ما صحة عطاء معاوية للحسن والحسين رضي الله عنهما جميعاً ؟

[احمد ابو انس]

دخل الحسن بن علي بن أبي طالب على معاوية بن أبي سفيان فقال أما والله لأجيزنك بجائزة لم أجزها أحد من قبلك من العرب ولا أجيزها بعدك قال فأعطاه أربع مائة ألف فأخذها أخبرنا أبو القاسم العلوي أخبرني أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ أنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني حدثني أبو عبد الله محمد بن إبراهيم القرشي نا عمرو بن دحيم نا محمد بن إبراهيم البغدادي نا الحسن بن الربيع نا إسحاق بن عيسى البلخي الحافظ عن الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة قال دخل الحسن والحسين على معاوية فأمر لهما في وقته بمائتي ألف درهم وقال خذاها وأنا ابن هند ما أعطاها أحد قبلي ولا يعطيها أحد بعدي قال فأما الحسن فكان رجلا سكينا وأما الحسين فقال والله ما أعطى أحد قبلك ولا أحد بعدك لرجلين أشرف ولا أفضل منا أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاعأنا أبو عمرو بن أبي عبد الله أنا أبو محمد بن يوة أنا أبو الحسن اللنباني نا ابن أبي الدنيا نا يوسف بن موسى نا جرير عن المغيرة قال أرسل الحسن بن علي وابن جعفر إلى معاوية يسألانه المال فبعث بمائة ألف أو لكل رجل منهما بمائة ألف فبلغ ذلك عليا فقال لهما ألا تستحيان رجل يطعن في عينه غدوة وعشية يسألانه المال قالا لأنك حرمتنا وجاد لنا أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن محمد بن النقور وعبد الباقي بن محمد بن غالب قالا أنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس أنا عبيد الله السكري نا زكريا المنقري نا الأصمعي نا مهدي بن ميمون عن محمد بن عبد الله بن أبي العقب قال كان معاوية إذا تلقى الحسن بن علي قال له مرحبا وأهلا بابن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإذا تلقى عبد الله بن الزبير قال له مرحبا بابن عمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأمر للحسن بن علي بثلاثمائة ألف وعبد الله بن الزبير بمائة ألف أخبرنا أبو بكر بن كرتيلا أنا أبو بكر الخياط أنا أحمد بن عبد الله بن الخضر أنا أحمد بن علي بن محمد حدثني أبي حدثني أبو عمرو السعيدي حدثني محمد بن الحسن القيسي نا أبو مروان من ولد عمر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان قال أمر معاوية للحسن بن علي بمائة ألف فذهب بها إليه فقال لمن حوله من أخذ شيئا فهو له وأمر للحسين بن علي بمائة فذهب بها إليه وعنده عشرة فقسمها عليهم عشرة آلاف عشرة آلاف وأمر لعبد الله بن جعفر بمائة ألف فذهب بها إليه فأرسلت إليه امرأته أن أرسل بها إلي فأرسل إليها تعالي أنت وجواريك فصفقن وخذمها ففعلن وأخذتها فقال معاوية ما كان عليه لو لم يفعل هذا وأمر لمروان بن الحكم بمائة ألف فذهب بها إليه فقسم خمسين ألفا وحبس خمسين ألفا وأمر لعبد الله بن عمر بمائة ألف فقسم تسعين ألفا وحبس عشرة آلاف فقال معاوية مقتصد يحب الاقتصاد وأمر لعبد الله ابن الزبير بمائة ألف فذهب بها إليه الرسول فقال من أمرك أن تجئ بها بالنهار ألا جئت بها بالليل فبلغت معاوية فقال خب ضب كأنك به قد رفع ذنبه فقطع أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو القاسم التنوخي ناهلال بن محمد بن جعفر نا محمد بن عبد الله بن إبراهيم نا محمد بن خلف المروزي ناموسى بن إبراهيم نا موسى بن جعفر عن أبيه عن جده أن الحسن والحسين كانا يقبلان جوائز معاوية .
ما صحة هذه الآثار؟

[أبوعاصم أحمد بلحة]

أبشر ، أخي الكريم ، سأجيبك إن شاء الله .

[أبوعاصم أحمد بلحة]

معذرةً على التأخير ، ولكن سأوفيك به في عجالة ، أخي الكريم .

[أبوعاصم أحمد بلحة]

مدارُ هذا الأثر على الحسين بن واقد ، وقد رواه عنه ثلاثة :
أولاً : زيد بن الحباب :
أخرجه : ابن أبي شيبة في "مصنفه"(7/252) ، وابن أبي عروبة الحراني في "الأوائل" (168) ، عن أبي الحسين الرهاوي ، والطبراني في "الزيادات في كتاب الجود والسخاء" (90) ، عن الحسن بن على المعمري عن خلف بن سالم . ثلاثتهم : (ابن أبي شيبة ، والرهاوي ، وخلف بن سالم) ، عن زيد بن الحباب عن الحسين بن واقد ، عن عبد الله بن بريدة ، قال :" أن حسن بن علي ، دخل على معاوية ، فقال : لأجيزنك بجائزةٍ لم أجز بها أحداً قبلك ، ولا أجيز بها أحداً بعدك من العرب ، فأجازه بأربعمائة ألف فقبلها " .
ومن طريق ابن أبي شيبة : ابن أبي عاصم في "الأحاد والمثاني" (1/374) . ومن طريق ابن أبي عروبة : ابن عساكر في "تاريخه" (59/192) .

تنبيهٌ : وقع في بعض طبعات مصنف أبي بكر بن أبي شيبة _انظر "ط:الهندية ، ط: عوامة_ ، "الحسين بن على" بدلاً من "الحسن بن على" ، وقال عوامة في الحاشية : " أن"الحسين" كذا في النسخ ، والخبر ذكره ابن عساكر في "تاريخه" ، بلفظ "أن الحسن بن على" ، ويؤيده : أنه ذكره في ترجمة الحسن بن على ، لا الحسين بن على ".

هذا ؛ وقد رواه عنه _أي : ابن أبي شيبة_ ابن أبي عاصم بلفظ "أن الحسن بن على " ، كذا نقله صاحب"السير" (3/269) بهذا اللفظ عنه . وقد رواه خلف بن سالم بلفظ "إن الحسين بن على .." كذلك .

وهذا إسنادٌ صحيحٌ لغيره ، لما يتقوى به من المتابعات والشواهد الآتية .

ثانياً : على بن الحسن بن شفيق :
أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"(13/166) من طريق العباس بن محمد الدُّوري عن الحسين بن واقد به .
وقد صُحف "على بن الحسن بن شفيق" عند ابن عساكر ، فوقع "على بن الحسن بن سفيان" ، والصوابُ ما أثبتناه .

ثالثاً :على بن الحسين بن واقد :
أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (59/192) ، من طريق محمد بن عقيل عن على بن الحسين عن أبيه به .

رابعاً :إسحاق بن عيسى البلخي :
أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (59/192) ، من طريق الحسن بن الربيع عن إسحاق عن الحسين بن واقد به ، بلفظ :" دخل الحسن والحسين على معاوية فأمر لهما في وقته : بمائتي ألف درهمٍ ، وقال : خذاها وأنا ابن هندٍ ، ما أعطاها أحدٌ قبلي ، ولا يعطيها أحدٌ بعدي ، قال : فأما الحسن فكان رجلاً سكيناً ، وأما الحسين فقال : والله ما أعطى أحد قبلك ، ولا أحد بعدك لرجلين أشرف ، ولا أفضل منا " .

يتبعُ ، إن شاء الله .

[أبو مالك المديني]

ثانيا : ( الصواب أن يقال : من طريق الدوري عن علي بن الحسن بن شفيق عن الحسين بن واقد به ) . وليس : من طريق العباس بن محمد الدوري عن الحسين بن واقد به . ولعل سبق قلم .
ومدار الأثر على الحسين بن واقد ، وهو وإن كان قد وثقه البعض إلا أن أحمد قد ترك حديثه ، وتكلم فيه بعض الحفاظ ، وله أوهام ، ناهيك أنه مدلس كما قاله الدارقطني وغيره ، وقد عنعن .
وكذا علي بن الحسين بن واقد فهو متكلم فيه . هذا ما حضرني الآن على عجالة ، وجزاك الله خيرا .

