كنت في مجلس علم، مع أستاذ فاضل ـ وذلك قبل عشر سنوات؛بل تزيد ـ فدار نقاش علمي جميل،حاصله أن طالب العلم المتمكن أمكن، عليه أن يعمل ملكة النقد، ويحرك مسبار العقل، في قرائته كتب أهل العلم،ولا يدع التقليد يسيطر عليه، ولا ينبغي له أن يذر سطوة إجلال العلماء تتسلط عليه، فالخطأوارد على كل بشر، والغلط ينزل بساحة كل عالم.
ثم أردف ـ ممثلا ـ شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ غاية في كل علم،وآية في كل فن ، يشهد له بذلك المخالف قبل المؤالف، ومع ذلك أخطأ خطأ واضحا، في مسألة نحوية صرفية، لا يغلط فيها أمثاله من العلماء.
فقلت ـ متعجبا بل ومستنكراـ وأين وقفت على هذا الغلط النحوي الصرفي، فدلني عليه في مجموع الفتاوى ج:15ص:119{ وقوله :{السجن أحب إلي مما يدعونني إليه} بصيغة جمع التذكير، وقوله :{كيدهن} بصيغة جمع التأنيث ولم يقل مما يدعينني إليه دليل على الفرق بين هذا وهذا}فقال لي هذا الأستاذ الفاضل: هذا خطأ واضح فقولك النساء يدعون هو الصحيح والمتعين ، وهو يشبه قول الله عز وجل :{إلا أن يعفون} وقوله يدعينني غير صحيح
فكظمتها ثم مرت سنون وطبع كتاب المقاصد الشافية في شرح الخلاصة الكافية للإمام الشاطبي فوجدت فيه ما ذكرني بذاك السر المكتوم، والخطأ المكظوم حين شرح قول ابن مالك :
واجعل لنحو يفعلان النونا رفعا وتدعين وتسألونا
من ج :1ص:215 ـ 216 ـ 217 ـ 218 ـ 219 وذكر رحمه الله قصة طريفة في تدعون هذه وأشباهها
ولا زلت مترددا ، وأقول مرددا،هل هذا الخطأ من ابن تيمية، لعل الخطأ من الناسخ، أو من الطابع،أولعل في المسألة قولا آخر
المهم لا يغلط شيخ الإسلام، والسلام