تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: إشكال وقع لي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    المشاركات
    13

    Question إشكال وقع لي

    ذكر شيخنا يوسف الغفيص ـ حفظه الله ـ خلالَ إبطالِه نسبة مقالة التّفويض للسّلف ، فقال بأنّ :( المُعتزلة كانُوا يقولونَ عن السّلف بأنّهم " مجسّمة " و لو لم يكُن السّلفُ يثبتُون إثباتاً حقيقيّاً ؛ لما قال عنهُم المُعتزلة بأنَهم مجسّمة )

    ذكره في شرح الحموية .

    ثمّ وقفتُ على كلامِ لشيخ الاسلام في منهاج السّنّة و هو : ( .. كلُّ من نفى شيئاً قال لمن أثبتَهُ : إنّهُ مجسّم ، فغلاةُ النُّفاة من الجهمية و الباطنيّة يقولون لمن أثبتَ الأسماءَ الحسنى : إنّه مجسّم ، و مثبتةُ الأسماء من المعتزلة و نحوهم يقولون لمن أثبتَ الصفات : إنّه مجسّم ، و مُثبتَةُ الصفاتِ دون ما يقومُ به من الأفعال الإختياريّة ، يقولون لم أثبتَ ذلك : إنّه مجسّم ، و كذلك سائرُ النّفاة ) إ ـ هـ " منهاج السّنّة 2/ 213، 214 "

    الإشكالُ هو أنّه لمُفوّضٍ أن يقولَ : " المعتزلة إنّما قالوا ذلك لمن أثبتَ الصفاتِ اللاّزمة ، و السلفُ كانوا يثبتونها باتّفاق الطوائفِ الصفاتيّة ، و إنّما التفويضُ كان في الصفاتِ الإختياريّة " ، فهل يصلُح هذا الدليل الذي ذكره الشيخ يوسف الغفيص لإبطال نسبة مقالة التّفويض للسلف ؟

    أرجو من إخواني أو مشايخنا أن يفيدونا ، و بارك الله فيكم ..

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    326

    افتراضي رد: إشكال وقع لي

    أخي الكريم إليك قول الشيخ ابن عثيمين فيمن يقول إن طريقة السلف هي التفويض
    قال الشيخ رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية للعثيمين (ص: 92 - 95):
    فإن قلت: ما الفرق بين التعطيل والتحريف؟
    قلنا: التحريف في الدليل والتعطيل في المدلول، فمثلا:
    إذا قال قائل: معنى قوله تعالى {بل يداه مبسوطتان} [المائدة: 64] ، أي بل قوتاه هذا محرف للدليل، ومعطل للمراد الصحيح، لأن المراد اليد الحقيقية، فقد عطل المعنى المراد، وأثبت معنى غير المراد. وإذا قال: بل يداه مبسوطتان، لا أدري! أفوض الأمر إلى الله، لا أثبت اليد الحقيقية، ولا اليد المحرف إليها اللفظ. نقول: هذا معطل، وليس بمحرف، لأنه لم يغير معنى اللفظ، ولم يفسره بغير مراده، لكن عطل معناه الذي يراد به، وهو إثبات اليد لله عز وجل.
    أهل السنة والجماعة يتبرؤون من الطريقتين: الطريقة الأولى: التي هي تحريف اللفظ بتعطيل معناه الحقيقي المراد إلى معنى غير مراد. والطريقة الثانية: وهي طريقة أهل التفويض، فهم لا يفوضون المعنى كما يقول المفوضة بل يقولون: نحن نقول: {بل يداه} ، أي: يداه الحقيقيتان {مبسوطتان} ، وهما غير القوة والنعمة.
    فعقيدة أهل السنة والجماعة بريئة من التحريف ومن التعطيل.
    وبهذا تعرف ضلال أو كذب من قالوا: إن طريقة السلف هي التفويض، هؤلاء ضلوا إن قالوا ذلك عن جهل بطريقة السلف، وكذبوا إن قالوا ذلك عن عمد، أو نقول: كذبوا على الوجهين على لغة الحجاز، لأن الكذب عند الحجازيين بمعنى الخطأ.
    وعلى كل حال، لا شك أن الذين يقولون: إن مذهب أهل السنة هو التفويض، أنهم أخطأوا، لأن مذهب أهل السنة هو إثبات المعنى وتفويض الكيفية.
    وليعلم أن القول بالتفويض ـ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية1 ـ من شر أقوال أهل البدع والإلحاد!
    عندما يسمع الإنسان التفويض، يقول: هذا جيد، أسلم من هؤلاء وهؤلاء، لا أقول بمذهب السلف، ولا أقول بمذهب أهل التأويل، أسلك سبيلا وسطا وأسلم من هذا كله، وأقول: الله أعلم ولا ندري ما معناها. لكن يقول شيخ الإسلام: هذا من شر أقوال أهل البدع والإلحاد** *
    وصدق رحمه الله. وإذا تأملته وجدته تكذيبا للقرآن وتجهيلا للرسول صلى الله عليه وسلم واستطالة للفلاسفة.
    تكذيب للقرآن، لأن الله يقول: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء} [النحل: 89] ، وأي بيان في كلمات لا يدرى ما معناها؟ * وهي من أكثر ما يرد في القرآن، وأكثر ما ورد في القرآن أسماء الله وصفاته، إذا كنا لا ندري ما معناها، هل يكون القرآن تبيانا لكل شيء؟ * أين البيان؟
    إن هؤلاء يقولون: إن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يدري عن معاني القرآن فيما يتعلق بالأسماء والصفات وإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام لا يدري، فغيره من باب أولى.
    وأعجب من ذلك يقولون: الرسول صلى الله عليه وسلم يتكلم في صفات الله، ولا يدري ما معناه يقول: "ربنا الله الذي في السماء"1, وإذا سئل عن هذا؟ قال: لا أدري وكذلك في قوله: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا" 2 وإذا سئل ما معنى "ينزل ربنا"؟ قال: لا أدري.... وعلى هذا، فقس. وهل هناك قدح أعظم من هذا القدح بالرسول صلى الله عليه وسلم بل هذا من أكبر القدح رسول من عند الله ليبين للناس وهو لا يدري ما معنى آيات الصفات وأحاديثها وهو يتكلم بالكلام ولا يدري معنى ذلك كله.
    فهذان وجهان: تكذيب بالقرآن وتجهيل الرسول.
    وفيه فتح الباب للزنادقة الذين تطاولوا على أهل التفويض، وقال: أنتم لا تعرفون شيئا، بل نحن الذين نعرف، وأخذوا يفسرون القرآن بغير ما أراد الله، وقالوا: كوننا نثبت معاني للنصوص خير من كوننا أميين لا نعرف شيئا وذهبوا يتكلمون بما
    يريدون من معنى كلام الله وصفاته!! ولا يستطيع أهل التفويض أن يردوا عليهم، لأنهم يقولون: نحن لا نعلم ماذا أراد الله، فجائز أن يكون الذي يريد الله هو ما قلتم! ففتحوا باب شرور عظيمة، ولهذا جاءت العبارة الكاذبة: "طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم"!.
    يقول شيخ الإسلام رحمه الله: "هذه قالها بعض الأغبياء" وهو صحيح، أن القائل غبي.
    هذه الكلمة من أكذب ما يكون نطقا ومدلولا، "طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم"، كيف تكون أعلم وأحكم وتلك أسلم؟! لا يوجد سلامة بدون علم وحكمة أبدا! فالذي لا يدري عن الطريق، لا يسلم، لأنه ليس معه علم، لو كان معه علم وحكمة، لسلم، فلا سلامة إلا بعلم وحكمة.
    إذا قلت: إن طريقة السلف أسلم، لزم أن تقول: هي أعلم وأحكم وإلا لكنت متناقصا.
    إذا، فالعبارة الصحيحة: "طريقة السلف أسلم وأعلم وأحكم"، وهذا معلوم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •