو نقصُهُ في التَّكلُّمِ
    لسانُ الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤادُهُ *** فلَم تبقَ إلّا صورةُ اللّحمِ والدّمِ.
    إن وعدْتُ بعودةٍ أو مُشاركةٍ ولم أعُد، أو كانَ لأختٍ حقٌّ عليّ فلتُحلّلني، أستودعُكُنّ الله .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    المشاركات
    360

    افتراضي رد: يقولون مالا يفعلون


    إن مما نعانيه في هذا الزمان من عيوب ذلك اللسان الذي تكثر آفاته وتتعدد ولذلك كان التوجيه النبوي في استخدام اللسان إما في الخير أو الصمت فلقد قال صلى الله عليه وسلم: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت "
    وعن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله حدثني بأمر اعتصم به، قال: قل ربي الله ثم استقم، قلت يا رسول الله: ما أخوف ما تخاف عليّ؟ فأخذ بلسان نفسه ؟ ثم قال: هذا "، وقال سيدنا عيسى بن مريم " أربع لا تصير إلا في مؤمن: الصمت وهو أول العبادة والتواضع وذكر الله وقلة الشر "

    ومما حفظ عن العلماء والحكماء في حفظ اللسان ما يلي:

    * قال أحد الحكماء: في الصمت سبعة آلاف خير، في الصمت سبعة كلمات، كل كلمة منها بألف خير الأول: عبادة من غير عناء، الثاني: زينة من غير حلي، الثالث: هيبة من غير سلطان، الرابع: حصن من غير حائط، الخامس: الاستغناء عن الاعتذار لأحد، السادس: راحة الكرام الكاتبين، السابع: ستر لعيوبه.

    * قال لقمان الحكيم: يا بني من يصحب صاحب السوء لا يسلم ومن يدخل مدخل السوء يتهم ومن لا يملك لسانه يندم.

    * قال أحد الصالحون: المؤمن قليل كلامه كثير عمله والمنافق كثير كلامه وقليل عمله.

    * قال أحد الفقهاء: هكذا كان عمل الزهاد، كانوا يتكلفون لحفظ اللسان، يحاسبون أنفسهم في الدنيا، وهكذا ينبغي على المسلم أن يحاسب نفسه في الدنيا قبل أن يحاسب في الآخرة لأن حساب الدنيا أيسر من حساب الآخرة كما أن حفظ اللسان في الدنيا أيسر من ندامة الآخرة.

    منقول للفائده




الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •