تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: آية اشكل علي اعرابها

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    المشاركات
    25

    افتراضي آية اشكل علي اعرابها

    الحمد لله الذي هدانا لهذا الصرح العلمي سؤالي للمشايخ حفظهم الله تبارك وتعالى عن اعراب مفردة ـ المقيمين ـ في قوله تعالى : {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُون َ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُون َ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء : 162] ؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,511

    افتراضي رد: آية اشكل علي اعرابها

    نصب على المدح

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,511

    افتراضي رد: آية اشكل علي اعرابها


  4. #4

    افتراضي رد: آية اشكل علي اعرابها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حامد الأنصاري مشاهدة المشاركة
    نصب على المدح
    منصوب على المدح كما في قوله تعالى ( والصابرين في البأساء والضراء ) الأية ،وهو أسلوب من أساليب العرب ،فهم ينصبون على المدح وينصبون على الذم ،كما في سورة المسد (...حمالة الحطب) وكذلك قوله تعالى (ملعونين أينما ثقفوا)
    والله تعالى أعلم

  5. #5

    افتراضي رد: آية اشكل علي اعرابها

    هذا كسر إعراب بقصد المدح. - فهي منصوبة على الاختصاص - لبيان التعظيم والتفخيم . فيصبح المعنى وأخص المقيمين الصلاة . وهذا تخريج إمام النحويين سيبويه وعليه أكثر العلماء . ونصب الصلاة على الاختصاص يبين أهميتها من الدين وعلى أنها أمر عظيم .

  6. #6

    افتراضي رد: آية اشكل علي اعرابها

    يمكن مراجعة كتب التفاسير في ذلك بيسر إن شاء الله

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    المشاركات
    25

    افتراضي رد: آية اشكل علي اعرابها

    بارك الله فيكم جميعا .
    هناك آيات كثيرة نظيرة في الاشكال لهذه الاية فهل من مرجع جمع هذه الايات المشكلة الاعراب وقام بحلها بارك الله فيكم ؟

  8. #8

    افتراضي رد: آية اشكل علي اعرابها

    نعم أخي فارس الأمر كما قلت ،منصوب على الإختصاص ،فأنا وقع لي ما ذكره النحوييون في باب البدل عند قولهم بدل غلط ،فأنا علقت على أخي الأنصاري وحسبت أني كتبت منصوب على الإختصاص ،فأستغفر الله وأتوب اليه من الزلل ،وهذا من آفات العجلة،فاني كتبت على عجالة ولم ألق نظرة مرة أخرى على ما كتبت.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    81

    افتراضي رد: آية اشكل علي اعرابها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوامع الكلم مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم جميعا .
    هناك آيات كثيرة نظيرة في الاشكال لهذه الاية فهل من مرجع جمع هذه الايات المشكلة الاعراب وقام بحلها بارك الله فيكم ؟

    موجودة في كتب التفسير ومحلولة، إلا أنّ بعض الزنادقة المعاصرين جمع 25 واحدة منها بدون أنْ يرفق معها الحلول؛ للطعن في الإسلام، فردَّ عليه الدكتور حسين طلافحة، وأرسل بذلك إلى الدكتور عبد الرحمن بودرع، وأجاب كذلك باسم "بيانُ سَفَــهِ مَن أخطأ على القرآنِ الكَريم".
    وهذه مقالته : ... "بيانُ سَفَــهِ مَن أخطأ على القرآنِ الكَريم"
    أسئلَة قبلَ البدْء .
    ومساءلات بين يدي المقالة البَتْراء


    جعلْتُ لِهذ السلسلةِ من الرّدودِ عنواناً هو : بيانُ سَفَهِ مَن أخطأ على القرآنِ الكَريم
    مأتسِياً بأبي بَكرٍ البيهَقيّ في تسمية كتابِه بـ«بيان خطإ من أخطأ على الشّافعي»،
    تح. إبراهيم خليل ملاّ خاطر، شركة الطباعة العربية السعودية، الرياض، ط.1 / 1400-1980




    1 - المَقالة البتراء التي بين أيدينا تحمل عنوان :
    « خمسة وعشرون خطأ لغويا في القرآن الكريم »
    و ليس فيها نسبَة إلى كاتب و غيرُ معزوّة إلى صاحب
    و ليست مذيّلة بمصادِرَ أو مراجعَ
    وكلّ ما فيها أنّها تحيلُ على مصدرها على شبكة الإنترنيت
    واسم هذا الموقع : Muhammadanism
    والظّاهرُ من تصفّحِ هذا الموقعِ أنّه موقع من بين عَشَراتِ المواقعِ التنصيريّة
    الملتفّة كالحيّاتِ الرّقْطاءِ بشِباكِ الأنترنيت لتنفثَ السّمّ الزّعافَ، والمَقالَةُ مدسوسةٌ
    في مكانٍ مَشبوهٍ مُشْبَع بالشبهاتِ ضدّ الإسلام وترويج الأكاذيب والتّهَم الباطِلَة


    فقد دَخَلت هذا المقالة الموقعَ أو أُدْخِلَت الموقعَ من هذا البابِ ؛
    أي من بابِ الغايَة التي تجمعُ بين المُنصِّرينَ والعِلْمانيّينَ
    وهو العداوَة للإسلام والمسلمين


    ****************************** ******************** *********
    ثانياً : العنوان هو
    « خمسة وعشرون خطأ لغويا في القرآن الكريم »
    والموضوع ، محاوَلَة إحصاءِ الكاتِبِ لَه ، لمواضعَ معيّنَة في القرآن الكريم
    زَعَمَ أنّ بِها خمسةً وعشرين خطأ ، هكذا !


    ****************************** ******************** *********


    ثالثاً : يخلو المقال من مقدمة يُبيّنُ فيها الكاتب منهَجَه في إحصاء هذه المواضع
    وطريقَتَه في استخراجِها، والمنهَجَ الذي سيتبِعُه في التّخطيء
    ومَصادِرَه التي استعانَ بِها للتخطيء ، و ما هو معيارُ الخطأ و الصّوابِ في نظرِه


    ****************************** ******************** *********************


    رابِعاً : لا نعلَم غرضَ الكاتبِ من كتابَةِ المَقال ، هل يُريد أن يصلَ إلى نتيجة معيّنَة
    كأن يشكّك في ربانيّة المصدَر ، ويَنسبَه إلى ما نُسِبَتْ إليه كتبُ الأديانِ الأخرى بعدَ ما
    نالَها ما ما نالَهامن التحريف و العبث .


    ****************************** ******************** ********************


    خامساً : ما هي درجَة هذا الكاتب المجهول العلميّة ُ ، وما مَدى اطلاعِه في علوم اللغة
    وكفايتِه وحجّيّة مصادِرِ ، وهل له مؤلَّفات وكتبٌ تشهدُ له له بالمَهارَة اللغويّة
    و الإتقانِ المنهجي والعلميّ ، ممّا يمكّن له في بابِه ويُخوّلُ لَه النّقدَ والتّخطيءَ ؟


    ****************************** ******************** ********************


    سادساً : يستهزئ صاحبُ المقالَة البتراء ؛ إذ يُحصي على القرآنِ الأخطاءَ الخَمْسَةَ
    والعِشْرينَ ، وفي الوقتِ نفسِه ، يصِفُه في العُنوانِ بالقرآنِ الكَريم


    بعد استعراضِ الحقائقِ السّتّ التي قدّمْنا بِها بين يدي الرّدّ على
    المُفْتَري صاحِبِ المَقالَةِ البَتْراء
    نشرَعُ إن شاءَ الله تعالى في استعراضِ وُجوهِ التّخطيءِ ، وبيان خَطإ المُخطِّئ


    1- قال القائلُ المَجْهول في مَقالَتِه البَتْراء :
    رَفْعُ المَعْطوف على المنصوب ،
    إنّ الذين آمَنوا والذينَ هادوا والصّابِئونَ ...
    وكان يجبُ أن ينصبَ المعطوفَ على اسمِ إنّ ، فيقول :
    والصابئين ، كما فعل هذا في سورَة البقرَة:62 ، والحجّ: 17
    ****************************** ******************** **************************




    «كانَ يجبُ أن ينصبَ»


    1- الجوابُ على الفِرْيَةِ أنّ القائلَ بهذا القول يعْتَرِضُ على الرّفعِ في الآيَةِ ، و يزعُم أنّه يستدْرِك عليها بإيرادِ الوجه الصّحيح
    وليس له من مرْجعٍ في ذلِك إلاّ قواعد النّحويين التي تنصّ على أنّ المَعْطوفَ يَتبَع المعطوفَ عليه في الإعرابِ


    2- رفع "الصابئون" إنّما وقَعَ ههنا لأنّه وجه من الوجوه الواردة في اللّغَة ، ولا ينبغي التّعلّق بالوجه الوحيد كما فعل المُفْتَري :
    فالصّابئونَ مرفوع على التّقديم والتأخير ، وقد نصّ إمام النّحويين سيبويْه في كتابِه
    [باب ما ينتصب فيه الخبر بعد الأحرف الخمسة انتصابَه إذا صاَرَ ما قبْلَه مبنياً على الابتداء]
    الجزء2، الصفحَة147، تح. عبد السلام محمدهارون، عالَمالكتب، بيروت
    على هذا الوَجْه من الوجوه قائلاً :
    « وأما قوله عزّ وجلّ: "والصابئون" ، فعلى التقديم والتأخير، كأنه ابتدأ على قوله "والصابئون" بعدما مضى الخبر.
    وقال الشاعر، بشر بن أبي خازم:
    وإلا فاعلَموا أنّا وأنتم ... بُغاةٌ ما بقينا في شِقاقِ
    كأنه قال: بُغاةٌ ما بقينا وأنتم.» أي بُغاةٌ ما بَقينا، و أنتم كذلِك
    وعليه فسيكون تقديرُ الآيَةِ : إن الذين آمنوا والذين هادوا من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحًا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون،
    والصابئون والنصارى كذلك
    "فالصابئون" لم تأتِ معطوفَةً على المنصوبِ قبْلَها، ولكنّها ورَدَت مبتدأ ، خبرُه "كذلِك"، فجاءَت هذه الجملَة الاسميّة
    "والصابئون والنصارى كذلك" بعدَ قولِه "إن الذين آمنوا والذين هادوا من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحًا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون"
    أي ابتدأ بالصّابئين بعدَ ما مَضى الخبرُ ، فعُطِفَتْ جُمْلَةٌ اسميّةٌ "والصابئون والنصارى كذلِك" على جملَة "إن الذين آمنوا ... فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون"


    وثمّة وجوه أخرى ، ولكنّ أقواها ما ذَكَرَه سيبَويْه، فرأيُه أقوى لإمامتِه في النّحو العربي،
    و لأنّ كِتابَه مِنْ أَقْدَمِ كُتُبِ النَّحْوِ التي اتَّخَذَتِ النَّصَّ الْقُرْآنِيَّ الْكَريمَ عَلى رَأْسِ الأَدِلَّةِ التي اسْتُنْبِطَتْ مِنْها أَحْكامُ النَّحْوِ
    وهذا يعني أنّ النّصّ القرآنيّ أقدَمُ من النّحو؛ إذ هو مادّة النّحوِ من حيث الاستشهاد ، وهوأكبَر من القواعدِ ، والمنطقُ يقضي
    بأن تُقاسَ عليه القواعدُ وأن تَحْتَكِمَ إليه القواعد، وألاّ يحتكمَ هو إلى القواعدِ
    ففي القرآنِ الكَريمِ مادَّةٌ لُغَوِيَّةٌ غنيّةٌ وصحيحَةٌ تُسْتَنْبَطُ مِنْها قَوانينُ النَّحْوِ وَ قَواعِدُهُ وَ أُصولُهُ ، وليسَ القرآنُ محمولاً على تلك القواعدِ
    و لا مُلْزَماً بمُطابَقَة وجوهِه اللغويّة لَها .


    2- قال القائلُ المَجْهول في مَقالَتِه البَتْراء :
    نصبُ الفاعِلِ : جاء في سورَة البَقَرة: لا يَنالُ عَهْدي الظّالِمينَ
    وكان يجبُ أن يرفَعَ الفاعل فيقول: الظّالمون
    ****************************** ******************** ***************************




    قال تعالى في سورَة البقرَة: « وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إمامًا
    قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين »البقرة:124




    "الظّالِمين" في الآيَة مفعولٌ بِه مقدّم ، وبِه قرأ جمهورُ القرّاء
    "عهْدي" فاعل مرفوع بضمة مقدرة على ما قبلَ ياء المتكلم،
    منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة


    لا يَنالُ عهْدُ الله أي نبوَّتُه الظّالِمينَ ، ولا يكونُ إمامٌ ظالما ، كما قال مُجاهد
    ويجوزُ فيه أن يكونَ الفاعلُ مفعولاً والمَفْعولُ فاعلاً
    أي : لا يَنالُ عهْدُ الله الظّالِميَنَ ، ولا ينالُ عَهْدَ الله الظّالِمونَ


    والعَهْدُ ههنا النّبوّة أوالإمامَةُ أو الأمانُ أوالرّحمَة أو الدّينُ أو الأمرُ ، أو الميثاق أو الأمانَة
    وهي أقوال العلماءِ والتّابِعينَ كَما أورَدَها المفسّرونَ ، وأظْهَرُها مَعْنى النّبوَّة والإمامَة
    فقد نُزِعَ هذا العهدُ عن الظّالِمينَ فَلَمْ يَنَلْهُمْ ، وفي ذلِك تمييز من الله تعالى بين المؤمنين والكافرين في باب الإمامة ،
    أمّا الكافرون فقال عنهم : { فَأُمَتّعُهُ قَلِيلاً } فلهم متاعُ الدنيا ورِزقُها، أمّا منصب النبوة والإمامة فلا يليق بالفاسقين ،
    لأنه لا بد في الإمامة والنبوة من قوة العزم والصبر على ضروب المحنة حتى يؤدّيَ عن الله أمرَه ونهيَـه
    أما الرزق فلا يقبح إيصاله إلى المطيع والكافر والصادق والمنافق


    قال الطّبري في تفسيرِه : وأما نصب"الظالمين"، فلأن العهدَ هو الذي لا ينال الظالمين.
    وذكر أنه في قراءة ابن مسعود:"لا ينال عهدي الظالمون"، بمعنى: أن الظالمين هم الذين لا ينالون عهدَ الله.
    وإنما جاز الرفع في"الظالمين" والنصب، وكذلك في"العهد"؛
    لأن كلَّ ما نال المرءَ فقد ناله المرءُ ، كما يقال:"نالني خيرُ فلان، ونلت خيرَه"،
    فيوجه الفعل مرة إلى الخير ومرة إلى نفسه


    وقد أعجبَني قولُ ابنِ تيميةَ رحمَه الله : عهدالله بالإمامة لا ينال الظالمَ، فالظالم لا يجوز أن يُؤتمَّ به في ظلمه،
    ولا يُركَنُ إليه، كما قال تعالى : {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ }
    وقول الشيخ ابنِ عاشور في التّحرير والتّنوير : « { ينال } مضارع نال نيلاً بالياء إذا أصابَ شيئاً والتحق به
    أي: لا يُصيبُ عَهديَ الظالمين، أي لا يَـشملـُهم ، فالعهد هنا بمعنى الوَعد المؤكد . وسمي وعد الله عهداً ...
    أي لاينال وعدي بإجابة دعوتك الظالمين منهم ، ولا يحسن أن يفسر العهدُ هنا بغير هذا »


    ومع ذلِك فإنّ نصبَ "الظّالِمينَ" هو الوجهُ الأقوى ؛ لأنّه يدلّ على أنّ
    منصبَ الإمامة والرياسة في الدين لا يصل إلى الظالمينَ


    وبِذلِك يُردّ على الجاهِلِ والمتعمِّدِ والذي عَلِقَتْ بعقلِه الشّبْهَةُ بأنّ :
    القراءتين [نصب الظّالمين ورفعها] ظاهرتان، إذ الفعلُ يَصِحُّ نسبتُه إلى كلٍّ منهما ؛
    فإنَّ مَنْ نالَكَ فقد نِلْتَه. والنَّيْلُ: الإدراك وهو العَطاءُ أيضاً
    و لو تنبّه الجاهلُ إلى هذا المعنى وإلى ورودِ القراءتَيْن لَما تجرّأ على القولِ في كتابِ الله بغيرِ علم


    3- قال القائلُ المَجْهول في مَقالَتِه البَتْراء :
    تذكير خبرِ الاسم المؤنَّث: "إنّ رحمةَ الله قريب من المُحسنين"
    وكان يجبُ أن يُتبِع خبر إن اسمَها في التأنيث فيقول "قريبة"
    ****************************** ******************** **********************


    القائلُ بهذا القولِ جاهلٌ بأساليبِ العربِ في كَلامِها
    و يدخُلُ هذا الأسلوبُ البليغُ الذي وَرَدَ في الآيَةِ الكَريمَةِ أعلاه في ما اصطَلَحَ عليه النّحويّونَ والبَلاغيّونَ بالحَمْلِ على المَعْنى؛


    قال ابن جني في "الخصائص" :
    فصل في الحمل على المعنى: اعلم أن هذا الشَرْج غَورٌ من العربية بعيد، ومذهب نازح فسيح . قد ورد به القرآن وفصيح الكلام منثوراً ومنظوماً؛
    كتأنيث المذكر، وتذكير المؤنيث، وتصوير معنى الواحد في الجماعة، والجماعة في الواحد، وفي حمل الثاني على لفظ قد يكون عليه الأول
    أصلا كان ذلك اللفظ أو فرعاً، وغير ذلك مما تراه بإذن الله.


    فمن تذكير المؤنث قوله:
    فلا مزنة ودقت ودقها ولا أرض أبقلَ إبقالَها
    ذهب بالأرض إلى الموضع والمكان. [يقصدُ ابنُ جنّي: حَمَلَ الأرض وهي مؤنّث على الموضوع والمكان وهو مذكّر، والأصلُ : و لا أرض أبْقَلَتْ إبْقالَها]
    ومنه قول الله عز وجل: " فلما رأى الشمس بازغة قال : هذا ربي " أي هذا الشخص أو هذا المرئي ونحوه.
    وكذلك قوله تعالى: " فمن جاءه موعظة من ربه " لأن الموعظة والوعظ واحد.
    وقالوا في قوله سبحانه: " إن رحمة الله قريب من المحسنين " إنه أراد بالرحمة هنا المطر. ويجوز أن يكون التذكير هنا إنما هو لأجل فَعِيل، على قوله:
    بأعين أعداءٍ وهنّ صديق
    وقوله: ... ولا عفراء منك قريب


    ومن تذكير المؤنث قوله:
    إن امرأ غره منكن واحدة بعدي وبعدك في الدنيا لمغرور
    لما فصل بين الفعل وفاعله حذف علامة التأنيث، وإن كان تأنيثه حقيقياً. وعليه قولهم: حضر القاضي امرأة، وقوله:
    وتذكير المؤنث واسع جداً؛ لأنه رد فرع إلى أصل. لكن تأنيث المذكر أذهب في التناكر والإغراب. وسنذكره.
    وأما تأنيث المذكر فكقراءة من قرأ " تلتقطه بعض السيارة " وكقولهم: ما جاءت حاجتك، وكقولهم: ذهبت بعض أصابعه.
    أنث ذلك لما كان بعض السيارة سيارة في المعنى، وبعض الأصابع إصبعاً .


    ومن باب الواحد والجماعة قولهم: هو أحسنُ الفتيان وأجمله، وأفرد الضمير؛ لأن هذا موضعٌ يكثر فيه الواحد ؛
    كقولك: هو أحسنُ فتى في الناس؛ قال ذو الرمة:
    ومية أحسن الثقلين وجها وسالفةً وأحسنه قذالا
    فأفرد الضمير، مع قدرته على جمعه.
    وهذا يدلك على قوة اعتقادهم أحوال المواضع وكيف ما يقع فيها؛ ألا ترى أن الموضعَ موضعُ جمع؛
    لأنه يُؤلـَف في هذا المكان. وقال سبحانه:
    " ومن الشياطين من يغوصون له " فحمل على المعنى،
    وقال: " بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون " فأفرد على لفظ من ثم جمع من بعد


    4- قال القائلُ المَجْهول في مَقالَتِه البَتْراء :
    تأنيث العدد وجَمع المعدود: "وقطّعْناهُم اثنَتَيْ عشْرَةَ أسباطاً أمماً"
    وكان يجبُ أن يُذكّر العددَ ويأتي بمفرَد المعدود ، فيقول : اثنَيْ عشَرَ سِبْطاً
    ****************************** ******************** **********************


    قطّعناهم : أي فرقناهم، يعني قوم موسى من بني إسرائيل، فرقهم الله فجعلهم قبائل شتى،
    اثنتَيْ عَشرَةَ قبيلة ً . وسُمّوا الأسباط َ من السبط، وهو التتابع، فهم جماعة متتابعون.


    اختلف أهل العربية في وجه تأنيث "الاثنتي عشرة"، لِمَ قال اثنتَيْ عشرَة، ولم يقلْ : اثْنَيْ عشرَ سبْطاً :
    "الأسباط" جمعٌ لمذكر هو السِّبْطُ .


    - قال بعض نحويي البصرة: أراد اثنتي عشرة فرقة،
    ثم أخبر أن الفرق "أسباط"، ولم يجعل العدد على "أسباط" ، بل جَعَلَه على الفِرَقِ
    - وقال بعض نحويي الكوفة: إنما قال "الاثنتي عشرة" بالتأنيث، و"السبط" مذكر ؛
    لأن الكلام ذهب إلى "الأمم"، فغُلّب التأنيث، وإن كان "السبط" ذكرًا


    الرأي الرّاجحُ الذي يُردّ بِه على الجَهَلَةِ بِلِسانِ العرب :


    ورجّحَ ابنُ جريرٍ الطّبريّ أن يكونَ التأنيثُ للقطعَة ، قالَ :
    والصواب من القول في ذلكَ عندي أنّ "الاثنتي عشرة" أنثت لتأنيث "القطعة"،
    ومعنى الكلام: وقطعناهم قِطَعًا اثنتي عشرة ثم ترجم عن "القِطَع" بـ"الأسباط"،
    وغير جائز أن تكون "الأسباط" مفسِّرة [يقصدُ الطّبرِيّ بالمُفسِّر التّمييز]
    عن "الاثنتي عشرة" وهي جمع، لأن التفسير [أي التمييز] فيما فوق "العشر" إلى "العشرين"
    بالتوحيد [أي بالإفراد] لا بالجمع، و"الأسباط" جمع لا واحد، وذلك كقولهم: "عندي اثنتا عشرة امرأة"
    ولا يقال: "عندي اثنتا عشرة نسوة"، فبيَّن ذلك أن "الأسباط" ليست بتفسير للاثنتي عشرة،
    وأن القول في ذلك على ما قلنا.


    فَظَهَرَ من قولِ أبي جَعْفَرٍ الطّبريّ رحمه الله أنّ التّقديرَ :
    قطّعْناهُم اثنَتَيْ عشْرَةَ قِطْعَةً أسباطاً أمما
    فيكون الإعراب على النّحو التالي :
    قطّعْناهُم : فعل وفاعل ومغفعول
    اثْنَتَيْ عشْرَةَ : اسم مبنيّ على فتح الجُزأيْن في محلّ نصبٍ حالٌ من مفعول قطّعناهُم
    [يعود على بني إسرائيل] أي فرّقْناهُم مَعْدودين بهذا العدد
    وإذا حَمَلْنا فعل "قطّعْناهم" على مَعْنى "صَيّرْناهُم" كما قال الزّمخشري ، أعربْنا
    اثنتَيْ عشْرَةَ في محلّ نصبٍ مفعولاً بِه ثانياً
    أسباطاً : بدل من "قطعَة" المُقدّرَة
    أمما : بدل من "أسباطا"


    5- قال القائلُ المَجْهول في مَقالَتِه البَتْراء :
    جمع الضّمير العائد على المثنّى : « هذانِ خَصْمانِ اخْتَصموا في ربِّهِم » الحجّ 19
    و كان يجبُ أن يُثنّيَ الضّميرَ العائدَ على المثنّى فيقول : خصمان اختصما في ربّهِما
    ****************************** ******************** **************************


    قال الطّبري :
    اختلف أهل التأويل في المعنيّ بهذين الخصمين اللذين ذكرهما الله، فقال بعضهم: أحد الفريقين:
    أهل الإيمان، والفريق الآخر: عبدة الأوثان من مشركي قريش الذين تبارزوا يوم بدر.
    وقيل : اختصم المسلمون وأهل الكتاب، فقال أهل الكتاب: نبينا قبل نبيكم،
    وكتابنا قبل كتابكم. فنحن أولى بالله




    قال القرطبي مورِداً شواهدَ أخرى على هذا الضّربِ من الأساليبِ في القرآنِ الكَريم :
    (سنفرغ لكم أيها الثقلان) ، [جَمَعَ ثمّ ثنّى] لأنهما فريقان وكل فريق جمع، وكذا قوله تعالى:
    (يا معشر الجن والانس إن استطعتم) ولم يقل إن استطعتما، لأنهما فريقان في حال الجمع،
    كقوله تعالى: (فإذا هم فريقان يختصمون)
    و (هذان خصمان اختصموا في ربهم)


    وأضافَ أبوحيّان شاهداً آخرَ :
    { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا }


    6- قال القائلُ المَجْهول في مَقالَتِه البَتْراء :
    أتى باسمِ الموصولِ العائد على الجَمْع ، مُفْرَداً :
    « وخُضتُم كالذي خاضوا »
    و كانَ يجبُ أن يجمعَ اسمَ الموصولِ العائدَ على ضمير الجمعِ فيقول :
    خُضتُم كالذينَ خاضوا .
    ****************************** ******************** *******


    « كَالذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلادًا
    فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُ مْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ
    بِخَلاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ
    وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ »التّوبَة : (69)




    تأويل النّحويّينَ و المُفسِّرينَ :


    1 - المشهور جواز استعمال "الذي" جمعا مطلقا، واشترط ابن مالك في "التسهيل" أن يرادَ به
    الجنس لا جمع مخصوص ، أي جِنْس الخائض
    2 - " الذي " اسم ناقص مثل من، يعبر به عن الواحد والجمع.
    3 - حذفت نونه تخفيفا كما في قول الشّاعِر :
    إن الذي حانت بفلج دماؤهم هم القوم كل القوم يا أم خالد
    4 - وقالَ الفرّاء : كالخوض الذي خاضوا . و جاءَ التشبيه من جهة الفعل أي:
    فعلتم كأفعال الذين من قبلكم، فتكون الكاف في موضع نصب .
    فقد جاءَ تشبيه خوض المنافقين بخوض أولئك، وهو الخوض الذي حكي عنهم في قوله تعالى :
    { ليقولُنّ إنما كنا نخوض ونلعب } التوبة: 65
    أي : وخضتم في الكفر والاستهزاء بآيات الله ورسوله كالخوض الذي خاضوه في ذلك ،
    فأنتم وهم سواء ، فيوشك أن يَحيق بكم ما حاق بهم




    وهكذا فتأويل المسألَة أنّ قولَه تعالى : " فاستمتعوا بخلاقهم "
    أي انتفعوا بنصيبهم من الدين كما فعل الذين من قبلهم.
    " وخضتم " خروج من الغيبة إلى الخطاب. و الكافُ في موضع نصب نعت لمصدر محذوف،
    وتَقْديرُ الكَلام : خُضْتُم خَوْضاً كالخَوْضِ الذي خاضوه




    و لهذا الاستعمالِ نظائرُ في كلامِ العرب كقولِ الشّاعر :
    يا رَبَّ عبس لا تباركْ في أحد ...
    في قائم منهم ولا فيمَن قَعد...
    إلا الذي قاموا بأطراف المسد ...


    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ ـــــــــــــــ ــــــــ


    انظر :


    - تفسير الطّبري
    - تفسير القرطبي
    - البحر المحيط
    - التّحرير والتّنوير

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •