تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: رُدودُ المُستشارِين (تساؤُل)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الدولة
    لن ألبَثَ كثيرًا حتّى أكونَ تحتَ التُّراب.
    المشاركات
    603

    افتراضي رُدودُ المُستشارِين (تساؤُل)

    السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه

    كيفَ حالُ الفاضِلاتِ جميعًا؟ أتمنّاكُنّ في تمامِ الصّحّةِ والعافية()
    جِئتُكُنّ ثقيلةً جدًّا كما العادَة: ) لكنّ التّفكيرَ في الأمرِ أعيانِي، ولم أُحبّ أن يحملَ قلبِي ولو مثقالَ ذرّةٍ تجاهَ من أحترمُ وأُقدّر...

    في بعضِ الأوقاتِ وحينَ أقرأُ بعضَ الاستشارات ورُدودَ المُستَشَارِينَ الأفاضِل؛ قد أجدُ فيهَا ما لا يروقُ لنفسِي إن اعتبرتُنِي أميلُ لفكرِ المُلتَزِمِينَ وأَطمحُ للانتِماءَ إليهِم لا إلى غيرِهِم، وذلِكَ لِمَا أجدُ فيها من تحليلٍ عقليٍّ ونفسِيٍّ يغلبُ، فتظهرُ -وإن لم تكُن كذلِكَ جوهرًا- بعيدةً عنِ الصّبغةِ الإسلاميّة...

    لعلّي أخطأتُ في نفُورِي هذا كونَ الشّرعِ لا يمنَع، ولا حرَجَ منِ تطويعِ العِلمِ أيًّا كانَ مصدَرُهُ، وعلى أيّ أساسٍ كانَ اعتمادُهُ طالَما لم يُعارِض أحكامَ دينِنا الحنيفِ في شيء، ولرُبّما كانَ هذا الأُسلُوبُ في الرّدِّ مبنيًّا على [حِكمة]، ومُستقًى من سيرةِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ.
    وما يحضُرُنِي من أمثِلَةٍ قد تُدعّمُ هذا الافتراضَ:
    -حينَ شكَت فاطِمَةُ بنتُ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ ما تلقَى في يدِها منَ الرّحى، وسألَت خادِمًا قالَ لها ولعليٍّ رضيَ اللهُ عنهُما وأرضاهُما:
    "ألا أدلُّكُما على خيرٍ ممّا سألتُما؟ إذا أخذتُما مضَاجِعَكُما، أو أويتُما إلى فراشِكُما فسبّحا ثلاثًا وثَلَاثِين، واحمَدَا ثلاثًا وثلاثِين، وكبّرَا أربعًا وثلاثِينَ فهُوَ خيرٌ لكُما من خَادم".
    -بينَما حينَ استأذَنَهُ الشّابُّ بالزّنَى خاطَبَهُ بأسلُوبٍ مُختَلِفٍ، واستخدَمَ وسيلَةً عقليّةً للإقناعِ:
    "يا هذا أترضاهُ لأمّك؟ قالَ: لا، قال: والنّاسُ لا يرضَونَهُ لأمّهاتِهم..." الحدِيث حتّى دعا لهُ في النّهايَة.

    لكن أعودُ وأقُولُ إن كُنّا -نحنُ المُسلِمينَ- سنصبِغُ رُدُودَنا بالصّبغاتِ ذاتِها الّتي يستخدمُها غيرُنا؛ فما بقِيَ لَنا من هويّتنا؟
    وكيفَ سيعلمُ النّاسُ أنّ الخيرَ كُلّ الخيرِ في دينِنا، وقُرآنِنا، وسُنّةِ نبيّنا، وأنّ مرجِعَنا إلَيهِما أوّلًا؟
    ليسَ الجميعُ يستَطيعُ فهمَ ما قد يُظنُّ أنّها مُسلّماتٌ* إن تركنا التّنويهَ إليها،
    وقد يتّجهُ للأسبابِ لحلّ مُشكلاتِهِ وينسَى أنّها بيدِ مُسبّبِها، وقد يكُونُ استخدامُ الفصاحَةِ والبلاغَةِ والشّعرِ في شرحِ هذهِ المعانِي صعبًا على الكثيرِ إدراكُ مغزاه...

