من يعرب قول الشاعر عبد الرحمن شكري في قصيدة ( مناجاة الحبيب ) :وإذا وضعتك في الجفون صيانة أذرت عليك لدى البكاء صبيبا
من يعرب قول الشاعر عبد الرحمن شكري في قصيدة ( مناجاة الحبيب ) :وإذا وضعتك في الجفون صيانة أذرت عليك لدى البكاء صبيبا
ظرف ثم فعل ثم فاعل متصل (تُ) ثمّ مفعول به متّصل (كَ) ثمّ حرف جر واسم مجرور، ثمّ مفعول لأجله (صيانة) ، ثمّ فعل وتاء التأنيث حرف، والفاعل ضمير مستتر تقديره (هي)، ثمّ على حرف جر والكاف في محل جر بحرف الجر، ثمّ ظرف مكان (لدى) وهو مضاف و(البكاء) مضاف إليه، و(صبيبا) مفعول به .
ألا تظنّ أنّ كلمة ( صبيبا ) في البيت مفعول مطلق ، فيكون المعنى ( تتذري العيون الدموع إذراء صبيبا ( بمعنى مصبوبا )
لكَ أنْ تسأل هذا السؤال : هل الفعل لازم أو لا، فإنْ كان لازما فما بعده نائب عن المفعول المطلق، مثل (نام محمّدٌ طويلا) أي نوما طويلا، وإنْ كان متعدّيا فليزم أنْ تبحث عن مفعوله، و(أذرت) فعل متعدٍّ، فمفعوله (صبيبا) على هذه القاعدة التي زعمتُها لك . (1)
فإذا لم تصلح هذه القاعدة، فاشتغل على المعنى، واسأل: ماذا أذرت ؟
فإذا أذرت (إذراء صبيبا) فيصح أنْ تكون (صبيبا) نائب عن المفعول المطلق، لكنْ لمّا لم نجد (الدمع) فلزمنا أنْ نقدّر (الدمع) لأنّه الأحق بالتقدير ... أي (أذرت دمعا صبيبا) .
وهذا كلام عطوان عويضة في الفصيح: أما (صبيبا) فأراها مفعولا به وليست حالا، وهي في الأصل نعت للمفعول به المحذوف (دمعا) والمعنى أذرت (الجفون) عليك دمعا صبيبا، فلما حذف المنعوت أقيم النعت مقامه فأعرب إعرابه)) .
(1) مَنْ يأتِني بقول للعرب استخدموا فيه الفعل المتعدي مع النائب عن المفعول المطلق بدون ذكر المفعول، كأنْ يقولوا (قتل محمّد طويلا) أي قتلا طويلا، وعليه فستكون القاعدة أعلاه غلطا؛ لعلّك يا جمال تفعل ذلك؛ بورك بعمرك .
بارك الله بك يا بطليوسي على هذه المساعدة القيّمة , وأعطاك الله خير ما ترجوه .