تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: التصنيفُ والتأليفُ بين الحقيقةِ والتزيفِ..!

  1. Post التصنيفُ والتأليفُ بين الحقيقةِ والتزيفِ..!

    التصنيفُ والتأليفُ بين الحقيقةِ والتزيفِ..!
    "وَإِنَّمَا التصنيف الَّذِي يسْتَحق أَن يُقَال لَهُ تصنيفٌ ، والتأليف الَّذِي يَنْبَغِي لأهل الْعلم ، الَّذين أَخذ الله عَلَيْهِم بَيَانه ، وَأقَام لَهُم على وُجُوبه عَلَيْهِم برهانه ؛ هُوَ أَن ينصرُوا فِيهِ الْحق ، ويخذلوا بِهِ الْبَاطِل، ويهدموا بحججه أَرْكَان الْبدع ، ويقطعوا بِهِ حبائل التعصب ، ويوضحوا فِيهِ للنَّاس مَا نزل إِلَيْهِم من الْبَينَات وَالْهدى ، ويبالغوا فِي إرشاد الْعباد إِلَى الْإِنْصَاف ، ويحببوا إِلَى قُلُوبهم الْعَمَل بِالْكتاب السّنة ، وينفروهم من اتِّبَاع مَحْض الرَّأْي ، وزائف الْمقَال ، وكاسد الِاجْتِهَاد ، وَلَا يمنعهُم من ذَلِك ؛ مَا يخيله لَهُم الشَّيْطَان ويسوله ، من أَن هَذَا التصنيف لَا ينْفق عِنْد المقلدة ، أَو يكون سَببا لجلب فتْنَةٍ ، أَو نزُول مضرَّةٍ ، أَو ذهَاب جاهٍ أَو مَالٍ أَو رئاسةٍ ؛ فَإِن الله نَاصِر دينه ، ومتمم نوره ، وحافظ شَرعه ، ومؤيد من يُؤَيّدهُ ، وجاعل لأله الْحق ، ودعاة الشَّرْع ، والقائمين بِالْحجَّةِ ؛ سُلْطَاناً وأنصاراً ، وأتباعاً ، وَإِن كَانُوا فِي أَرضٍ ، قد انغمس أَهلهَا فِي موجات الْبدع ، وتكسعوا فِي متراكم الضلال" . "أدب الطلب"(ص :106)للشوكاني .
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  2. افتراضي رد: التصنيفُ والتأليفُ بين الحقيقةِ والتزيفِ..!