    فما قولُكُم؟
    وأرجُو مُسامَحَتِي وتحلِيلَي إن تجاوَزتُ حدّي...
    بارَكَ اللهُ في تلكَ الأيادِي البيضاء، والقلوبِ النّقيّةِ -نحسبُها كذلِك ولا نُزكّي على اللهِ أحدًا_()
    ______________________________ ______________
    *كضرورةِ الدّعاء والانطراحِ بينَ يديِ الله، وكالرّضا بالقضاءِ، وفهمِ أنّ البُعدَ عنِ اللهِ والذُّنوبِ
    أسبابٌ لحلولِ البلاء... إلخ
    ...طرحتُ السُّؤالَ هُنا لأَن لا خيارَ أمامِي سوى هذا، ولا أقصدُ مُعيّنًا مُطلقًا...
    إن وعدْتُ بعودةٍ أو مُشاركةٍ ولم أعُد، أو كانَ لأختٍ حقٌّ عليّ فلتُحلّلني، أستودعُكُنّ الله .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: رُدودُ المُستشارِين (تساؤُل)



    موضوعك الأمة الفقيرة إلى الله ذكرني بموضوع الكاتبة الإماراتية :


    " ..... ساءت ملامح الزمن كثيرا !

    فالجدران التي كنا نلطخها بالطباشير والفحم / بفرح !

    أمست تُلطخ بالدم / بحزن !

    وقوم لوط !!!

    أمسينا نطلق عليهم (جنس ثالث )

    والمتشبهات من النساء بالرجال واللاتي لعنهن الله

    نطلق عليهن ( بويات )

    ونتعامل مع الكبائر على أنها ( حالات نفسية )

    ونستهلك الكثير من وقتنا في حوارات مقرفة مع

    ( بويات ) و ( جنس ثالث ) ومدمني خمر ومخدرات !

    وعلماء ...نفس واجتماع يناقشون ويحللون !
    عفواً / ماذا تناقشون ؟

    رجال يمارسون اللواط ونقول ..... أسباب نفسية !

    آباء يغتصبون بناتهم ...... ونقول أسباب نفسية !

    أبناء يمارسون العقوق بأبشع صوره ..... ونقول أسباب نفسية !

    فتيات يمتهن ( الدعارة ) ..... ونقول أسباب نفسية !

    وأمست الحالة النفسية / شماعة زمن بشع ! .... "

    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الدولة
    لن ألبَثَ كثيرًا حتّى أكونَ تحتَ التُّراب.
    المشاركات
    603

    افتراضي رد: رُدودُ المُستشارِين (تساؤُل)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة


    موضوعك الأمة الفقيرة إلى الله ذكرني بموضوع الكاتبة الإماراتية :


    " ..... ساءت ملامح الزمن كثيرا !

    فالجدران التي كنا نلطخها بالطباشير والفحم / بفرح !

    أمست تُلطخ بالدم / بحزن !

    وقوم لوط !!!

    أمسينا نطلق عليهم (جنس ثالث )

    والمتشبهات من النساء بالرجال واللاتي لعنهن الله

    نطلق عليهن ( بويات )

    ونتعامل مع الكبائر على أنها ( حالات نفسية )

    ونستهلك الكثير من وقتنا في حوارات مقرفة مع

    ( بويات ) و ( جنس ثالث ) ومدمني خمر ومخدرات !

    وعلماء ...نفس واجتماع يناقشون ويحللون !
    عفواً / ماذا تناقشون ؟

    رجال يمارسون اللواط ونقول ..... أسباب نفسية !

    آباء يغتصبون بناتهم ...... ونقول أسباب نفسية !

    أبناء يمارسون العقوق بأبشع صوره ..... ونقول أسباب نفسية !

    فتيات يمتهن ( الدعارة ) ..... ونقول أسباب نفسية !

    وأمست الحالة النفسية / شماعة زمن بشع ! .... "


    اللهُ وحدَهُ المُستعان!
    لكن هذا بعيدٌ -إن شاءَ اللهُ- عن الإخوةِ والأخوات في الألوكَةِ الطّيّبة، نجدُهُ كثيرًا في أوساطٍ أُخرَى غير هذا الوسَط.
    وإنّي أتساءَلُ لا أكثر، وما طوّلتُ بهِ تساؤُلِي هوَ عرضٌ لما يجولُ في خاطِرِي كامِلًا، ولا أقصدُ أن أجزِمَ من خلالِهِ بصِحّةِ ما أقول>> وردّي هذا مُجرّدُ بيانٍ أيضًا^^

    وشيءٌ آخرُ... هُناكَ سببٌ أخفَيتُهُ لطرحِي هذا، لا يُمكِنُ البوحُ به، لكن -واللهُ تعالَى أعلمُ-
    فيهِ الخيرُ لي ولكُم بإذنِ ربّي...
    .
    .
    وخارج الموضوع: حينَ قرأتُ ساءَت ملامِحُ الزّمنِ وجدتُ في النّفسِ منها رِيبة...

    وأخيرًا اعذُرِينِي أُختي الفاضِلة أُمّ عليّ، جزاكِ ربّي عنّا خيرَ الجزاءِ وبارَكَ فيكِ()
    إن وعدْتُ بعودةٍ أو مُشاركةٍ ولم أعُد، أو كانَ لأختٍ حقٌّ عليّ فلتُحلّلني، أستودعُكُنّ الله .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    2,172

    افتراضي رد: رُدودُ المُستشارِين (تساؤُل)

    وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته,,
    أنعم به من طرح وأكرم به من تنويه!
    لا حرمكِ الله الأجر..

    عن تميم الداري – رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: ((الدين النصيحة)), قلنا: لمن؟ قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)), ولستُ أرى حديثكِ هذا ثقلا, ولكنَّه تطبيق عملي لهذا الحديث المُبارك.

    أولا: يُفترض بالمستشار أن يكون على علم شرعي يؤهله للرد على السائل على نحو ما تفضلتِ, لكن الواقع غير ذلك؛ فمن المستشارين من لا ينتمي لفئة الملتزمين بله العالمين بالشرع؛ حيث يُشير على السائل أحيانا بالعلاج بالموسيقى, أو خوض قصة حب ونحو ذلك, وقد رأيت وسمعت من هذا في بعض الأحيان, والذي أعني أنَّ المواقع بما فيها الإسلامية تنتقي من له دراية في تخصصه: "الطبي, النفسي, الاجتماعي..." دون التمحيص حول دينه وقدر العلم الشرعي لديه, على أساس أن جوابه سيراجع شرعًا ويُحذف منه ما يخالف الشرع "هذا في المواقع الإسلامية المُهتمَّة بالأمر فقط".

    ثانيًا: تفضلتِ بطرح مثالين رائعين؛ "مثال فاطمة, والراغب في الزنا", والاستشارة التي تُنشر أمامكم لا تكون على نحو ما ترون في غالب الأحوال, إن لم يكن كلها!
    كثير من السائلين تعصف الأحزانُ بذهنهم وتذهب المتاعبُ بألبابهم, فتُقصيهم عن الدين وأهله بصورة لا يتقبل معها غالبًا الصبغة الدينية أو النصائح الوعظية؛ فيثقُل على قلبه مجرد النصح بالابتهال إلى الله, وبعضهم يقول: أنتم تتحدثون من أبراج عاجية, أو تنصحون نصيحة من لم يلامس الأم قط, ونحو ذلك! وهذا لا يُعلم من خلال قراءة السؤال وجوابه؛ لما ذكرتُ من تغيير في صيغة السؤال حيث يُرسل غالبًا باللغة العامية أو بلغة غير مفهومة.
    المقصود أن المُجيب يرى الكثير من خلال طرح السؤال ويُدرك حال هذا السائل؛ فيعمل على أساس ما قد يتبين له من قابليته للحديث, وفي بعض الأحوال يُعيد السائل مراسلة نفس المستشار فيَحسُن حينها جذبه برفق إلى طريق الهداية وربطه بالله.

    ثالثًا: المواقع التي تتم فيها مُراجعة الاستشارة من حيث السؤال والجواب, لا يتمكن المُراجع من تبديل صيغة الجواب وتغيير ما يقوله المستشارون, فيكتفي بحذف ما قد يخالف الشرع, وقد تقترح اللجنة الشرعية بعض الأمور التي يحسن إضافتها إلى الجواب في بعض الأحيان, وهذا يحدث في الألوكة ولله الحمد.

    رابعًا: إن كان المستشار بشرًا يسَّر الله له الاطلاع على أحوال الناس وكسب الخبرة في حل بعض المشكلات, والقدرة على تحليلها, وهو مع ذلك من طلاب العلم أو من أهل الدين والصلاح, فهذا لا يعني بالضرورة عصمته من الزلل أو النجاة من الخطأ, وواجب كل من ألمَّ بشي من العلم وأُكرم ببعض الحكمة أن ينصح لله, ولا مانع من مراسلة بعض المستشارين من خلال المواقع للفت نظرهم إلى ما قد يغيب عنهم, وهذا يحدث من بعض أهل الخير والصلاح؛ فشكر الله لكل من نصح وأرشد وذكَّر بالله.

    أخيرًا:
    نصيحة مقبولة, أحسن الله إليكِ في الدنيا والآخرة.
    أرجو من أخواتي الفاضلات قبول عذري عن استقبال الاستشارات على الخاص.
    ونرحب بكن في قسم الاستشارات على شبكة ( الألوكة )
    انسخي الرابط:
    http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/Counsels/PostQuestion.aspx

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الدولة
    لن ألبَثَ كثيرًا حتّى أكونَ تحتَ التُّراب.
    المشاركات
    603

    افتراضي رد: رُدودُ المُستشارِين (تساؤُل)

    أنا آسفة حقًّا: (
    أجّلتُ الرّدّ، وقلتُ سأبتعدُ قليلًا>>إجازة سعيدة^_^
    فلا أنا أجّزت ولا أنا شكرتُكم: (
    أنسيتُ ذلِك بسببِ المواضيعِ المُغرية في المجلِس اللهُمّ زد وبارِك: )
    لي عودة بإذن الله... سامحِونا أهلَ البرّ والفضل: )
    إن وعدْتُ بعودةٍ أو مُشاركةٍ ولم أعُد، أو كانَ لأختٍ حقٌّ عليّ فلتُحلّلني، أستودعُكُنّ الله .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الدولة
    لن ألبَثَ كثيرًا حتّى أكونَ تحتَ التُّراب.
    المشاركات
    603

    افتراضي رد: رُدودُ المُستشارِين (تساؤُل)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروة عاشور مشاهدة المشاركة
    وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته,,
    أنعم به من طرح وأكرم به من تنويه!
    لا حرمكِ الله الأجر..
    وأكرِم بِصُحبَةٍ كصُحبَتِكُم: ) جزاكُمُ اللهُ فردوسَه()

    عن تميم الداري – رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: ((الدين النصيحة)), قلنا: لمن؟ قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)), ولستُ أرى حديثكِ هذا ثقلا, ولكنَّه تطبيق عملي لهذا الحديث المُبارك.

    طيّب... قبِلنا على مضضٍ رغمَ أنّا ما قصَدنا إلّا ذرّةً من هذا^_^
    صلّى اللهُ وسلّمَ على سيّدِنا مُحمّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمَعين، وجعلَنا اللهُ ممّن يستمعُونَ القولَ فيتّبعونَ أحسَنَه.


    أولا: يُفترض بالمستشار أن يكون على علم شرعي يؤهله للرد على السائل على نحو ما تفضلتِ,
    لكن الواقع غير ذلك؛ فمن المستشارين من لا ينتمي لفئة الملتزمين بله العالمين بالشرع؛ حيث يُشير على السائل أحيانا بالعلاج بالموسيقى, أو خوض قصة حب ونحو ذلك, وقد رأيت وسمعت من هذا في بعض الأحيان, والذي أعني أنَّ المواقع بما فيها الإسلامية تنتقي من له دراية في تخصصه: "الطبي, النفسي, الاجتماعي..." دون التمحيص حول دينه وقدر العلم الشرعي لديه, على أساس أن جوابه سيراجع شرعًا ويُحذف منه ما يخالف الشرع "هذا في المواقع الإسلامية المُهتمَّة بالأمر فقط".


    اممم اللهُ وحدَهُ المُستعان!
    جزى اللهُ القائِمِينَ على المواقِعِ الإسلاميّةِ خيرًا وبارَكَ فيهِم وعلَيهِم، وردّنا إلى دينِنا ردًّا جميلًا.


    ثانيًا: تفضلتِ بطرح مثالين رائعين؛ "مثال فاطمة, والراغب في الزنا", والاستشارة التي تُنشر أمامكم لا تكون على نحو ما ترون في غالب الأحوال, إن لم يكن كلها!

    كثير من السائلين تعصف الأحزانُ بذهنهم وتذهب المتاعبُ بألبابهم, فتُقصيهم عن الدين وأهله بصورة لا يتقبل معها غالبًا الصبغة الدينية أو النصائح الوعظية؛ فيثقُل على قلبه مجرد النصح بالابتهال إلى الله, وبعضهم يقول: أنتم تتحدثون من أبراج عاجية, أو تنصحون نصيحة من لم يلامس الألم قط, ونحو ذلك! وهذا لا يُعلم من خلال قراءة السؤال وجوابه؛ لما ذكرتُ من تغيير في صيغة السؤال حيث يُرسل غالبًا باللغة العامية أو بلغة غير مفهومة.
    المقصود أن المُجيب يرى الكثير من خلال طرح السؤال ويُدرك حال هذا السائل؛ فيعمل على أساس ما قد يتبين له من قابليته للحديث, وفي بعض الأحوال يُعيد السائل مراسلة نفس المستشار فيَحسُن حينها جذبه برفق إلى طريق الهداية وربطه بالله.

    صدَقتِ، حتّى في أبسطِ الأشياءِ يواجهُ الدّاعيةُ مثلَ هذهِ التّعليقاتِ، فكَيفَ بمُبتلًى بعيدٍ عن ربّه!
    قد يودِي بنا الجهلُ إلى الاعتراضِ على أمرِ اللهِ وقضائِه -والعياذُ بالله-، فكيفَ سيكُونُ الاعتراضُ عليكُم...
    أعانَكمُ الله وربطَ على قُلوبِكُم: )


    ثالثًا: المواقع التي تتم فيها مُراجعة الاستشارة من حيث السؤال والجواب, لا يتمكن المُراجع من تبديل صيغة الجواب وتغيير ما يقوله المستشارون, فيكتفي بحذف ما قد يخالف الشرع, وقد تقترح اللجنة الشرعية بعض الأمور التي يحسن إضافتها إلى الجواب في بعض الأحيان, وهذا يحدث في الألوكة ولله الحمد.

    الحمدُ لله

    رابعًا: إن كان المستشار بشرًا يسَّر الله له الاطلاع على أحوال الناس وكسب الخبرة في حل بعض المشكلات, والقدرة على تحليلها, وهو مع ذلك من طلاب العلم أو من أهل الدين والصلاح, فهذا لا يعني بالضرورة عصمته من الزلل أو النجاة من الخطأ, وواجب كل من ألمَّ بشي من العلم وأُكرم ببعض الحكمة أن ينصح لله, ولا مانع من مراسلة بعض المستشارين من خلال المواقع للفت نظرهم إلى ما قد يغيب عنهم, وهذا يحدث من بعض أهل الخير والصلاح؛ فشكر الله لكل من نصح وأرشد وذكَّر بالله.


    أكرَمَكُمُ اللهُ ورفعَ قدرَكُم في الدُّنيا والآخرة،
    وكتبَ لكُم أجرَكُم كاملًا مُضاعفًا أضعافًا كثيرةً.


    أخيرًا:
    نصيحة مقبولة, أحسن الله إليكِ في الدنيا والآخرة.
    أُحبُّكُم في الله
    : )
    بعدَ أن أضفتُ هذا الموضوعَ يسّرَ اللهُ لي الاطّلاعَ على إضاءاتِ مُشرفَتِنا الفاضلةِ الحبيبةِ (سارة بنت محمّد)
    في الرّدّ على الاستشارات، ووجَدتُ فائدةً عظيمةً أحببتُ أن أُضيفَها هُنا، فلعلّ هُناكَ من لا يستطِيع أن يقرأَ الموضوعَ كاملًا:


    مطالعة كتب التنمية البشرية وعلم النفس
    -- 78
    لا ينبغي أن نرفض ابتداء مطالعة هذه الكتب والمراجع للاستفادة منها
    ولكن كذلك لا ينبغي أن تكون هي المراجع الرئيسية في التحصيل ولا ينبغي الاعتماد عليها اعتمادا رئيسيا أو كليا.
    بمعنى أن يكون القارئ على وعي جيد وعلم شرعي صحيح قبل أن يشرع في قراءتها بعقلية نقدية منصفة تعرف كيف تستخلص ما يفيد دون أن تتأثر بما يضر.

    -- 79
    هذه الكتب والمراجع مبنية على نظريات ودراسات ميدانية أجريت على أرض غير أرضنا وبيئة غير بيئتنا أو على الأقل أجراها قوم يفكرون بنمط نابع من بيئة غير بيئتنا وثقافة تختلف جذريا عن ثقافتنا
    فالحياة التي تحكمها المادة ولم تعرف الإسلام تختلف عن حياتنا حتى لو كنا لا نعيش في دول إسلامية تلتزم بالإسلام الصحيح...يكفي أن أذكركم أننا نسمع الآذان، والقرآن!!

    -- 80
    لابد من الاحتراز
    فهناك من أدمن تصديق كل ما هو مكتوب في هذه الكتب فتسبب في استيراد مشاكل لم تكن في مجتمعاتنا

    --81
    إن من يدرس السيرة بتفاصيلها دراسة عميقة متأملا أحوال النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته
    ومن يدرس القرآن وتفسيره والسنة وشرحها قد لا يحتاج إلى أكثر من الاطلاع على الخطوط العريضة...أو حتى يمكننا أن نقول أنه لا يحتاج للاطلاع إلا لمعرفة فكر القوم فحسب.

    فالقرآن شفاء الروح ينقي القلب وينشرح به الصدر
    وسنة النبي صلى الله عليه وسلم فيها طرق ووسائل أفضل بكثير من كتب علم النفس وأكثر ملائمة للنفس البشرية

    --82
    لابد أن نعرف جيدا أن كثيرا ممن ألف في أبواب :" كيف تكون سعيدا" انتحر...إنهم لم يستطيعوا شراء السعادة لأنفسهم لأنهم اعتمدوا على سعادة زائفة...لم يعرفوا كيف تتناغم النفس البشرية وتتصالح مع نفسها مثلما علمنا القرآن
    فإن هرقل وصف أهل الإيمان فقال:"وسألتك هل يرتد أحد سخطةلدينه بعد أن يدخل فيه ، فزعمت أن لا ، فكذلك الإيمان حين تخلط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد

    --83
    إن كتب التنمية البشرية ودوراتها الجاد منها يعتمد بالأساس على تنمية الأسباب وتهمل اعتماد القلب على الله - إلا من رحم ربي
    وكثير منها يعتمد على بيع الوهم
    ولأصحابها هيئة وسمت يختلف عما أراد الشرع منا الوصول لها فلابد من الانتباه لهذا جيدا
    إن قراءة كتاب واحد من كتب ابن القيم يغني عن ألف كتاب من كتب التنمية البشرية وعلم النفس

    ففي حين يعالج ابن القيم أعمال القلوب معتمدا على الكتاب والسنة ...نجد الكتب الأخرى تشرق وتغرب يمنة ويسرة

    -- 84
    إن التوكل والإيمان بالقدر والانكسار والتذلل والافتقار والاستعانة والخضوع والاستسلام والتواضع والاعتزاز بالشريعة وعزة المسلم على الكافر مع القسط إليه والإحسان، وذلته على المؤمن ولو اختلف معه.وغير ذلك مما قررته الشريعة الغراء...كلها معان سامية لا تعرفها كتب علم النفس والتنمية كما ينبغي.
    رغم أن هذه المعاني تقي صاحبها تداعيات نفسية كثيرة نحن أحوج ما تكون لتجنبها ابتداء.
    فإن الإسلام جاء ليخلص العباد من عبادة العباد ليرتقي بهم إلى عبادة رب العباد
    والثقافة المدية اعتمدت أساسا على التخلص من عبادة رب العباد للتردي في عبادة المادة والذات والاعتماد عل الأسباب

    إن الدين الذي بأمر واحد يجعل من جمع فوضوي يتراص صفوفا مستقيمة بمجرد إقامة الصلاة هو دين رب عليم بما يصلح العباد نفوسا وأبدانا


    --85
    لابد من اليقين في سنن الله الكونية
    فالغرب وإن بدا براقا بحضارته المادية ففي الواقع المرير قد تفشت فيهم الأوجاع والأمراض التي لم تكن في أسلافهم سواء النفسية أو البدنية
    ففي حين أننا لا نسمع مصطلح "قاتل تتبعي" في بلاد العرب والإسلام، فإن هذا المصطلح معروف جيدا في بلاد الغرب.

    والمقارنات لا تنضب بيينا وبينهم غير أن الإعلام وما أصاب الدول الإسلامية من وهن وهزيمة نفسية هو ما يجعل هذه الكتب لها رواجا بيننا


    --86
    أعجب لمن ترك الكتاب والسنة واتخذ هذا الغثاء نبراسا ومنهجا يتعبد في محرابه ثم ينظر في الكتاب والسنة فما وافق ما وجده هنالك أخذه وما عارضه طرحه.

    إن الواقف على أرض الكتاب والسنة بهدي السلف الصالح ثم يطلع على هذه الأشياء فيستفيد منها بمقدار منصف يختلف تماما عن الصورة الأولى.

    كما قال الرازي بعد أن جرب طرق أهل الكلام

    نهاية إقدام العقول عقال ....وأكثر سعي العالمين ضلال
    وأروحنا في وحشة من جسومنا .....وغاية أمرنا أذى ووبال
    ولم نستفد من سعينا طول عمرنا .....سوى أن جمعنا فيه قيل وقال

    ثم اعترف أنه لا كلام بعد كلام الله يشفي الصدور


    لا يسعُني الآنَ إلّا أن أسألَ اللهَ أنّهُ كما جمعَنا في هذا المقامِ على طاعَتِه أن يجمَعَنا في الآخرةِ في فردوسِهِ الأعلى إنّهُ وليُّ ذلكَ والقادرُ عليه.
    سُبحانَ ربّكَ ربّ العزّةِ عمّا يصفونَ وسلامٌ على المُرسَلِينَ والحمدُ للهِ ربِّ العالَمينَ...
    سُبحانَكَ اللهُمّ وبحمدِك أشهدُ أن لا إلهَ إلّا أنتَ أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ.
    إن وعدْتُ بعودةٍ أو مُشاركةٍ ولم أعُد، أو كانَ لأختٍ حقٌّ عليّ فلتُحلّلني، أستودعُكُنّ الله .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    2,172

    افتراضي رد: رُدودُ المُستشارِين (تساؤُل)

    أحسن الله إليكِ وبارك فيكِ
    وهذا رابط موضوع العزيزة سارة؛ لمن أرادت الاستزادة, نفع الله بها وبكِ

    إضاءات في الرد على الاستشارات.
    أرجو من أخواتي الفاضلات قبول عذري عن استقبال الاستشارات على الخاص.
    ونرحب بكن في قسم الاستشارات على شبكة ( الألوكة )
    انسخي الرابط:
    http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/Counsels/PostQuestion.aspx

  8. #8
    سارة بنت محمد غير متواجد حالياً مشرفة سابقة بمجالس طالبات العلم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    3,129

    افتراضي رد: رُدودُ المُستشارِين (تساؤُل)

    ما شاء الله ما شاء الله!

    بتجيبوا في سيرتي وتنقلوا موضوعاتي وتشكروني وتدعولي!!

    غيبة دي ولا مش غيبة؟؟ >_<
    عن جعفر بن برقان: قال لي ميمون بن مهران: يا جعفر قل لي في وجهي ما أكره، فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره.

    السير 5/75

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الدولة
    لن ألبَثَ كثيرًا حتّى أكونَ تحتَ التُّراب.
    المشاركات
    603

    افتراضي رد: رُدودُ المُستشارِين (تساؤُل)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة بنت محمد مشاهدة المشاركة
    ما شاء الله ما شاء الله!

    بتجيبوا في سيرتي وتنقلوا موضوعاتي وتشكروني وتدعولي!!

    غيبة دي ولا مش غيبة؟؟ >_<
    شايفة بالله!
    .
    .
    تذكُرينَ يومًا قُلتِ فيهِ: أنا الّتي تسألُ هُنا فقط: )
    وأنا مثلُك^_^

    ثُمّ إنّي لا أُفتي!
    إن وعدْتُ بعودةٍ أو مُشاركةٍ ولم أعُد، أو كانَ لأختٍ حقٌّ عليّ فلتُحلّلني، أستودعُكُنّ الله .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •