تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: ما جاء في الرياء

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي ما جاء في الرياء

    [الشرح]هذا (باب ما جاء في الرياء) يعني من الوعيد وأنه شرك بالله جل وعلا.والرياء حقيقته من الرؤية وهي البصرية، وذلك أن يعمل عمل العبادة لكي يُرى أنه يعمل، يعمل العمل الذي هو من العبادة إما صلاة أو تلاوة أو ذكر أو صدقة أو حج أو جهاد أو أمر ونهي أو صلة رحم أو نحو ذلك لا لطلب ما عند الله؛ ولكن لأجل أن يُرى لأجل أن يراه الناس على ذلك فيثنوا عليه به، هذا هو الرياء.وقد يكون الرياء في أصل الإسلام كرياء المنافقين.فالرياء على درجتين:الدرجة الأولى: رياء المنافقين بأن يُظهر الإسلام ويُبطن الكفر لأجل رؤية الخلق، وهذا منافي للتوحيد من أصله وكفر أكبر بالله جل جلاله لهذا وصف الله المنافقين بقوله﴿يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا[النساء:142]،(يُرَاءُونَ النَّاسَ) يعني الرياء الأكبر الذي هو إظهار أصل الإسلام وشعب الإسلام وإبطان الكفر وشعب الكفر.والنوع الثاني من الرياء: أن يكون الرجل مسلما أو المرأة مسلمة ولكن يرائي بعمله أو ببعض عمله، فهذا شرك خفي، وذلك الشرك منافي لكمال التوحيد، والله جل وعلا قال ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ([1])على اختيار من قال إن قوله (لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) يدخل فيه الشرك الخفي والأصغر.قال الشيخ رحمه الله (باب ما جاء في الرياء وقول الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَي إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾[الكهف:110]) قوله (وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) هذا نهي عن الإشراك، قال (وَلَا يُشْرِكْ) هذا نهي، والنهي هنا عام لجميع أنواع الشرك التي منها شرك الرياء، ولهذا يستدلّ السلف بهذه الآية على مسائل الرياء كما أوردها الإمام رحمه الله تعالى هنا؛ لأنه قال (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) يعني بما يشمل شرك المراءاة، فإن الرياء شرك وقوله (وَلَا يُشْرِكْ) وهذا عموم يعم أنواع الشرك جميعا؛ لأن (يُشْرِكْ) نكرة جاءت في سياق النهي فعمت أنواع الشرك, وقوله (أَحَدًا) يعم جميع الخلق بمراءاةٍ أو بتسمع أو بغير ذلك.فدلالة الآية ظاهرة على الباب المراءاة نوع من أنواع الشرك الأصغر نوع من الشرك الخفي, تارة نقول الرياء شرك أصغر باعتبار أنه ليس بأكبر مخرج من الملة، وتارة نقول الرياء شرك خفي لأنه ليس بظاهر وإنما هو باطن خفي في قلب العبد، ولهذا تجد أن كثيرين من أهل العلم يعبرون عن الشرك الأصغر بيسير الرياء، وتارة يعبرون عن الشرك الخفي بالرياء؛ ذلك لأن الشرك يختلف من حيث الإطلاق -كما ذكرنا لكم في أول هذا الشرح- من عالم إلى آخر تارة يقسمون الشرك إلى أكبر وأصغر ومنهم من يقسمه إلى أكبر وأصغر وخفي، وكل له اصطلاحه وكل الأقوال صواب.قال (وعن أبي هريرة مرفوعاٌ: «قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىَ: أَنَا أَغْنَىَ الشّرَكَاءِ عَنِ الشّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي, تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ») هذا الحديث يدل على أن الرياء مردود على صاحبه وأن الله جل وعلا لا يقبل العمل الذي خالطه الرياء، والعلماء فصّلوا في ذلك فقالوا: الرياء إذا عرض للعبادة فله أحوال:فإما أن يعرض للعبادة من أولها، فإذا عرض للعبادة من أولها فإن العبادة كلها باطلة، مثل أن يصلي؛ أنشأ الصلاة لنظر فلان, لم يرد أن يصلي الراتبة لكن لما رأى فلانا ينظر إليه فصلى الراتبة لكي يراه, فهذا عمله حابط؛ يعني هذه الركعتين حابطة وهو مأزور على مراءاته ومرتكب الشرك الخفي, الشرك الأصغر.والحال الثانية أن يكون أصل العبادة لله؛ ولكن خلط ذلك العابد عمله برياء مثلا أطال الركوع وأكثر التسبيح لأجل من يراه، أطال القراءة والقيام لأجل أن يراه فهذا القدر الواجب من العبادة له، وما عدا ذلك فهو حابط؛ لأنه راء في الزيادة على الواجب، فيحبط ذلك الزائد وهو آثم عليه، لا يؤجر عليه ويحبط ولا ينتفع منه، ويؤزر على إشراكه وعلى مراءاته، هذا في الأعمال أو في العبادات البدنية، أما العبادات المالية فيختلف الحال عن ذلك.قال هنا (مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي, تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ) يعني بجميع أنواع المشرَكين وبجميع أنواع الأعمال، (مَنْ عَمِلَ عَمَلاً), (عَمَلاً) هذه نكرة جاءت في سياق الشرط فعمت جميع الأعمال -الأعمال البدنية والأعمال المالية والأعمال التي اشتملت على مال وبدن-؛ البدنية كالصلاة والصيام، والمالية كالزكاة والصدقة، والمشتملة على بدن ومال كالحج والجهاد ونحو ذلك، هذا يعم الجميع (مَنْ عَمِلَ عَمَلاً) يعني أنشأه, (أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي)؛ جعله لله ولغير الله جميعا فإن الله جل وعلا أغنى الشركاء عن الشرك، لا يقبل إلا ما كان له وحده سبحانه وتعالى.قال (وعن أبي سعيد مرفوعاً: فَقَالَ: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ الْمَسِيحِ الدّجّالِ؟» قَالوا: بَلَىَ. فَقَالَ: «الشّرْكُ الْخَفِيّ: يَقُومَ الرّجُلُ يُصَلّي فَيُزَيّنُ صَلاَتَهُ لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ إليه») هذا فيه بيان أن هذا النوع من الشرك هو أخوف من المسيح الدجال عند النبي r على هذه الأمة؛ ذلك أن أمر المسيح أمر ظاهر بيّن والنبي عليه الصلاة والسلام بين ما في شأنه وبين صفته وحذر الأمة منه وأمرهم أن يدعوا آخر كل صلاة بالاستعاذة من شرّ المسيح الدجال ومن فتنة المسيح الدجال؛ لكن الرياء هذا يعرض للقلب كثيرا، والشيطان يأتي إلى القلوب، وهذا الشرك يقود العبدَ شيئا فشيئا عن مراقبة الله جل وعلا ويتجه إلى مراقبة المخلوقين، لذلك صار أخوف عند النبي r من المسيح الدجال، ثم فسره بقوله (الشّرْكُ الْخَفِيّ: يَقُومَ الرّجُلُ يُصَلّي فَيُزَيّنُ صَلاَتَهُ لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ).

    ([1]) النساء:48، 116.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ما جاء في الرياء

    مصدر راءي يرائي ، أي : عمل ليراه الناس ، ويقال مراءاة كما يقال : جاهد جهاداً ومجاهدة ، ويدخل في ذلك من عمل ليسمعه الناس ويقال له مسمع ، وفي الحديث عن النبيr ، أنه قال : " من راءي الله به ، ومن سمع الله به " (1).والرياء خلق ذميم ، وهو من صفات المنافقين ، قال تعالى : ( وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً ) [ النساء : 143]. والرياء يبحث في مقامين :المقام الأول : في حكمة .فنقول : الرياء من الشرك الأصغر ، لأن الإنسان قصد بعبادته غير الله وقد يصل إلى الأكبر ، وقد مثل ابن القيم للشرك الأصغر ، فقال : " مثل يسير الرياء " ، وهذا يدل على أن الرياء كثير قد يصل إلى الأكبر .المقام الثاني : في حكم العبادة إذا خالطها الرياء ، وهو على ثلاثة أوجه : الأول : أن يكون الباعث على العبادة مراءاة الناس من الأصل ، كمن قام يصلي من أجل مراءاة الناس ولم يقصد وجه الله ، فهذا شرك والعبادة باطلة .الثاني : أن يكون مشاركاً للعبادة في أثنائها ، بمعنى أن يكون الحامل له في أول أمره الإخلاص لله ثم يطرأ الرياء في أثناء العبادة .فإن كانت العبادة لا ينبني أخرها على أولها ، فأولها صحيح بكل حال ، والباطل آخرها .مثال ذلك رجل عهده مئة ريال قد أعدها للصدقة فتصدق بخمسين مخلصاً وراءى في الخمسين الباقية ، فالأولى حكمها صحيح ، والثانية باطلة .أما إذا كانت العبادة ينبني أخرها على أولها، فهي على حالين .أ ) أن يدافع الرياء ولا يسكن إليه ، بل يعرض عنه ويكرهه ، فإنه لا يؤثر عليه شيئاً ، لقول النبي r : " إن الله تجاوز عن آمتي ما حدثت به نفسها ما لم تعمل أو تتكلم " (1).مثال ذلك : رجل قام يصلي ركعتين مخلصاً لله ، وفي الركعة الثانية أحس بالرياء فصار يدافعه ، فإن ذلك لا يضره ولا يؤثر على صلاته شيئاً .ب ) أن يطمئن إلى هذا الرياء ولا يدافعه ، فحينئذ تبطل جميع العبادة لأن آخرها مبني على أولها ومرتبط به .مثال ذلك : رجل قام يصلي ركعتين مخلصاً لله ، وفي الركعة الثانية طرأ عليه الرياء لإحساسه بشخص ينظر إليه ، فأطمأن لذلك ونزع إليه ، فتبطل صلاته كلها لارتباط بعضها ببعض .الثالث : ما يطرأ بعد أنتهاء العبادة ، فإنه لا يؤثر عليها شيئاً ، اللهم إلا أن يكون فيه عدوان ، كالمن والأذي بالصدقة ، فإن هذا العدوان يكون إثمه مقابلاً لأجر الصدقة فيبطلها ، لقوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذي ) [ البقرة : 264] .وليس من الرياء أن يفرح الإنسان بعلم الناس بعبادته ، لأن هذا إنما طرأ بعد الفراغ من العبادة .وليس من الرياء أيضاً أن يفرح الإنسان بفعل الطاعة في نفس ، بل ذلك دليل على إيمانه ، قال النبي r " من سرته حسناته وساءته سيئاته فذلك المؤمن" وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، فقال : " تلك عاجل بشري المؤمن " (2)وقول الله تعالى : ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحي إلي إنما إلهكم إله واحد ) [ الكهف : 110] .
    قوله تعالى : ( قل إنما إنا بشر مثلكم ) . يأمر الله نبيه أن يقول للناس : إنما أنا بشر مثلكم ، وهو قصر النبي r على البشرية ، وأنه ليس رباً ولا ملكاً ، وأكد هذه البشرية بقوله : ( مثلكم ) ، فذكر المثل من باب تحقيق البشرية .قوله : ( يوحي إلى ) . الوحي في اللغة : الإعلام بسرعة وخفاء ، ومنه قوله تعالى : ( فخرج على قومه من المحراب فإويحي إليهم أن سبحوا بكرة وعشياً ) [مريم : 11] .وفي الشرع : إعلام الله بالشرع .والوحي : هو الفرق بيننا وبينهr ، فهو متميز بالوحي كغيره من الأنبياء والرسل.قوله : ( إنما إلهكم إله واحد) . هذه الجملة في تأويل مصدر نائب فاعل ( يوحي ) ، وفيها حصر طريقه (إنما) ، فيكون معناها : ما إلهكم إلا إله واحد ، وهو الله فإذا ثبت ذلك ، فإنه لا يليق بك أن تشرك معه غيره في العبادة التي هي خالص حقه ، ولذلك قال تعالى بعد هذا : ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً ) [ الكهف : 110 ] .فقوله تعالى : (فمن كان يرجو لقاء ربه ) المراد بالرجاء : الطلب والأمل ، أي : من كان يؤمل أن يلقي ربه ، والمراد باللقيا هنا الملاقاة الخاصة ، لأن اللقيا على نوعين :الأول : عامة لكل إنسان ، قال تعالى : ( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه ) [ الانشقاق : 6 ] ، ولذلك قال مفرعاً على ذلك : ( فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حساباً يسيراً ) [ الانشقاق : 7 ] ( وأما من أوتي كتابه وراء ظهره ….. ) الآية [ الانشقاق : 10] .الثاني : الخاصة بالمؤمنين ، وهو لقاء الرضا والنعيم كما في هذه الآية ، وتتضمن رؤيته تبارك وتعالى ، كما ذكر بعض أهل العلم .فقوله : ( فليعمل عملاً صالحاً ) الفاء رابطة لجواب الشرط ، والأمر للإرشاد ، أي : من كان يريد أن يلقي الله على الوجه الذي يرضاه سبحانه ، فليعمل عملاً صالحاً : والعمل الصالح ما كان خالصاً صواباً .وهذا وجه الشاهد من الآية .فالخالص : ما قصد به وجه الله ، والدليل على ذلك قولهr: " أنما الأعمال بالنيات " (1).والصواب : ما كان على شريعة الله ، والدليل على ذلك قولهr : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا ، فهو رد " (2)ولهذا قال العلماء : هذان الحديثان ميزان الأعمال ، فالأول : ميزان الأعمال الباطنة . والثاني : ميزان الأعمال الظاهرة .قوله : ( ولا يشرك ) . لا : ناهية والمراد بالنهي الإرشاد .قوله : ( بعبادة ربه أحداً ) . خص العبادة لأنها خالص حق الله ، ولذلك أتى بكلمة " رب " إشارة إلى العلة ، فكما أن ربك خلقك ولا يشاركه أحد في خلقك ، فيجب أن تكون العبادة له وحده ، ولذلك لم يقل : ( لا يشرك بعبادة الله ) ، فذكر الرب من باب التعليل ، كقوله تعالى : ( يا أيها الناس أعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم ).وقوله ( أحداً ) نكرة في سياق النهي ، فتكون عامة لكل أحد .والشاهد من الآية : أن الرياء من الشرك ، فيكون داخلاً في النهي عنه.وفي هذه الآية دليل على ملاقاة الله تعالى ، وقد استدل بها بعض أهل العلم على ثبوت رؤية الله ، لأن الملاقاة معناها المواجهة .وفيها دليل على أن الرسول r بشر لا يستحق أن يعبد ، لأنه حصر حاله بالبشرية ، كما حصر الألوهية بالله .
    وعن أبي هريرة مرفوعاٌ : قال الله تعالى : " أنا أغني الشركاء عن الشرك ، ومن عمل عملاً أشرك معي فيه غيري ، تركته وشركه " . رواه مسلم (3).قوله في حديث أبي هريرة : " قال الله تعالى " . هذا الحديث يرويه النبيr عن ربه ، ويسمى هذا النوع بالحديث القد سي .قوله : " أنا أغنى الشركاء عن الشرك " . قوله " أغني " . اسم تفضيل ، وليست فعلاً ماضياً ، ولهذا أضيفت إلى الشركاء .يعني : إذا كان بعض الشركاء يستغني عن شركته مع غيره ، فالله إغني الشركاء عن المشاركة .فالله لا يقبل عملاً له فيه شرك أبداً ، ولا يقبل إلا العمل الخالص له وحده ، فكما أنه خالق وحده ، فكيف تصرف شيئاً من حقه إلى غيره ! فهذا ليس عدلاً ، ولهذا قال الله عن لقمان : ( إن الشرك لظلم عظيم ) [ لقمان : 13] ، فالله الذي خلقك وأعدك إعداداً كاملاً بكل مصالحك وأمدك بما تحتاج إليه ، ثم تذهب وتصرف شيئاً من حقه إلى غيره ؟ ! فلا شك أن هذا من أظلم الظلم .قوله : " عملاً " . نكرة في سياق الشرط ، فتعم أي عمل من صلاة ، أو صيام ، أو حج ، أو جهاد ، أو غيره .قوله : " تركته وشركه " . أي : لم أثبه على عمله الذي أشرك فيه .وقد يصل هذا الشرك إلى حد الكفر ، فيترك الله جميع أعماله ، لأن الشرك يحبط الأعمال إذا مات عليه .والمراد بشركه : عمله الذي أشرك فيه ، وليس المراد شريكه ، لأن الشريك الذي أشرك به مع الله قد لا يتركه ، كمن أشرك نبياً أو ولياً ، فإن الله لا يترك ذلك النبي والولي .· ويستفاد من هذا الحديث : 1. بيان غني الله تعالى ، لقوله : " أنا إغني الشركاء عن الشرك " . 2. بيان عظم حق الله وأنه لا يجوز لأحد أن يشرك أحداً مع الله في حقه . 3. بطلان العمل الذي صاحبه الرياء ، لقوله : " تركته وشركه " . 4. تحريم الرياء ، لأن ترك الإنسان وعمله وعدم قبوله يدل على الغضب ، وما أوجب الغضب ، فهو محرم . 5. أن صفات الأفعال لا حصر لها ، لأنها متعلقة بفعل الله ، ولم يزل الله ولا يزال فعالاً .

    (1) البخاري : كتاب الرقاق / باب الرياء والسمع ، ومسلم : كتاب الزهد / باب تحريم الرياء .
    (1) البخاري : كتاب العنق / باب الخطأ والنسيان ، ومسلم : كتاب الإيمان / باب تجاوز الله عن حديث النفس.
    (1) بالبخاري : كتاب بدء الوحي / باب كيف كان بدء الوحي ، ومسلم : كتاب الإمارة / باب إنما الأعمال بالنيات .
    (2) باليخاري : كتاب البيوع / باب النجش ، ومسلم : كتاب الأقضية /باب نقص الآحكام .
    (3) مسلم : كتاب الزهد / باب من أشرك في عمله غير الله .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ما جاء في الرياء

    وعن أبي سعيد مرفوعاً : " ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال ؟ " . قالوا : بلي . قال : " الشرك الخفي ، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته ، لما يري من نظر رجل إليه " رواه أحمد (1).
    قوله في حديث أبي سعيد : " ألا " . أداة عرض ، والغرض منها تنبيه المخاطب ، فهو أبلغ من عدم الإتيان بها .قوله : " بما هو " . ما : أسم موصول بمعنى الذي .قوله : " أخوف عليكم عندي " . أي عند الرسول r لأنه r من رحمته بالمؤمنين يخاف عليهم كل الفتن ، وأعظ فتنه في الأرض هي فتنة المسيح الدجال ، لن النبي r من فتنة هذا الشرك الخفى أشد من خوفه من فتنة المسيح الدجال ، وإنما كان كذلك ، لأن التخلص منه صعب جداً ، ولذلك قال بعض السلف : " ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على الإخلاص " ، وقال النبي r : " أسعد الناس بشفاعتي من قال : لا إله إلا الله خالصاً من قلبه " (2).، ولا يكفي مجرد اللفظ بها ، بل لابد من إخلاص وأعمال يتعبد بها الإنسان لله عز وجل .قوله : " المسيح الدجال " . المسيح ، أي : ممسوح العين اليمني ، فذكر النبي r عيبين في الدجال : أحدهما حسي ، وهو أن الدجال أعور العين اليمني ، كما قال النبيr : " إن الله لا يخفى عليكم ، إنه ليس بأعور الدجال أعور العين اليمنى " (3).والثاني معنوي : وهو الدجال ، فهو صيغة مبالغة ، أو يقال بأنه نسبة إلى وصفه الملازم له ، وهو الدجل والكذب والتمويه، وهو رجل من بني آدم ، ولكن الله سبحانه وتعالى بحكمته يخرجه ليفتن الناس به ، وفتنته عظيمة ، إذ ما في الدنيا منذ خلق آدم إلى أن تقوم الساعة فتنة أشد من فتنة الدجال . والمسيح الدجال ثبتت به الأحاديث واشتهرت حتى كان من المعلوم بالضرورة ، لأن النبي r أمر أمته أن يتعوذوا بالله منه في كل صلاة ، وقد حاول بعض الناس إنكاره وقالوا : ما ورد من صفته متناقض ولا يمكن أن يصدق به ، لكن هؤلاء يقيسون الأحاديث بعقولهم وأهوائهم ، وقدرة الله بقدرتهم ، ويقولون : كيف يكون اليوم عن سنة والشمس لها نظام لا تتعداه ؟ وهذا لا شك جهل منهم بالله ، فالذي جعل هذا النظام هو الله ، وهو القادر على أن يغيره متي شاء ، فيوم القيامة تكور الشمس ، وتتكدر النجوم ، وتكشط السماء ، كل ذلك بكلمة " كن " . ورد هذه الأحاديث بمثل هذه التعالىل دليل على ضعف الإيمان وعدم تقديره الله حق قدرته ، قال تعالى : ( وما قدروا الله حق قدره ) [ الزمر : 67].فالذي نؤمن به أنه سيخرج في أخر الزمان ، ويحصل منه كل ما ثبت عن رسول الله r . ونؤمن أن الله على كل شيء قدير ، وأنه قادر على أن يبعث على الناس .من يفتنهم عن دينهم ، ليتميز المؤمن من الكافر والخبيث من الطيب ، مثل ما ابتلي الله بني إسرائيل بالحيتان يوم سبتهم شرعاً ويوم لا يسبتون لا تأتيهم ، ومثل ما ابتلي الله المؤمنين بأن أرسل عليهم الصيد وهم حرم ، تناله أيدهم ورماحهم ليعلم الله من يخافه بالغيب ، وقد يبتلي الله أفراد الناس بأشياء يمتحنهم بها ، قال تعالى : ) ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة( [ الحج : 11] .قوله : " الشرك الخفي " . الشرك قسمان خفي وجلي .فالجلي : ما كان بالقول مثل الحلف بغير الله أو قول ما شاء الله وشئت ، أو بالفعل مثل : الانحناء لغير الله تعظيماً .والخفي : ما كان في القلب ، مثل : الرياء ، لأنه لا يبين ، إذا لا يعلم ما في القلوب إلا الله ، ويسمي أيضاً " شرك السرائر " . وهذا هو الذي بينه الله بقوله : ( يوم تبلى السرائر ) [ الطارق : 9 ] ، لأن الحساب يوم القيامة على السرائر ، قال تعالى : ( أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور ) [العاديات : 9، 10] وفي الحديث الصحيح فيمن كان يأمر بالمعروف ولا يفعله وينهي عن المنكر ويفعله : أنه " يلقي في النار حتى تندلق أقتاب بطنه ، فيدور عليها كما يدور الحمار برحاه ، فيجتمع عليه أهل النار ، فيسألونه ، فيخبرهم أنه كان يأمر بالمعروف ولا يفعله ، وينهي عن المنكر ويفعله " (1).قوله : " يقوم الرجل ، فيصلي ، فيزين صلاته " . يتساوي في ذلك الرجل والمرأة ، والتخصيص هنا يسمي مفهوم اللقب ، أي أن الحكم يعلق بما هو أشرف ، لا لقصد التخصيص ولكن لضرب المثل .وقوله : " فيزين صلاته " . أي : يحسنها بالطمأنينة ، ورفع اليدين عند التكبير ونحو ذلك . قوله : " لما يرى من نظر رجل إليه " . " ما " موصولة ، وحذف العائد ، أي : للذي يراه نظر رجل ، وهذه هي العلة لتحسين الصلاة ، فقد زين صلاته ليراه هذا الرجل فيمدحه بلسانه أو يعظمه بقلبه ، وهذا شرك .
    · فيه مسائل : الأولى : تفسير آية الكهف . الثانية : الأمر العظيم في رد العمل الصالح إذا دخله شيء لغير الله . الثالثة : ذكر السبب الموجب لذلك ، وهو كمال الغني . الرابعة : أن من الأسباب أنه تعالى خير الشركاء . الخامسة : خوف النبي r على أصحابه من الرياء .السادسة : أنه فسر ذلك بأن المرء يصلي لله ، لكن ، يزينها لما يرى من نظر الرجل إليه .
    فيه مسائل :· الأولى : تفسير أية الكهف . وسبق الكلام عليها .· الثانية : الآمر العظيم في رد العل الصالح إذا دخله شيء لغير الله . · وذلك لقوله : " تركته وشركه " ، وصار عظيماً لأنه ضاع على العامل خساراً ، وفحوص الحديث تدل على غضب الله عز وجل من ذلك .· الثالثة : ذكر السبب الموجب لذلك ، وهو كمال الغني . يعنى الموجب للرد هو كمال غني الله عز وجل عن كل عمل فيه شرك ، وهو غني عن كل عمل ، لكن العمل الصالح يقبله ويثيب عليه .· الرابعة : أن من الأسباب أنه تعالى خير الشركاء . أي : من أسباب رد العمل إذا أشرك فيه العامل مع الله أحداً ، أن الله خير الشركاء ، فلا ينازع من جعل شريكاً له فيه .· الخامسة : خوف النبي r على أصحابه من الرباء . وذلك لقوله r : " ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال " . وإذا كان يخاف ذلك على أصحابه ، فالخوف على من بعدهم من باب أولي .· السادسة : أنه فسر ذلك بأن يصلي المرء لله ، لكن يزينها لما يرى من نظر رجل إليه . وهذا التفسير ينطبق تماماً على الرياء ، فيكون أخوف علينا عند رسوله r من المسيح الدجال .· ولم يذكر المؤلف مسألة خوف النبيr على أمته من المسيح الدجال ، لأن المقام في الرياء لا فيما يخافه النبي r على أمته .


    (1) الإمام أحمد ( 3/ 30 ) ، وابن ماجة : كتاب الزهد / باب الرياء والسمعة ، والحاكم ( 4/ 329) وصححه.
    (2) البخاري : كتاب الرفاق / باب صفة الجنة والنار .
    (3) البخاري : كتاب المغازي / باب حجة الوداع ، ومسلم : كتاب الفتن / باب ذكر الدجال .
    (1) البخاري : كتاب بدء الخلق / باب صفة النار ، ومسلم : كتاب الزهد / باب عقوبة من يأمر بمعروف ولا يفعله .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي


    ( روى البخاري من حديث أبي سعيد رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ، ويبقى كل من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة ، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا )

    القول بان الرياء اذا كان في اصل الاسلام يكون اكبر
    و انه اذا كان في العمل لا في الاعتقاد يكون اصغر
    يتعارض مع ظاهر الحديث
    فقد بين صلوات الله و سلامه عليه ان ( من كان يسجد في الدنيا رياء و سمعة ) انه ليس بمؤمن
    و هذا رياء في العمل لا في اصل الاسلام

    محبط لجميع الاعمال
    و الصورة المتيقنة من الحديث فيمن كان لا يصلي في الدنيا الا رياء و سمعة
    فهذا ليس بمؤمن قطعا كما في ظاهر الحديث
    و يبقى البحث و النظر
    فيمن كان يصلي تارة لله و حده
    و تارة يكون الدافع له الى الصلاة الرياء المحض
    او فيمن خالط عمله لله رياء في اوله او في اثناءه

    المهم ان لفظ الحديث يتكلم عن الصلاة رياء و سمعة في الدنيا و هو عمل
    و يلزم منه ان من كان حاله كذلك انه ليس عنده ايمان صحيح في الباطن
    لكن التقيد بالنص و لفظ الشرع مهم في هذه المواطن
    فيحكم على ان من الرياء الاكبر المخرج من الملة ما هو متعلق بالعمل دون النظر الى الباطن او الاعتقاد
    كما في ظاهر الحديث

    و الله اعلم



  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة



    القول بان الرياء اذا كان في اصل الاسلام يكون اكبر
    و انه اذا كان في العمل لا في الاعتقاد يكون اصغر
    يتعارض مع ظاهر الحديث
    فقد بين صلوات الله و سلامه عليه ان ( من كان يسجد في الدنيا رياء و سمعة ) انه ليس بمؤمن
    و هذا رياء في العمل لا في اصل الاسلام

    محبط لجميع الاعمال
    و الصورة المتيقنة من الحديث فيمن كان لا يصلي في الدنيا الا رياء و سمعة
    فهذا ليس بمؤمن قطعا كما في ظاهر الحديث


    جزاك الله خيرا اخى الكريم الطيبونى الرياء اذا كان فى اصل الاسلام يكون نفاقا وكفرا اكبر وهذه لا اشكال فيها اما الرياء فى الاعمال فمنه ما هو نفاق و كفر اكبر ومنه ما هو دون ذلك يعنى نفاق وكفر اصغر واليك اعادة الكلام ومزيد بيان-فالرياء على درجتين:الدرجة الأولى: رياء المنافقين بأن يُظهر الإسلام ويُبطن الكفر لأجل رؤية الخلق، وهذا منافي للتوحيد من أصله وكفر أكبر بالله جل جلاله لهذا وصف الله المنافقين بقوله﴿يراؤن النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا(يُرَاءُونَ النَّاسَ) يعني الرياء الأكبر الذي هوإظهار أصل الإسلام وشعب الإسلام وإبطان الكفر وشعب الكفر.والنوع الثاني من الرياء: أن يكون الرجل مسلما أو المرأة مسلمة ولكن يرائي بعمله أو ببعض عمله---ثم ذكرنا المثال حتى يتضح المراد -----
    أنشأ الصلاة لنظر فلان, لم يرد أن يصلي الراتبة لكن لما رأى فلانا ينظر إليه فصلى الراتبة لكي يراه, فهذا عمله حابط؛

    الكلام كما هو واضح فى صلاة الراتبة وهو عمل لا يكفر بتركه فضلا عن المراءاة به او فيه -------------اما بعض الاعمال التى تركها كفر كصلاة الفرض فان أنشأ صلاة الفرض لمراءاة الناس فهذا هو النفاق الاكبر -قال جل وعلا-إنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ -------فإنَّه يعني: أنَّ المنافقين لا يعملون شيئًا مِن الأعمال التي فرضها الله على المؤمنين على وجه التَّقرُّب بها إلى الله؛ لأنَّهم غير موقنين بمعاد ولا ثواب ولا عقاب، وإنَّما يعملون ما عملوا مِن الأعمال الظَّاهرة إبقاءً على أنفسهم، وحِذَارًا مِن المؤمنين عليها أن يُقْتَلوا أو يُسْلَبوا أموالهم. فهم إذا قاموا إلى الصَّلاة -التي هي مِن الفرائض الظَّاهرة- قاموا كُسَالَى إليها، رياءً للمؤمنين ليحسبوهم منهم وليسوا منهم؛ لأنَّهم غير معتقدي فرضها ووجوبها عليهم، فهم في قيامهم إليها كُسَالَى) (1) .
    قال البغويُّ: (وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى [التَّوبة: 54] متثاقلون؛ لأنَّهم لا يرجون على أدائها ثوابًا، ولا يخافون على تركها عقابًا، فإن قيل: كيف ذَمَّ الكَسَل في الصَّلاة، ولا صلاة لهم أصلًا؟ قيل: الذَمُّ واقعٌ على الكفر الذي يبعث على الكَسَل، فإنَّ الكفر مُكْسِل، والإيمان منشِّط) (2) .
    وقال السعدي: (متثاقلين لها متبرِّمين مِن فِعْلِها، والكَسَل لا يكون إلَّا مِن فَقْد الرَّغبة مِن قلوبهم، فلولا أنَّ قلوبهم فارغة مِن الرَّغبة إلى الله وإلى ما عنده، عادمة للإيمان، لم يصدر منهم الكَسَل)---------------- واعلم أن العمل لغير الله أقسام فتارة يكون الرياء محضا بحيث لا يراد به سوى مراءاة المخلوقين لغرض دنيوي كحال المنافقين في صلاتهم كما قال تعالى: وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلا. وهذا الرياء المحض لا يكاد يصدر من مؤمن في فرض الصلاة والصيام وقد يصدر في الصدقة الواجبة أو الحج وغيرهما من الأعمال الظاهرة أو التي يتعدى نفعها فإن الإخلاص فيها عزيز، وهذا العمل لا يشك مسلم أنه حابط وأن صاحبه يستحق المقت من الله. أه


  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    -----------------

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •