نور على نور " قال تعالى بعد ذكر قصة قوم لوط { إن في ذلك لآيات للمتوسمين } وقال بعد أن أمر بغض البصر عن المحرمات في سورة النور { الله نور السماوات والأرض } سر هذا أن الجزاء من جنس العمل فمن غض بصره عن الحرام أبدله الله نورا في قلبه يرى به ما لا يراه ببصره فإذا خلصت المرآة من الصدأ انطبعت فيها الصورة كما هي على حقيقتها . عكس المرآة التي بها الصدأ ، قال محمد بن سعيد الوراق : من غض بصره عن محرم أورثه الله بذلك حكمة على لسانه يهتدي بها سامعوه ، ومن غض نفسه عن شبهة جعل الله في قلبه نورا يهتدي به إلى طريق مرضاة الله ، ويتفرع عن هذا أن نور القلب وإشراقه يظهر في العين ، وفي الوجه ، وفي الجوارح / كما أن إطلاق البصر يورثه ظلمة تظهر في وجهه ، وجوارحه . ثمرات : / من غض بصره فقد امتثل لأمر الله / من غض بصره كان ذلك سببا لدخوله الجنة / من ترك النظر إلى النساء جعل الله في قلبه حلاوة من ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه . / من غض بصره فقد سد بابا من أبواب جهنم . / بغض البصر يقوى العقل ويثبت / بغض البصر يفتح له باب العلم لأن العلم نور يقذفه الله في القلوب ونور الله لا يهدى لعاص . / غض البصر يورث انشراح الصدر ويفرح النفس والقلب . / يخلص القلب من أسر الشهوات ورقدة الغفلة واستحكامها عليه فانتبه ؟؟