قال العلامة ابن أبي العز الحنفي في مقدمة شرح العقيدة الطحاوية كلاما عظيما لو تأملناه .....
" ونبينا صلى الله عليه و سلم أوتي فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه فبعث بالعلوم الكلية والعلوم الأولية والأخروية على أتم الوجوه.
ولكن كلما ابتدع شخص بدعة اتسعوا في جوابها فلذلك صار كلام المتأخرين كثيرا قليل البركة بخلاف كلام المتقدمين فإنه قليل كثير البركة.
لا كما يقوله ضلال المتكلمين وجهلتهم :إن طريقة القوم أسلم وإن طريقتنا أحكم وأعلم!
وكما يقول من لم يقدر قدرهم من المنتسبين إلى الفقه : إنهم لم يتفرغوا لاستنباط الفقه وضبط قواعده وأحكامه اشتغالا منهم بغيره ! والمتأخرون تفرغوا لذلك فهم أفقه ! !
فكل هؤلاء محجوبون عن معرفة مقادير السلف وعمق علومهم وقلة تكلفهم وكمال بصائرهموتالله ما امتاز عنهم المتأخرون إلا بالتكلف والاشتغال بالأطراف التي كانت همة القوم مراعاة أصولها وضبط قواعدها وشد معاقدهاوهممهم مشمرة إلى المطالب العالية في كل شيء فالمتأخرون في شأن والقوم في شأن آخر وقد جعل الله لكل شيء قدرا".
ينظر شرح العقيدة الطحاوية (ج1_ص120) ط التركي.