تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: (و كان وراءهم ملِكٌ يأخذ كل سفينة صالحة):قراءةٌ منسوخة و روايةٌ محمولة على ما قبل الن

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    40

    Post (و كان وراءهم ملِكٌ يأخذ كل سفينة صالحة):قراءةٌ منسوخة و روايةٌ محمولة على ما قبل الن

    ( و كان وراءهم ملِكٌ يأخذ كل سفينة صالحة ) : قراءةٌ منسوخة و روايةٌ محمولة على ما كان قبل النَسخ


    د . أبو بكر خليل

    بسم الله الرحمن الرحيم


    { أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا }.[الكهف: 79]



    الحمد لله مُنزّل الكتاب، و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله و على الآل و الأصحاب

    و بعد ،،

    فقد سأل سائل - في أحد الملتقيات الإليكترونية - : كيف نستطيع أن نفهم أن هناك كلمات ( قرآنية ) كانت موجودة في بعض المصاحف [ الخاصة ] ، لكن لم تتم كتابتها في المصحف الإمام و الذي كتبه الخليفة الثالث عليه رضوان الله . و ذلك مثل كلمة " صالحة " في مصحف ابن مسعود في قوله تعالى " و كان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا " ، فعند ابن مسعود " سفينة صالحة " – قال السائل - : فكيف نفهم ذلك ؟
    http://www.tafsir.net/vb/tafsir34353/

    و جواب ذلك : أنّ هذه القراءة للآية الكريمة منسوخة ، و لم تكن في العَرْضة الأخيرة للقرآن على النبي صلى الله عليه و سلم ؛ لِذا لم تُكتَب في المصاحف العثمانية – التي أمر بكتابتها الخليفة الراشد عثمان بن عفّان بحضرة الصحابة - و ما ذكرته الروايات عن قراءة بعض الصحابة بها أو كتابتهم لها ، فمحمولٌ على ما كان قبل نَسْخها .

    و بيان ذلك :

    ذكَرتْ الرواياتُ أن بعض الصحابة كانوا يقرأون تلك الآية الكريمة هكذا : ( و كان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا ) - بزيادة كلمة ( صالحة ) - و قد رُويَ ذلك عن عثمان بن عفّان و عبد الله بن مسعود و أُبَيّ بن كعب و أبي سعيد الخُدْري و ابن عباس رضي الله عنهم ؛ رواه الأئمة البخاري و مسلم في " صحيحيهما " ، و الطبري في تفسيره " جامع البيان " ، و النسائي في " السٌنَن الكبرى " ، و مِن قَبلهم القاسمُ بن سلام في " فضائل القرآن " ؛ ففي ( باب { وإذ قال موسى لفتاه: لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا }.[الكهف: 60] ) قال البخاري : قال سعيد بن جبير: فكان ابن عباس يقرأ ( وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا ) ، و أخرجه أيضا في أبواب أخرى بلفظ : وقرأ ابن عباس : ( أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا ) ، و أخرجه مسلم بلفظ : قال سعيد بن جبير : وكان يقرأ [ يعني ابن عباس ] : « وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا » في ( باب من فضائل الخضر عليه السلام ) . اهـ

    و هذا الحديث - و التعليق - رواه الطبريُّ موصولاًً في " جامع البيان " ؛ فقال بعد تفسيره للآية : على أن ذلك في بعض القراءات كذلك .
    حدثنا الحسن بن يحيى، قال : أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، قال: هي في حرف ابن مسعود : ( وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا ) .
    - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، قال : ثني الحسن بن دينار ، عن الحكم بن عيينة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : في قراءة أُبيّ : ( وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غَصْبًا ) وإنما عُبتها لأردّه عنها. اهـ

    و أخرج النسائي في " سننه الكبرى " ، قوله تعالى: { قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين } [الكهف: 60] ، من حديث سعيد بن جبير قال : وفي قراءة أُبَيّ : يأخذ كل سفينة صالحة غصبا . اهـ

    و قال القاسم بن سلام في " فضائل القرآن " ( باب فضائل سورة هود وبني إسرائيل والكهف ومريم وطه ) : حدثنا هشيم ، قال أخبرنا أبو هاشم ، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد الخدري، قال: « من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق » . قال أبو عبيد: كان شعبة فيما يروى عنه يزيد في هذا الحديث عن أبي هاشم بهذا الإسناد قوله: من قرأ سورة الكهف كما أنزلت. . . قال : وقرأها أبو مجلز: (وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا) قال: وهي قراءة أُبَيّ بن كعب . اهـ
    و قال : حدثنا نعيم، عن بقية، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن أبي الزاهرية، أن عثمان، كتب في آخر المائدة: «لله ملك السماوات والأرض والله سميع بصير» ، وكتب: «وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا»
    - حدثنا نعيم، عن بقية، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن أبي الزاهرية، قال: كتب عثمان: (وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا) . قال أبو عبيد: وكذلك يُحدَّث هذا الحرف عن شعبة ، عن أبي هاشم ، عن أبي مجلز ، عن قيس بن عباد ، عن أبي سعيد الخدري . قاله أبو عبيد القاسم بن سلام في " فضائل القرآن " (باب الرواية من الحروف التي خولف بها الخط في القرآن ) .

    *** *** ***


    و ظاهرٌٌ أن المقصود بقوله ( الحروف التي خولف بها الخط في القرآن ) في الرواية المذكورة : كلمة ( الصالحة ) ، و قوله ( خولف بها الخط في القرآن ) يعني أن تلك الكلمة في الرواية مخالفة للقرآن المكتوب في المصاحف العثمانية . و أبو عبيد إمامٌ كبير من المتقدمين ( تُوفي سنة 224هـ ) ، قال فيه الذهبي في " السيِّر " : أبو عبيد : الإمام ، الحافظ المجتهد ، ذو الفنون ، أبو عبيد القاسم بن سلام بن عبد الله .

    و القول بمخالفة حروف تلك الرواية لِخَط و رسم القرآن ، يرجع إلى أنّ هذه القراءة - بتلك الزيادة – منسوخةٌٌ نَسْخ تلاوة ؛ بالعَرْضة الأخيرة للقرآن آخِر حياة النبي ، و لذالم تُكْتَب و لم يُثْبَت رسمها في المصحف ؛ فهي غير مكتوبة في كافة المصاحف العثمانية ، و في هذه القراءة و نحوها قال أبو شامة ( ت 665 هـ ) في " المرشد الوجيز " : وكأنهم أسقطوا ما فهموا نسخه بالعرضة الأخيرة التي عُرِضتْ على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وعرَضها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جبريل عليه السلام ، و رسموا ما سوى ذلك من القراءات التي لم تنسخ . اهـ

    هذا و قد كان جبريل عليه السلام يعرِض القرآن على النبي صلى الله عليه و سلم ؛ َقَالَ مَسْرُوقٌ : عَنْ عَائِشَةَ ، عَنْ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ : أَسَرَّ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي بِالقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي العَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلاَ أُرَاهُ إِلَّا حَضَرَ أَجَلِي » . رواه البخاري ، و قال ابن حجر : [ يعرِض ] بكسر الراء من العرض وهو بفتح العين وسكون الراء ، أي يقرأ والمراد يستعرضه ما أقرأه إياه ... والمعارضة مفاعلة من الجانبين كأن كلا منهما كان تارة يقرأ والآخر يستمع قوله .

    و قال الشيخ الزرقاني ( ت 1376 هـ ) في " مناهل العرفان " : ومن هذا الوجه [ يعني الاختلاف بالزيادة و النقص في روايات القراءات ] ما لا يوافق رسم المصحف بحال من الأحوال نحو قوله سبحانه : {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً}، وقرأ ابن عباس هكذا : "يأخذ كل سفينة صالحة غصبا" بزيادة كلمة ( صالحة ) فإن هذه الكلمة لم تثبت في مصحف من المصاحف العثمانية ، فهي مخالفة لخط المصحف ، وذلك لأن هذه القراءة وما شاكَلَها منسوخة بالعرضة الأخيرة - أي عرض القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل آخر حياته الشريفة. ويدل على هذا النسخ إجماع الأمة على ما في المصاحف . و قال في : دستور عثمان في كتابة المصاحف :
    ومما تواضع عليه هؤلاء الصحابة أنهم كانوا لا يكتبون في هذه المصاحف إلا ما تحققوا أنه قرآن وعلموا أنه قد استقر في العرضة الأخيرة و ما أيقنوا صحته عن النبي صلى الله عليه وسلم مما لم ينسخ . وتركوا ما سوى ذلك نحو قراءة ( فامضوا إلى ذكر الله ) بدل كلمة {فَاسَعَوْا} ونحو {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً} بزيادة كلمة صالحة إلى غير ذلك . اهـ

    *** *** ***

    و قد مثّل ابن الجزري بتلك القراءة المذكورة آنفا للقسم الثاني من القراءات ، و هو – كما قال الإمام مكي بن أبي طالب في " الكشف عن وجوه القراءات " - ما صحّ نقله عن الآحاد وصحّ وجهه في العربية وخالف لفظه خط المصحف ، قال هذا يُقبل ولا يُقرأ به لِعلّتيْن : إحداهما : أنه لم يؤخذ بإجماع ، إنما أخذ بأخبار الآحاد ولا يثبت قرآن يُقرأ به بخبر الواحد ، والعلة الثانية : أنه مخالف لما قد أُجمِع عليه فلا يُقطع على مغيبه وصحته ومالم يُقطع على صحته لا يجوز القراءة به ، ولا يكفر من جحده ، ولبئس ما صنع إذا جحده . قال ابن الجزري في " النَشر " : ومثال القسم الثاني قراءة عبد الله بن مسعود وأبي الدرداء: ( والذكر والأنثى ) في ( وما خلق الذكر والأنثى ) وقراءة ابن عباس ( وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا وأما الغلام فكان كافرا ) ونحو ذلك مما ثبتَ بروايات الثقات - قال - ( واختلف العلماء ) في جواز القراءة بذلك في الصلاة، فأجازها بعضهم لأن الصحابة والتابعين كانوا يقرءون بهذه الحروف في الصلاة ، وهذا أحد القولين لأصحاب الشافعي وأبي حنيفة وإحدى الروايتين عن مالك وأحمد . وأكثر العلماء على عدم الجواز ; لأن هذه القراءات لم تثبت متواترة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإن ثبتت بالنقل فإنها منسوخة بالعرضة الأخيرة أو بإجماع الصحابة على المصحف العثماني، أو أنها لم تنقل إلينا نقلا يثبت بمثله القرآن أو أنها لم تكن من الأحرف السبعة ، كل هذه مآخذ للمانعين . انتهى

    و ما قاله ابن الجزري قريبٌ مما قاله الباقلاني مِن قَبل في هذه القراءة و نحوها - في كتابه " الانتصار للقرآن " – قال : وقد قلنا من قبلُ إن هذهِ أخبارُ آحادٍ غيرُ مقطوع عليها ولا موثوقِ بصحتها ، وإننا لا نجوّز أن نُثبت قراَناً بطريقٍ لا يوجبُ العلمَ ولا يَقطعُ العذر .... و قلنا أيضا : إننا نعلمُ إجماعَ الأمةِ وسائرَ من رُويت عنهم هذه الرواياتُ من طريقٍ يوجب العِلمَ تسليمَهم بمصحف عثمانَ والرضا به والإقرارَ بصحة ما فيه ، وأنه هو الذي أنزلهُ اللهُ على ما أنزلهُ ورتّبه ، فيجبُ إن صحت هذه القراءات عنهم أن يكونوا بأسرِهم قد رَجعوا عنها وأذعنوا بصحة مصحف عثمان ، فلا أقل من أن تكونَ الرواية لرجوعهم إلى مصحفِ عثمانَ أشهر من جميعِ هذه الرواياتِ عنهم ، فلا يجب الإحفال بها مع معارضة ما هو أقوى وأثبتُ منها . انتهى

    ٍ- و الذي تطمئن إليه النفْس ، و جمْعاًً بين كل هذه الأقوال ، أنّ تلك الزيادة في القراءة ٍ( مَلِكٌ يأخذ كل سفينة صالحة غصبا ) منسوخةٌ نَسْخ تلاوة ، و أنّ روايات هذه القراءة – بصرْف النظر عمّا إذا كانت آحاداًً أَم لا - ٍمحمولةٌ على ما كان مقروءاًً أو مكتوباًً قبل النَسْخ ؛ بدلالة الإجماع على المصاحف العثمانية الخالية كُلّها من تلك الحروف - المخالفة لحروفه و رَسْمه - و كان ذلك بحضرة و إجماع الصحابة رضي الله عنهم ، و منهم هؤلاء الأربعة - عبد الله بن مسعود و أُبَيّ بن كعب و أبي سعيد الخدري و ابن عباس - و الخليفة الراشد عثمان نفسه ، المنسوبة إليهم تلك القراءة ، و لا يكون إجماعٌ و مِثْل هذا العدد من هؤلاء الصحابة الأجِلاء بِخلافه ، و هُمّ مَن تَثبْت الأخبار بمِثلهم و تقوم الحجّة ؛ فدَّل هذا على أنها كانت منسوخة و عَلِم الصحابة نَسْخها ، و لذا أَقرّوا المصحف العثماني ، الخالي منها ، و مِثل هذا يُقال في مِثْلها من القراءات المنسوخة .

    و هذا الخُلُو - من تلك الكلمة الزيادة - أَدَلّ دليل و أَوضح سبيل على أن تلك الزيادة في القراءة المذكورة ليست من القرآن - الذي استقر بالعَرْضة الأخيرة للنبي صلى الله عليه و سلم - و الذي تعهد الله عَزَّ و جَلَّ بحفظه من كل تبدييل أو تغيير أو زيادة أو نقْص ؛ فقال : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }. [الحجر: 9] ، قال الطبري : حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله (إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) ، قال في آية أخرى (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ) والباطل: إبليس (مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ) فأنزله الله ثم حفظه، فلا يستطيع إبليس أن يزيد فيه باطلا ولا ينتقص منه حقا، حفظه الله من ذلك. اهـ و لا رَيب في ذلك .


    * * * و خُلاصة القول : إن هذه القراءة للآية الكريمة منسوخة ، و لم تكن في العَرْضة الأخيرة للقرآن على النبي صلى الله عليه و سلم ؛ لِذا لم تُكتَب في المصاحف العثمانية – التي أمر بكتابتها الخليفة الراشد عثمان بن عفّان بحضرة الصحابة ، و ما ذكرته الروايات عن قراءة بعض الصحابة يها أو كتابتهم لها ، فمحمولٌ على ما كان مقروءا أو مكتوبا قبل نَسْخها ؛ فما كان الخليفة الراشد سيدنا عثمان رضي الله عنه ليجمع الصحابةَ و الناس على المصحف الإمام ثم يقوم هو بمخالفة حروفه ، فيكتب بالقراءة الزيادة ( ... كل سفينة صالحة ) ؛ كما في الرواية التي أخرجها القاسم بن سلام في " فضائل القرآن " ، و تقدم ذكرها آنفا ، و حاشاه رضي الله عنه أن ينقص من كتابة المصحف الإمام كلمةًً كتبها هو قبل ذلك في صحيفة لولا عِلمه و تيّقنه من نَسْخها – نَسخ تلاوة - و رَفْْع رسمها .

    و الله أعلم .

    و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

    و كتبه
    أبو بكر بن عبد الستار آل خليل

    عفا الله عنه و عافاه و أهله في الداريْن
    اللهمّ آمين

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    40

    افتراضي رد: (و كان وراءهم ملِكٌ يأخذ كل سفينة صالحة):قراءةٌ منسوخة و روايةٌ محمولة على ما قبل

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د . أبو بكر خليل مشاهدة المشاركة
    [CENTER]
    .... .
    - حدثنا نعيم، عن بقية، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن أبي الزاهرية، قال: كتب عثمان: (وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا) . قال أبو عبيد: وكذلك يُحدَّث هذا الحرف عن شعبة ، عن أبي هاشم ، عن أبي مجلز ، عن قيس بن عباد ، عن أبي سعيد الخدري . قاله أبو عبيد القاسم بن سلام في " فضائل القرآن " (باب الرواية من الحروف التي خولف بها الخط في القرآن ) .
    .....
    ٍ- و الذي تطمئن إليه النفْس ، و جمْعاًً بين كل هذه الأقوال ، أنّ تلك الزيادة في القراءة ٍ( مَلِكٌ يأخذ كل سفينة صالحة غصبا ) منسوخةٌ نَسْخ تلاوة ، و أنّ روايات هذه القراءة – بصرْف النظر عمّا إذا كانت آحاداًً أَم لا - ٍمحمولةٌ على ما كان مقروءاًً أو مكتوباًً قبل النَسْخ ؛ بدلالة الإجماع على المصاحف العثمانية الخالية كُلّها من تلك الحروف - المخالفة لحروفه و رَسْمه - و كان ذلك بحضرة و إجماع الصحابة رضي الله عنهم ، و منهم هؤلاء الأربعة - عبد الله بن مسعود و أُبَيّ بن كعب و أبي سعيد الخدري و ابن عباس - و الخليفة الراشد عثمان نفسه ، المنسوبة إليهم تلك القراءة ، و لا يكون إجماعٌ و مِثْل هذا العدد من هؤلاء الصحابة الأجِلاء بِخلافه ، و هُمّ مَن تَثبْت الأخبار بمِثلهم و تقوم الحجّة ؛ فدَّل هذا على أنها كانت منسوخة و عَلِم الصحابة نَسْخها ، و لذا أَقرّوا المصحف العثماني ، الخالي منها ، و مِثل هذا يُقال في مِثْلها من القراءات المنسوخة .
    .....
    مراجعة و تصويب لعبارة وردت في المقال :

    و قد راجعتُ نفسي ، و راجعتُ عبارة أبي عبيد - المذكورة في الاقتباس أعلاه - فوجدتُ أن المراد بقوله ( عن شعبة ، عن أبي هاشم ، عن أبي مجلز ، عن قيس بن عباد ، عن أبي سعيد الخدري ) : ( كتب عثمان ... ) ؛ كما في حديث أبي الزهراوية المذكور قبله .
    و على هذا تكون العبارة المكتوبة في أواخر البحث هكذا :
    ( و منهم هؤلاء الثلاثة ) بدلاًً من العبارة ( و من هؤلاء الأربعة ) .
    و المقصود بالثلاثة : عبد الله بن مسعود و أُبَيّ بن كعب و ابن عباس .

    و الله وليّ التوفيق


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •