تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: كيف أردّ على الذي يدّعي أن لألفاظ القرآن ظاهر وباطن!!!

  1. #1

    افتراضي كيف أردّ على الذي يدّعي أن لألفاظ القرآن ظاهر وباطن!!!

    السلام عليكم
    بلغني ان قوما من (***) هداهم الله يفسرون القران على ان للقران ظاهر وباطن، مثلا :

    283. {وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}: [وإن كنتم على سفر]: أي إن كنتم لازلتم محسوبين على السلوك، ولم تصلوا بعد؛ [ولم تجدوا كاتبا]: من الحق يجمعكم؛ والكاتب هنا هو الشيخ المسلك؛ [فرهان]: وهو ما يقوم مقام الحق عندك، وليس إلا النفس؛ [مقبوضة]: ممنوعة من التصرف بطبعها. فهذا أقل ما يصلح لغير الواصل. [فإن أمن بعضكم بعضا]: وصار حقكم أمنا لخلقكم، وخلقكم أمنا لحقكم؛ وهو حال الكمّل من الرجال؛ [فليؤد الذي ائتمن أمانته]: كلٌّ مؤتمن عند صاحبه مؤد لحقه. [وليتق الله]: رب المرتبة؛ [ربه]: فليرع مقامه من حيث هو؛ [ولا تكتموا الشهادة]: إن كنتم من أهلها؛ [ومن يكتمها]: وهو من أهلها؛ [فإنه آثم قلبه]: لعدم التخلق بأخلاق الله، وهو الشهيد سبحانه. [والله بما تعملون]: من كل ما أمرتم به؛ [عليم]: لأنه العامل منكم.

    فما رأيكم بهذا التفسير رجاءا، وكيف الردّ على هؤلاء الذين يحرفون الكلم عن مواضعه.
    وهذا المفسر يدعي بانه يرى الرسول في المنام وبشره وله اتباع ...الخ وله من الكرامات...الخ
    اريد جوابا رجاءا.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: كيف أردّ على الذي يدّعي أن لألفاظ القرآن ظاهر وباطن!!!

    هذا التفسير باطل وهذا زعم الصوفية ، وارجع بارك الله فيك إلى كلام الشاطبي في الموافقات والاعتصام ،ففيه تفصيل حسن ، وكذا شيخ الإسلام ابن تيمية ، وللشيخ إسماعيل الأنصاري مقال قديم يرد على من يقول بالتفسير الظاهر والباطن . وإليك بعض كلام الشاطبي في الموافقات :
    المسألة الثامنة:
    من الناس من زعم أن للقرآن ظاهرًا وباطنًا، وربما نقلوا في ذلك بعض الأحاديث والآثار؛ فعن الحسن مما أرسله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ما أنزل الله آية إلا ولها ظهر وبطن -بمعنى ظاهر وباطن- وكل حرفٍ حدّ، وكل حد مطلع"
    وفسر3 بأن الظهر والظاهر هو ظاهر التلاوة، والباطن هو الفهم عن الله لمراده؛ لأن الله تعالى قال: {فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} .
    والمعنى: لا يفهمون عن الله مراده من الخطاب، ولم يرد أنهم لا يفهمون نفس الكلام، كيف وهو منزل بلسانهم؟ ولكن لم يحظوا بفهم مراد الله من الكلام، وكأن هذا هو معنى ما روي عن عليّ أنه سئل: هل عندكم كتاب ؟
    فقال: لا؛ إلا كتاب الله، أو فهم أعطيه رجل مسلم، أو ما في هذه الصحيفة. الحديث، وإليه يرجع تفسير الحسن للحديث؛ إذ قال: "الظهر هو الظاهر والباطن هو السر".
    وقال تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} .
    فظاهر المعنى شيء، وهم عارفون به؛ لأنهم عرب والمراد شيء آخر، وهو الذي لا شك فيه أنه من عند الله، وإذا حصل التدبر لم يوجد في القرآن اختلاف ألبتة؛ فهذا الوجه الذي من جهته يفهم الاتفاق وينزاح الاختلاف هو الباطن المشار إليه، ولما قالوا في الحسنة: {هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِِ} ، وفي السيئة: هذا من عند رسول الله، بين لهم أن كلًّا من عند الله، وأنهم لا يفقهون حديثًا، لكن بين الوجه الذي يتنزل عليه أن كلًّا من عند الله بقوله: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} الآية.
    وقال تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}.
    فالتدبر إنما يكون لمن التفت إلى المقاصد، وذلك ظاهر في أنهم أعرضوا عن مقاصد القرآن؛ فلم يحصل منهم تدبر، قال بعضهم: "الكلام في القرآن على ضربين:
    أحدهما: يكون برواية؛ فليس يعتبر فيها إلا النقل.
    والآخر: يقع بفهم؛ فليس يكون إلا بلسان من الحق إظهار حكمة على لسان العبد" وهذا الكلام يشير إلى معنى كلام علي.
    وحاصل هذا الكلام أن المراد بالظاهر هو المفهوم العربي، والباطن هو مراد الله تعالى من كلامه وخطابه، فإن كان مراد من أطلق هذه العبارة ما فسر؛ فصحيح ولا نزاع فيه، وإن أرادوا غير ذلك؛ فهو إثبات أمر زائد على ما كان معلومًا عند الصحابة ومن بعدهم؛ فلا بد من دليل قطعي يثبت هذه الدعوى لأنها أصل يحكم به على تفسير الكتاب، فلا يكون ظنيًّا، وما استدل به إنما غايته إذا صح سنده أن ينتظم في سلك المراسيل، وإذا تقرر هذا؛ فلنرجع إلى بيانهما3 على التفسير المذكور بحول الله.
    وله أمثلة تبين معناه بإطلاق؛ فعن ابن عباس قال: "كان عمر يدخلني مع أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال له عبد الرحمن بن عوف: أتدخله ولنا بنون مثله؟ فقال له عمر: إنه من حيث تعلم. فسألني عن هذه الآية: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} ، فقلت: إنما هو أجل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعلمه إياه، وقرأ السورة إلى آخرها. فقال عمر: والله ما أعلم منها إلا ما تعلم".
    فظاهر هذه السورة أن الله أمر نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يسبح بحمد ربه ويستغفره إذ نصره الله وفتح عليه، وباطنها أن الله نعى إليه نفسه.
    ولما نزل قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} الآية ؛ فرح الصحابة وبكى عمر، وقال: "ما بعد الكمال إلا النقصان" مستشعرًا نعيه -عليه الصلاة والسلام- فما عاش بعدها إلا واحدًا وثمانين يومًا.
    وقال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوت اتَّخَذَتْ بَيْتًا } 1 الآية ، قال الكفار: ما بال العنكبوت والذباب يذكر في القرآن؟ ما هذا الإله2؛ فنزل: {إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} ؛ فأخذوا بمجرد الظاهر، ولم ينظروا في المراد، فقال تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ} الآية .
    ويشبه ما نحن فيه نظر الكفار للدنيا، واعتدادهم منها بمجرد الظاهر الذي هو لهو ولعب وظل زائل، وترك ما هو مقصود منها، وهو كونها مجازًا ومعبرًا لا محل سكنى، وهذا هو باطنها على ما تقدم4 من التفسير.
    ولما قال تعالى: {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَر} نظر الكفار إلى ظاهر العدد؛ فقال أبو جهل, فيما روي: لأنه يعجز كل عشرة منكم أن
    يبطشوا برجل منهم. فبين الله تعالى باطن الأمر بقوله: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً...} إلى قوله: {وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا} .
    وقال: {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} ؛ فنظروا إلى ظاهر الحياة الدنيا1، وقال تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِي نَ} .
    وقال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ...} الآية لما نزل القرآن الذي هو هدى للناس ورحمة للمحسنين، ناظره الكافر النضر بن الحارث بأخبار فارس والجاهلية وبالغناء؛ فهذا هو عدم الاعتبار لباطن ما أنزل الله.
    وقال تعالى في المنافقين: {لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ}
    وهذا عدم فقه منهم؛ لأن من علم أن الله هو الذي بيده ملكوت كل شيء، وأنه هو مصرف الأمور؛ فهو الفقيه، ولذلك قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ} .
    وكذلك قوله تعالى: {صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ} لأنهم نظر بعضهم إلى بعض: هل يراكم من أحد؟ ثم انصرفوا.
    فاعلم أن الله تعالى إذا نفى الفقه أو العلم عن قوم؛ فذلك لوقوفهم مع ظاهر الأمر، وعدم اعتبارهم للمراد منه، وإذا أثبت ذلك؛ فهو لفهمهم مراد الله من خطابه، وهو باطنه......إلخ .
    ثم ذكر فصلا عن المسائل البيانية والمنازع البلاغية وهي تتعلق بالموضوع ، فارجع لإليه وافهم تسلم . بارك الله فيك









  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: كيف أردّ على الذي يدّعي أن لألفاظ القرآن ظاهر وباطن!!!

    وفي مجموع الفتاوى :
    وسئل شيخ الإسلام - قدس الله روحه - :
    عن طائفة من المتفقرة يدعون أن للقرآن باطنا وأن لذلك الباطن باطنا إلى سبعة أبطن ويروون في ذلك حديثا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { للقرآن باطن وللباطن باطن إلى سبعة أبطن } ويفسرون القرآن بغير المعروف عن الصحابة والتابعين والأئمة من الفقهاء ويزعمون أن عليا قال : لو شئت لأوقرت من تفسير فاتحة الكتاب كذا وكذا حمل جمل ويقولون : إنما هو من علمنا إذ هو اللدني . ويقولون كلاما معناه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خص كل قوم بما يصلح لهم فإنه أمر قوما بالإمساك وقوما بالإنفاق وقوما بالكسب وقوما بترك الكسب . ويقولون : إن هذا ذكرته أشياخنا في " العوارف " وغيره من كتب المحققين وربما ذكروا أن
    حذيفة كان يعلم أسماء المنافقين خصه بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وبحديث أبي هريرة { حفظت جرابين } . ويروون كلاما عن أبي سعيد الخراز أنه قال : للعارفين خزائن أودعوها علوما غريبة يتكلمون فيها بلسان الأبدية يخبرون عنها بلسان الأزلية ويقولون : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { إن من العلم كهيئة المخزون لا يعلمه إلا العلماء بالله فإذا نطقوا به لم ينكره إلا أهل الغرة بالله } . فهل ما ادعوه صحيحا أم لا ؟ . فسيدي يبين لنا مقالاتهم ؛ فإن المملوك وقف على كلام لبعض العلماء ذكر فيه أن الواحدي قال : ألف أبو عبد الرحمن السلمي كتابا سماه " حقائق التفسير " إن صح عنه فقد كفر ووقفت على هذا الكتاب فوجدت كلام هذه الطائفة منه أو ما شابهه فما رأي سيدي في ذلك ؟ وهل صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { للقرآن باطن } الحديث يفسرونه على ما يرونه من أذواقهم ومواجيدهم المردودة شرعا ؟ أفتونا مأجورين .
    فأجاب الشيخ - رضي الله عنه - :
    الحمد لله رب العالمين ، أما الحديث المذكور فمن الأحاديث المختلقة التي لم يروها أحد
    من أهل العلم ولا يوجد في شيء من كتب الحديث ؛ ولكن يروى عن الحسن البصري موقوفا أو مرسلا { إن لكل آية ظهرا وبطنا وحدا ومطلعا } وقد شاع في كلام كثير من الناس : " علم الظاهر وعلم الباطن " و " أهل الظاهر وأهل الباطن " . ودخل في هذه العبارات حق وباطل . وقد بسط هذا في غير هذا الموضع ؛ لكن نذكر هنا جملا من ذلك فنقول : قول الرجل : " الباطن " إما أن يريد علم الأمور الباطنة مثل العلم بما في القلوب من المعارف والأحوال والعلم بالغيوب التي أخبرت بها الرسل وإما أن يريد به العلم الباطن أي الذي يبطن عن فهم أكثر الناس أو عن فهم من وقف مع الظاهر ونحو ذلك . فأما الأول فلا ريب أن العلم منه ما يتعلق بالظاهر كأعمال الجوارح ومنه ما يتعلق بالباطن كأعمال القلوب ومنه ما هو علم بالشهادة وهو ما يشهده الناس بحواسهم ومنه ما يتعلق بالغيب وهو ما غاب عن إحساسهم . وأصل الإيمان هو الإيمان بالغيب كما قال تعالى : { الم } { ذلك
    الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين } { الذين يؤمنون بالغيب } والغيب الذي يؤمن به ما أخبرت به الرسل من الأمور العامة ويدخل في ذلك الإيمان بالله وأسمائه وصفاته وملائكته والجنة والنار فالإيمان بالله وبرسله وباليوم الآخر يتضمن الإيمان بالغيب ؛ فإن وصف الرسالة هو من الغيب وتفصيل ذلك هو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر كما ذكر الله تعالى ذلك في قوله : { ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين } وقال : { ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا } . والعلم بأحوال القلوب . - كالعلم بالاعتقادات الصحيحة والفاسدة والإرادات الصحيحة والفاسدة والعلم بمعرفة الله ومحبته والإخلاص له وخشيته والتوكل عليه والرجاء له والحب فيه والبغض فيه والرضا بحكمه والإنابة إليه والعلم بما يحمد ويذم من أخلاق النفوس كالسخاء والحياء والتواضع والكبر والعجب والفخر والخيلاء وأمثال ذلك من العلوم المتعلقة بأمور باطنة في القلوب ونحوه - قد يقال : له : " علم الباطن " أي علم بالأمر الباطن فالمعلوم هو الباطن وأما العلم الظاهر فهو ظاهر يتكلم به ويكتب وقد دل على ذلك الكتاب والسنة وكلام السلف وأتباعهم بل غالب آي القرآن هو من هذا العلم ؛ فإن الله أنزل القرآن { وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين } . بل هذا العلم هو العلم بأصول الدين ؛ فإن اعتقاد القلب أصل لقول اللسان وعمل القلب أصل لعمل الجوارح والقلب هو ملك البدن كما قال أبو هريرة - رضي الله عنه - القلب ملك والأعضاء جنوده فإذا طاب الملك طابت جنوده وإذا خبث الملك خبثت جنوده وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد ألا وهي القلب } . ومن لم يكن له علم بما يصلح باطنه ويفسده ولم يقصد صلاح قلبه بالإيمان ودفع النفاق كان منافقا إن أظهر الإسلام ؛ فإن الإسلام يظهره المؤمن والمنافق وهو علانية والإيمان في القلب كما في المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { الإسلام علانية والإيمان في القلب } وكلام الصحابة والتابعين والأحاديث والآثار في هذا أكثر منها في الإجارة والشفعة والحيض والطهارة بكثير كثير ؛ ولكن هذا العلم ظاهر موجود مقول باللسان مكتوب في الكتب ؛ ولكن من كان بأمور القلب أعلم كان أعلم به وأعلم بمعاني القرآن والحديث . وعامة الناس يجدون هذه الأمور في أنفسهم ذوقا ووجدا فتكون محسوسة لهم بالحس الباطن ؛ لكن الناس في حقائق الإيمان متفاضلون تفاضلا عظيما فأهل الطبقة العليا يعلمون حال أهل السفلى من غير عكس كما أن أهل الجنة في الجنة ينزل الأعلى إلى الأسفل ولا يصعد الأسفل إلى الأعلى والعالم يعرف الجاهل ؛ لأنه كان جاهلا والجاهل لا يعرف العالم لأنه لم يكن عالما ؛ فلهذا كان في حقائق الإيمان الباطنة وحقائق أنباء الغيب التي أخبرت بها الرسل ما لا يعرفه إلا خواص الناس فيكون هذا العلم باطنا من جهتين : من جهة كون المعلوم باطنا ومن جهة كون العلم باطنا لا يعرفه أكثر الناس . ثم إن هذا الكلام في هذا العلم يدخل فيه من الحق والباطل ما لا يدخل في غيره فما وافق الكتاب والسنة فهو حق وما خالف ذلك فهو باطل كالكلام في الأمور الظاهرة .
    فصل :
    وأما إذا أريد بالعلم الباطن العلم الذي يبطن عن أكثر الناس أو عن بعضهم فهذا على نوعين : " أحدهما " باطن يخالف العلم الظاهر . و " الثاني " لا يخالفه .
    فأما الأول فباطل ؛ فمن ادعى علما باطنا أو علما بباطن وذلك يخالف العلم الظاهر كان مخطئا إما ملحدا زنديقا وإما جاهلا ضالا . وأما الثاني فهو بمنزلة الكلام في العلم الظاهر قد يكون حقا وقد يكون باطلا فإن الباطن إذا لم يخالف الظاهر لم يعلم بطلانه من جهة مخالفته للظاهر المعلوم فإن علم أنه حق قبل وإن علم أنه باطل رد وإلا أمسك عنه وأما الباطن المخالف للظاهر المعلوم فمثل ما يدعيه الباطنية القرامطة من الإسماعيلية والنصيرية وأمثالهم ممن وافقهم من الفلاسفة وغلاة المتصوفة والمتكلمين . وشر هؤلاء القرامطة فإنهم يدعون أن للقرآن والإسلام باطنا يخالف الظاهر ؛ فيقولون : " الصلاة " المأمور بها ليست هذه الصلاة أو هذه الصلاة إنما يؤمر بها العامة وأما الخاصة فالصلاة في حقهم معرفة أسرارنا و " الصيام " كتمان أسرارنا و " الحج " السفر إلى زيارة شيوخنا المقدسين ويقولون : إن " الجنة " للخاصة : هي التمتع في الدنيا باللذات و " النار " هي التزام الشرائع والدخول تحت أثقالها ويقولون : إن " الدابة " التي يخرجها الله للناس هي العالم الناطق بالعلم في كل وقت وإن " إسرافيل " الذي ينفخ في الصور هو العالم الذي ينفخ بعلمه في القلوب حتى تحيا و " جبريل " هو العقل الفعال الذي تفيض عنه الموجودات و " القلم " هو العقل الأول ........إلخ

  4. #4

    افتراضي رد: كيف أردّ على الذي يدّعي أن لألفاظ القرآن ظاهر وباطن!!!

    بارك الله يكم أخي أبو مالك
    لهذا لم أكن مطمئنا لتفسير المتصوفة لآيات القرآن حسب أهوائهم هداهم الله الى الحق.
    جزيت خيرا أخي.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •