القاعدة الثلاثون
الألفاظ المستحدثة التي لم ترد في الكتاب والسنة، لا ترد مطلقًا ولا تقبل مطلقًا
بل يُستفصل عنها ويسأل عن معناها
الشرح:
استعمل أهل الكلام ألفاظًا مستحدثة يستخدمونها في حق الله تعالى؛ كالجهة، والمكان، والحد، وغير ذلك، فهذه ألفاظ استحدثها أهل الكلام، لم ترد في الكتاب والسنة.
فما هو الواجب نحو هذه الألفاظ؟
الواجب نحو هذه الألفاظ أن يُستفصل عنها، ويُسأل قائلها عن تفسيرها وقصده من إطلاقها، فإن أراد حقًّا قُبل، وإن أراد باطلًا رُدَّ.
فمن استعمل لفظ (الجهة) يقال له: ماذا تعني بقولك: (الله في جهة)؟ فإن قال: أعني أن الله في جهة مخلوقة يحوطه شيء من مخلوقاته ردَّ عليه اللفظ والمعنى؛ لأنه معنى باطل لا يجوز في حق الله.
وإن قال: أعني أن الله تعالى عالٍ فوق خلقه مستوٍ على عرشه، قُبل منه هذا المعنى ورُدَّ اللفظ؛ لأنه لم يرد في الكتاب والسنة.
ومن استعمل لفظ (الحد) يقال له: ماذا تعني بالحد؟ فإن قال: أعني أن الله محدود بشيء من مخلوقاته رُدَّ عليه اللفظ والمعنى؛ لأنه معنى باطل.
وإن قال: أعني أن الله تعالى بائن عن خلقه، لا يدخل فيه شيء من مخلوقاته؛ قُبل هذا المعنى ورُدَّ عليه اللفظ؛ لأنه لم يرد في الكتاب والسنة.
وهكذا في جميع الألفاظ المستحدثة.
والسلف عليهم رحمة الله تبارك وتعالى كانوا يراعون لفظ القرآن الكريم والحديث الشريف فيما يثبتونه أو ينفونه عن الله تعالى، وأسمائه وصفاته وأفعاله، ولا يأتون بلفظ مبتدع في النفي والإثبات، بل كل معنى صحيح فهو موجود فيما أخبر الله تعالى به عن نفسه سبحانه وتعالى، أو أخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم.
وبعد،،، فهذا آخر ما تيسر جمعه في هذا الكتاب المبارك؛ فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعله في ميزان حسناتي، ووالديَّ، وجميع أهلي، كما أسال كل من قرأ هذا الكتاب وانتفع منه بمعلومة أو فائدة أو تذكرة ألا ينساني ووالديَّ وأهلي جميعًا من صالح دعائه.
وصلّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله أولا وآخرًا
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت،
أستغفرك وأتوب إليك