تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 41 إلى 56 من 56

الموضوع: ما حكم طلب الشفاعة من الشهيد ؟

  1. #41
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    وجزاكم مثله
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. #42
    تاريخ التسجيل
    Oct 2013
    المشاركات
    55

    افتراضي

    بارك الله فيكم .. وعلى هذا النقل الطيب ..

    أما طلب الشفاعة من الموتى فهذا مفروغ منه .. وأنه من الشرك الأكبر ..

    لكن الذي يحتج به الناس .. وهو أصل البحث في هذا الموضوع .. هو طلبها من الحي الذي يعتقد فيه الصلاح ! كطلبها من المجاهد الذي ترجى شهادته .. (اذا استشهدت اشفع لي يوم القيامة !) .. يقولون :
    1- أجمع العلماء على أن الصحابة كانو يستشفعون بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو حي .
    2 - طلب الناس الشفاعة من النبي يوم القيامة وهو حي بينهم ..

    محل النزاع :
    1 - هل يجوز طلب الشفاعة [ليوم القيامة] من الحي الذي يعتقد فيه الصلاح .. كالشهيد مثلا ؟
    2 - هل هذا الفعل من الشرك الأكبر .. بناءا على أنها طلبت من غير الله عز وجل ؟

    بارك الله فيكم .. والله إنا لنستفيد من هذه المباحثات فوائد جمة ..

  3. #43
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عمريروش مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم .. وعلى هذا النقل الطيب ..

    أما طلب الشفاعة من الموتى فهذا مفروغ منه .. وأنه من الشرك الأكبر ..

    لكن الذي يحتج به الناس .. وهو أصل البحث في هذا الموضوع .. هو طلبها من الحي الذي يعتقد فيه الصلاح ! كطلبها من المجاهد الذي ترجى شهادته .. (اذا استشهدت اشفع لي يوم القيامة !) .. يقولون :
    1- أجمع العلماء على أن الصحابة كانو يستشفعون بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو حي .
    2 - طلب الناس الشفاعة من النبي يوم القيامة وهو حي بينهم ..

    محل النزاع :
    1 - هل يجوز طلب الشفاعة [ليوم القيامة] من الحي الذي يعتقد فيه الصلاح .. كالشهيد مثلا ؟
    2 - هل هذا الفعل من الشرك الأكبر .. بناءا على أنها طلبت من غير الله عز وجل ؟

    بارك الله فيكم .. والله إنا لنستفيد من هذه المباحثات فوائد جمة ..
    بل ان أهل العلم تكلموا في هذ المسألة وقالوا بأن طلب الشفاعة لا يجوز سواء من الحي أو الميت؛ لأن الذي طلبت منه الشفاعة وهو حي لا يدري هل يأذن الله له أم لا، والذي طلب الشفاعة لا يدري هل يرضى الله عنه أم لا، وانما تطلب الشفاعة من الله وحده، فيقول اللهم شفع في أنبيائك أوملائكتك أو المؤمنين أو نحو ذلك ممن علم بالدليل أن لهم شفاعة وانظر هذا الكلام للشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه لكشف الشبهات.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  4. #44
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    60

    افتراضي

    جزاكم الله خير

  5. #45
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    وجزاكم مثله
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  6. #46
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    وأما منع الشيخ ابن عثيمين لهذا الأمر؛ فلأنه اعتبره عبث؛ حيث إن المطلوب منه لا يعلم هل سيرضى الله عنه، وهل سيأذن له أم لا، وهل يرضى الله تعالى عن الطالب لا.
    وأما الشيخ ابن باز فأباحه لأنه رأى أن الأمر ليس شركًا.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  7. #47
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: ما حكم طلب الشفاعة من الشهيد ؟

    .............................. ....

    لو احتج محتج بجواز طلب الشفاعة ممن يظن انه اهل لذلك بحديث الشفاعة الطويل
    و فيه ان الانبياء طلبوا الشفاعة من غير النبي صلى الله عليه و سلم
    فيفرق بين من يكون طلبه و ظنه مبني على امور شرعية و بين من يكون ظنه مبني على غير ذلك ؟

  8. #48
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ما حكم طلب الشفاعة من الشهيد ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    .............................. ....

