تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: لماذا ذكر الشيخ محمد عبد الوهاب في : باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره ؟

  1. #1

    افتراضي لماذا ذكر الشيخ محمد عبد الوهاب في : باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره ؟

    لماذا ذكر الشيخ محمد عبد الوهاب _رحمه الله تعالى_ في :
    باب

    (من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره)


    قوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [ العنكبوت : 17 ] .؟؟؟!!!

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

  2. #2

    افتراضي رد: لماذا ذكر الشيخ محمد عبد الوهاب في : باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غير

    قال العلامة صالح آل الشيخ _ حفظه الله تعالى_:" ليبين أن الاستغاثة والدعاء هما من أعظم أسباب الحياة ؛ فمن لم يكن عنده رزق فإنه يوشك على الهلاك ؛ ولهذا ذكر الإمام هذه الآية التي فيها النص على توحيد جهة طلب الرزق ؛ لأن معظم حال المستغيثين إنما هي لطلب الرزق .
    والرزق اسم عام يشمل كل ما يصلح أن يُرزق يعني : أن يُمنح ويُعطى ؛ فيدخل في ذلك الصحة ، والعافية ، والمال ، والطعام ، والمنزل ، والدواب ، وكل ما يحتاجه المرء .
    وقوله في الآية : { فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ } : أصل تركيب الكلام فيها : فابتغوا الرزق عند الله ، و( ابْتَغُوا ) فعل أمر ، و( الرزق ) مفعول ، و( عند الله ) الأصل أن يتأخر على المفعول ، أي فابتغوا الرزق عند الله .
    قال علماء المعاني - من علوم البلاغة - : إن تقديم ما حقه التأخير : يفيد الاختصاص والأصل : فابتغوا عند الله الرزق واجعلوا ذلك الابتغاء مختصا بالله - جل وعلا - ، هكذا يفهم العربي معنى الآية ، أي : فليكن ابتغاؤكم الرزق من عند الله وحده ، فلا تستغيثوا بغيره في طلب رزق ، ولا تستنجدوا بغيره في طلب رزق ، وإنما ذلك لله - جل وعلا - .


    التمهيد شرح كتاب التوحيد (ص181).

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

  3. #3

    افتراضي رد: لماذا ذكر الشيخ محمد عبد الوهاب في : باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غير

    وقال العلامة الفوزان حفظه الله تعالى وقوله: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ} وكمال الآية: {إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} هذا من جملة ما ذكره الله تعالى عن خليله إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- مما خاطب به قومه قال تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ(16) إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17)}.

    فقوله سبحانه: {
    إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً} لأن الرزق من الله سبحانه وتعالى فهو الرزاق: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ(56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ(58)

    {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ}، فلو أنّ الله منع المطر من السماء الذي هو سبب الرزق واجتمع أهل الأرض كلهم أن يُوجدوا المطر لن يستطيعوا أبداً.{فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ} أي: اطلبوا الرزق من الله سبحانه وتعالى، فإن الله قريب مجيب لمن دعاه، ولا تطلبوا الرزق من الأوثان التي لا تملك شيئاً.{وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} هذا فيه توجيه من الله سبحانه وتعالى لعباده أن لا يطلبوا الرزق من غيره، وأن يعبدوه ولا يعبدوا غيره، فإنهم إذا عبدوه رزقهم، كما قال تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ(56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ}، فالرزق إنما يُسْتَجْلَب بعبادة الله سبحانه وتعالى، وأما المعاصي فإنها تسبِّب منع الرزق، فما يحصل في الأرض من المجاعات ومن شُحّ الأرزاق إنما سببه الكفر والمعاصي، وما يحصل في الأرض من خيرات وأرزاق فسببه الطاعة والعبادة إلاَّ أن يكون استدراجاً.
    فهذه الآية كالتي قبلها فيها وجوب التَّوَجُّه إلى الله سبحانه بالدعاء، وطلب الحاجات، وتفريج الكُرُبات، وطلب الرزق، وأن أحداً غيره لا يملك رزقاً: {
    إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً}، فكيف يطلب الرزق ممن لا يملكه؟
    وفاقد الشيء لا يعطيه.

    إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد (ج1_ص197).

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •