السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حديث عن الصبر

ذكر الله الصبر في كتابه في أكثر من تسعين موضعاً
ذكر ابن حجر في معنى الصبر :

.قيل : هوحبس النفس عن الجزع، وحبس اللسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن التشويش.
وقيل : هو ترك الشكوى من ألم البلوى لغير الله إلى الله تعالى .
والله تعالى أثنى على أيوب – عليه السلام – بالصبر بقوله : { إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } ( ص : 44 )
مع أن أيوب دعا برفع الضر عنه بقوله : {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } ( الأنبياء83 )
فعُلم أن العبد إذا دعا الله تعالى في كشف الضر عنه فإن هذا لا يقدح في صبره ، وهناك تعريفات أخرى غير ما ذكر . [ انظر مدارج السالكين لابن القيم 1/162 ، 163 ]


الحديث هو :

صحيح مسلم من حديث صهيب - رضي الله عنه -: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له )

قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه فعاض ( أي عوضه ) مكانها الصبر إلا كان ماعوضه خيرآ مما أنتزعه .


مراتب الصبر :
هو على ثلاثة أنواع :
صبرآ بالله وصبر لله وصبر مع الله
فالأول الإستعانه به ورؤيته أنه هو المصبر وأن صبر العبد بربه لا بنفسه كما قال تعالى ( وأصبر وما صبرك إلا بالله ) النحل 127 .
الثاني الصبر لله وهو أن يكون الباعث له على الصبر محبه الله وإرادة وجهه والتقرب إليه .
الثالث الصبر مع الله وهو دوران العبد مع مراد الله الديني منه ومه أحكامه الدينيه صابرآ نفسه معها أين ماتوجهت ركائبها وينزل معها أين أستقلت مضاربها
أي قد جعل نفسه واقفا على أوامره ومحابه وهو أشد أنواع الصبر وأصعبها وهو صبر الصديقين ( مدارج السالكين ).


ذهب أبن القيم رحمه الله في حكم الصبر إلى وجوبه ونقل الإجماع على ذلك فقال (هو واجب بإجماع الامه ) مدارج السالكين .
ولعله رحمه الله أراد الصبر على الأمور الواجبه أو عن الامور المحرمه .

قال الإمام الغزالي رحمه الله ( وأعلم أن الصبر أيضا ينقسم بإعتبار حكمه إلى فرض ومستحب ومحرم فالصبر على المحضورات فرض , والصبر على المكاره مستحب , والصبر على الأذى المحظور محظور , كمن يقصد حريمه بشهوة محظوره فتهيج غيرته فيصبر عن إضهار الغيره ويسكت عما يجري على أهله فهذا الصبر محرم ) الإحياء 69/4

والشكوى إلى الله عز وجل لا تنافي الصبر ولكن ينافي الصبر شكوى الله كما رأى بعضهم رجلا يشكو إلى أخر فاقة وضروره فقال : ياهذا أتشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك ثم أنشد :
وإذا عرتك بلية فأصبر لها ..
صبر الكريم فإنه بك أعلم ..
وإذا شكوت إلى أبن أدم ..
إنما تشكو الرحيم إلى اللذي لا يرحم ..
(مدارج السالكين )

قال أبن القيم رحمه الله :
قال تعالى في الثناء على أيوب عليه السلام ( إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب )
فأطلق عليه نعم العبد بكونه وجده صابرا , وهذا يدل على أن من لم يصبر إذا أبتلي فإنه بئس العبد .


وإن كان الصبر مرآ....
فعقباه أحلى من الشهد ...
وأبشر فبعد العسر يسرا ....
وجنات بها سعد وخلد....


أقوال لرفع ههم الصابرين :
لم ينال أهل العلم منازلهم إلا بالصبر ...
قال أحد السلف :
من لم يصبر على ذل التعلم بقي في عماية الجهل ومن صبر عليه نال عز الدنيا والآخره .

قال الحسن رحمه الله ( الصبر كنز لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده )

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( أفضل عيش أدركناه بالصبر )

ماجمع عبد بين الصبر والدعاء وحسن الظن بالله إلا أورثه الله أستجابة الدعاء .

قال على بن أبي طالب رضي الله عنه :
( إنك إن صبرت جرى عليك القلم وأنت مأجور وإن جزعت جرى عليك القلم وأنت مأزور ) .

يبتلي الله العبد بالمصائب وتكون تكفيرآ لسيئاته وحطآ لذنوبه ,فقد يبتلى في نفسه أو أهله أو ماله أو ولده ولكن المؤمن أمره كله خير .


والله أعلم