تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: بعض أوجه الشبه بين حياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    37

    Lightbulb بعض أوجه الشبه بين حياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم

    الشبه العجيب بين الرسول صلى الله عليه وسلم والشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في جهاده وابتلائه ودعوته و مهاجره، وأنصاره، وكثرة من عاداه وناوأه في الابتداء
    ثم قال الشيخ: عبد الرحمن بن حسن، رحمه الله تعالى: وقد أخبر شيخنا، رحمه الله تعالى أنه كان في ابتداء طلبه للعلم، وتحصيله في فن الفقه وغيره، لم يتبين له الضلال، الذي كان الناس عليه من عبادة غير الله، من جن أو غائب، أو طاغوت أو شجر، أو حجر، أو غير ذلك.
    ثم إن الله جعل له نهمة، في مطالعة كتب التفسير والحديث، وتبين له من معاني الآيات المحكمات، والأحاديث الصحيحة أن هذا الذي وقع فيه الناس، من هذا الشرك: أنه الشرك الذي بعث الله رسله، وأنزل كتبه بالنهي عنه، وأنه الشرك الذي لا يغفره الله لمن لم يتب منه.
    فبحث في هذا الأمر مع أهله، وغيرهم من طلبة العلم، فاستنار قلبه بتوحيد الله، الذي أرسل الله به رسله، وأنزل به كتبه، فأعلن بالدعوة إليه، وبذل نفسه لذلك على كثرة المخالفين، وصبر على ما ناله من الأذى العظيم في ابتداء دعوته. فلما اشتهر أمره أجلبوا عليه بالعداوة، خصوصا العلماء والرؤساء، وحرصوا على قتله؛ فأتاح الله له من ينصره على قلة منهم وحاجة، وتصدى لحربهم القريب والبعيد، واستجلبوا على حربهم الدول.
    ونذكر بعض ما جرى عليهم ممن عاداهم، وتأييد الله لهم ونصره على قلة منهم وضعف، وقوة من عدوهم وكثرة، لما فيه من العبرة، والشهادة لهم أنهم على الحق، وعدوهم على الباطل، فأخذت من حفظي بعض الوقائع، التي جرت عليهم من عدوهم في الدين، وفيها شبه بما جرى لنبينا صلى الله عليه وسلم من عدوه، ونصر الله له، فأقول:
    المقام الأول: أن شيخنا شيخ الإسلام، محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله تعالى، لما ألهمه الله رشده وفتح بصيرته في تمييز الحق من الضلال، وأنكر ما عليه الناس من الشرك فبادروه بالعداوة والإنكار لمخالفتهم ما قد اعتادوه ونشؤوا عليه هم وأسلافهم من الشرك والبدع; وأعظم من عاداه ونفر الناس من دعوته العلماء والرؤساء، كما قال تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } [سورة غافر آية: 83]، وفيه مشابهة لنبينا صلى الله عليه وسلم فيما ناله من الرؤساء، والأحبار في الابتداء; فإن شيخنا رحمه الله تعالى أظهر هذه الدعوة في بلد العيينة - وهي في أعلى وادى حنيفة -، فاستحسن دعوته من استحسنها، وقبلها من قبلها، وأنكرها من أنكرها.
    ثم إن أهل الأحساء، لما استصرخوا شيخهم سليمان آل محمد، شيخ بني خالد، وأرسل إلى ابن معمر شيخ العيينة، بأن يقتله، فهاجر إلى الدرعية بلد محمد بن سعود، فتلقاه هو وأولاده بالقبول، وتابعهم على ذلك أكثر أهل بلده وقبيلته، على قلة منهم، وضعف، كما قدمناه.
    فصبروا على مخالفة الناس، والملوك ممن حولهم، والبعيد عنهم؛ وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب؛ ولهذا تحمل هذا الرجل وأتباعه، عداوة كل من عادى هذا الدين، قال تعالى: {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [سورة البقرة آية: 105]. وقد قال هرقل لأبي سفيان: وسألتك هل يرتد أحد سخطه لدينه، فذكرت أن لا، فكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب.
