هل صح حديث : "..صوموا يوماً قبله ، ويوماً بعده : ؟ .
منقول من كلام الشيخ حاتم العوني_ حفظه الله _ :
الذي صح عن رسول الله صلى الله عليه أنه قال : (( لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ )) ، أخرجه مسلم في صحيحه .
وأما حديث : (( صوموا عاشوراء ، وخالفوا فيه اليهود ، صوموا يوما قبله ويوما بعده [ وفي رواية : أو يوما بعد] )) فهو حديث ضعيف مضطرب .
ولذلك : فأقضل صور الصيام اتباعا للسنة : التاسع والعاشر .
ويليه ؛ العاشر والحادي عشر ؛ لأنه حقق المخالفة .
ويليه : العاشر فقط ، فهو سنة حتى بالإفراد ، ولا تجب على صائمه زيادة يوم ، فالمخالفة هنا للاستحباب ، لا للوجوب .
وأما صيام الأيام الثلاثة احتياطا ؛ كما يقال : فخطأ ، ولو فُتح باب الاحتياط في ذلك ، للزم أن نطرد فيه في غير ذلك من العبادات الموقوتة بأيام الشهر : كرمضان والحج .
ولكن صيام الثلاثة بنية زيادة يوم الحادي عشر تطوعا لله تعالى ، لا احتياطا ، ولا اعتقادا أنه هو الأفضل في صيام عاشوراء ، وإنما على وجه التطوع المطلق لا المقيد = فصحيح ، وقد قال النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا )).