بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
إن أهل الموهبة من أبناء الأمم هم صانعو مجدها أو مشيدو حضاراتها، وبجهودهم تتقدم تلك الأمم وترتقي في سلم الحضارة، فهم من أهم عوامل نهضتها في جميع مجالات الحياة. واستثمار طاقات الموهوبين يعتبر ضرورة حتمية، ذلك أن القدرات التعليمية والمهارات الإبداعية التي يملكونها تمكنهم من الإسهام بنصيبٍ وافر في تقدم المجتمع ورفاهيته.
ولقد أدركت المجتمعات قديًما أهمية الكشف عن ذوي القدرات العالية المتميزة من أفرادها وتنمية تلك القدرات؛ لإعداد العناصر القيادية المؤهلة للنهوض بمجتمعاتهم وتحقيق كل ما تصبو إليه من النجاحات. وعليه فيعد الموهوب أثمن ثروة وأنفس مورد وأكثر مجالات الاستثمار البشري أولوية بالاهتمام، فمجال الموهبين في غاية الأهمية ويحتاج إلى بذل مزيد من الجهد والقيام بدراسات عديدة تتكامل فيما بينها، بحيث تؤدي في النهاية إلى توضيح الكيفية التي يمكن بها تحقيق هذا الهدف، بعيداً عن العشوائية والاجتهادات الشخصية التي لا تحقق النتيجة.
ووفقاً لأحدث الدراسات تبيَّن أن نسبة المبدعين الموهوبين من الأطفال من سن الولادة إلى السنة الخامسة من أعمارهم نحو 90% ، وعندما يصل الأطفال إلى سن السابعة تنخفض نسبة المبدعين منهم إلى 10% ، وما إن يصلوا السنة الثامنة حتى تصير النسبة 2% فقط . مما يشير إلى أن أنظمةَ التعليم والأعرافَ الاجتماعيةَ تعمل عملها في إجهاض المواهب وطمس معالمها، مع أنها كانت قادرةً على الحفاظ عليها، بل تطويرها وتنميتها .
فنحن بحاجة إلى معرفة كاشفةٍ، وبصيرة نافذةٍ ، وقدرة واعية ، لتربيةِ الإبداع والتميُّز ، وتعزيز المواهب وترشيدها ؛ لأن عملية رعاية الموهوبين تختلف عن رعاية بقية شرائح المجتمع، حيث إنها تتوقف على إشباع رغبات، واهتمامات ، وميول الموهوب كماً وكيفاً بهدف رفع دافعيه الموهوب للعمل والاستفادة، فتتغير الأساليب من طالب لآخر.
ومن صور رعاية الموهوبين إقامة المواقع الإلكترونية وتفعيلها؛ للقيام بواجبها على أكمل وجه