    فأشبه أمر هذا الشيخ، رحمه الله تعالى ما جرى لخاتم النبيين، حتى في مهاجره، وأنصاره، وكثرة من عاداه وناوأه في الابتداء، كما هو حال الحق في المبادي، يرده الكثير وينكرونه، ويقبله القليل وينصرونه; فأول من عاداهم: أقرب الناس إليهم بلدا، وأقواه كثرة ومالا، بلاد دهام بن داوس.
    وهو أول من شن الغارة عليهم على غفلة وغرة، وعدم الاحتساب منهم، فخرجوا إليه على فشل، فقتل منهم رجالا، منهم فيصل بن سعود، وسعود بن محمد بن سعود، فسبحان من قوى جأش هذا الرجل على نصرة هذا الدين، حين قتل ابناه; ثم سطا عليهم مرة ثانية، فقتل كثيرا ممن سطا بهم، فأخذ المسلمون الثأر منهم. ثم بعد ذلك استمر الحرب بينهم وبينه، أكثر من ثلاثين سنة، وفي تلك الثلاثين السنة أو أكثر، أعانه على حربهم أهل نجران، وابن حميد شيخ بني خالد، مرارا، فيأتونهم بأنواع الكيد والكثرة، فينصرهم الله عليهم، وفي ذلك أعظم عبرة.
    وبعد هذه المدة وقع بينه وبين المسلمين وقعة بين البلدين، فقتل فيها ابناه "دواس" و "سعدون" فانتهى أمره، فخرج من بلده هاربا في يوم صيف شديد الحر، وتبعه من تبعه؛ فصارت بلده فيئا للمسلمين، ولم يبق لآل دواس بعد ذلك عين تطرف، فاعتبروا يا أولي الأبصار!
    المقام الثاني: ما في دعوة هذا الشيخ رحمه الله ابتداء، من المشابهة لما جرى للنبي صلى الله عليه وسلم: في أول دعوته قريشا والعرب، إلى التوحيد، والإيمان بالقرآن، وقد قال صلى الله عليه وسلم " بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ" مسلم,ابن ماجه,أحمد
    وفي حديث عمرو بن عبسة، الذي رواه مسلم وغيره، "أنه قدم مكة فاجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم في أول بعثته، فأخبره أن الله بعثه بأن يعبد الله وحده، ولا يشرك به شيئا"، وغير ذلك مما هو مذكور في الحديث، من نفي عبادة الأوثان، والأمر بمكارم الأخلاق; فقال له عمرو: " من معك على هذا؟ قال: حر وعبد; ومعه يومئذ أبو بكر وبلال " رواه أحمد. فما زال الحق يزيد بزيادة من قبله، ودخل فيه، حتى أكمل الله لهذه الأمة الدين، وأتم عليهم النعمة.
    وقد قال هرقل لأبي سفيان، لما سأله عن أتباع النبي صلى الله عليه وسلم: أيزيدون أم ينقصون؟ قال: بل يزيدون، قال هرقل: وكذلك أتباع الرسل. وبهذه المشابهة يتحقق المنصف أن هذا الدين الذي دعا إليه هو الحق، وأنه هو الذي دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما دلت عليه الآيات المحكمات، التي لا يخفى معناها إلا على من عميت بصيرته، وفسدت سريرته.
    فتأمل حماية الله ونصره لمن قبل هذه الدعوة، ونصرها، على ضعف منهم في الحال، وقلة من العدد والرجال، مع كثرة من خالفهم من قريب وبعيد، وكثير وقليل مع الكيد الشديد، فأبطل الله كيدهم، وصارت الغلبة للحق وأهله، ومحق الله الباطل وأهله.
    المقام الثالث: وفيه حجة أيضا ومعتبر، ودليل على صحة هذا الدين، ومدكر لمن عقل وافتكر، وذلك أن الذين أنكروا هذه الدعوة، من الدول الكبار، والشيوخ وأتباعهم من أهل القرى والأمصار، أجلبوا على عداوة هذا العدد القليل، في حال تخلف الأسباب عنهم وفقرهم، فرموهم عن قوس العداوة.
    من أهل نجد: دهام بن داوس المتقدم ذكره، وابن زامل، وآل بجاد أهل الخرج، ومحمد بن راشد صاحب الحوطة، وتركي الهزاني، وزيد، ومن والاهم من الأعراب والبوادي، كذلك العنقري في الوشم ومن تبعه، وشيوخ قرى سدير والقصيم، وبوادي نجد، وابن حميد ملك الأحساء، ومن تبعه من حاضر وباد.
    كلهم مجمعون لحرب المسلمين، مرارا عديدة مع عريعر، وأولاده.
    منها: نزولهم على الدرعية، وهي شعاب لا يمكن تحصينها بالأبواب والبناء؛ وقد أشار إلى ذلك العلامة: حسين بن غنام رحمه الله، حيث يقول شعرا:
    وجاؤوا بأسباب من الكيد مزعج ... مدافعهم يزجي الوحوش رنينها
    فنَزلوا البلاد، واجتمع من أهل نجد حتى من يدعي أنه من العلماء؛ ولما قيل لرجل منهم، وهو من أمثل علمائهم وعقلائهم: كيف أشكل عليكم عريعر وفساده، وظلمه، وأنتم تعينونه وتقاتلون معه؟ فقال: لو أن الذي حربكم إبليس لكنا معه.
    والمقصود: أن الله تعالى ردهم بغيظهم لم ينالوا خيرا، وكفى الله المؤمنين القتال، وحمى الله تلك القرية، فلم يشربوا من آبارها.
    وأما وزير العراق، فسار مرارا عديدة بما يقدر عليه من الجنود والكيد الشديد، وأجرى الله عليهم من الذل ما لا يخطر ببال، قبل أن يقع بهم ما وقع.
    من ذلك: أن ثويني في مرة من المرار، مشى بجنوده إلى الأحساء بعد ما دخل أهلها في الإسلام، في حال حداثتهم بالشرك والضلال، فلما قرب من تلك البلاد، أتاه رجل مسكين لا يعرف، من غير ممالأة لأحد من المسلمين، فقتله فمات؛ فنصر الله هذا الدين برجل لا يعرف، وذلك مما به يعتبر، فانفلّت تلك الجنود، وتركوا ما معهم من المواشي والأموال، خوفا من المسلمين ورعبا، فغنمها من حضر; وقد قال الشيخ حسين بن غنام في ذلك:
    تقاسمتم الأحساء قبل منالها ... فللروم شطر والبوادي لهم شطر
    ثم جددوا أسبابا لحرب المسلمين، وساروا بدول عظيمة يتبع بعضها بعضا، وكيد عظيم، فنَزلوا الأحساء، وقائدهم "علي كيخيا" فتحصن من ثبت على دينه في "الكوت" و "ثغر صاهود" فنَزل بهم، وصار يضربهم بالمدافع والقنابل، وحفر اللغوب؛ فأعجزه الله، ومن معه ممن ارتد عن الإسلام، فولى مدبرا بجنوده.
    فاجتمع بسعود بن عبد العزيز في "تاج" وغزوه الذين معه رحمه الله; والذين معه من المسلمين أقل من "المنتفق" و "آل ظفير" الذين مع الكيخيا، فألقى الله الرعب في قلوبهم على كثرتهم، وقوتهم، فصارت عبرة عظيمة؛ فطلبوا الصلح على أن يدعهم سعود يرجعون إلى بلادهم، فأعطاهم أمانا على الرجوع، فذهبوا في ذل عظيم; فلما قدم كل منهم مكانه، مات سليمان باشا؛ وذلك من نصر الله لهذا الدين، فأهلك الله من أنشأ هذه الدولة.
    تم قام علي كيخيا فصار هو الباشا، فأخذ يجدد آلة الحرب، فجمع من الكيد والأسباب، أعظم مما كان معه في تلك الكرة. فلما كملت أسبابه، وجمع الجموع، فلم يبق إلا خروجه لحرب المسلمين، لينتقم من أهل هذا الدين، سلط الله عليه صبيين مملوكين عنده يبيتونه، فقتلوه آخر الليل؛ فخمدت تلك النيران، وتفرقت تلك الأعوان، فما قام لهم قائمة حتى الآن.
    فيا لها من عبرة ما أظهرها لمن له أدنى بصيرة! فاعتبروا يا أولي الأبصار! فأين ذهب عقل من أنكر هذا الدين وجادل، وكابر في دفع الأدلة على التوحيد وماحل؟!
    المقام الرابع: ما جرى من العبر في حرب أشراف مكة، لهذه الدعوة الإسلامية، والطريقة المحمدية، وذلك أنهم من أول من بدأ المسلمين بالعداوة، فحبسوا حاجهم، فمات في الحبس منهم عدد كثير، ومنعوا المسلمين من الحج أكثر من ستين سنة؛ وفي هذه المدة سار إليهم غالب الشريف، بعسكر كثيف، وكيد عنيف، فقدم أخاه عبد العزيز قبله بالخروج، فنَزل على قصر بسام، فأقام مدة يضرب بالمدافع والقنابل، وجر عليه الزحافات؛ فأبطل الله كيده على هذا القصر، الضعيف بناؤه، القليل رجاله، فرحل منه.
    ووافى غالبا ومعه أكثر الجنود، ومعه من الكيد مثل ما كان مع أخيه أو يزيد، فنَزلوا جميعا "بالشعرى"، فأخذ في حربهم بكل كيد، فأعجزه الله، هو ومن معه، عن ذلك البناء الضعيف، الذي لم يتأهب أهله للحرب بالبناء، ولا بالسلاح، فأبطل الله كيده، ورده عنهم بعد الإياس والإفلاس.
    فسلط الله المسلمين على من كان معه من الأعراب، خصوصا "مطير" فأوقع الله بهم في العداوة ومعهم مطلق الجربا، فهزمهم الله تعالى، وغنم المسلمون جميع ما كان معهم من الإبل والخيل، وسائر المواشي؛ فصار ما ذكرناه من نصر الله، وتأييده لأهل هذا الدين، عبرة عظيمة، وفي جملة قتلاهم حصان إبليس.
    وبعد ما ذكرناه، جد غالب في الحرب، واجتهد، لكن صار حربه للأعراب، ولم يتعد النير، فيعدو على من استضعف ويغير، فأعطى الله أعراب المسلمين الظفر عليه في عدة وقعات، من أعظمها وقعة الخرمة على يد ربيع، وغزوه من أهل الوادي وقحطان، فهزمه الله تعالى، واشتد القتل في عسكره، فأخذوا جميع ما كان معه من المواشي وغيرها، فصار بعد ذلك في ذل وهوان.
    وفتح الله الطائف للمسلمين، وصار أميره عثمان بن عبد الرحمن، فاجتمع فيه دولة للمسلمين، وساروا لحرب الشريف، ومعهم عبد الوهاب أبو نقطة أمير عسير، وسالم بن شكبان أمير أكعل بيشة، فنَزلوا دون الحرم. فخرج إليهم عسكر من مكة فقتلوهم، فطلب الشريف المذكور منهم الأمان، فلم يقبلوا منه إلا الدخول في الإسلام، والبيعة للإمام سعود، فأعطاهم البيعة على يد رجال بعثوهم إليه، هذا بعد وقعات تركنا ذكرها كراهة الإطالة، لأن القصد بهذا الموضع: الاعتبار بما جرى لأهل هذه الدعوة، من النصر والتأييد، والظهور على قلة أسبابهم، وكثرة عدوهم وقوته، وذلك من آيات الله وبيناته على أن ما قام به هذا الشيخ في حال فساد الزمان، أنه الدين الذي بعث الله به رسله؛ وتبين أن هذه الطائفة في هذه الأزمنة، هي الطائفة المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم: "ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى وهم على ذلك ".
    وقد كانت هذه الطائفة قبل ظهور الشيخ فيما تقدم، موجودة في الشام، والعراق ومصر وغيرها، بوجود السنة وأهلها، وأهل الحديث في القرون المفضلة وبعدها، فلما اشتدت غربة الإسلام، وقل أهل السنة، واشتد النكير عليهم، وسعى أهل البدع في إيصال المكر إليهم، من الله بهذه الدعوة، فقامت بها الحجة، واستبانت بها المحجة؛ فيا سعادة من قبلها وأحبها ونصرها و {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الجمعة آية: 4].
    وأهل العلم من أتباع السلف، والأئمة، لهم المصنفات المفيدة في بيان التوحيد، توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، وتوحيد الأسماء والصفات، والكثير منها موجود بأيدي علماء المسلمين؛ وما علمنا أحدا بعد القرن الثامن في حال اشتداد غربة الإسلام، يذكر، بمعرفة ما عليه أهل السنة في أنواع التوحيد، أو يلتفت إلى كتبهم، ولا عرفوا الشرك الذي لا يغفره الله.
    فلذلك لم ينكر منهم منكر، ولا أخبر بوقوعه من علمائهم مخبر، حتى أظهر الله هذا النور، وشفى الله به الصدور، وظهرت كتب أهل السنة، وعظمت بمعرفتها والدعوة إليها المنة؛ يعرف ذلك من عرفه، وشكره وأحبه وقبله، فلا عبرة بمن أخلد إلى الأرض، والغفلة والإعراض والجهل.
    المقام الخامس: أن كل من ذكرنا ممن عاداهم، من أهل نجد والأحساء، وغيرهم من البوادي، أهلكهم الله، ولحقتهم العقوبة حتى في الذراري، والأموال، فصارت أموالهم فيئا لأهل الإسلام، كما يروى عن زيد بن عمرو بن نفيل، حيث يقول:
    عجبت وفي الليالي معجبات ... وفي الأيام يعرفها البصير
    بأن الله قد أفنى رجالا ... كثيرا كان شأنهم الفجور
    وأبقى آخرين ببر قوم ... فيربو منهم الطفل الصغير
    وانتشر ملكهم، وصار كل من بقي في مكانهم سامعا مطيعا لإمام المسلمين، القائم بهذا الدين؛ فانتشر ملك أهل الإسلام، حتى وصل إلى حدود الشام مع الحجاز وتهامة وعمان، وصاروا - بحمد الله - بأمن وأمان، يخافهم كل مبطل وشيطان؛ ففي هذا معتبر لأهل الاعتبار، مع ما وقع بمن حاربهم من الخراب والدمار، واستيلاء المسلمين على ما كان لهم من العقار والديار. فلا يرتاب في هذا الدين بعد هذا البيان، إلا من عميت بصيرته، وفسدت علانيته وسريرته.
    المقام السادس: أن كل من أظهر النفاق، وأضمر الشقاق، صار مكروها مبغضا ممقوتا، وكل ما أبداه المشبهون والمموهون، من زخارفهم، وكذبهم وباطلهم وعنادهم، وفسادهم في أقوالهم، وأحوالهم انعكس عليهم المراد، وحرموا التوفيق والسداد، وصاروا مثلة، حتى استوحش منهم أكثر العباد، ومقتهم كل حاضر وباد؛ فما صار لهم باطل يظهر، ولا شبهة تذكر، اللهم إلا ما كانوا يستخفون به عن الناس - حين ظهرت
    أنوار التوحيد، واستعلت وزال بها الالتباس - مخافة المقت والشناعة، حين كسدت لهم تلك البضاعة؛ وهذه العبر يعتبر بها الأريب، إذ هو من الحق وقبول العلم قريب.
    المقام السابع: أن كثيرا ممن عاداهم ابتداء، تبين له صحة ما دعا إليه هذا الشيخ، وأنه الحق الذي بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه، وأنه علم من اتبعه ما أوجبه الله عليهم وحرمه، وعلمهم مكارم الأخلاق، ونهاهم عن سفاسفها.
    فمن ذلك: ما حدثنا به عثمان بن عبد الرحمن المضايفي - لما أتى راغبا في هذا الدين - أن جاسر الحسيني الذي جلا من حرمه، لعداوة هذا الدين، سكن بغداد، ثم صار في سنين ظهور الإسلام في نجد وما والاه، حضر عند الشريف غالب مجاورا، فسمع الشريف المذكور يسب شيخ الإسلام، محمد بن عبد الوهاب.
    فقال له: يا شريف، لك علي من المعروف، ما يوجب أن أنصح لك. لا تقل هذا في الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فإنه قام بنجد وهم في أسوإ حال من الفساد، والظلم والضلال، فجمعهم الله تعالى به بعد التفرق والاختلاف، وعلمهم مكارم الأخلاق، حتى ما ينبغي أن يقولوه في مخاطباتهم، وما لا ينبغي أن يقولوه من الألفاظ المستكرهة. فاحذر أن تذكره بسوء!
    وهذا الذي ذكره جاسر للشريف، اعترف به كثير؛ حتى من أهل مصر والشام، والعراق، اعترفوا بصحة هذه الدعوة الإسلامية، والسنة المحمدية، وأكثروا الدعاء له؛ وهذا من العبر والدلالة على صحة ما جدده شيخ الإسلام من الدين، بعد ما اشتدت غربته في كل زمان ومكان، وصار من يطلب العلم ويعلمه، لا يعرف حقيقة التوحيد، ولا ما ينافيه من الشرك والتنديد، مع قراءتهم للقرآن، والأحاديث، لكن جهلوا ما هو المراد من الحق، الذي يأمرهم به رب العباد.
    فظهر الحق بعد الخفاء، وتبين ما دلت عليه الآيات المحكمات، والبراهن البينات، وتبين الحق بعد أن كان مجهولا، وعرف الباطل، فصار بهذه الدعوة مخذولا. فهذا مقام لا يخفى إلا على من جحد الحق، وكابر وعاند، ممن عميت بصيرته؛ نعوذ بالله من رين الذنوب، وموت القلوب.
    المقام الثامن: أن الله سبحانه ألبس هذه الطائفة أفخر لباس، واشتهر في الخاصة والعامة من الناس، فلا يسميهم أحد إلا بالمسلمين، وهو الاسم الذي سمى الله به عباده المؤمنين، من أصحاب سيد المرسلين، فقال جل ذكره: {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا} [سورة الحج آية: 78]. فهذا الاسم ألحقه الله أصحاب رسوله، وألحقه هذه الطائفة، كما ألحقه إخوانهم من السابقين الأولين. فيا لها من عبرة، ما أقطعها لحجة من شك وارتاب، وما أنفعها في الاعتبار لمن أراد الحق وطلبه، وإليه أناب؛ فهذا إتمام الثمانية فاقرأها، وتدبرها سرا وعلانية.
    وقد اقتصرت فيها غاية الاقتصار، وأشرت إلى بعض الوقائع بإيجاز واختصار. نسأل الله أن يجعلها نافعة، لمن أبداها وكتبها وانتفع بها شافعة، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيد المرسلين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وسلم تسليما كثيرا.
    المقام التاسع: وأما الدول التركية المصرية، فابتلى الله بهم المسلمين لما ردوا حاج الشام عن الحج، بسبب أمور كانوا يفعلونها في المشاعر، فطلبوا منهم أن يتركوها، وأن يقيموا الصلاة جماعة، فما حصل منهم ذلك، فردهم سعود رحمه الله تدينا؛ فغضبت تلك الدولة التركية، وجرى عندهم أمور يطول عدها، ولا فائدة في ذكرها.
    فأمروا محمد علي، صاحب مصر أن يسير إليهم بعسكره، وبكل ما يقدر عليه من القوة والكيد، فبلغ سعود ذلك، فأمر ابنه عبد الله أن يسير لقتالهم، وأمره أن ينْزل دون المدينة. فاجتمعت عساكر الحجاز، على عثمان بن عبد الرحمن المضايفي، وأهل بيشة وقحطان وجميع العربان، فنَزلوا بالجديدة.
    فاختار عبد الله بن سعود القدوم عليهم والاجتماع بهم، وذلك أن العسكر المصري في ينبع، فاجتمع المسلمون في بلد حرب، وحفروا في مضيق الوادي خندقا، وعبؤوا الجميع، فصار في الخندق من المسلمين أهل نجد، وصار عثمان ومن معه من أهل الحجاز في الجبل فوق الخندق.
    فحين نزل العسكر أرزت خيولهم، وعلموا أنه لا طريق لها إلى المسلمين، فأخذوا يضربون بالقبوس، فدفع الله شر تلك القبوس الهائلة عن المسلمين، إن رفعوها مرت ولا ضرت، وإن خفضوها اندفنت في التراب فهذه عبرة، وذلك أن أعظم ما معهم من الكيد أبطله الله في الحال.
    ثم ساروا على عثمان ومن معه في الجبل، فتركهم حتى قربوا منه، فرموهم بما احتسبوهم به، وما عدوه لهم حين أقبلوا عليهم، فما أخطأ لهم بندق، فقتلوا العسكر قتلا ذريعا. وهذه أيضا من العبر، لأن العسكر الذي جاءهم أكثر منهم بأضعاف، ومع كل واحد الفرود والمزندات، فما أصابوا رجلا من المسلمين، وصار القتل فيهم؛ وهذه أيضا عبرة عظيمة، هذا كله وأنا أشاهده.
    ثم مالوا إلى الجانب الأيمن من الجبال، بجميع عسكرهم من الرجال، وأما الخيل فليس لها فيه مجال، فانهزم كل من كان على الجبل، من أهل بيشة وقحطان، وسائر العربان، إلا ما كان من حرب فلم يحضروا، فاشتد على المسلمين لما صاروا في أعلى الجبل، فصاروا يرمون المسلمين من فوقهم، فحمي الوطيس آخر ذلك اليوم، ثم من الغد. فاستنصر أهل الإسلام ربهم الناصر لمن ينصره.
