تساوي الجزاء لكل الظالمين
سائلة كريمة جزاها الله خيرا تسأل سؤالا لفضيلة الشيخ: فؤاد بن يوسف أبو سعيد حفظه الله تعالى، عبر صفحة موقع: (ملتقى أحبة القرآن)، تعليقا على خطبة الجمعة، والتي كانت بعنوان: (اللهم لا تجعلنا من القوم الظالمين ولا معهم)، ونص سؤالها تقول فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
ما شاء الله،،،
خطبة جامعة لمعنى الظلم والظالمين, في الآيات مذكور جزاء الظالمين...
فهل هناك تساو في الجزاء لكل الظالمين؟ مثلا, من ظلم انسانا كمن ظلما شعبا؟
ونسأل الله أن لا يجعلنا من الظالمين.
وأن يوحد صفوف المسلمين، ويخلصهم من الحكام الظالمين، ويستبدلهم بمن يتقوا الله ويخافونه.
هذا عن الظالم, وماذا عن المظلوم؟
بارك الله في الشيخ، وجعلنا الله من أهل الجنة.
فأجاب فضيلته بارك الله فيه بالآتي:
الحمد لله؛؛؛
لا يستوي الظالمون في العقوبة، فالظالم الذي ظلم نفسه بالشرك بالله، في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}. [لقمان: 13]، {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}. [المائدة: 72]
فهذا في العقوبة أعظم ممن ظلم نفسه بسيئات دون الشرك، وكذلك الظلم درجات بعضها أعظم من بعض، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟» قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: «إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ». صحيح مسلم (2581)، فالمظلوم يأخذ حقه كاملا ودون مسامحة لظالمه يوم القيامة.
والله تعالى أعلى وأعلم