جزاكم الله خيرا
جزاكم الله خيرا
نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى التأدب في العلم وغيره.
قال الشيخ ناصر العقل في ((شرح لمعة الاعتقاد)) (2/ 6): ويتفرع عن هذه المسألة أيضاً مسألة ثالثة، وهي: ما الضابط الشرعي لضمان تحصيل العلم على أصوله السليمة عما يعتري الإنسان أحياناً من التعالي والتعالم والغرور والإعجاب أو سوء الأدب أو الجهل بأدب العلم والعلماء، والأدب مع المشايخ ونحو ذلك، فما الذي يضمن لطالب العلم أن يأخذ بالضوابط الصحيحة السليمة لطلب العلم الشرعي.أقول كما قال أهل العلم: إنه من الضروري لطالب العلم الذي يريد أن يأخذ العلم على أصوله السليمة أن يتلقاه عن أهله ولا يستقل بنفسه في طلب العلم، ولا يكتفي بأخذ العلم عن أقرانه ومن هم في سنه أو أكبر منه قليلاً فإن هذا يؤدي إلى كوارث لها نماذج في التاريخ قد لا يتسع الوقت لذكرها، أعني كوارث تؤدي إلى الأهواء وإلى النزاعات وإلى الصدام بين الأمة، وإلى الاستهانة بالعلم وأهله، وإلى خرق عصا الجماعة والطاعة بين المسلمين.
فمن هنا كان من الضروري لطالب العلم أن يكون طالب علم ينفع نفسه وينفع أمته وأن يطلب العلم على أهله كما جاء في الأثر وبعضهم رفعه حديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يحمل هذا العلم -وقيل: هذا الدين- من كل خلف عدوله) يعني: من كل عصر العدول فيه، والعدول هم الرجال الثقات العلماء المتبحرون.
وفقكم الله شيخنا الجليل
وأعاننا وإياكم على العمل بما تفضلتم به
وخاصة الأدب العاشر
العمل بالعلم
فهي المرادة من هذا كله
وعجبا لطلاب العلم عجبا
اللهم وفقنا لمرضاتك آمين
بارك الله فيك أخانا العزيز أبا خزيمة.
أين كنت؟ لقد افتقدناك فترة
أخشى أن أتشبع بما لم أعطه
أسأل الله أن يبصرنا بعيوبنا
والله إننا لفي شأن والعلماء في شأن آخر
أحبك في الله
نسأل الله تعالى أن ينفع بما كتبنا
آمين
نرجو من الإخوة المشاركة والتفاعل ، بذكر بعض الآداب التي يقفون عليها
في كتاب العلم ص 58 :
" ولا شك أن الإنسان كلما ازداد علما، ازداد معرفة، وازداد فرقانا بين الحق والباطل، والضار والنافع، وكذلك يدخل فيه ما يفتح الله على الإنسان من الفهم، لأن التقوى سبب لقوة الفهم ، وقوة الفهم يحصل بها زيادة العلم ، فإنك ترى الرَّجلين يحفظان آية من كتاب الله، يستطيع أحدهما أن يستخرج منها ثلاثة أحكام ، ويستطيع الآخر أن يستخرج أكثر من هذا بحسب ما آتاه الله من الفهم " .
من كتاب العلم للعلامة ابن عثيمين -رحمه الله- في الفصل الأول آداب طالب العلم :
الأمر الخامس: العمل بالعلم:
أن يعمل طالب العلم بعلمه عقيدة وعبادة، وأخلاقاً وآداباً ومعاملةً ؛ لأن هذا هو ثمرة العلم وهو نتيجة العلم، وحامل العلم كالحامل لسلاحه، إما له وإما عليه، ولهذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( القرآن حجة لك أو عليك)) .
لك إن عملت به، وعليك إن لم تعمل به، وكذلك يكون العمل بما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم بتصديق الأخبار وامتثال الأحكام ، إذا جاء الخبر من الله ورسوله فصدقه وخذه بالقبول والتسليم ولا تقل: لم؟ وكيف؟ فإن هذا طريقة غير المؤمنين فقد قال الله تعالى: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً} (الأحزاب الآية :36) .
والصحابة كان النبي صلى الله عليه وسلم يحدثهم بأشياء قد تكون غريبة وبعيدة عن أفهامهم، ولكنهم يتلقون ذلك بالقبول لا يقولون: لم؟ وكيف؟ بخلاف ما عليه المتأخرون من هذه الأمة، نجد الواحد منهم إذا حُدًث بحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وحار عقله فيه نجده يورد على كلام الرسول صلى الله عليه وسلم الإيرادات التي تستشف منها أنه يريد الاعتراض لا الاسترشاد، ولهذا يحال بينه وبين التوفيق، حتى يرد هذا الذي جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه لم يتلقه بالقبول والتسليم.
وأضرب لذلك مثلاً ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له)).
هذا الحديث حدّث به النبي صلى الله عليه وسلم وهو حديث مشهور بل متواتر، ولم يرفع أحد من الصحابة لسانه ليقول: يا رسول الله كيف ينزل؟ وهل يخلو منه العرش أم لا؟ وما أشبه ذلك، لكن نجد بعض الناس يتكلم في مثل هذا ويقول كيف يكون على العرش وهو ينزل إلى السماء الدنيا؟ وما أشبه ذلك من الإيرادات التي يوردونها، ولو أنهم تلقوا هذا الحديث بالقبول وقالوا إن الله – عز وجل – مستو على عرشه والعلو من لوازم ذاته، وينزل كما يشاء- سبحانه وتعالي – لاندفعت عنهم هذه الشبهة ولم يتحيروا فيما أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه.
إذن الواجب علينا أن نتلقى ما أخبر الله به ورسوله من أمور الغيب والتسليم، وأن لا نعارضها بما يكون في أذهاننا من المحسوس والمشاهد؛ لأن الغيب أمر فوق ذلك، والأمثلة على ذلك كثيرة لا أحب أن أطيل بذكرها، إنما موقف المؤمن من مثل هذه الأحاديث هو القبول والتسليم بأن يقول صدق الله ورسوله كما أخبر الله عن ذلك في قوله: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ } (البقرة الآية: 285) .
فالعقيدة يجب أن تكون مبنية على كتاب الله وسنة رسوله، وأن يعلم الإنسان أنه لا مجال للعقل فيها لا أقول مدخل للعقل فيها، وإنما أقول لا مجال للعقل فيها، إلا لأن ما جاءت به من نصوص في كمال الله شاهدة به العقول، وإن كان العقل لا يدرك تفاصيل ما يجب لله من كمال لكنه يدرك أن الله قد ثبت له كل صفة الكمال لابد أن يعمل بهذا العلم الذي منّ الله به عليه من ناحية العقيدة...
هذه هي التي قل العاملون بها فنسوا أنفسهم وشغلهم الله بغيرهم .
فكما قيل .
إذا أردت ان تعلم مقامك فانظر أين أقامك .
هناك قوم نصبوا أنفسهم للدفاع عما يظنونه حقا فشغلوا بما يدافعون عنه عما يجب عليهم ان يدفعوه عن أنفسهم .(النار)
فتقربوا لها بهتك الاعراض والصد عن سبيل الله وتركوا العمل بما يقولون .وفيهم يصدق قول ربنا (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون أنهم يحسنون صنعا )
ألا يخافون من قوله سبحانه (وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون)
بكي محمد بن المنكدر منها حتى فزع أهله فأرسلوا إلى أبي حازم ليدركه وينظر ماذا جرى فأخبره فظل يبكي بجواره
لو أن للطاعنين قلوبا يقظة لضنوا بحسناتهم على المطعون فيه ، كيف وهم يتقربون إلى الله بالطعن واللمز والهمز،
سبحان الله (الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثيرا من الناس وفضلنا على كثير من عباده تفضيلا.
يولون غيرهم النصح وإن نوصحوا استكبروا فحظهم ضعيف جدا من الفهم عن الله ورسوله
وكما نقلت الفاضلة
في كتاب العلم ص 58 :
" ولا شك أن الإنسان كلما ازداد علما، ازداد معرفة، وازداد فرقانا بين الحق والباطل، والضار والنافع، وكذلك يدخل فيه ما يفتح الله على الإنسان من الفهم، لأن التقوى سبب لقوة الفهم ، وقوة الفهم يحصل بها زيادة العلم ، فإنك ترى الرَّجلين يحفظان آية من كتاب الله، يستطيع أحدهما أن يستخرج منها ثلاثة أحكام ، ويستطيع الآخر أن يستخرج أكثر من هذا بحسب ما آتاه الله من الفهم " .
قلت هذا ناتج عن قوة التزكية
قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها وأقوى التفسير فيها كما ذكر بن القيم رحمه الله أن المخبر عنه هو العبد ونسبة التزكية لله ضعيف .
فمن أخذ نفسه بتهذيبها وحملها على تطبيق الآداب الشرعية هو سائر في تزكيتها وبالتالي في فلاحها والعكس بالعكس والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ورأس الأمر وملاكه تقوى الله عز وجل (واتقوا الله ويعلمكم الله )
اللهم ارزقنا تقواك آمين
ومن أكبر المعينات على راحة القلب كفه عن الصور المحرمه يجمع بها شتات القلب . فإذا أضاف إليه ترك التشاغل بما لا يعنيه من أمور الدنيا جمع أكثر قلبه عليه فإن زاد التفكر في الآخرة جمع نورا على نور ما بقي إلا أن يقبل بقلب حي أزيلت امامه العقبات فصار القلب مهيئا لطلب الحق وطلب العلم والانشغال بما ينفع .
صرف الله عنا وعنكم القواطع
آمين
بارك الله فيكم ، نستأذنكم في نسخ النقاط أعلاه بتصرف في بعضها لنشرها .
جزاكم الله خيرا ونفع بكم الأمة