    فلما قرب الزوال من اليوم الثاني، نظرت فإذا برجلين قد أتيا، فصعدا طرف ذلك الجبل، فما سمعنا لهم بندقا ثارت، إلا أن الله كسر ذلك البيرق (أي أدبر وتولى) ونحن ننظر، فتتابعت الهزيمة على جميع العسكر فولوا مدبرين، وجنبوا الخيل والمطرح، وقصدوا طريقهم الذي جاؤوا معه، فتبعهم المسلمون يقتلون ويسلبون؛ هذا ونحن ننظر إلى تلك الخيول قد حارت، وخارت.
    وظهر عليهم عسكر من الفرسان من جانب الخندق، ومعهم بعض الرجال، فولت تلك الجنود مدبرة، فتبعتهم خيول المسلمين في أثرهم، وليس معهم زاد ولا مزاد ; فانظر إلى هذا النصر العظيم من الإله الحق رب العباد، لأن الله هزم تلك العساكر العظيمة برجلين; فهذه ثلاث عبر لكن أين من يعتبر؟ فأخذوا بعد ذلك مدة من السنين.
    ثم بعد ذلك سار "طوسون" كبير ذلك العسكر الذي هزمه الله، فقصد المدينة فورا، فأمر سعود على عبد الله، ومن معهم من المسلمين أن ينهضوا لقتالهم، فوجدوهم قد هجموا على المدينة ودخلوها، وأخرجوا من كان بها من أهل نجد وعسير، فحج المسلمون تلك السنة.
    فأقبل ذلك العسكر ونزل رابغا، ونزل المسلمون وادي فاطمة; فخان لهم شريف مكة وضمهم إليه، وجاؤوا مع "الخبت" على غفلة من المسلمين، فعلم المسلمون أنه لا مقام لهم مع ما جرى من الخيانة; فرجعوا إلى الطائف، وإلى أوطانهم.فخاف عثمان وهو بالطائف أن يكون الحرب منهم، ومن الشريف عليه، لما يعلم من شدة عداوتهم، فخرج بأهله وترك لهم الطائف أيضا، مخافة أن يجتمعوا على حربه، وليس معه إلا القليل من عشيرته، ولا يأمن أهل الطائف أيضا.
    فنَزل المسلمون بتربة بعد ذلك نحوا من شهر، ثم رجعوا حين نفد ما معهم من الزاد، فجرى بعد ذلك وقعات، بينهم وبين المسلمين، ولا فائدة في الإطالة بذكرها.
    والمقصود: أن استيلاءهم على المدينة ومكة والطائف، كان بأسباب قدرها الملك الغلاب.
    فيريك عزته ويبدي لطفه والعبد في الغفلات عن ذا الشان
    وفيها من العبر: أن الله أبطل كيد العدو، وحمى الحوزة وعافى المسلمين من شرهم، وصار المسلمون يغزونهم فيما قرب من المدينة ومكة، في نحو ثلاث سنين أو أربع؛ فتوفى الله سعود رحمه الله تعالى، وهم غزاة على من كان معينا لهذا العسكر من البوادي، فأخذوا وغنموا؛ فبقي لهم من الولاية ما كانوا عليه أولا، إلا ما كان من مكة والطائف وبعض الحجاز.
    وبعد وفاة سعود تجهزوا للجهاد، على اختلاف كان من أولئك الأولاد; فصاروا جانبين، جانبا مع عبد الله، وجانبا مع فيصل أخيه، فنَزل عبد الله الحناكية، ونزل فيصل تربة باختيار وأمر من أخيه له، فوافق أن: "محمد علي" حج تلك السنة، فراسل محمد علي فيصلا هناك، فطلب منه أن يصالحه على الحرمين فأبى فيصل، وأغلظ له الجواب، وفيما قال:
    لا أصلح الله منا من يصالحكم ... حتى يصالح ذئب المعز راعيها
    فأخذت "محمد علي" العزة والأنفة، فسار إلى "بسل". الظاهر أنه كان حريصا على الصلح، فاستعجل فيصل بمن معه، فساروا إليه في بسل، وقد استعد لحربهم خوفا مما جرى منهم، فأقبلوا وهم في منازلهم، فسارت عليهم العساكر والخيول فولوا مدبرين؛ لكن الله أعز المسلمين فحبس عنهم تلك الدول، والخيول، حتى وقفوا على التلول، فسلم أكثر المسلمين من شرهم، واستشهد منهم القليل.

    الدرر السنية في الأجوبة النجدية / المجلد الثاني عشر صفحة 12

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,511

    افتراضي رد: الشبه العجيب بين الرسول صلى الله عليه وسلم والشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعا

    اعكس المعطوف فضلا لا امرا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    141

    افتراضي رد: الشبه العجيب بين الرسول صلى الله عليه وسلم والشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعا

    العنوان ليس موفقا لعلك تعدله بارك الله بك

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2012
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    69

    Exclamation رد: بعض أوجه الشبه بين حياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم

    السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته
    تتشابهُ بعضٌ من معاناةُ الرسولِ الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومكابداتُه في سبيلِ الدعوة الإسلامية مع بعضِ ما عاناهُ الرّسلُ والأنبياءُ - صلواتُ ربي وسلامُه عليهم أجمعين - فالهدفُ والغايةُ النبيلةُ واحدةٌ وهي : الدعوةُ إلى توحيد الله... والمُرْتَجى واحدٌ وهو : وجه الله سبحانه ... والأعداءُ همُ همُ : الكفارُ والمعاندين وأمثالُهم ... وأعتقدُ أنَّ كلّ من سينهجُ نهجَ الرسولِ في الدعوة إلى الله وحراسة العقيدة وتخليصها ممَّا ليس في أصولِها سوف يُلاقي الأعداء أنفسهم أو منْ يشابُههُم وسوفَ يواجَه ببعض ما وُوجِه به الرسول -
    صلى الله عليه وسلم - بل وكثيرٌ من الرُّسل ...
    ومع ذلك أخي إنّ حياةَ الرسول الكريم لها خصوصيتُها ومنزلتُها ... وإن مكابداتُه ومعاناتُه في سبيل الدعوة لها خطرُها وموقعهُا المتفرّد ... يؤكد هذا أنّ الله سبحانه وتعالى أفرده بخطابٍ قرآني جليلٍ يهوّنُ فيه عليه ما يُلاقي من عنتٍ في سبيل الإسلام فالله قد خاطبَ رسولَنا وحده بقوله تعالى : " فلعلّكَ باخعٌ نفسكَ على آثارِهم إنْ لم يؤمنوا بهذا الحديثِ أسفاَ " الآية 6 سورة الكهف ... وخاطبه وحده - دونَ غيره من الأنبياء والرّسلِ ما بالُنا بالدّعاة والشيوخ - بقولِه مسانِدا رحيما : " طَهَ 1) ما أَنْزَلْنَا عليك القرآنَ لِتَشْقَى 2) سورة طه ...
    أخي : إن هذا الخطاب القرآني الكريم المُوجّه من الخالقِ - سبحانه - إلى الرسولِ الكريمِ -
    صلى الله عليه وسلم - ليثبتُ أن معاناة الرسولِ ومكابداته في سبيل الدعوةِ الإسلاميّة أمرٌ متفرّدٌ مخصوصٌ بالرسول وحده ، وأنّنا إذا أردنا تقصّي المشابهات في هذا الدرب فعلينا أن نتقصّاها ما بينَ الرسول الكريم وصحبِهِ من الرسلِ والأنبياء ، وسوف نخلص أيضا في هذا الحالِ إلى فرادةِ حياة الرسول وفرادةِ بذله عليه أفضلُ صلوات ربي وتسليمه ...
    كنتُ أتمنّى أنْ يكونَ هذا المقالِ على النحو التالي : " مكابداتُ الرسول ومعاناتُه في الدعوة الإسلامية : خلاصاتٌ وفوائدٌ لكلِّ داعية " ... تمنّيتُ أن نتحرّى في حياةِ الرسولِ بما يجعلنا نستعيدُ بذلَه النبيلَ في سبيلِ الدعوة بما يؤدّي بنا إلى الدفاعِ الحقّ عن الرسول وما يتعرّضُ له اسمُه الكريم من مهاجمات مبغضيه المستعرين حقدا ومقتا لهُ ولنا ...
    إنَّ الرسولَ الكريم أولى وأحرى بأنْ نستعيدَ سيرته وأنوار منهجه ونستعيد - من ثم - غيرتنا عليه وإحساسنا بالانتماء الشريف إليه ... وإن الإسلام - وهو العقيدة الحق والأشرف - تنتظرُ نصرتنا وبذلِ أقلامنا .
    والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    37

    افتراضي رد: بعض أوجه الشبه بين حياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم

    جزاكم الله خيرا على ملاحظاتكم القيمة والتي تدل على حب لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم
    وقد حاولت التعديل لكن لم أجد أيقونة "تعديل" للتعديل
    وأسأل الله تعالى أن يجمعنا وإياكم مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
    واستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2012
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    69

    افتراضي رد: بعض أوجه الشبه بين حياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم

    السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه
    باركَ اللهُ فيك - ولكَ - أخي الكريم الفاضل ، وجمعنا وإياكم - وجميع المسلمين - على الحوض المورود مع الرسول الكريم عليه أفضلُ صلاةِ ربّي وتسليمُه .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •