انقسم الناس في المهدي وخروجه إلى ثلاثة أقسام:

ـ قسم:
ينكرون خروجه بالكلية اعتمادًا على عقلهم وبناءً على منهجهم في نفي الأمور الغيبية التي لا تدركها عقولهم.
وقد ردّ العلماء عليهم وبيّنوا فساد قولهم، ومن هؤلاء العلماء: شيخ الإسلام بن تيمية في (منهاج السُّنة)، والشيخ الألباني في (قصة المسيح الدجال)، والشيخ عبد المحسن بن حمد العباد في رسالته (الرد على من كذب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي)، والشيخ حمود بن عبد الله بن حمد التويجري في كتابه (الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر).

ـ القسم الثاني:
هو قسم غالوا في أمر المهدي حتى ادعت كل طائفة منها أن زعيمهم هو المهدي المنتظر وأنه في سرداب سامراء دخل طفلًا صغيرًا، وهم ينتظرونه كل يوم يقفون بالخيل على باب السرداب ويصيحون: اخرج يا مولانا اخرج يا مولانا، ثم يرجعون بالخيبة والحرمان.
ولقد أحسن من قال:
ما آن للسرداب أن يلد الذي

كلمتموه بجهلكم ما آن

فعلى عقولكم العفاء فإنكـم

ثلّثتم العنقاء والغيلانـا

وقد رد عليهم ابن القيم في (المنار المنيف).

ـ القسم الثالث:
وهو معتقد أهل السنة والجماعة، فهم يثبتون خروج المهدي كما دلّت النصوص الثابتة .
قال ابن القيم: إنه رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من ولد الحسين بن علي يخرج في آخر الزمان وقد امتلأت الأرض جورًا وظلمًا فيملؤها قسطًا وعدلًا وأكثر الأحاديث على هذا تدل
([1]).


([1]) المنار المنيف (148).