يوم الثلاثاء 13/2/1434هـ
أنا الآن في فندق بجوار شجرة لم أرقبل ذلك مثلها قط ؛ سمكها اثنان و عشرون خطوة ، و الأرض هناكلها خضراء ، و كذلك الجبال .
خرجنا مع الشيخ أويس ، و الشيخ إكرامي ، و معنا الوفد بأكمله ، و نحن في طريقنا إلى القرى الثلاثة التي سنزورها ، و كانوا قد أعدوا هذه القرى الثلاثة لاستقبالنا.
و نحن في طريقنا إلى القرية الأولى ، قال لنا الشيخ إكرامي : انتظروا هنا ، و ذهب إلى السوق .
فقال لي الشيخ أحمد عبد الرحمن : هيا بنا إلى السوق ، فلما وصلنا إلى السوق ، قابل رجلا .
فقال له : هل تريد أن تعرف ما هو الإسلام ؟
فقال الرجل : نعم .
فعرض عليه الإسلام فأسلم ، فوجدنا صبيًا يبيع (مقلاوة)فقلنا له تعالى هنا وأخذنا منه ووزعنا على المارة، فاجتمع الناس حولنا ثم عرض عليهم الإسلام فأسلم غالبهم بعد مناقشات ومحاورات وكان عددهم 12 رجلا، ، و دلهم على المسجد الموجود في هذه القرية .
ثم فوجئنا بأن السيارات تستعجلنا لاستئناف رحلتنا ، فلما وصلنا إلى قرية «إنسا نجوى» ، و كان أهلها من المسلمين ينتظروننا مجتمعين تحت ظل شجرة ، الرجال في ناحية ، و النساء في ناحية ، فألقى الشيخ نشأت محاضرة ، قد فرحوا بها كثيرا ، وبينما نحن كذلك إذ أبصرنا بعض النساء من النصارى يقفن بعيدا فنادى عليهن المترجم بعدما أخبرناه بأن ينادهن ، فلما أتين عرض عليهن الشيخ نشأت الإسلام ، فأسلمت منهن سبع نسوة .
ثم انطلقنا إلى قري « شنجاموكا» ، ولما وصلنا ألقى الشيخ نشأت محاضرة ، و قد كانوا سعداء جدا بها ، ثم التقينا بملك القرية ، و كان قد أسلم منذ سنتين ، و قد أسلم بسببه مائة و ثلاثون ، و بينما نحن كذلك إذ جاءنا بعض النصارى فعرض الشيخ نشأت بن أحمد عليهم الإسلام فأسلموا وهم قرابة العشرين.
و سألت مَلِكْ القرية عن سبب إسلامه .
فقال : أسلمت بسبب معاملة المسلمين الحسنة .
ثم انطلقنا إلى قرية « دولو» ، و كانت الحرارة شديدة جدا ، و في طريقنا إليها نزلت أمطار شديدة ، فلم نستطع أن نسير بالسيارة فنزلنا منها ، و بينما نحن كذلك جاءنا أهل القرية عن بكرة أبيهم ليخرجوا السيارة ، و وضعوا خشبا تحت السيارة فسارت بحمد الله .
وألقى الشيخ نشأت أحمد محاضرة للنساء في مسجد النساء وبقيت أنا في مسجد الرجال ألقي عليهم محاضرة لأنه لا يوجد في القرى كهرباء ولا مكبرات صوت.
فلما وصلنا إلى قرية « دولو » ألقى الشيخ نشأت أحمد محاضرة عن الإسلام ، و فضله .
فسألت : هل جميع الحاضرين مسلمون ؟
فقال المترجم : لا .
فقلت : من كان نصرانيا فليرفع يده ، فرفعوا أيديهم و كان عددهم حوالي خمسة عشر ، و قد ألقوا علينا بعض الشبهات البسيطة جدا ، مثل قولهم : عيسى خاتم الأنبياء و المرسلين ، فأجبتهم بأن عيسى نفسه بشَّر بمحمد صلى الله عليه و سلم ، فالنبي صلى الله عليه و سلم هو خاتم النبيين وذكرنا لهم بعض معجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا سيما معجزة القرآن الكريم فأسلموا جميعًا بفضل الله تعالى .