    لو احتج محتج بجواز طلب الشفاعة ممن يظن انه اهل لذلك بحديث الشفاعة الطويل
    و فيه ان الانبياء طلبوا الشفاعة من غير النبي صلى الله عليه و سلم
    فيفرق بين من يكون طلبه و ظنه مبني على امور شرعية و بين من يكون ظنه مبني على غير ذلك ؟
    بارك الله فيك اخى الكريم الطيبونى-- الامور الشرعية اخى الكريم الطيبونى مبنية على الشفاعة المثبتة يقول الشيخ صالح ال الشيخ-هل تنفع الشفاعة مطلقا أم لابدَّ أيضا من قيود؟ نعم الشفاعة تنفع؛ لكن لا بدَّ من شروط، ولهذا أورد الآيتين بعدها، قال جل وعلا ?مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ?[البقرة:255]، قال (وقوله: ?وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى?[النجم:26]) فوجه الاستدلال من الآية الأولى أن فيها قيد الإذن؛ فليس أحد أن يشفع إلا بشرط أن يأذن الله له (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ) يعني لا أحد يشفع عند الله إلا بإذنه لا الملائكة ولا الأنبياء ولا المقربون، وإنما الله جل وعلا هو الذي يملك الشفاعة.
    إذا كان كذلك وأنه لا بد من إذنه جل وعلا، فمن الذين يأذن الله جل وعلا لهم؟
    لا أحد -إذن- يبتدئ بالشفاعة دون أن يؤذن له، فإذا كان كذلك -فإذن رجع الأمر إلى أنَّ الله هو الذي يوفق للشفاعة وهو الذي يأذن بها، ولا أحد يبتدئ بالشفاعة.
    كذلك الآية الأخرى قال(إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ) يعني من الشافعين (وَيَرْضَى) يرضى قول الشافع ويرضى أيضا عن المشفوع له.
    هذه هى الشروط---
    وإذا ثبت انه لا أحد يملكها وأن من يشفع إنما يشفع بإكرام الله له وبإذنه جل وعلا له، فإذن كيف يتعلق المتعلق بهذا المخلوق؟ إنما يتعلق بالذي يملك الشفاعة، ولهذا شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام يوم القيامة حاصلة لكن نطلبها ممن؟ نطلبها من الله؛ فنقول: اللهم شفِّع فينا نبيك. لأنه هو الذي يفتح ويُلهم النبي عليه الصلاة والسلام أن يشفع في فلان وفي فلان؛ في من سألوا الله أن يشفع لهم النبي عليه الصلاة والسلام. ......فالشفاعة تنفع بشرط أن يأذن الله، فإذن لا يبتدئ هذا الشافع فيشفع..[كفاية المستزيد]-----------------------------------
    ويقول الشيخ صالح ال الشيخ -الشفاعة هي الدعاء، وطلب الشفاعة هو طلب الدعاء، فإذا قال قائل: أستشفع برسول الله. كأنه قال: أطلب من الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو لي عند الله. فالشفاعة طلب، ولهذا من استشفع فقد طلب الشفاعة، فالشفاعة دعاء، وهي الدعاء أيضا.
    فلهذا صار كل دليل تقدم لنا، وكل دليل في الكتاب أو في السنة فيه إبطال أن يدعى مع الله جل وعلا إلها آخر يصلح أن يكون دليلا للشفاعة؛ يعني لإبطال الاستشفاع بالموتى وبالذين غابوا عن دار التكليف، لأن حقيقة الشافع أنه طالب، وأن حقيقة المستشفع أنه طالب، فالشافع في ظن المستشفع يدعو، والمستشفع يدعو من أراد منه الشفاعة؛ يعني إذا أتى آتٍ إلى قبر النبي أو قبر ولي أو نحو ذلك فقال: استشفع بك أو أسألك الشفاعة. يعني طلب منه ودعاه أن يدعوا له.
    فلهذا صار صرفها أو صار التوجه بها إلى غير الله جل وعلا شرك أكبر؛ لأنها في الحقيقة دعوة لغير الله؛ لأنها في الحقيقة سؤال من هذا الميْت، سؤال والتوجه بالطلب والدعاء من غير الله جل وعلا، فيتوجه إلى غير الله بالسؤال والطلب والدعاء.

    إذن فالشفاعة عرفتَ معناها، وأنَّ التوجه إلى غير الله بالشفاعة -يعني بطلب الشفاعة- شرك أكبر إذا كان هذا المتوجَّه إليه من الأموات------------------------------------------------، أما إذا كان حياًّ فإنه في دار التكليف يُطلب منه أن يشفع عند الله بمعنى أن يدعُوَ وقد يجاب دُعاءه وقد لا يجاب، أو كما يحصل أن يشفع بعض الناس لبعض بالشفاعة الحسنة أو بالشفاعة السيئة، من يشفع شفاعة حسنة ومن يشفع شفاعة سيئة، فهذا يحصل لأنهم في دار تكليف ويقدرون على الإجابة، وقد أذن الله في طلب الشفاعة منهم بأن يدعوا، لهذا - كان الصحابة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ربما أتى بعضهم النبي عليه الصلاة والسلام وطلب أن يشفع له -يعني أن يدعوا له-------------------------اما اذا وصى بها حى حاضر ذاهب للجهاد كما فى كلام الشيخ بن باز فيحتاج الى توضيح- والموافق للاصول الشرعية المنع من ذلك لانه كما تقدم لا احد يبتدئ بالشفاعة الا من بعد ان يأذن الله ويرضى -- ولكن كلام الشيخ بن باز مقيد ومعلق انه اذا رزق هذا الحى الشهادة وصار يوم القيامة واذن الله له بأن يشفع فيختار هذا الموصى له اذا كان اهلا للشفاعة لان كلام الشيخ بن باز لا يخرج عن قيود الشفاعة المثبتة فلابد ان يقيد ويعلق بها لان الشفاعةلا يبتدئ بهااحد و لا أحد يملكها يوم القيامة حتى الانبياء وانما الذي يفتح ويُلهم ويوفق لها الله جل وعلا--------------------------------اما اذا طلبها من حى غائب-- يقول الشيخ صالح ال الشيخ فى شرح كشف اللشبهات--(فإن الشفاعة أعطيها غير النبي - صلى الله عليه وسلم - فصح أن الملائكة يشفعون أتقول: إن الله أعطاهم الشفاعة وأطلبها منهم؟) - أعطوا الشفاعة وأنا أطلبه مما أعطاه الله، فقل -هذا من جهة الإلزام؛ لأن الإلزام إن التزمه تناقض فصار مبطلا، وإن لم يلتزمه تناقض أيضا وصار مبطلا -فإذن هل يكون هذا الذي احتج بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطي الشفاعة يقول بأن كل من أعطي الشفاعة يُسأل الشفاعة ونقول كذلك الملائكة إذن الملائكة يشفعون فهل يطلب المسلم الشفاعة من الملائكة ويقول: يا جبريل اشفع لي عند الله، وهذا لا قائل به حتى عباد القبور لا يقول بهذا لأنهم لو قالوا به صاروا إلى دين الجاهلية بالاتفاق وصاروا مشركين بالاتفاق.
    فإذن هذه الحجة حجة إلزامية، يُحتج عليهم بما يقرون به على ما يحتجون له، فهم يقرون أن الملائكة يشفعون، ويقال لهم: النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطي الشفاعة كما ذكرتم؛ ولكن نهينا أن نسأله الشفاعة، فإن قالوا: لا؛ بل أعطيها ونسأله الشفاعة، نقول لهم الملائكة يعني نبرهن لهم بالبرهان الأول (فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) فإن لم ينفع فيهم فنقول لهم الملائكة أيشفعون؟ فإن قالوا: لا. فنقول لهم: بل يشفعون؛ لأن الله جل وعلا قال فيهم قال ?وَلا يَشْفَعُونَ إِلاّ لِمَنِ ارْتَضَى?[الأنبياء:28] ولأنه ثبت في الحديث الصحيح أن الله جل وعلا يقول يوم القيامة"شفعت الملائكة وشفعت الأنبياء وشفع العلماء ولم يبق إلا رحمة أرحم الراحمين فيخرج بعثا من النار" إلى آخر الحديث.

    فإذن إذا قلنا له الملائكة تشفع بنص القرآن، وأخبر الله أنهم يشفعون والنبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر، فاسأل الملائكة أن يشفعوا لك، فإن قال به ولا قائل به فيصير إلى دين المشركين بالاتفاق الذي بيننا وبين عباد القبور.[ بتصرف من كشف الشبهات حتى يناسب المقام]

  9. #49
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: ما حكم طلب الشفاعة من الشهيد ؟

    والشفاعة يوم القيامة لها شروط ثلاثة لا تكون حتى تتحقق جميعها ، وهي :
    1. إذْن الله سبحانه وتعالى للشافع أن يشفع .
    2. رضاه سبحانه عن الشافع .
    3. رضاه سبحانه عن المشفوع فيه .
    وانظري تفصيل هذا في جوابي السؤالين
    ( 21672 ) و ( 11931 ) .
    والذي أردنا بيانه لكِ – أختنا السائلة – أنه يوجد شفاعة من المؤمنين بعضهم لبعض ، سواء في عدم دخول النار ، أو بالخروج منها ، أو برفع الدرجات ، لكنَّ الشفاعة تلك لا تكون إلا بإذن الله تعالى ، فلا يشفع أحدٌ عند الله تعالى حتى يُؤذن له ، ومن أين لنا الجزم بأن فلاناً سيأذن له ربُّه تعالى في أن يشفع لنا ؟! ومن أين لنا أن الله تعالى سيقبل شفاعته سواء مطلقاً أو في فلان ؟! .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : " ولهذا كان سيد الشفعاء صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا جاء الخلائق يوم القيامة يطلبون الشفاعة من آدم فيعتذر ، ثم يطلبونها من نوح ومن إبراهيم ثم موسى ثم من عيسى فيقول : اذهبوا إلى محمد فإنه عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، قال : ( فأذهب إلى ربي فإذا رأيت ربي خررتُ ساجداً فأحمد ربي بمحامدَ يفتحها عليَّ لا أُحسِنُها الآن فيقول : أي محمد ، ارفعْ رأسَك ، قُلْ تُسمعْ ، وسَلْ تُعطَه ، فأشفع ) – متفق عليه - .
    فبيَّن صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه إذا أتى ربَّه لا يشفع حتى يُؤذن له ، بل يبدأ بالسجود لله والثناء عليه ، فيأذن له ربه في الشفاعة" انتهى من" جامع المسائل " ( 4 / 290 ) .
    وقال – رحمه الله – أيضاً - : " فهذا خير الخلق وأكرمهم على الله إذا رأى ربه لا يشفع حتى يسجد له ويحمده ، ثم يأذن له في الشفاعة ؛ فيحد له حدّاً يدخلهم الجنة ، وهذا تصديق قوله تعالى ( مَنْ ذَا الذِّي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ) إلى غير ذلك من الآيات ، وقد جاء في الحديث الصحيح أنه ( تشفع الملائكة والنبيون والمؤمنون ) ، لكن بإذنه في أمور محدودة ليس الأمر إلى اختيار الشافع ، فهذا فيمن علم أنه يشفع ... والرجل الصالح قد يشفعه الله فيمن يشاء ، ولا شفاعة إلا في أهل الإيمان " انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 2 / 106 ) .
    والمؤمن عليه أن يعمل بطاعة ربِّه تعالى ويترك مخالفته ، ولا ينبغي له تعليق أمره على شفاعة أحد ، وقد ذكرنا في جواب السؤال رقم ( 140545 ) أنه لا يجوز ترك العمل الصالح بحجة شفاعة المؤمنين لنا يوم القيامة ، فلينظر .
    وأنتِ ترين أن المؤمن الصادق في إخوته يشفع لإخوانه يوم القيامة إن أذن الله تعالى له بذلك حتى لو لم يحصل اتفاق معهم في الدنيا على ذلك . بل لا نعلم أصلا من حال السلف لهذا الاتفاق والمواعدة ، وما فيه من التحديد : لا يخلو من تكلف ظاهر ، فأقل ما يقال فيه : إن الأولى ترك تكلف ذلك ، والانشغال به ، والتعلق به ، وليكن همكنَّ منصبّاً على تحقيق التوحيد في حياتكنَّ ، والقيام بالطاعات ، والحرص على رضا الله تعالى ، فهذا خير ما ينشغل به المؤمن في دنياه .
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  10. #50
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: ما حكم طلب الشفاعة من الشهيد ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    حبذا لو وقفنا على أثر عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- الذي ذكره الشيخ العدوي وبحثنا عن صحته، فلو كان ذلك لكان شاهدًا في محل النقاش.
    وجدته ولله الحمد والمنَّة:

    عند مسلم: (29)، غيره: عَنْ الصُّنَابِحِيِّ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَبَكَيْتُ، فَقَالَ: مَهْلًا، لِمَ تَبْكِي؟ فَوَاللهِ لَئِنْ اسْتُشْهِدْتُ لَأَشْهَدَنَّ لَكَ، وَلَئِنْ شُفِّعْتُ لَأَشْفَعَنَّ لَكَ، وَلَئِنْ اسْتَطَعْتُ لَأَنْفَعَنَّكَ ، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ مَا مِنْ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكُمْ فِيهِ خَيْرٌ إِلَّا حَدَّثْتُكُمُوه ُ، إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا وَسَوْفَ أُحَدِّثُكُمُوه ُ الْيَوْمَ، وَقَدِ اُحِيطَ بِنَفْسِي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: (مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ النَّارَ).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  11. #51
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ما حكم طلب الشفاعة من الشهيد ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    وجدته ولله الحمد والمنَّة:

    عند مسلم: (29)، غيره: عَنْ الصُّنَابِحِيِّ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَبَكَيْتُ، فَقَالَ: مَهْلًا، لِمَ تَبْكِي؟ فَوَاللهِ لَئِنْ اسْتُشْهِدْتُ لَأَشْهَدَنَّ لَكَ، وَلَئِنْ شُفِّعْتُ لَأَشْفَعَنَّ لَكَ، وَلَئِنْ اسْتَطَعْتُ لَأَنْفَعَنَّكَ ، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ مَا مِنْ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكُمْ فِيهِ خَيْرٌ إِلَّا حَدَّثْتُكُمُوه ُ، إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا وَسَوْفَ أُحَدِّثُكُمُوه ُ الْيَوْمَ، وَقَدِ اُحِيطَ بِنَفْسِي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: (مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ النَّارَ).
    هذا الحديث الشفاعة المثبتة فيه معلقة كما تقدم التعليق على مقصود كلام الشيخ بن باز -والجملة الشرطية تؤكد ذلك اخى الكريم ابو البراء
    لَئِنْ اسْتُشْهِدْتُ لَأَشْهَدَنَّ
    تدخل أداة الشرط على فعلين، فيسمى الأول فعل الشرط، ويسمى الثاني جواب الشرط-- وهذه الجملة تفيد -امتناع الجواب لامتناع تحقق الشرط -----يقول الشيخ بن عثيمين إذا علق ثواب على عمل فهل نجزم به لمن عمله - الجواب - الثواب المعلق أو المرتب على عمل هل يلزم أن يحصل لكل من عمل هذا العمل ؟ لا ، لأنه قد يكون هناك موانع ---
    وجدته ولله الحمد والمنَّة:
    يقول الشيخ بن عثيمين رحمه الله على هذا الحديث فى شرح صحيح مسلم كتاب الايمان -حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن ابن عجلان عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز عن الصنابحي عن عبادة بن الصامت أنه قال : ( دخلت عليه وهو في الموت فبكيت فقال : مهلا ، لم تبكي ؟ فوالله لئن استشهدت لأشهدن لك ، ولئن شفعت لأشفعن لك ، ولئن استطعت لأنفعنك ، ثم قال : والله ما من حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكم فيه خير إلا حدثتكموه ، إلا حديثا واحدا وسوف أحدثكموه اليوم ، وقد أحيط بنفسي ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : من شهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، حرم الله عليه النار ) .
    الشيخ : تركيب الحديث فيه شيء من الركاكة في أوله عن الصنابحي عن عبادة بن الصامت أنه قال : دخلت عليه ظاهره أن الفاعل في قال يعود على عبادة ولكنه يعود على الصنابحي ، دخل على عبادة وهو في سياق الموت ، وفي هذا إشارة إلى أن عبادة بن الصامت رضي الله عنه حدث بهذا الحديث عند موته وهذا كما فعل معاذ بن جبل رضي الله عنه حين حدثه النبي صلى الله عليه وسلم أن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئا فقال : يا رسول الله ، أفلا أبشر الناس؟ قال : لا تبشرهم فيتكلوا ، لكن معاذا أخبر بذلك عند موته تأثما يعني خوفا من الإثم ، وهكذا عبادة بن الصامت كأنه أمسك عن التحديث بهذا الحديث خوفا من أن يتكل الناس عليه.-----وكما قدمنا سابقا لابد من التقييد والتعليق
    كلام الشيخ بن باز لا يخرج عن قيود الشفاعة المثبتة فلابد ان يقيد ويعلق بها لان الشفاعةلا يبتدئ بهااحد و لا أحد يملكها يوم القيامة حتى الانبياء وانما الذي يفتح ويُلهم ويوفق لها الله جل وعلا
    -هذا هو المحكم [هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ

  12. #52
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ما حكم طلب الشفاعة من الشهيد ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة

    لا يجوز أن تطلب الشفاعة في الدنيا من ميت أو غائب ، ولو كان قد ثبت أنه شفيع في الآخرة ، فلا يجوز أن يقال: يا رسول الله اشفع لي، أو يا ملائكة الله اشفعوا لي، مع أن الملائكة والنبيين سيشفعون يوم القيامة ؛ لأن طلب الشفاعة إنما يكون في وقته ، حين يكون النبي حيا حاضرا، فيأتيه الناس فيقولون له: اشفع لنا عند ربك، كما جاء في حديث الشفاعة المشهور .
    وأما الطلب الآن فهو طلب من غائب ، لم يؤذن في الطلب منه، فيكون ممنوعا داخلا في عموم تحريم سؤال غير الله ودعائه .
    ولهذا لم يرد عن أحد من الصحابة أنه طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته.
    وطلب الدعاء أو الشفاعة من الميت، بأن يقول: ادع الله لي، أو اشفع لي عند ربك، فيه خلاف هل هو شرك أو ذريعة إلى الشرك .
    وأما الطلب المباشر من الميت كقوله: فرج كربي، أو اقض حاجتي، أو أعني، أو المدد، فهذا شرك أكبر ، اتفاقا.-[
    حكم قول: يا رمضان اشفع لنا عند ربك

    ]
    http://majles.alukah.net/t170670/
    نعم بارك الله فيك هذا هو الموافق للضوابط الشرعية والاصول المرعية من حماية جناب التوحيد وسد كل الطرق المؤدية اليه-------------------------
    وطلب الدعاء أو الشفاعة من الميت، بأن يقول: ادع الله لي، أو اشفع لي عند ربك، فيه خلاف هل هو شرك أو ذريعة إلى الشرك .
    - قد بينا الجواب الشافى على انه شرك اكبر على رابط هذا الموضوع-[شبهة عند المتخذين وسائط بينهم وبين الله يجيب عنها شيخ الإسلام

    ]---------------
    وطلب الدعاء أو الشفاعة من الميت، بأن يقول: ادع الله لي، أو اشفع لي عند ربك،
    يقول الشيخ صالح ال الشيخ -س/ إذا قيل للشهيد أو للرسول عند قبره اشفع لي يوم تبعث فما حكم ذلك؟
    ج/ هذا الذي نتكلم فيه من الصباح، هذا هو الذي نتكلم فيه من بعد صلاة العشاء، هو شرك لأنه سأل طلب منه دعاه سأله، هذا شرك.[شرح كشف الشبهات]

  13. #53
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ما حكم طلب الشفاعة من الشهيد ؟

    قال بن القيم رحمه الله--
    قال تعالى : أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا
    يملكون شيئا ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعا له ملك السموات والأرض

    فأخبر أن الشفاعة لمن له ملك السموات والأرض وهو الله وحده فهو الذي يشفع بنفسه إلى نفسه ليرحم عبده فيأذن هو لمن يشاء أن يشفع فيه فصارت الشفاعة في الحقيقة إنما هي له والذي يشفع عنده إنما يشفع بإذنه له وأمره بعد شفاعته سبحانه إلى نفسه وهي إرادته من نفسه أن يرحم عبده وهذا ضد الشفاعة الشركية التي أثبتها هؤلاء المشركون ومن وافقهم وهي التي أبطلها الله سبحانه في كتابه بقوله : واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة [ البقره : 123 ] وقوله : يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة [ البقره : 254 ] وقال تعالى : وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون [ الأنعام51 ] وقال : الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش مالكم من دونه من ولى ولا شفيع [ الأنعام32 : 4 ]
    فأخبر سبحانه أنه ليس للعباد شفيع من دونه بل إذا أراد الله سبحانه رحمة عبده أذن هو لمن يشفع فيه كما قال تعالى : ما من شفيع إلا من بعد إذنه [ يونس : 3 ] وقال : من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه [ البقره : 255 ] فالشفاعة بإذنه ليست شفاعة من دونه ولا الشافع شفيع من دونه بل شفيع بإذنه
    والفرق بين الشفيعين كالفرق بين الشريك والعبد المأمورفالشفاعة التي أبطلها الله : شفاعة الشريك فإنه لا شريك له والتي أثبتها : شفاعة العبد المأمور الذي لا يشفع ولا يتقدم بين يدي مالكه حتى يأذن له ويقول : اشفع في فلان ولهذا كان أسعد الناس بشفاعة سيد الشفعاء يوم القيامة أهل التوحيد الذين جردوا التوحيد وخلصوه من تعلقات الشرك وشوائبه وهم الذين ارتضى الله سبحانه
    قال تعالى : ولا يشفعون إلا لمن ارتضى [ الأنبياء : 28 ] وقال : يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضى له قولا [ طه : 109 ]
    فأخبر أنه لا يحصل يومئذ شفاعة تنفع إلا بعد رضاء قول المشفوع له وإذنه للشافع فيه فأما المشرك فإنه لا يرتضيه ولا يرضى قوله فلا يأذن للشفعاء أن يشفعوا فيه فإنه سبحانه علقها بأمرين : رضاه عن المشفوع له وإذنه للشافع فما لم يوجد مجموع الأمرين لم توجد الشفاعة
    وسر ذلك : أن الأمر كله لله وحده فليس لأحد معه من الأمر شيء وأعلى الخلق وأفضلهم وأكرمهم عنده : هم الرسل والملائكة المقربون وهم عبيد محض لا يسبقونه بالقول ولا يتقدمون بين يديه ولا يفعلون شيئا إلا بعد إذنه لهم وأمرهم ولا سيما يوم لا تملك نفس لنفس شيئا فهم مملوكون مربوبون أفعالهم مقيدة بأمره وإذنه فإذا أشرك بهم المشرك واتخذهم شفعاء من دونه ظنا منه أنه إذا فعل ذلك تقدموا وشفعوا له عند الله فهو من أجهل الناس بحق الرب سبحانه وما يجب له ويمتنع عليه فإن هذا محال ممتنع شبيه قياس الرب تعالى على الملوك والكبراء حيث يتخذ الرجل من خواصهم وأوليائهم من يشفع له عندهم في الحوائج وبهذا القياس الفاسد عبدت الأصنام واتخذ المشركون من دون الله الشفيع والولي
    والفرق بينهما هو الفرق بين المخلوق والخالق والرب والمربوب والسيد والعبد والمالك والمملوك والغني والفقير والذي لا حاجة به إلى أحد قط والمحتاج من كل وجه إلى غيره .http://islamport.com/w/qym/Web/3168/219.htm............[ رحم الله الامام بن القيم فقد اتانا بالجواب الشافى الجامع لكل ما تقدم] --نسأل الله تعالى
    أن يُشفِّع فينا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم .. آمين .

