كان شيخنا صبحي السامرائي ممن يمارس الرقية حسبة لله ايام تجواله لجمع المخطوطات وتصويرها وذكر لنا في مجالس اقراء الحديث ان في احد البلاد الغربية كان يقراء ايات الرقية على احد المصابين وقد فوجئ ان الجن المتلبس بالمصاب هو من الرافضة ومن مدينة شيعية معروفة بالعراق فقال للجن : ما الذي اتى بك الى هناك او كلمة نحوها ؟.
والشيخ مع اشتغاله بعلم الحديث وتحقيق المخطوطات وتدريس الحديث وتاجيز الطلاب الا ان لم يغفل عن واجب الدعوة والامر بالمعروف رغم ما كان يمر به من مضايقات من قبل السلطات انذاك وقد اضطر في السنين الاخير الى ان ينخرط في سلك وظائف الاوقاف والشؤون الاسلامية بالرغم من علمه بمساؤئها ومشاكلها الا انه فعل ذلك لتكون دروسه ومواعظه رسمية وقانونية وقد فتحت له ابواب الدعوة ومنها انطلق لتدريس الكتب الست وحينها توافد الطلاب من كل انحاء العراق الى مسجد بغداد الجديدة لتلقي علم الحديث وكانت البداية تدريس كتاب رياض الصالحين ودروس وعظية ثم تدريس كتاب مختصر البخاري ثم صحيح البخاري ومسلم والكتب الستة وكان رعاه الله يذكر الكثير من اخبار اسفاره في بلاد الغرب ونوادر المخطوطات والحكيات عن العلم والعلماء وخرافات الشيعة والصوفية والاجابة على اسئلة الطلاب وكان يفضل ان تكون دروسه بعد صلاة العصر لانشغاله بعد الفجر الى مجالس الكتاب والمفكرين والادباء في شار المتنبي ومتابعة طباعة الكتب والمنشورات وغير ذلك .
اذكر اني – في بداية طلب العلم - حصلت موافقة من الشيخ الفاضل نوري في طباعة كتاب وكانت اللجنة المختصة للنظر في المطبوعات من علماء من توجهات مختلفة وكان ضمن اللجنة فلما راى الكتاب انكر ذلك اشد الانكار واخفى الكتاب فلما التقيت به للسؤال عن الكتاب غضب جدا وقال الا تعلم لو طبع الكتاب ماذا سيحصل ومنها ادركت حكمة الشيخ وعلمه في التربية على معالي الامور ...
ومن ذلك ان شيخنا حارث الضاري طلب-ايام الدراسة عليه - من شيخنا مخطوط تغليق التعليق لابن حجر وارسلني لاجل هذه المهمة فبادر شيخنا بالكتاب دون تردد وهذه عادته وسجيته الا ان البعض استغلها فاخذ منه مخطوطات كثيرة ولم يرجعها وقد فقد الشيخ بهذه الصورة مخطوطات نادرة بعضها نسخة يتيمة مع ان الشيخ كان يحرص ان يصور المخطوط في اكثر من نسخة وتبقى الاصل لديه محفوظ في مكان في اعلى البيت فلما راى الشيخ حارث مخطوط تغلبق التعليق – عام 86 – قال سيكون تحقيق هذا الكتاب مشروع العمر ولكن الشيخ حارث انشغل بعدها وبقي المخطوط حبيسا لديه ....يتبع ..