"وكلُّ عبادة بدنية ؛ فيشترط فيها قولاً كانت أو فعلاً ، وبعض الخلافيين يخصص العلم بما لا يكون قولاً ، وفيه نظرٌ ؛ لأن القول عمل جارحي أيضاً ، أما الأفعال فقد استعملت مقابلة للأقوال ، ولا شك أن هذا الحديث يتناول الأقوال " ." .(2/173)
"وكلُّ عبادة بدنية ؛ فيشترط فيها قولاً كانت أو فعلاً ، وبعض الخلافيين يخصص العلم بما لا يكون قولاً ، وفيه نظرٌ ؛ لأن القول عمل جارحي أيضاً ، أما الأفعال فقد استعملت مقابلة للأقوال ، ولا شك أن هذا الحديث يتناول الأقوال " ." .(2/173)
"والمرادُ : أن كل عمل على انفراده تعتبر فيه نيةٌ مفردةٌ ، ويحتمل أن العمل الواحد ، يحتاج إلى نيَّات ، إذا قصد كمال العمل ، وما أشبه ذلك ، وبسبب تعدد النيات ؛ يتعدد الثواب " . (2/174)
" ..ثم اعلم بعد ذلك ؛ أن محلها القلب_أي : النية_ عند الجمهور لا اللِّسان..وإذا تقرر أن محلها القلب ؛ فإن اقتصر عليه جاز، إلَّا في الصلاة على وجهٍ شاذٍّ لأصحابنا ، لا يُعبأُ به ، وإن اقتصر على اللِّسان ؛ لم يجز ، إلَّا في الزكاة على وجهٍ شاذٍّ أيضاً " (2/176
"والغرض المهم من النيَّة ؛ تمييز العبادات عن العادات ، وتمييز العبادات بعضها عن بعض ، فمن أمثلة الأول : الوضوء ، والغسل ، والإمساك عن المفطرات ، ودفع المال إلى الغير . ومن أمثلة الثاني : الصلاة " ." (2/179) ."
"وذهب الشافعي ومالك وأحمد وداود وجمهور أهل الحجاز إلى تقدير الصحة ، أو اعتبارها بالنيَّات ..وذهب أبو حنيفة ومن وافقه إلى تقدير الكمال ، أي : أن النية شرط كمالٍ لا صحة ، إلَّا في التيمم ، فهي شرطُ صحة ، وذهبت طائفة ثالثةٌ ؛ إلي أن الكل يصح من غير نية " .(2/180) .
"والإجماع على المجنون والنائم ، إذا تلفظا بصريح الطلاق ؛ لا يلزمهما ".
"وما أجمع عليه العلماء أن من أتلف مال آدمي خطأ ؛ فذلك عليه وإن لم ينو ". (2/185) .
"فائدةٌ : إذا أشرك في العبادة غيرها ، من أمرٍ دنيوي أو رياءٍ ؛ فاختار الغزَّالي ، اعتبار الباعث على العمل ؛ فإن كان القصد الدنيوي هو الأغلب ؛ لم يكن فيه أجر ، وإن كان القصد الديني هو الأغلب ؛ كان له أجر بقدره ، وإن تساويا تساقطا .
واختار الشيخ عز الدين ابن عبد السلام : أنه لا أجر فيه مطلقاً ، سواء تساوى القصدان ، أو اختلفا . قال المحاسبي : إذا كان الباعث الديني أقوى ؛ بطل عمله . وخالف في ذلك الجمهور .
وقال محمد بن جرير الطبري : إذا كان ابتداء العمل لله ؛ لم يضره ما عرض بعده في نفسه من عجب. هذا قول عامة السلف " . (2/188) .
"قوله :"فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ؛ فهجرته إلى الله ورسوله " .لا بد فيه من تقدير شيء ؛ لأن القاعدة عند أهل الصناعة ؛ أن الشرط ، والجزاء ، والمبتدأ ، والخبر ؛ لابد من تغايرهما ، وهنا وقع الاتحاد ، فالتقديرُ : فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله نية وعقداً ، فهجرته إلى الله ورسوله حكماً وشرعاً ".(2/190) .
"وقال أبو عبيد : ليس شيء من أخبار النبي _صلى الله عليه وسلم_ حديثٌ أجمع وأغنى وأكثر فائدةً ، وأبلغ من هذا الحديث _أي :حديث الأعمال بالنيات_. وقال ابن دحية : لم أجد فيما أرويه من الدينيات ؛ أنفع من قوله :"إنما الأعمال بالنيات "، إذ مدار العلم عليه ، وهو نورٌ يسعى بين يديه ".(/197) .
"والضابط لحصول النيَّة ؛ أنه متى قصد بالعمل ؛ امتثال أمر الشرع ، وبتركه ؛ الإنتهاء بنهي الشرع ؛ كانت حاصلةً مثاباً عليها ؛ وإلَّا فلا ، وإن لم يقصد ذلك كان عملاً بهيميَّاً ، ولهذا قال السَّلف : الأعمال البهيميَّة ؛ ما عملت بغير نية " .(2/199) .
"واستُنبط من الحديث _أي : حديث "إنما الأعمال بالنيات"_ ، أنه لا يجوز الإقدام على الفعل ، قبل معرفة حكمه ، ووجهه : أنه لابد للمكلَّف ، من الإتيان بما أمر به على وجهه ، وقد نفى أن يكون العلم منتفعاً به ، إلَّا بالنية _أي : نية التقرب لما طلبه الله من العبد ، و لا يتصورُ ذلك ؛ إلَّا بعد معرفة المطلوب " ."التوضيح" (2/200)
"ومن الأعمال ما تشترط النية فيه ؛ لصحته ، ولحصول الثواب بفعله ، كالصلاة ، والصيام ، والحج ، والاعتكاف ، والطواف في غير حجٍ ولا عمرة ، وغيرها ، وهذا مجمعٌ عليه " .(2/203)
"وهل يقال لإخوتهن : أخوال المسلمين ، ولأخواتهن : خالات المؤمنين ، ولبناتهن : أخواتُ المؤمنين ؟ . فيه خلافٌ عندنا وعند غيرنا ، والأصح : المنعُ لعدم التوقيف..وهل يقال فيهن :أمهات المؤمنات ؟ .فيه خلافٌ عندنا ، والأصحُّ أنه لا يقال ؛ بناءً على الأصح ، أنهن لا يدخلن في خطاب الرجال ، وعن عائشة _رضى الله عنها_ أنها قال:"أنا أم الرجال"، لا أم النساء . وهل يقالُ للنبي _صلى الله عليه وسلم_ أبو المؤمنين ؟ . فيه وجهان عندنا ، والاصحُّ الجواز ، ونصَّ عليه الشافعي أيضاً ، أي: في الحرمة " .(2/211)
" قوله "حُبب إليه الخلاء" ، أي : الخلوة ، وهي شأنُ الصالحين . قال الخطابي : إنما حبب إليه الخلوة ؛ لأن معها فراغ القلب ، وهي معينةٌ على الفكر ، والبشر لا ينتقل عن طبعه ؛ إلَّا بالرياضة البليغة ، فحبب إليه الخلوة ، فينسى المألوفات عن عادته ، فيجدُ الوحي منه مراداً سهلاً ، لا حزناً وعِراً " (2/248)" قوله "حُبب إليه الخلاء" ، أي : الخلوة ، وهي شأنُ الصالحين . قال الخطابي : إنما حبب إليه الخلوة ؛ لأن معها فراغ القلب ، وهي معينةٌ على الفكر ، والبشر لا ينتقل عن طبعه ؛ إلَّا بالرياضة البليغة ، فحبب إليه الخلوة ، فينسى المألوفات عن عادته ، فيجدُ الوحي منه مراداً سهلاً ، لا حزناً وعِراً " (2/248)" قوله "حُبب إليه الخلاء" ، أي : الخلوة ، وهي شأنُ الصالحين . قال الخطابي : إنما حبب إليه الخلوة ؛ لأن معها فراغ القلب ، وهي معينةٌ على الفكر ، والبشر لا ينتقل عن طبعه ؛ إلَّا بالرياضة البليغة ، فحبب إليه الخلوة ، فينسى المألوفات عن عادته ، فيجدُ الوحي منه مراداً سهلاً ، لا حزناً وعِراً " (2/248)" قوله "حُبب إليه الخلاء" ، أي : الخلوة ، وهي شأنُ الصالحين . قال الخطابي : إنما حبب إليه الخلوة ؛ لأن معها فراغ القلب ، وهي معينةٌ على الفكر ، والبشر لا ينتقل عن طبعه ؛ إلَّا بالرياضة البليغة ، فحبب إليه الخلوة ، فينسى المألوفات عن عادته ، فيجدُ الوحي منه مراداً سهلاً ، لا حزناً وعِراً " (2/248)
:"الجمهورُ على أن عبادته _صلى الله عليه وسلم_ قبل البعثة ، لم تك بشريعةٍ أحدٍ ، بل كان يتعبدُ بما يُلقى إليه من نور المعرفة . واختار ابن الحاجب والبيضاوي ، أنه كلف التعبد بشرعٍ " ."التوضيح" (2/255) .
"قال الخطابي : وأكثر الناس لا يفرقون بين الهمِّ والحزن ، وهما على اختلافهما ؛ يتقاربان في المعنى ، إلَّا أن الحزن إنما يكونُ على أمرٍ قد وقع ، والهمُّ :إنما هو فيما يتوقع ولا يكون بعدُ " .(2/277).
"جماهيرُ أهل العلم على أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ لم يكلف بشرعٍ بعد النبوة ".
"قوله :"يا ابن عمِّ _أي : ورقة_ " ؛ فيه جوازُ ذكر العاهة التي بالشخص ، ولا يكون ذلك غيبةً " ."2/287).
"قال الهروي : سُمِّي جبريلُ بالنَّاموس ؛لأن الله تعالى ، خصه بالغيب والوحي ، الذي لا يطلع عليه غيره " .(2/289) .
وقال في مدح خديجة _رضي الله عنها_ :" فيه جواز تزكية الرجل بما فيه من الخير ، للأوصاف السالفة ، التي ذكرتها خديجة ، وليس بمعارض لحديث :"احثوا في وجوهن المدَّاحين التراب " ، فإن ذلك إذا مُدح بباطل وبما ليس بالممدوح ".(2/399
"قوله :فحمي الوحي وتتابع" : "...وتتابع ؛ لئلَّا يقع التمثيل بالشمس من كلِّ الجهات ؛ لأن الشمس يلحقها الأفول والكسوف ونحوهما ، وشمسُ الشريعة باقيةٌ على حالها ، لا يلحقها نقصٌ ". (2/325) .