[فارس المصري]

ما شاء الله عليكم حماة الدين وأسد الميادين

[أبوعاصم أحمد بلحة]

ثانيا : ( الصواب أن يقال : من طريق الدوري عن علي بن الحسن بن شفيق عن الحسين بن واقد به ) . وليس : من طريق العباس بن محمد الدوري عن الحسين بن واقد به . ولعل سبق قلم .
ومدار الأثر على الحسين بن واقد ، وهو وإن كان قد وثقه البعض إلا أن أحمد قد ترك حديثه ، وتكلم فيه بعض الحفاظ ، وله أوهام ، ناهيك أنه مدلس كما قاله الدارقطني وغيره ، وقد عنعن .
وكذا علي بن الحسين بن واقد فهو متكلم فيه . هذا ما حضرني الآن على عجالة ، وجزاك الله خيرا .

أخي الحبيب ، كل ما تقوله انا أعلمه تماماً واطَّلعتُ عليه_ ولله الحمد_ ، ولكن فيما يتعلق بنقلك من ضعَّف الحسين بن واقد فحسب ؛ كان ينبغي عليك أن تنقل _باستيفاءٍ_ أقول أهل العلم فيه _أعني : من وثقوه_ وهم الجمهور ، لا سيما أجمال قول الحافظ في "تقريبه" :"ثقةٌ له أوهام" . فلا أدري إذا ؛ هل أنت تميلُ إلى تضعيفه بنقلك هذا أم ماذا ؟!.
أما ما يتعلق بنعت الدار قطني وغيره له بالتدليس ،فاتك أن تعود إلى "طبقات المدلسين" لابن حجر ، حتى تعلم في أي طبقةٍ هو ، فقد وضعه الحافظ _رحمه الله_ في "الطبقة الأولى" ، الذي قال عنها في "المقدمة" :"من لم يوصف بذلك ، إلَّا نادراً "(ص :13 ) . فكما لا يخفاك _أخي الحبيب_ ؛ أنه ليس كل من رمي بالتدليس يردُّ حديثه !!.كما أنا لا أعلم عن أحدٍ من أهل العلم ، رد حديث الحسين بن واقد من أجل العنعنة . ثم أنا قلتُ : أنه "صحيحٌ لغيره" ، لأن هناك شواهد أخر تشهد لمعناه .
ثم في نظري ، ليس هذا من الآثار والأحاديث ، التي ينبغي أن يتوقف فيها بمثل هذا .

[أبو مالك المديني]

لم يفتني أخي كما قلت ، وأنت أخطأت في قولك : من طريق العباس بن محمد الدوري عن الحسين بن واقد به . وقد حملته على ما ذكرته لك آنفا إحسانا بالظن ، وأيضا قد نوهت إلى ما ذكرته من أن له أوهاما لأشير إلى كلام الحافظ ، وأنا تكلمت عن هذا الطريق فقط ولم أتعرض للشواهد ، وقد رد بعض الحفاظ كالدارقطني وغيره بعض أحاديث الحسين لتفرده ، وقد تفرد به هنا عن ابن بريدة فيما أعلم ، والحسين عندي صدوق كما قاله الذهبي ، ونقلت كلام أحمد وضعفه غيره ، وقد وثقه البعض أيضا كما أشرت ، ولا تغضب أخي الحبيب فنحن في مذاكرة ومناقشة . ( ابتسامة ) .

[أبوعاصم أحمد بلحة]

لم يفتني أخي كما قلت ، وأنت أخطأت في قولك : من طريق العباس بن محمد الدوري عن الحسين بن واقد به . وقد حملته على ما ذكرته لك آنفا إحسانا بالظن

لم أدر ما الخطأ في ذكر اسم الراوي الذي تزعمه ؟! ، وهل هذا خطأٌ علمي حتي يُستدرك _أخي الحبيب_ ، ولأول مرة ، أر من يستدرك التصريح باسم الرواي !!.
بل قد دأب العلماء في كتبهم أن يذكروه باسمه المصرح _في الأغلب_، وليس كما زعمت ، وعلقت به الخطأ ! . وإليك كلام العلامة الألباني في حديث رقم "99) في "سنن أبي داود" قال : ".... وأخرجه البيهقي (2/233) من طريق العباس بن محمد الدوري: ثنا عثمان
ابن عمر ... به. ثم قال الحاكم ". وانظر في "نفس المصدر" : (162) ، (602) ، (749) ، (927) .

وقال الشيخ الحويني _حفظه الله _ في "تنبه الهاجد" (1/146) :" ..وأخرجه البزار (3687 - كشف) قال: حدثنا العباس بن أبى طالب، والبيهقىُّ ف "الشعب " (1339) من طريق مطيِّن، وفى " الدلائل " (6 / 105) من طريق العباس بن محمد الدورىّ، والعقيلى (2 / 189) قال: حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطىّ قالوا: ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس بهذا الإسناد ".
وانظر (1/398).


وانظر هذه المواطن في "مسند الإمام أحمد/ط.شعيب) :(31/337) ، (12/312) ، (4/261) ، (32/521) ، (45/241) .
ولقد تكلفت ذكر ذلك ؛ لكي تعلم أنك ....!! .

[أبو مالك المديني]

وبالنسبة للطريق الأخير : محمد بن خلف المروزي ناموسى بن إبراهيم نا موسى بن جعفر عن أبيه عن جده أن الحسن والحسين كانا يقبلان جوائز معاوية .
قلت : محمد بن خلف المروزي قال الذهبي : محمد بن خلف المروزى .كذبه يحيى بن معين، قاله ابن الجوزى في الموضوعات، قال: حدثنا موسى ابن إبراهيم بن جعفر بن محمد، عن آبائه - مرفوعا: خلقت أنا وهارون ويحيى وعلى من طينة واحدة . هذا موضوع .
وفي الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث للطرابلسي ما نصه : محمد بن خلف المروزي قال الذهبي كذبه يحيى بن معين قاله بن الجوزي في الموضوعات قال ثنا موسى بن إبراهيم عن موسى بن جعفر بن محمد عن ابائه مرفوعا خلقت أنا وهارون وعلي من طينة واحدة هذا موضوع انتهى .، تنبيه في سند هذا الحديث المشار إليه في الموضوعات مرويان الأول محمد بن خلف المروزي ثنا موسى بن إبراهيم المروزي ثنا موسى بن جعفر عن أبيه عن جده قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكره ثم قال بن الجوزي المتهم به المروزي قال بن معين كذاب وقال الدارقطني متروك وقال بن حبان كان مغفلا يلقن فيتلقن فاستحق الترك انتهى لفظه في ترجمة موسى بن إبراهيم في الميزان فرأيته ذكر فيه موسى بن إبراهيم أبو عمران المروزي عن بن لهيعة كذبه يحيى وقال الدارقطني وغيره متروك فمن بلاياه فذكر حديثين غير الحديث المذكور في ترجمة محمد بن خلف والكلام في موسى بن إبراهيم هو الكلام الذي ساقه بن الجوزي في ترجمة المروزي المذكور في الحديث وهو يساعد النسخة التي وقفت عليها من الموضوعات التي فيها محمد بن خلف المروزي عن موسى بن إبراهيم المروزي عن موسى بن جعفر ويؤيد ذلك قول الذهبي موسى بن جعفر فيكون سقط من النسخة في الميزان بعد إبراهيم عن موسى بن جعفر ولا أعلم أحدا في ولد جعفر يقال له إبراهيم وموسى بن جعفر معروف في أولاده والله أعلم نعم في موسى بن جعفر بن محمد بن علي شخص يقال له إبراهيم بن موسى بن جعفر روى عن أبيه وأولاد موسى بن جعفر علي الرضا وإبراهيم وإسماعيل وحسين رووا عن أبيهم موسى وأظن إنما وقع ذلك من عدم النسخ الصحيحة في الميزان أو الموضوعات والله أعلم .

[أبو مالك المديني]

سبحان الله ، إلى الآن لم تفهم كلامي ، أنت تتكلم في واد وأنا أتكلم في واد آخر ، يا أخي تدبر ماذا أقول ، أنا لا أتكلم عن التصريح بالاسم من عدمه حتى تأتي بهذه الأمثلة على شيء واضح كهذا ، افهم بارك الله فيك أخي الكريم ، أنت في واد آخر تنبه ، أنت قلت : من طريق العباس بن محمد الدُّوري عن الحسين بن واقد به . وأنا أقول : هذا خطأ وصوابه : العباس بن محمد الدوري عن علي بن الحسن بن شفيق عن الحسين بن واقد به . أرجو التنبه بارك الله فيك . رزقنا الله وإياك الأدب .