هل جهل ابن حزم أحدا من الصحابة ؟

[أبو مالك المديني]

لقد وقع من أبي محمد ابن حزم رحمه الله ت 456 تجهيل من لم يعرفهم ، فجهل بعض الصحابة ، وضعف بعضهم .
قال الحافظ في التهذيب : غالب بن أبجر ويقال ابن ديخ ويقال ابن ذريح المزني.عداده في أهل الكوفة.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
روى عنه خالد بن سعد وعبد الله ويقال عبدالرحمن بن معقل بن مقرن.
روى له أبو داود حديث الحمر الاهلية.
وله ذكر في صحيح البخاري في كتاب الطب.
قلت: فرق ابن قانع بين غالب بن أبجر وغالب ابن ديخ وقال ابن حزم : غالب بن ديخ لا يدري من هو.
قلت: ذكره في الصحابة غير واحد .أهــ
قلت : قال المزي في تهذيبه : غالب بن أبجر ، ويُقال : ابن ذيخ ، ويُقال : ابن ذريح المزني. عداده في من نزل الكوفة من الصحابة.
وقال الحافظ في الإصابة : غالب بن ابجر المزني قال أبو حاتم الرازي له صحبة وهو كوفي ويقال فيه بن ديخ بكسر أوله ومثناة تحتانية بعدها معجمة قله حديث في سنن أبي داود في الحمر الأهلية اختلف في إسناده اختلافا كثيرا قال بن السكن مخرج حديثه عن شيخ من أهل الكوفة قلت مداره على عبيد بن الحسن عن عبد الرحمن بن مغفل عن ناس من مزينة عنه وفيه شعر ورفعه غيره وشك شعبة فيه قال عن ابجر أو بن ابجر وقال شريك بن عبد الله القاضي غالب بن ديخ حكاه البغوي ثم افرد غالب بن ديخ وأورد حديثه من طريق شريك بن عبد الله وكذا أفرده البخاري لكن لم يسق الحديث في ترجمة غالب بن ديخ وقال أبو عمر ديخ كأنه جده وله حديث آخر في تاريخ البخاري وقال قتيبة حدثنا عبد المؤمن أبو الحسن حدثنا عبد الله بن خالد العبسي عن عبد الرحمن بن مقرن عن غالب بن ابجر قال ذكرت قيس عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال ان قيسا لاسد الله ورواه الحسن بن سفيان في مسنده عن قتيبة ومن طريقه أبو نعيم رواه بن قانع عن موسى بن هارون عن قتيبة وابن منده من طريق موسى وفرق بن قانع بينهما .

وسأذكر تباعا إن شاء الله بعض الأمثلة الأخرى تتعلق بتجهيل ابن حزم لبعض الصحابة ولبعض التابعين وتابعيهم أيضا وتجهيل بعض الحفاظ من أئمة الحديث .

[أبوعاصم أحمد بلحة]

هناك بحثٌ طيبٌ كتب في مسألتك ، ولقد تكلمتُ عن هذه المسألة وأشرت إليها ، ووضعت رابط هذا البحث ، وإليك هو :
هل كان ابن حزمٍ متعسِّفاً في علم الجرح والتعديل ، كتعسفه في التهجم على الرجال ؟
http://majles.alukah.net/showthread....AC%D8%A7%D9%84
فاطلع على البحث بارك الله فيك ، فإنه يوفر عليك الجهد ، ثم لو لو جدث إضافةً فزدنا من علمك ، بارك الله فيك .

[أبو مالك المديني]

وفي الميزان للذهبي ترجمة الصحابية زينب بنت كعب بن عجرة الأنصارية : زينب بنت كعب بن عجرة ، عمة سعد بن إسحاق ما روى عنها سوى سعد بن إسحاق حديث الفريعة في العدة .
قال ابن حزم: مجهولة .
وقال الترمذي: حديثها صحيح .
قلت : روى لها الأربعة ، وجاء ذكرها في موضع آخر من الميزان في النساء وفيه : سعيد بن إسحاق . وهو تحريف ، والصواب : سعد .
ذكرها ابن حجر في تهذيب التهذيب فقال : زينب بنت كعب بن عجرة الانصارية .
روت عن : زوجها أبي سعيد الخدري وأخته الفريعة بنت مالك .
عنها ابنا أخويها سعد بن إسحاق وسليمان بن محمد ابنا كعب بن عجرة .
وقال ابن المديني : لم يرو عنها غير سعد بن إسحاق، كذا قال ، وحديث سليمان عنها في مسند أحمد بسند جيد ، وذكرها ابن حبان في الثقات .
وقال في الإصابة : زينب بنت كعب بن عجرة صحابية ، تزوجها أبو سعيد الخدري ، كذا في التجريد ( تجريد أسماء الصحابة للذهبي ) من زياداته وكان سلفه فيه أبو إسحاق ابن الأمين فإنه ذكرها في ذيله على الاستيعاب ، وكذا ذكرها ابن فتحون ، وذكرها غيرهما في التابعين ، وروايتها عن زوجها أبي سعيد وأخته الفريعة في السنن الأربعة ومسند أحمد ، روى عنها ابنا أخويها سعد بن إسحاق وسليمان بن محمد ابنا كعب بن عجرة ، وذكرها بن حبان في الثقات .قلت ـ ابن حجر ـ : وذكرها ابن الأثير وابن فتحون في الصحابة . أهـ
قلت ( أبو مالك ) : ذكرها أبو عمر ابن عبد البر في الاستيعاب وقال : زينب بنت كعب بن عجرة ، وكانت عند أبي سعيد الخدري قالت : اشتكى الناس عليا فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا خطيبا فسمعته يقول أيها الناس لا تشكوا عليا فوالله إنه لأخشى في ذات الله من أن يشتكى به ، ذكره ابن اسحاق .
وقال الذهبي في التجريد : زينب بنت كعب بن عجرة صحابية ، تزوجها أبو سعيد الخدري .

[أبو مالك المديني]

قال الذهبي في ميزانه : يسير بن جابر [ س، م، ج ].
ويقال أسير بالالف.
صاحب قصة حديث أويس.
صدوق.
وقال أبو محمد بن حزم: ليس بالقوى.
وأهل الكوفة يسمونه أسير بن عمرو.
روى عن عمر وعلى. وعنه جماعة .
أقول ( القائل هو سبط ابن العجمي برهان الدين أبو الوفاء إبراهيم بن محمد بن خليل الطرابلسي ) : هذا صحابي ولد زمن الهجرة، ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وله عشر سنين أو إحدى عشرة سنة على اختلاف ، وقد ذكره ابن عبد البر في الصحابة، فكيف لخص له ـ الذهبي ـ ما لخص وخالف ما شرط أول الكتاب (هامش س).
ملحوظة : ( هامش س ) هو حاشية نسخة سبط ابن العجمي على الميزان .كما جاء مصرحا في أواخر الكتاب في بعض النسخ الخطية :
فرغ من تعليقه يوم الخميس سابع ذى الحجة الحرام من سنة تسع وثمانين وسبعمائة بالمدينة الشريفة...إبراهي� � سبط ابن العجمي الحلبي...الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد نبى الرحمة وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
وقال ابن حجر في تهذيبه :
يسير بن عمرو ويقال ابن جابر الكوفي ويقال اسير أبو الخباز العبدي ويقال المحاربي ويقال الكندي ويقال القتباني ويقال انهما اثنان.
أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم ويقال ان له رؤية وروى عن عمر بن الخطاب وعلي وابن مسعود وسهل بن حنيف وسلمان الفارسي وأبي مسعود الانصاري.
وعنه ابنه قيس وحميد ابن هلال وأبو قتادة العدوي وأبو نضرة العبدي وأبو إسحاق الشيباني وزرارة بن اوفى وأبو عمران الجوني وغيرهم.
قال علي بن المديني أهل البصرة يقولون اسير بن جابر واهل الكوفة يقولون اسير بن عمرو وقال بعضهم يسير بن عمرو ونسبه ابن الكلبي في كندة
وقال أبو نعيم كان عريفا في زمن الحجاج وقال شهاب بن خراش عن أبيه خراش ابن حوشب عن يسير بن عمرو وكان قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسلم وقال العوام بن حوشب ولد في مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ومات سنة خمس وثمانين وفيها أرخه ابن سعد.
وقال أبو نعيم عن عمرو بن قيس بن يسير عن أبيه عن جده قبض النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشر سنين وذكره ابن حبان في الثقات.
قلت: فقال أسير بن جابر في القلب من روايته قصة اويس إلا أنه حكى ما حكى عن إنسان مجهول فالقلب إلى أنه ثقة اميل ورجح البخاري إلى أنه اسير بن عمرو واشار إلى تثبت قول من قال فيه ابن جابر وقال ابن سعد كان ثقة وله احاديث وذكره العجلي في الثقات من اصحاب عبدالله بن مسعود وقال ابن حزم اسير بن جابر ليس بالقوي.أهـ
وقد عده الذهبي من الصحابة في كتابه التجريد تبعا لابن قانع وابن منده وأبي نعيم .ورده ابن الأثير في أسد الغابة وقال : يعد في البصريين ، في صحبته نظر .
فعلى قول من قال بصحبته فقد ضعف ابن حزم صحابيا .

[أبو مالك المديني]

قال الحافظ في التلخيص الحبير : قَوْلُهُ : رُوِيَ فِي بَعْضِ الْأَخْبَارِ : مَنْ الْتَقَطَ لُقَطَةً يَسِيرَةً فَلْيُعَرِّفْهَ ا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ . أَحْمَدُ وَالطَّبَرَانِي ُّ وَالْبَيْهَقِيُ ّ وَاللَّفْظُ لِأَحْمَدَ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْلَى عَنْ جَدَّتِهِ حليمة عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ مَرْفُوعًا : مَنْ الْتَقَطَ لُقَطَةً يَسِيرَةً حَبْلًا أَوْ دِرْهَمًا أَوْ شِبْهَ ذَلِكَ فَلْيُعَرِّفْهَ ا ثَلَاثَةً فَإِنْ كَانَ فَوْقَ ذَلِكَ فَلْيُعَرِّفْهُ سِتَّةَ أَيَّامٍ . زَادَ الطَّبَرَانِيُّ : فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا وَإِلَّا فَلْيَتَصَدَّقْ بِهَا، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا فَلْيُخْبِرْهُ . وَعُمَرُ مُضَعَّفٌ ، قَدْ صَرَّحَ جَمَاعَةٌ بِضَعْفِهِ ، نَعَمْ أَخْرَجَ لَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ مُتَابَعَةً ، وَرَوَى عَنْهُ جَمَاعَاتُ وَزَعَمَ ابْنُ حَزْمٍ أَنَّهُ مَجْهُولٌ وَزَعَمَ هُوَ وَابْنُ الْقَطَّانِ أَنَّ حَكِيمَةَ وَيَعْلَى مَجْهُولَانِ وَهُوَ عَجَبٌ مِنْهُمَا لِأَنَّ يَعْلَى صَحَابِيٌّ مَعْرُوفُ الصُّحْبَةِ .
وقال الحافظ في تهذيبه :
يعلى بن مرة بن وهب بن جابر بن عتاب بن مالك بن كعب بن عمرو ابن سعد بن عوف بن قيسي وهو ثقيف أبوالمرازم الثقفي وهو يعلى بن سيابة وسيابة امه وفرق أبو حاتم بينهما.
شهد الحديبية وخيبر والفتح مع النبي صلى الله عليه وسلم.
روى عنه أحاديث وعن أبيه وهو وهم وعلي بن أبي طالب.
وعنه ابناه عبدالله وعثمان وراشد بن سعد وعبد الله بن حفص ابن أبي عقيل وأبو البختري وجماعة.
منهم من أرسل عنه كعطاء بن السائب والمنهال بن عمرو.
قال ابن سعد : أمره النبي صلى الله عليه وسلم يوم الطائف بقطع أعناب ثقيف.
وقال في الإصابة :
يعلى بن مرة بن وهب بن جابر بن عتاب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي أبو المرازم بفتح الميم والراء وكسر الزاي المنقوطة بعد الألف وهو يعلى بن سيابة وسيابة أمه قال يحيى بن معين شهد خيبر وبيعة الشجرة والفتح وهوازن والطائف قال أبو عمر: كان من أفاضل الصحابة روى عن النبي صلى الله عليه و سلم أحاديث وعن علي روى عنه ابناه عبد الله وعثمان وروى عنه أيضا راشد بن سعد جد سعيد بن راشد وعبد الله بن حفص بن نهيك وآخرون قال ابن سعد: أمره النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقطع أعناب ثقيف فقطعها . وقال بصحبته أبو نعيم في المعرفة .



قلت : بل أبوه صحابي أيضا كما في الإصابة والتهذيب لابن حجر في ترجمة أبيه مرة بن وهب بن جابر . وانظر الاستيعاب والأسد ، فعلى هذا فهو ـ يعلى ـ صحابي ابن صحابي .

[أبو مالك المديني]

والله أعلم

[أبو مالك المديني]

ينظر هنا : http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=300069

[أبوعاصم أحمد بلحة]

بارك الله فيكم.
وللفائدة: اطلعت قديماً على بحث موسع في تجهيل ابن حزم للصحابة وغيرهم، وهو ضمن عدد من أعداد مجلة (البحوث والدراسات الشرعية الإسلامية الكويتية).
وهو بحثٌ ماتعٌ فليراجع.

[أبوعاصم أحمد بلحة]

معذرة مولانا أبا مالك. لقد فاتني أنني علقت على هذا الموضوع من قبل!
فسامحني بارك الله فيكم.

[أبو مالك المديني]

نفع الله بكم ، وبارك فيكم .