اخوتي الأفاضل : التبسَ عليّ التفريق بين معنى مصطلح (الجعْل) ومصطلح (الاتخاذ) !!!
أرجو مساعدتي في التفريق بينهما وإبراز دلالة كلٍّ منهما، سواء في الاستعمال المعجمي أم الاستعمال القرآني لهما.
خالص ودّي ودعائي للجميع الاخوة
اخوتي الأفاضل : التبسَ عليّ التفريق بين معنى مصطلح (الجعْل) ومصطلح (الاتخاذ) !!!
أرجو مساعدتي في التفريق بينهما وإبراز دلالة كلٍّ منهما، سواء في الاستعمال المعجمي أم الاستعمال القرآني لهما.
خالص ودّي ودعائي للجميع الاخوة
انظر هذا الرابط :
https://www.google.com.eg/url?sa=t&r...xr05RWuama9low
قال أبو حفص سراج الدين النعماني في "اللباب في علوم الكتاب" (8/ 10): "قال أبو العباس المقري: ورد لفظ الجَعْل في القرآن على خمسة أوجه:
الأول: بمعنى «خلق» قال تعالى: {وَجَعَلُواْ الملائكة} ، وقوله {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا} [فصلت: 10] ، وقوله: {جَعَلَ الليل والنهار} [الفرقان: 62] .
والثاني: بمعنى «بعث» قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرا} [الفرقان: 62] .
والثالث: بمعنى «قدره» قال تعالى {وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً} [الزمر: 8] وقوله تعالى: {وَجَعَلُواْ الملائكة الذين هُمْ عِبَادُ الرحمن إِنَاثاَّ} [الزخرف: 19] وقوله تعالى: {قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بالذي خَلَقَ الأرض فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً}
[فصلت: 9] أي تقولون.
الرابع: بمعنى «بَيّن» قال تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ} [الزخرف: 3] أي: بَيَّنَّاه بحَلالِه وحَرَامِهِ.
الخامس: بمعنى «صَيَّرَ» قال تعالى: {وَجَعَلْنَا على قُلُوبِهِمْ أَكِنَّة} [الإسراء: 46] أي: صيرنا، وقوله {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الحاج} [التوبة: 19] ، وقوله {وَجَعَلَ بَيْنَ البحرين} .
وقال مناع القطان في "مباحث في علوم القرآن" (ص: 203) : "تأتي "جعل" في القرآن لعدة معان:أحدها: بمعنى "سمى" كقوله تعالى: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} 1, أي سموه كذبًا، وقوله: {وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا} 2, على قول، ويشهد له قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى} 3.
الثاني: بمعنى "أوجد" وتتعدى إلى مفعول واحد، والفرق بينها وبين الخلق، أن الخلق فيه معنى التقدير، ويكون عن عدم سابق حيث لا يتقدم مادة ولا سبب محسوس، بخلاف الجعل بمعنى الإيجاد، قال تعالى:
{الحَمْدُ للّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} . وإنما الظلمات والنور تنشأ عن أجرام توجد بوجودها، وتعدم بعدمها.
الثالث: بمعنى النقل من حال إلى حال والتصيير، فتتعدى إلى مفعولين: إما حسًّا كقوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاش} 2، وإما عقلًا كقوله: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا} .
الرابع: بمعنى الاعتقاد، كقوله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ} .
الخامس: بمعنى الحكم بالشيء على الشيء، حقًّا كان أوباطلًا، فالحق، كقوله تعالى: {إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} ، والباطل، كقوله: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا} " .
منقول من عبد الرحمن الشهري (المشرف العام على ملتقى أهل التفسير) :
" فعل اتخذ بمعنى أخذ لنفسه كذا ... وبعض أصحاب المعاجم يقرب معناها فيقول : ويجري مجرى الجعل ، أي أن معناها قريب منه ، وهذا الفعل المشدد (اتخذ) يتعدى إلى مفعولين . وقد ورد كثيرا في القرآن الكريم . في نحو :( لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء) ونحو (فاتخذتموهم سخريا) وغيرها .
وأهل التصريف يمثلون بفعل (اتخذ) للدلالة على صيغة (افْتَعَل) فيقولون : لهذا البناء معان متعددة من أشهرها الاتخاذ ، نحو : اشتوى ، أي اتخذ شواءً ، ومنه قوله تعالى :(واصطنعتك لنفسي) ، أي تخذتك صنيعةً . فدلالة (اتخذ) واضحة الدلالة في المعاجم ".
المصدر: http://www.tafsir.net/vb/tafsir31987/#ixzz2IWpKyjMg
قال عبد العظيم المطعني في "خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية" (2/ 353):""وقد وردت كذلك في صورتين أي : صيغ الفعل "أخذ" في القرآن_ أخريين هما:
إحداهما: أن تدخل عليها تاء الافتعال " اتخذ " أو " يتخذ " أو "متخذ " ؛ وهي هنا تفيد الجعل مع اختصاص المتخذ بالولاء. أو الاستئثار به ".
مثال الأول : قوله تعالى: (أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74) .
ومثال الثاني : قوله تعالى حكاية عن زعم الكفار:(وَقَالُو ا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) .وقوله تعالى: (لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ) .وقوله تعالى في التسامي بغريزة الجنس: (وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ) .
وثانيتهما: أن يزاد ألف في أولها وتصبح حينئذ رباعية مختصة بالمجازاة والعقاب.مثل قوله تعالى: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ) .وقوله تعالى: (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) " .
كلّي شكرٌ وامتنان لكم أساتذتي الأفاضل ... رفعَ الله قدْركم ووفقكم لخدمة العلم