تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: أربع زوجات

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    2,172

    افتراضي أربع زوجات

    إحدى الأخوات سألتني: كيف أستطيع أن أكون أربع نساء في نظر زوجي حتى لا يفكر طوال حياته أن يتزوج غيري؟ بعبارة أخرى: ما هـي صفات الزوجة التي تملأ عيون زوجها طوال العمر؟

    المعالجة:
    أعجبني السؤال كثيراً، فهو يشير إلى حرص سائلته على إسعاد زوجها، وأحسب أن السؤال والإجابة عنه يهمّان ملايين الفتيات، بل حتى النساء.

    وأقول في إجابتي عن سؤالك:

    أنت لا تحتاجين إلى أن تملئي عينَيْ زوجك فحسب، بل تحتاجين إلى أن تملئي أذنيه، وأنفه، وفمه، وقلبه، وعقله! ولعلك تسألين: بم أملأ كل هذا الذي ذكرته؟

    • تملئين بصره بحُسن مظهرك، فلا يشغلك شيء عن أن تكوني لعَيْنِه في أحسن صورة، ولا تسأمي من هذا مهما كثرت عليك الأعباء وزادت الواجبات.

    • وتملئين سمعه بكلامك الطيب؛ من شكر وتقدير، وثناء جميل، وعبارات رقيقة، وهمسات ناعمة، ولا يسمع منك ما يؤذيه، وما يُبعده عنك ويُقصيه.

    • وتملئين أنفه بكل رائحة زكية تجذبه، وتُميله نحوك، فلا يشم منك رائحة ثوم أو بصل أو عَرَق.

    • وتملئين فمه بالطعام الطيب، والحلوى اللذيذة، فلا يستطِيب طعاماً غير طعامك، ولا يستسيغ شراباً غير شرابك.

    • وتملئين قلبه بحبك وعطفك وحنانك، فيشتاق إليك إذا غاب عنك، ولا يسأم منك إذا طال جلوسه معك، فلا تجد امرأةٌ فراغاً في قلبه تملؤه بدلاً منك.

    • وتملئين عقله برأيك الحكيم، ومشورتك السديدة، وأفكارك الجيّدة، حتى يصل إلى حال لا يفعل فيها شيئاً دون أن يستشيرك، ولا يتخذ قراراً دون أن يرجع إليك.

    ولا أُخفي عنك أنّ فِعل هذا كله ليس سهلاً، وتحتاجين لتحقيقه إلى ما يأتي:
    • توكُّل على الله وحده، واستعانة به سبحانه.
    • صبر جميل لا تضعفين معه ولا تيأسين.
    • ابتغاء ما عند الله تعالى في كل ما تَلقَيْنه في حياتك مع زوجك من تعب وعنَت.

    وفقك الله وأعانك.

    ____________

    محمد رشيد العويّد

    رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Social/0/38746/#ixzz2KtQ7gCad
    أرجو من أخواتي الفاضلات قبول عذري عن استقبال الاستشارات على الخاص.
    ونرحب بكن في قسم الاستشارات على شبكة ( الألوكة )
    انسخي الرابط:
    http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/Counsels/PostQuestion.aspx

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: أربع زوجات

    بارك الله في هذه السائلة والمجيب ، وجزا الله خيرا مشرفتنا مروة على الموضوع الهام للنساء علينا أن نجتهد في هذه الدنيا وأن نحتمل المشقة ...ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة .
    قال : (إذا صلت المرأة خمسها ، و صامت شهرها ، و حصنت فرجها ، وأطاعت زوجها ، قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت ) .
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    2,172

    افتراضي رد: أربع زوجات

    بارك الله فيكِ أم علي الفاضلة
    وجزاكِ كل خير.
    أرجو من أخواتي الفاضلات قبول عذري عن استقبال الاستشارات على الخاص.
    ونرحب بكن في قسم الاستشارات على شبكة ( الألوكة )
    انسخي الرابط:
    http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/Counsels/PostQuestion.aspx

  4. #4
    سارة بنت محمد غير متواجد حالياً مشرفة سابقة بمجالس طالبات العلم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    3,129

    افتراضي رد: أربع زوجات

    المسكينة : )

    وممكن تفعل كل ذلك ويتزوج

    أرى أن المجيب كان عليه أن يحاول اقتلاع فكرة أن زواج الرجل بامرأة ثانية أو ثالثة أو رابعة لا يرتبط "بسوء" أو "فضل" الأولى
    بل هو مرتبط بحاجة الرجل ولا يدل على نقص الزوجة ولا يتلازم مع ذلك!!
    بل هو مجرد حاجة للرجل وتختلف من رجل لآخر فمن الرجال من لا تكفيه الواحدة ولا الاثنين ولا الثلاثة أيضا!
    ومنهم من لا يستطيع العيش والتأقلم مع الاثنين أصلا

    سبحان الله!
    الإعلام ملأ وجدان الناس بمثل هذه الأفكار السلبية فجعل النساء أكثر شراسة في مواجهة التعدد لأنه صار يعني لها حياة أو موت...صار يعني قدَرها وموقفها ومستواها ونجاحها وفشلها!!

    تحول الأمر من مجرد غيرة طبيعية جبلت عليها إلى حرب ضروس لابد أن تكسبها حتى لا تتعرض إلى نظرات الشفقة أو السخرية.

    الله المستعان
    عن جعفر بن برقان: قال لي ميمون بن مهران: يا جعفر قل لي في وجهي ما أكره، فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره.

    السير 5/75

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: أربع زوجات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة بنت محمد مشاهدة المشاركة

    أرى أن المجيب كان عليه أن يحاول اقتلاع فكرة أن زواج الرجل بامرأة ثانية أو ثالثة أو رابعة لا يرتبط "بسوء" أو "فضل" الأولى
    بل هو مرتبط بحاجة الرجل ولا يدل على نقص الزوجة ولا يتلازم مع ذلك!!
    بل هو مجرد حاجة للرجل وتختلف من رجل لآخر فمن الرجال من لا تكفيه الواحدة ولا الاثنين ولا الثلاثة أيضا!
    ومنهم من لا يستطيع العيش والتأقلم مع الاثنين أصلا
    أحسنت ، بارك الله فيك
    لذلك طاعة الزوج ليس فقط من أجل ألا يتزوج عليها بأخرى . وإنما هو سبب دخول الزوجة الجنّة إن قامت بحقّه ...
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    المشاركات
    360

    افتراضي رد: أربع زوجات

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمدلله الذي أباح لعباده الزواج مثنى وثلاث ورباع والصلاة والسلام على خير من طبق هذا التشريع وأفضل من عدل فيه، أمّا بعد:

    فإنّ الله لا يشرع شيئاً إلاّ وفيه الصلاح والنفع للخلق فالله سبحانه وتعالى حكيم خبير بعباده رؤوف رحيم وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم ما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى، فقوله حق وفعله كذلك، لأنّه لا يعمل عملاً ما إلاّ يأمر به من الله تعالى ولا يقرأ شيئاً يراه من أحد أصحابه إلاّ بأمر من الله، ومن ذلك تعدد الزوجات، فقد شرعه الله عز وجل وأباحه لحكم باهرة وغايات نبيلة وأهداف سامية، تطهيراً للمجتمع من الفساد واستبعاداً للرذائل وأماناً من القلق وحفظاً للحياة، كي تبقى سليمة من أدران الأمراض ونتن الفواحش والآثام، لأنّ زيادة عدد النساء بلا أزواج مدعاة لانتشار الفسق والفجور والفاقة والأمراض الجسمية والنفسية من القلق والحيرة والشعور بالوحشة والكآبة وغير ذلك.

    وليتصور كل واحد أخته أو ابنته إذا فاتها قطار الزوجية لسبب من الأسباب، أو لتتصور حال تلك الأرملة أو المطلقة التي كان من قدر الله تعالى عليها أن تصبح كذلك فمن سيقدم على الزواج من تلك النساء؟!

    هل سيقدم عليهن شاب في مقتبل عمره؟

    وماذا لو أنّ الله لم يشرع التعدد ما هو مصير أولئك النسوة اللاتي ينتظرن نصف أو ربع رجل؟

    فلهذا يتبين أنّ التعدد هو لصالح المرأة أولاً قبل أن يكون لصالح الرجل وأنّه ليس ظلماً للمرأة كما يظنّه البعض، فالذي شرع التعدد هو الله سبحانه وتعالى الذي يقول في الحديث القدسي: «يا عبادي إنّي حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا» [رواه مسلم].

    أيمكن أن يحرم الله الظلم ثم يبيح التعدد وفيه ظلم للمرأة؟

    لايمكن ذلك أبداً!!!

    لأنّ الله هو الذي خلق المرأة وهو أعلم بحالها ويعلم أنّ التعدد لا يضرها.

    {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14].

    {قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ} [البقرة: 140].

    والله تعالى قد أباح التعدد لمصلحة المرأة في عدم حرمانها من الزواج، ولمصلحة الرجل بعدم تعطل منافعه، ولمصلحة الأمة بكثرة نسلها، فهو تشريع من حكيم خبير، لا يطعن فيه إلاّ من أعمى الله بصيرته بكفر أو نفاق أو عناد.

    الطعن في التعدد ردة عن الإسلام

    لقد أجمع العلماء على ردة من أنكر شيئاً من كتاب الله أو كرهه، وهؤلاء الذين ينكرون التعدد أو يرون فيه ظلماً أو هضماً للمرأة، أو يكرهون هذا التشريع لاشك في كفرهم ومروقهم من الدين لقوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 9].

    لذا فإنّنا نحذر هؤلاء المتلاعبين، كما نخاف على أولئك الذين يشوهون قضية التعدد ويخوفون النّاس منها، ويتحدثون كثيراً عن سلبياتها دون الإيجابيات.


  7. #7

    افتراضي رد: أربع زوجات

    موضوع حساس أرى أن المجتمع في مسألة التعدد
    هو الذي يزيد الطين بلة
    أرجو به أن ينفع الطلاب.......والأج

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    الله المستعان
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي

    " لماذا تخشين التعدد " ؟

    طرحت هذا السؤال "لماذا تخشين التعدد؟" على عدد من النساء المختلفات في مستوياتهن الاجتماعية والثقافية فكان الجواب متباينًا تباين اختلاف مكانتهن في المجتمع.


    قالت إحداهن : لا أتخيل أن زوجي يمكن أن يحبني ويحب أخرى في آن، والرسالة التي أفهمها من زواجه بأخرى أنه لا يحبني إذ إنه لا يمكن أن يحب الرجل أكثر من واحدة.

    قالت الثانية : أما أنا فأشعر أن الزوجة الثانية سوف تقاسمنا عيشنا وسوف يؤثر هذا على توفر ما أطلبه ويطلبه أولادي.

    والثالثة : عبرت عن خشيتها من كلام النساء من أقارب وزميلات واعتقادهم أنها مقصرة في حقه وسوف تتحول العلاقة بينها وبين زوجها إلى مادة دسمة لأحاديثهن ولن تحظى بالاحترام في قلوبهن لهذا السبب.

    أما الرابعة : فأرجعت عدم ترحيبها إلى الغيرة الشديدة حيث أنها لا تتحمل أبدًا أن يهتم زوجها بأخرى.

    والخامسة : جعلت التعدد والحيف وجهين لعملة واحدة فحيثما ذكر التعدد هبت ريح الظلم وسوء المعاملة.

    والسادسة: قررت أن الرجل لا يمكن أن يعدل مهما بذل من جهود لأن الله عز وجل يقول: (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم)، ومادام لن يطيق العدل فعليه الاقتصار على واحدة استجابة لله عز وجل في قوله: (فإن لم تعدلوا فواحدة) وخاصة لرجال زماننا خاصة مع غياب التقوى وخشية الله تعالى.

    هذه آراء مجموعة قليلة من النساء جمعتني بهن جلسة قصيرة لعل عند غيرهن هموم وأشجان أخرى وأسباب غير ما ذكر. وأقف وقفة عجلى مع كل واحدة منهن محاولة المناقشة الهادئة وصولاً إلى وضع يجعل موضوع التعدد في إطاره الصحيح.

    فأقول: إن الأولى حكمت على الرجل بمنظارها وهو أن المرأة لا يمكن أن تحب رجلين في آن وعاطفتها توزع بين زوجها واولادها لاغير، أما الرجل فإنه يمكن أن يحب أكثر من واحدة وقد زين الله لهم حب النساء فطرة حيث يقول تعالى: (زين للناس حب الشهوات من النساء..الآية)، ولذا فإن الأصل في المرأة أن تحب رجلاً واحداً وتصبر عن الرجل لكن الرجل في الغالب لا يصبر عن المرأة.

    أما الثانية : فإن تخوفها ناتج من أسباب ثلاثة: أولها ضعف التوكل على الله تعالى، والثاني السمعة السئية والقصص التي تعبر عنها بعض من مرت بتجربة التعدد ، والثالث تخويف النساء بعضهن بعضاً من التعدد وأن النتيجة ستكون كارثة عليها وعلى أولادها.

    وفي حالة المرأة الثالثة فإن المسألة لا تعدو أن تكون في تعزيز الثقة بالنفس وعدم الاهتمام بآراء الناس فالانسان ينبغي أن يفكر بعقله ويعيش وفق المبادئ الصحيحة التي ارتضاها هو لا بما يريد الآخرون.

    والرابعة : فغيرتها لها أصل من الطبع والفطرة ولكن ينبغي أن تهذب فلا توصل إلى محرم من غيبة أو فتنة أو نميمة أو كذب، وعلى قدر كظمها لغيظها ومجاهدتها لغيرتها واتخاذها للأسباب التي تخفف من حدة ما تجد من الغيرة على قدر ما يهبها الله اطمئناناً ورضى بهذا الأمر.

    والخامسة : ترى شبح الظلم ماثلاً أمام عينيها وتفكر بعقل غيرها وتتمثل حياة زميلتها أو قريبتها التي مرت بهذا الأمر وتجزم أنها سوف تعاني كما عانت تلك. وكم سمعت من قصص مؤلمة عن نساء اشتركن مع أزواجهن في بناء بيت ولما تم البناء فاجأها بالزواج من أخرى وهذه حالات واقعية وإن كانت قليلة، أو تلك التي أقرضت زوجها مبلغاً من المال فإذا به يتزوج بأخرى دون مقدمات وتمهيد، فليس غريباً أن تصاب بالصدمة ويكون رد فعلها قوياً. وحق لهؤلاء أن يقفن هذا الموقف الذي ربما لا يقبله بعض الرجال ويطالبون المرأة أن تتقبل ظلمهم وجورهم، و تعلن ترحيبها بالزوجة الأخرى دون أن تعبر عن رفضها للأسلوب الذي تم به الأمر. هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن بعض النساء عندما تساهم مع زوجها في مصاريف السكن والمعيشة فإنها بذلك تحصل على ضمان بأنه لن يتزوج بغيرها فتكون النتيجة أن تقصر في حقوقه ولا تكترث بالعناية بالرصيد العاطفي بينهما، وتنسى أن الرجل الذى يحتاج إلى معونة زوجته في بناء بيته يحتاج أيضا إليها في بناء السكينة, ويحتاج إلى حنانها, إلى تدليله, إلى احترامه وتقديره, إلى التجمل له, والاستعداد لاستقباله , فإذا لم يجد ذلك منها تطلع لغيرها, فالمرأة الذكية هي التي تملأ قلب زوجها حبا وتشبعه حنانا , ولا تكترث بتكثره من المال أو المتاع لأنه سيكون على حسابها إذا قصرت فيما ذكرت.

    أما السادسة : فاحتجت بما لا يحتج به, إذ العدل الذى لا يستطاع في الآية هو العدل القلبي, وليس العدل في العطاء كما جاء ذلك في الحديث الذى أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله يقسم بين نسائه فيعدل, ثم يقول "اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك " قال ابن كثير: يعني القلب، هذا لفظ أبي داود، وهذا إسناد صحيح. ولو أكملت الآية لوجدتها تدل على ذلك (فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة) قال ابن كثير: أي إذا ملتم إلى واحدة منهن فلا تبالغوا في الميل بالكلية فتبقى هذه الأخرى معلقة. وذكر حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط ".
    قال ابن الجوزي رحمه الله في زاد المسير 2/219: لن تطيقوا أن تسووا بينهن في المحبة التي هي ميل الطباع لأن ذلك من كسبكم (ولو حرصتم) على ذلك، (فلا تميلوا) إلى التي تحبون في النفقة والقسم.أ.هـ. وقال بان العربي رحمه الله: (أخبر سبحانه أن أحدًا لا يملك العدل بين النساء، والمعنى فيه تعلق القلب لبعضهن أكثر منه إلى بعض، فعذرهم فيما يكنون، وأخذهم بالمساواة فيما يظهرون) شرح الترمذي 5/80.
    وقد بسط العلماء مسائل النفقة على الزوجات فعلى كل من أراد الزواج أن يتعلم الواجبات التي عليه حتى لا يقع في الظلم.

    وأزيد على هذه الأسباب أن بعض الرجال يكل المرأة الموظفة إلى راتبها ويعطي الأخرى من ماله وهذا خلاف العدل وهو منشأ كثير من المشكلات. إن مجتمعنا بحاجة ماسة إلى قنوات توجيه تساهم في توعية الرجل إلى كيفية تسيير حياته الزوجية معددًا كان أو غير ذلك، وكذلك تعتني بتثقيف المرأة أن تعدد زوجها ليس بالضرورة علامة على عدم حبه لها أو تقصيره في حقها، وألا تهتم بكلام الآخرين مادامت في حياتها سعيدة، ومادام زوجها قائماً بالواجبات الشرعية على أحسن وجه. كما إنه من المهم أن تنظر المرأة التي اختار زوجها أن يعدد إلى الحياة نظرة إيجابية، وتحاول أن تهئي وسائل السعادة وهي كثيرة. وإن المؤمل بالرجل الذي يعزم على التعدد أن يتلطف في إخبار زوجته، وأن يختار الأوقات المناسبة، وأن يعلم أن الأمر ليس هيناً على المرأة مهما بلغت من مكانة، وأن يبالغ لاسيما في الأيام الأولى من زواجه من إظهار ألوان المودة للأولى وإشعارها بأن مكانتها في ازدياد، وأن زواجه من أخرى لا يعني بحال موقفاً منها ولا انصرافاً عنها. كما أن على من عدد أن يتجنب كافة أنواع الظلم بالكلمة أو بالتقصير في النفقة أو البخل أو غير ذلك، وأن يدرك الرجل المعدد أن استهانته بالعدل قد يتسبب في انتكاسة المرأة الصالحة وتركها لطريق الخير ويتحمل هو نتائج هذا الأمر. إن الأمل كبير في أن يحرص الجميع على تقوى الله عز وجل وأن توزن الأمور بموازينها الصحيحة دون إفراط أو تفريط في الواجبات أو الحقوق، والله يتولى الصالحين.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •