@عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ أَنَّ النَّبِيَّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ قَالَ : " أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ ؛ السَّبْعَ وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ ؛ الْمَئِينَ ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ ؛ الْمَثَانِيَ ، وَفُضِّلْتُ ؛ بِالْمُفَصَّلِ " .
الحكم: (حديثٌ حسن) .
التخريج :
[أخرجه الطيالسي في "مسنده" (1112) ،وأحمد في "مسنده" (169820)، ،والطبري في "التفسير" (126)،و والطحاوي في ا"لمشكل" (1180) ،الطبراني في "الكبير" (75/22)ولم يذكر (الطوال)، ،وأبي نعيم في "معرفة الصحابة" (5885)،والبيهقي في "الشعب" (24159)،"والصغرى" له (716) كلهم من طرقٍ ، عن أبو العوام القطان عن قتادة عن أبي المليح عن واثلة بن الأسقع مرفوعاَ به .
وهذا إسنادٌ رجاله ثقات ،ـ غير أبو العوام القطان هذا ، فاختلفت فيه أقوال أهل العلم :
فقد وثقه : أحمد ، والعجلي ، والحاكم ، والساجي . وضعفه : ابن معين فقال : ليس بالقوي ، وقال البخاري : صدوق يهم ، وقال أبوداود : ضعيف ، وقال النسائي : ضعيف ، وقال الدارقطني :كان كثير المخالفة والوهم .
وقال ابن عدي : هو ممن يكتب حديثه . ولخص الحافظ حاله في "التفريب" فقال :(صدوقٌ يهم)، فهو على هذا فإنه لايحتمل التفرد بمثل هذا الحديث.
ولم ينفرد به بل تابعه علي : سعيد بن بشير عن قتادة به ،أخرج حديثه الطبري في التفسير(126)،والط راني في الكبير (187)،وفي "الشاميين" له (27349)،والبيهقي في "الشعب" (24085)،كلهم عنه عن قتادة عن أبي المليح عن واثلة مرفوعاً به .
وهذا متابعةٌ إسنادها ضعيف،لضعف سعيد بن بشير.
وهناك متابعةٌ أخرى لهما عن قتادة ،أخرجها : الثعالبي في "تفسيره" (الكشف والبيان 9/68) فقال :
أخبرنا أبو الحسن الحباري ، قال : حدّثنا أبو الشيخ الإصبهاني ، قال : أخبرنا ابن أبي عاصم ، قال : حدّثنا هشام بن عمّار ، قال : حدّثنا محمّد بن شعيب بن شابور ، قال : حدّثنا سعد ابن قيس ، عن قتادة ، عن أبي الملح الهذلي ، عن واثلة بن الأسقع به مرفوعاً.
وهذا سندٌ يعتبر به ـ، غير أنِّي لم أقف على ترجمةٍ لـــ (قيس بن سعد) هذا ،فإني لم أقف إلَّا على راوٍ اسمه : سعد بن قيس –أبو المغيرة الكوفي – وقيل قيس بن سعد ( قلبه بعضهم )وهو من الثانية ، من كبار التابعين ، قال عنه الحافظ (مقبول) .
قلت :ويستبعد أن يروى عنه : محمد بن شعيب بن شابور ، وهو "ثقة" ، من التاسعة ، خاصةً أنه قال : حدثنا _والله أعلم_.
وتابعهم : ليث بن أبي سليم متابعةً قاصرةً ، واختُلف عليه فيه :
فرواه الفزاري عنه عن أبي بردة عن أبي المليح عن واثلة بن الأسقع مرفوعاً به ، أخرجه الطبراني في الكبير برقم (8003،8004) ، ورواه فضيل بن عياض عنه ، عن أبي بردة ، عن أبي المليح ، عن أبي أمامة ، مرفوعاً به .فجعله من مسند أبي أمامة،.وعلى كلٍّ ؛ فالِإسناد مداره على : الليث، والليث "ضعيف".
وهناك متابعة أخرى لـقتادة عن أبي المليح،أخرجها :
البغوي في تفسيره(1/41)عن سعدان بن يحيى عن عبد الله بن أبي حميد عن أبي الحكم المليح الهذلي عن واثلة به مرفوعاَ.
وهذا إسنادٌ (ضعيفٌ جداَ) ،فيه عبيد الله بن أبي حميد –أبو الخطاب البصري-قال عنه الحافظ في التفريب (متروك الحديث).
تنبيه :
وقع في سند البغوي تصحيفٌ ،فــ (عبيد الله بن أبي حميد) ، اسمه (عبد الله بن اِبي حميد)،كما في التهذيب ، وكذلك ورد في السند أيضاً، أن كنية المليح –أبو الحكم –وأن اسمه (المليح) ،والصواب أنه: (أبو المليح بن أسامة الهذلي)،قيل اسمه :عامر،وقيل :زيد بن أسامة،وقيل ابن أسامة بن عامر بن عمير البصري . انظر التقريب.
وله شاهد من حديث أنس،أخرجه أبو محمد المروزي في (مختصرقيام الليل) (198) فقال :
حدثنا يحيى بن يحيى ، أخبرنا خارجة ، عن عبد الله بن عطاء ، عن إسماعيل بن رافع ، عن الرقاشي ، وعن الحسن ، عن أنس ، رضي الله عنه أنه سمع رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ يقول: " إن الله أعطاني السبع ؛ مكان التوراة ، وأعطاني الراءات : مكان الإنجيل ، وأعطاني ما بين الطواسين إلى الحواميم ؛ مكان الزبور ، وفضلني بالحواميم ، والمفصل ، ما قرأهن نبي من قبلي".
وهذا إسنادٌ مسلسلٌ بالعلل وهي كالتالي :
-عنعنة الحسن بن أبي الحسن البصري،وهومتهم بالتدليس، ولا تقبل عنعنته عند أهل العلم حتي يصرح بالتحديث.
-ويزيد بن أبان الرقاشيِ ، قال الحافظ (ضعيف).
-وإسماعبل بن رافع ، قال عنه الحافظ (ضعيف الحفظ).
--عبد الله بن عطاء ، قال الحافظ (صدوقٌ يخطئ ويدلس).
-وخارجة بن مصعب هذا ،قال عنه الحافظ (متروك).
وله شاهدٌ أخر عن ثوبان –رصى الله عنه- أخرج حديثه :
الثعالبي في"تفسيره" (9/68) ، والبغوي في "تفسيره" (4/391) كلاهما عن حجّاج بن محمّد ، عن أيّوب بن عتبة ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن شداد بن عبدالله ، عن أبي أسماء الرجبي ، عن ثوبان ، أنّ رسول الله _ صلى الله عليه وسلم_قال : ( إنّ الله أعطاني السبع الطوال مكان التوراة ، وأعطاني المئين مكان الإنجيل ، وأعطاني مكان الزبور المثاني ، وفضّلني بالمُفَضَل ) .
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ، فيه :
أيوب بن عتبة اليمامي ،قال عنه الحافظ في التقريب :"ضعيف".
ورُوي هذا الحديث مرسلاً، أخرجه :
محمد بن الضريس في "فضائل القرآن" (154،289)،والطبري في" التفسير"(127)، عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن النبي –صلى الله عليه وسلم- به .وهومرسلٌُ صحيحٌ ، يعضد سند أبو العوام القطان ، ويجعل الحديث يرتقي إلى الحُسن .
ورواه سعيد بن أبي هلال هذا الحديث بلاغاً عن النبي _صلى الله عليه وسلم _،أخرج حديثه : القاسم بن سلام في "فضائل القران" (334) فقال : حدثنا عبد الله بن صالح ، عن الليث بن سعد ، قال : حدثنا سعيد بن أبي هلال ، قال : بلغنا أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ قال : " أعطيت السبع الطول مكان التوراة " . ثم ذكر مثل ذلك-أي الحديث- قال عبد الله : لم يحفظ الليث عن سعيد إلَّا ثلاثة أحاديث هذا أحدها.وهذا معلٌ بالانقطاع.
& وفي النهاية نقولُ : أن الحديث يتقوى بمجموع الطرق التي سقناها، ويرتقي بها إلى :؛ الحُسن ، خاصة إذا ضم مرسل سعيد ين أبي قلابة إلى سند أبو العوام القطان ،فإنه كافٍ ليرتقي به السند إلى الحُسن.