"إلى متى ستعتمدين علي في كل شيء ؟"
بهاته العبارة يرد عليها كلما طلبت منه أن يحضر لها أوراقا إدارية تخصها أو أن يصلح صنبور المياه أو أن يغير قارورة الغاز أو المصابيح التالفة أو أن يتأكد من أن باب المنزل موصدة أو أن يساعد الأبناء في حل واجباتهم المدرسية.
أية معجزات عجيبة تلك التي يُطلب من هذا الزوج أن ينجزها ؟!
ثم إن هو امتنع عن إنجازها ،هل كانت عجلة الحياة ستستمر في الدوران؟
ليته فهم أنه لن يعجزها أن تصلح صنبورا أو أن تغير مصباحا أو أن تغلق الأبواب أو حتى أن تلج الإدارات و تحصل على ما تحتاجه من أوراق.
ليته فهم أنه ليس العجز ما يجعلها تطلب مساعدته إنما هي وسيلة للبوح بضعفها واستكانتها واحتياجها إليه في الصغيرة قبل الكبيرة.
.
.
.
سافر زوجها ،فأحكمت إغلاق الأبواب و ساقت السيارة بغية اقتناء الخضر والحليب واعتنت بأبنائها وتدخلت ببراعة لفض نزاعاتهم. ولربما احتاجت لإصلاح الصنبور فأصلحته بإتقان أو لتغيير كل مصابيح المنزل فغيرتها.
فهل تشعره _حين عودته_ بأن وجوده وغيابه سواء؟فهي تجيد فعل كل ما سلف ،ولا تعتمد عليه حقيقة .
هل تظهر له أن الكون في غيابه كان أفضل و أكثر صفاء وإشراقا؟فعلى الأقل صفت سماؤها _ولو لبضعة أيام _من كثير مناكداته وتعليقاته السلبية على كل ما تفعل.
تراه مستعد_حين يعود ويرى أن الحياة لم تتوقف لغيابه_ لفهم هاته المفارقات التي تجهد نفسها لتوصلها له -تلميحا_ من احتياجها له وقت السعة و إمكانية اعتماده عليها وقت الضرورة ،
ومن انكسارها في شموخ حينما تطلب منه أن يقوم هو_حال حضوره_ بما يمكنها هي إتقان القيام به حال غيابه؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اه..ليته يمنح نفسه فرصة الفهم.