تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: من بدائع شيخ الإسلام: «إذا قلَّ العلم ظهر الجفاء, وإذا قلَّت الآثار كثرت الأهواء»!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2011
    المشاركات
    7,011

    افتراضي من بدائع شيخ الإسلام: «إذا قلَّ العلم ظهر الجفاء, وإذا قلَّت الآثار كثرت الأهواء»!

    إذا قلَّ العلم ظهر الجفاء, وإذا قلَّت الآثار كثرت الأهواء


    قال شيخ الإسلام -رحمه الله- في "درء تعارض العقل والنقل" (1/149): «...والمقصود هنا أن الأئمة الكبار كانوا يمنعون من إطلاق الألفاظ المبتدعة المجملة المشتبهة لما فيه من لبس الحق بالباطل, مع ما تُوقعه من الاشتباه والاختلاف والفتنة, بخلاف الألفاظ المأثورة, والألفاظ التي بُيِّنت معانيها, فإن ما كان مأثوراً حصلت له الألفة, وما كان معروفاً حصلت به المعرفة, كما يروى عن مالك -رحمه الله- أنه قال: "إذا قلَّ العلم ظهر الجفاء, وإذا قلَّت الآثار كثرت الأهواء", فإذا لم يكن اللفظ منقولاً, ولا معناه معقولاً؛ ظهر الجفاء والأهواء,ولهذا تجد قوماً كثيرين يحبون قوماً ويبغضون قوماً لأجل أهواء لا يعرفون معناها, ولا دليلها, بل يوالون على إطلاقها أو يعادون من غير أن تكون منقولة نقلاً صحيحاً عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وسلف الأمة, ومن غير أن يكونوا هم يعقلون معناها, ولا يعرفون لازمها ومقتضاها, وسبب هذا إطلاق أقوال ليست منصوصة, وجعلها مذاهب يدعى إليها, ويوالي ويعادى عليها, وقد ثبت في الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في خطبته: "إن أصدق الكلام كلام الله, وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-, وشر الأمور محدثاتها, وكل بدعة ضلالة". فدين المسلمين مبني على اتباع كتاب الله, وسنة رسوله, وما اتفقت عليه الأمة؛ فهذه الثلاثة هي أصول معصومة, وما تنازعت فيه الأمة ردوه إلى الله والرسول,وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً يدعو إلى طريقته, ويوالي عليها ويعادي غير النبي -صلى الله عليه وسلم- وما اجتمعت عليه الأمة, بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصاً أو كلاماً يفرقون به بين الأمة؛ يوالون على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون.
    ولهذا كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والتابعون لهم بإحسان -وإن تنازعوا فيما تنازعوا فيه من الأحكام- فالعصمة بينهم ثابتة, وهم يردون ما تنازعوا فيه إلى الله والرسول, فبعضهم يصيب الحق فيعظم الله أجره ويرفع درجته, وبعضهم يخطئ بعد اجتهاده في طلب الحق فيغفر الله له خطأه, تحقيقاً لقوله -تعالى-: ﴿ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا﴾, سواء كان خطؤهم في حكم علمي, أو حكم خبري نظري؛ كتنازعهم في الميت هل يعذب ببكاء أهله عليه؟
    وهل يسمع الميت قرع نعالهم؟
    وهل رأى محمد ربه؟
    وأبلغ من ذلك أن شريحاً أنكر قراءة من قرأ: ﴿بل عجبتُ ويسخرون﴾, وقال: "إن الله لا يعجب", فبلغ ذلك إبراهيم النخعي, فقال: "إنما شريح شاعر يعجبه علمه, كان عبد الله أعلم منه", أو قال: "أفقه منه, وكان يقرأ: ﴿بل عجبتُ﴾, فأنكر على شريح إنكاره مع أن شريحاً من أعظم الناس قدراً عند المسلمين, ونظائر هذا متعددة». انتهى المقصود.
    منقول من
    علي بن محمد أبو هنية
    رقمي على الواتس أب
    00962799096268



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي رد: من بدائع شيخ الإسلام: «إذا قلَّ العلم ظهر الجفاء, وإذا قلَّت الآثار كثرت الأهواء»

    الأخ الكريم الشيخ خالد الشافعي - وفقه الله - .
    كلامٌ نافعٌ لشيخ الإسلام وبركة الزمان ابن تيمية - رضي الله عنه - وبارك الله فيكم ناقلا وكاتباً .

  3. افتراضي رد: من بدائع شيخ الإسلام: «إذا قلَّ العلم ظهر الجفاء, وإذا قلَّت الآثار كثرت الأهواء»

    جزاك الله خيراً ، شيخ خالد ، وفقك الله لكلِّ خير
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •