المسلك الأول : أهميـــــــــــ ــــــــــة الولد
قبل البدء في مسالك التربية لا بد وأن نستشعر أهمية الولد
وأن نشرح معنى التربية
ومن هم الأولاد ؟ وماهي تربية الأولاد في الإسلام ؟
أولا : تعريف التربية
هي تبليغ الشئ إلى كماله شيئا فشيئا
فلا تكون التربية حقيقة ولا كاملة إلا إذا طبقت فيها هذا المعنى الذي عرفوه بها
( تبليغ الشئ إلى كماله شيئا فشيئا )
ولذلك ننبه على أن الإستعجال والإستسراع في أمور التربية لا تعتبر تربية حقيقية
فلا تكون التربية تربية إلا إذا كانت شيئا فشيئا
فسر التربية في هذا التعريف ــــــــ وهو الذي تجتمع حوله قضية التربية تماما
فهناك خطأ بالغ يقع فيه الآباء وهو الإستعجال وذلك من شدة حبه للولد وحرصه على أن يراه في أفضل صوره
فيعجل في قطف الزهرة ورؤية النتائج فيقارن بين ابنه وبين غيره من قرناءه مثل ابن عمه أو زميله في الدراسة
فهو يستعجل أن يصل إلى مستوى يريده وهذا من أبلغ الأخطاء في التربية والتي تحيد بها عن المعنى المراد
ثانيا : من هم الأولاد؟
ببساطة جدا أولادنا هم فلذات أكبادنا
والولد لغة يطلق على الإبن وعلى البنت أيضا
فهناك خطأ شائع وهو أن يقال عندي ولد وبنتين والصحيح أنهم ثلاثة أولاد
ولكن يقال على الذكر صبي وعلى الأنثي بنت أو جارية
أيضا كلمة الأطفال تطلق على الجميع ذكورا وإناثا
الأولاد لهم عليــــــــــــ ــــــنا حق ~~~~ ولنا عليــــــــــــ ــهم حق
للحديث الشريف ( ولولدك عليك حقا )
فلا تستمر الحياة على التوازن ولا تستقيم إلا بتحقق هذين الحقين
فحق الآباء على الأبناء رعايتهم وحق والأبناء على الآباء برهم
فالأب يرعى الإبن والإبن يطيع والديه
وكثر سماع الناس إلى من يذكرهم بحق الآباء ولكن قل من يذكرهم بحق الأبناء
وهذا لأن الوالدين مفطورون على حب الأبناء ورعايتهم وعلى تقديمهم الولد على أنفسهم ولذلك لا يتمنى الإنسان أحدا أن يكون أفضل منه إلا لولده .
فلا نرى أحدا يدعو في صلاته مثلا اللهم اجعل فلان أفضل مني بخلاف الولد فإنه يسعى أن يكون أفضل منه فلا يحتاج إلى وصاية بلك
فلم نجد نص قرآني يأمر برعاية الولد بينما جاءت النصوص كثيرة على وجوب برالآباء
بينما جاء الأمر بوقاية الولد من النار ومن ذلك قوله تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ
لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ[التحريم:6]
فالولد يدخل في هذه الآية في موضعين :
موضع أنفسكم _ فالولد هو نفسك ومن كسبك .
موضع وأهليكم _ فالولد من الأهل .
ومن أخوف الأحاديث التي وصت على الأبناء قوله صلى الله عليه وسلم
( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )
فعندما يستشعر الإنسان أنه سيقف أمام الله تعالى ليسئل عن نفسه يجد رهبة بداخله
فكيف بأنه سيقف ليسأل عن غيره
فلنـتـق الله في أولادنا
أهمية الولد :
فحق للإنسان أن يعرف قيمة الولد وأن يهتم بهذه المسئولية العظيمة التي أعطاه الله إياها
فلن نقول أن الولد سينفعك في كبرك فقط ولكن نقول أنه سينفعك بعد مماتك
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له )
وانتبهي أختي الكريمة أنه اشترط ولد صالح فليس كل ولد ينفع بعد الممات
من منا تطيق أن يكون لها صدقة جارية تنفعها بعد موتها
ومن منا تطيق أن يكون لها علما نافعا ينتفع به بعد موتها
أما الولد فكلنا ذو ولد ولله الحمد
فلا نضيع هذه الفرصة من أيدينا فهم حسنات حية بعد مماتنا وكثيرا من نجد من تنادي ابنها ياعمري
فهو فعلا عمرها الذي بعد مماتها
( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَ ا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)[الفرقان:74]
فمن أنجب ولدا صالحا فهو حياة له بعد موته
ففي الحديث المرفوع : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : ” تُرْفَعُ لِلْمَيِّتِ بَعْدَ مَوْتِهِ دَرَجَتُهُ ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّي ، أَيُّ شَيْءٍ هَذِهِ ؟ ، فَيُقَالُ : وَلَدَكَ اسْتَغْفَرَ لَكَ ” .
الواجب العملي
1- استشعار نعمة الولد وأهمية تربية الطفل على أن يكون ولدا صالحا
2- تطبيق مبدأ ( شيئا فشيئا في التربية ) والاتفاق مع الزوج على ذلك
3- سماع شريط المسلك الأول للشيخ حفظه الله