    أغراض التأليف


    قال أبو حيان
    ينبغي أن لايخلو تصنيف ( تأليف ) من أحد المعاني الثمانية التي صنف لها العلماء وهي : اختراع معدوم ، أو جمع متفرق ، أو تكميل ناقص ، أو تفصيل مجمل ، أو تهذيب مطول ، أو ترتيب مختلط
    أو تعيين مبهم ، أو تبيين خطأ ا . هـ
    قلت :
    وهذه أنفع أنواع التصنيف ، فإذا كان المؤلف ، مُنبعثٌ من تلك الأهداف الثمانية التي ذكرها أبو حيان فسيأتي مؤلفه بالجديد المبدع ، الذي ينتفع به الناس ، مع أن التركيز على هذه المعاني الثمانية ، شديد الوضوح في
    مؤلفات السلف أكثر من مصنفات الخلف ، ولو رجعنا لتحليل كلام أبو حيان ، لوجدنا أن التأليف في أصول الفقه هو اختراع لمعدوم إذ أن التأليف في هذا الفن هوفي رأيي يدخل في اختراع المعدوم ، ومثله التأليف في مقاصد الشريعة ،
    أما جمع المتفرق فهو كجمع محمد بن إسماعيل البخاري لما صح عن
    رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من الأحاديث ،فالجامع بينها هو الصحة ومن الجمع
    أن يقوم المؤلف بجمع النصوص المتفرقة في الموضوع الواحد أو في الباب الواحد، فينظمها
    من الشتات ويجعلها في كتاب واحد .
    فمنهج المصنف في هذا النوع من التصنيف هو جمع ما يخدم موضوعه ، وهو من
    أكثر أنواع التصنيف ، أما تكميل الناقص هو أن يعمُد المؤلف إلى المصنفات التي
    لم يتمها مؤلفوها وغالباً ما يكون السبب وفاتهم ،فيقوم بتتميم ما نقص منها ، كتكميل
    السبكي والمطيعي وغيرهما على كتاب المجموع شرح المهذب للنووي ، ومثله تتمة تفسير
    أضواء البيان للشيخ عطية بن محمد سالم رحمه الله ، وغيرهما كثير .
    أما تفصيل المجمل :
    المجمل يراد به ( أن يساق الكلام موجزًا ، ويذكر من غير تفصيل وقيل مجمل القول
    : أي مختصر موجز ) أما تفصيل المجمل فيراد به شرح القول بتفصيل وإسهاب ،
    وهذا نجده في المؤلفات الطويلة التي شرحت فيها المتون العلمية الموجزة ، كشرح متن زاد
    المسقنع أو غيره ، فيأتي الشارح إلى المتن الموجز المختصر فيشرحه بتفصيل مطول .
    أما النوع الخامس من أغراض التصنيف فهو تهذيب المطول ، وتهذيب المطولات يكون
    بأمرين أما بالاختصار وإما بالانتقاء ، فالاختصار كأن يكون الكتاب كبيراً ذا أجراء متعددة
    فيقوم المختصر له بتهذيبه وحذف ما ليس بمهم أو باختصار أبوابه التي أطنب فيها الشرح
    فيقوم بإيجازه كمختصرات تفسير ابن كثير وغيره ، أو يكون التهذيب ليس المراد منه
    الاختصار وإنما الانتقاء ويكون للمؤلفات التي تكثر فيها النصوص المكذوبة ، كالأحاديث
    الموضوعة والضعيفة والقصص المكذوب والشواهد التي لا أصل لها والأشعار المخلة ،
    فيحذفها فيخرج الكتاب منقى بحلة جديدة ، وقد تقدم الحديث عن هذا النوع من التصنيف في مقالة سابقة .
    النوع السادس من أغراض التصنيف ترتيب المختلط ، كأن يكون الكتاب جمعاً لنصوص
    مختلفة لكن مبثوثةٌ بين دفتي الكتاب لا يجمع بينها الربط الموضوعي فيقوم المؤلف
    بجمع كل نص أياً كان ( آية ، حديث ، قصه ، نثر ، شعر ) إلى ما يربطه مع النص الآخر
    ويجعلها على أبواب وهذا نوع من أنواع ترتب المختلط ، والآخر هو ترتيب أبواب وفصول الكتاب
    الذي يوجد به خلل الخلط أو سوء التقسيم .
    النوع السابع تعيين المبهم ، والمبهم هو (ما يصعُب على الحاسة إدراكه إن كان محسوسًا،
    وعلى الفهم إن كان معقولاً، والمبهم من الكلام : هو الغامض الذي لا يتحدد المقصود منه ) فقد يكون
    في الكتاب أمور مبهمة خفيه غير واضحة فيأتي من يبين ويعين ما خفي كالتأليف في مبهمات القرآن .
    النوع الثامن : تبيين خطأ ، يكون مقصود المؤلف بيان الخطأ الذي يقع فيه الناس فيما يتعلق
    بأمور دينهم كالعقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق ، أو بيان لخطأ في مفهوم معين
    كتصحيح خطأ تاريخي أو غير ذلك .
    فهذه الأغراض التي حصرها أبو حيان فيما ينبغي أن لا يخلو منها مصنف شرحتها هنا بإيجاز.
    وما من كــاتب إلا سيفنى … ويبقى الدهر ما كتبت يداه
    فلا تكتب بكفك غير شيء … يسرك في ألقيامه إن تراه
    ذو القعدة 1433 هـ

    منقول من مدونة حمد بن سالم الحربي .
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: التصنيفُ والتأليفُ بين الحقيقةِ والتزيفِ..!

    بارك الله فيك، وجزاك خيرا
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •