الحق، الحق " بسم الله الرحمن الرحيم " إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره ونشهد أن محمدا عبده ورسوله الحبيب المصطفى والرسول المجتبى وآله وصحبه وسلم تسليما . وبعد : إن الاستمساك بالحق فضيلة ، والرجوع إلى الحق بعد الخطأ فضيلة ، والإقرار للخصم بالحق إذا كان صاحب حق فضيلة " والحق من أسماء الله ، يدور الانسان مع الحق حيث دار ولا يضره ولو كان وحيدا فريدا . قال تعالى { .. قُلِ اللهُ يَهْدِ إِلَى الْحَقِّ أَفَمَنْ يَّهْدِ إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُّتَّبَعَ أَمَّ لَا يَهَدِي إِلَّا أَنْ يُّهْدَى ...} إن المرء يعيش مع الحق وللحق لا يلتفت إلى الباطل ولا يقره وهذا هو شأن المؤمن قال الله تعالى { يَا أَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفِسِكُمُ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالَاقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِّيًّا اوْ فَقِيرًا فَاللهُ أَوْلَىَ بِهِمَا فَلَا تَتَّبِِعُوا الْهَوَى أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} 135 من سورة النساء ـ إنه القائم على الحق لا تأخذه في الله لومة لائم يقول الشاعر: ولا ألين لغير الحق أسأله ** حتى تلين لضرس الماضغ الحجر فالشاعر المؤمن يقول إني لا أستجيب لإنسان طلب مني غير الحق ولا يجد في لينا وتساهلا لأجل طلبه إلا كما تلين الحجر للضرس الماضغ لها وهذا كناية للمحال أي أنه لا يستجيب مهما كلفه الأمر وهذا شيء يدل على قوة العقيدة وصلابة العود التي عليها هذا الشاعر فإنه لا يقبل التنازل ولا يميل ولا يلين إلا للحق .