يؤسفني كثيرا أن أرى طلبة العلم تائهين في المساجد ضالين عن الطريق الصحيح قد غرهم الشيطان و أغواهم بالأماني و النوايا الفاسدة من حب الرآسة و الإمامة في الدين مما يقرؤونه من الوعود للمؤمنين بالرفعة و العزة و النصر

و قد علموا أن التوحيد أن تخلص العمل لله تعالى و لا يكون للنفس فيه حظ و إنما يوفيها الله تعالى للعبد عطاء منه في الدنيا و جزاء في الآخرة بمشيأته و إرادته هو وحده

فالمؤمن يعبد الله إبتداءً قصد النجات من العذاب ثم في الأخير يحسن الضن بلله فيرجوه عند إنتهاء العمل كاملا أو عند الموت و بهذا يكون قد أخلص النية لله بين الخوف و الرجاء

و لقد رأيت من بعظهم التصريح بالرياء و إنما يدعوا و يطلب العلم قصد الإئتمام به و ليقال قارء و عالم و غيرها من المدائح الشرعية و لعله قد بلغ به الأمر أن أخذ تزكية من بعض العلماء أو طلبة العلم من أمثاله
و رأية من القرائن على ذلك ما لا يعد و لا يحصى

فأنا أعجب مما أراه مع إنكاره بالقلب لكن لكل شيء حد لابد أن ينتهي إله
فهل أنا على الحق أم أن عقلي قد لبس عليه من الشيطان الرجيم من الحسد و الغل
و لا أبرئ نفسي