  14. #54
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ما حكم طلب الشفاعة من الشهيد ؟

    السؤال
    أسمع من يقول بأن الشفاعة ملك لله وحده لا تطلب إلا منه ، وآخرين يقولون إن الله أعطى الشفاعة لنبيه صلى الله عليه وسلم ولأوليائه الصالحين فيصح أن نطلبها منهم ، فما هو الصواب من ذلك مع ذكر ما تستند إليه من الأدلة الشرعية ؟.
    نص الجواب
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد : فالشفاعة هي التوسط للغير في جلب المنفعة أو دفع المضرة.
    وهي قسمان :
    القسم الأول : الشفاعة التي تكون في الآخرة ـ يوم القيامة ـ .
    القسم الثاني : الشفاعة التي تكون في أمور الدنيا .
    فأما الشفاعة التي تكون في الآخرة فهي نوعان :
    النوع الأول: الشفاعة الخاصة، وهي التي تكون للرسول صلى الله عليه وسلم خاصة لا يشاركه فيها غيره من الخلق وهي أقسام :
    أولها: الشفاعة العظمى ـ وهي من المقام المحمود الذي وعده الله إياه ، في قوله تعالى: " وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا(79) " سورة الإسراء . وحقيقة هذه الشفاعة هي أن يشفع لجميع الخلق حين يؤخر الله الحساب فيطول بهم الانتظار في أرض المحشر يوم القيامة فيبلغ بهم من الغم والكرب ما لا يطيقون ، فيقولون: من يشفع لنا إلى ربنا حتى يفصل بين العباد، يتمنون التحول من هذا المكان ، فيأتي الناس إلى الأنبياء فيقول كل واحد منهم : لست لها، حتى إذا أتوا إلى نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول: "أنا لها، أنا لها". فيشفع لهم في فصل القضاء ، فهذه الشفاعة العظمى، وهي من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم.
    والأحاديث الدالة على هذه الشفاعة كثيرة في الصحيحين وغيرهما و منها ما رواه البخاري في صحيحه ( 1748 ) عن ابن عمر رضي الله عنهما: "إن الناس يصيرون يوم القيامة جُثاً، كل أمة تتبع نبيها، يقولون: يا فلان اشفع، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود".

    ثانيها : الشفاعة لأهل الجنة لدخول الجنة:
    عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك " رواه مسلم (333 ) .
    وفي رواية له( 332 )" أنا أول شفيع في الجنة ".

    ثالثها : شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب:
    فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده عمه أبو طالب فقال: "لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه" رواه البخاري ( 1408 ) ومسلم(360 )

    رابعها : شفاعته صلى الله عليه وسلم في دخول أناس من أمته الجنة بغير حساب :
    وهذا النوع ذكره بعض العلماء واستدل له بحديث أبي هريرة الطويل في الشفاعة وفيه : "ثُمَّ يُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ الْأَبْوَابِ " رواه البخاري ( 4343 ) ومسلم ( 287 ) .

    النوع الثاني: الشفاعة العامة، وهي تكون للرسول صلى الله عليه وسلم ويشاركه فيها من شاء الله من الملائكة والنبيين والصالحين وهي أقسام:
    أولاها: الشفاعة لأناس قد دخلوا النار في أن يخرجوا منها . والأدلة على هذا القسم كثيرة جدا منها :
    ما جاء في صحيح مسلم( 269 ) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا: " فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار، يقولون: ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون. فيقال لهم: أخرجوا من عرفتم، فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقا كثيرا... فيقول الله عز وجل: شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط" .
    ثانيها: الشفاعة لأناس قد استحقوا النار في أن لا يدخلوها، وهذه قد يستدل لـها بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه) أخرجه مسلم ( 1577 ) فإن هذه شفاعة قبل أن يدخل النار، فيشفعهم الله في ذلك.
    ثالثها: الشفاعة لأناس من أهل الإيمان قد استحقوا الجنة أن يزدادوا رفعة ودرجات في الجنة ،ومثال ذلك ما رواه مسلم رحمه الله (1528) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعــا لأبي سلمة فقال: " اللّهمّ اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديّين، واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا ربّ العالمين، وافسح له في قبره، ونوّر له فيه"".
    شروط هذه الشفاعة :
    دلت الأدلة على أن الشفاعة في الآخرة لا تقع إلا بشروط هي :
    1) رضا الله عن المشفوع له، لقول تعالى: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) الأنبياء/ 28 . وهذا يستلزم أن يكون المشفوع له من أهل التوحيد لأن الله لا يرضى عن المشركين. وفي صحيح البخاري ( 97 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لا يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِه "ِ
    2) إذن الله للشافع أن يشفع لقوله تعالى : ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) البقرة/255 .
    3) رضا الله عن الشافع، لقوله تعالى: (إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى) النجم/26.
    كما بَيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم أن اللعانين لا يكونون شفعاء يوم القيامة كما روى مسلم في صحيحه ( 4703 ) عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللَّعَّانِينَ لا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ وَلا شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَة "ِ.
    القسم الثاني: الشفاعة المتعلقة بالدنيا ، وهي على نوعين:
    الأول:ما يكون في مقدور العبد واستطاعته القيام به ؛ فهذه جائزة بشرطين :
    1) أن تكون في شيء مباح، فلا تصح الشفاعة في شيء يترتب عليه ضياع حقوق الخلق أو ظلمهم ، كما لا تصح الشفاعة في تحصيل أمر محرم. كمن يشفع لأناس قد وجب عليهم الحد أن لا يقام عليهم، قال تعالى: ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) المائده/2 .
    وفي الحديث عن عائشة رضي الله عنها " أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّ ةِ الَّتِي سَرَقَتْ فَقَالُوا مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلا أُسَامَةُ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا " رواه البخاري ( 3261 ) ومسلم ( 3196).
    وفي صحيح البخاري (5568) ومسلم (4761 ) عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ طَالِبُ حَاجَةٍ أَقْبَلَ عَلَى جُلَسَائِهِ فَقَالَ" اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا وَلْيَقْضِ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا أَحَب "َّ.

    2) أن لا يعتمد بقلبه في تحقيق المطلوب ودفع المكروه إلا على الله وحده ،وأن يعلم أن هذا الشافع لا يعدو كونه سببا أَذِنَ الله به، وأن النفع والضر بيد الله وحده ، وهذا المعنى واضح جدا في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
    فإذا تخلف أحد هذين الشرطين صارت الشفاعة ممنوعة منهيا عنها .
    الثاني : ما لا يكون في مقدور العبد ، وطاقته ووسعه كطلب الشفاعة من الأموات وأصحاب القبور ، أو من الحي الغائب معتقدا أن بمقدوره أن يسمع وأن يحقق له طلبه فهذه هي الشفاعة الشركية التي تواردت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بنفيها وإبطالها لما فـي ذلك مـن وصفهم بصفات الخالق عز وجل ، لأن من صفاته عز وجل أنه هو الحي الذي لا يموت .
    وشبهة هؤلاء أنهم يقولون: إن الأولياء وإن السادة يشفعون لأقاربهم، ولمن دعاهم، ولمن والاهم، ولمن أحبهم، ولأجل ذلك يطلبون منهم الشفاعة، وهذا بعينه هو ما حكاه الله عن المشركين الأولين حين قالوا: (هؤلاء شفعاؤنا عند الله) يونس/18 ، يعنون معبوداتهم من الملائكة، ومن الصالحين، وغيرهم ، وأنها تشفع لهم عند الله . وكذلك المشركون المعاصرون الآن ؛ يقولون: إن الأولياء يشفعون لنا، وإننا لا نجرؤ أن نطلب من الله بل نطلب منهم وهم يطلبون من الله، ويقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء والصالحين أعطاهم الله الشفاعة، ونحن ندعوهم ونقول: اشفعوا لنا كما أعطاكم الله الشفاعة. ويضربون مثلاً بملوك الدنيا فيقولون: إن ملوك الدنيا لا يوصل إليهم إلا بالشفاعة إذا أردت حاجة فإنك تتوسل بأوليائهم ومقربيهم من وزير وبواب وخادم وولد ونحوهم يشفعون لك حتى يقضي ذلك الملك حاجتك، فهكذا نحن مع الله تعالى نتوسل ونستشفع بأوليائه و بالسادة المقربين عنده، فوقعوا بهذا في شرك السابقين ، وقاسوا الخالق بالمخلوق.
    والله تعالى ذكر عن الرجل المؤمن في سورة يس قوله: (أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئاً)(يس:23)، وذكر الله تعالى أن الكفار اعترفوا على أنفسهم بقولهم: (قالوا لم نك من المصلين * ولم نك نطعم المسكين * وكنا نخوض مع الخائضين * وكنا نكذب بيوم الدين * حتى أتانا اليقين * فما تنفعهم شفاعة الشافعين) المدثر/43-48 .
    والنبي صلى الله عليه وسلم وإن أعطي الشفاعة يوم القيامة ، إلا أنه لن يتمكن منها إلا بعد إذن الله تعالى ، ورضاه عن المشفوع له.
    ولهذا لم يدع صلى عليه وسلم أمته لطلب الشفاعة منه في الدنيا ، ولا نقل ذلك عنه أحد من أصحابه رضي الله عنهم ، ولو كان خيرا ، لبلَّغه لأمته ، ودعاهم إليه ، ولسارع إلى تطبيقه أصحابه الحريصون على الخير ، فعُلم أن طلب الشفاعة منه الآن منكر عظيم ؛ لما فيه من دعاء غير الله ، والإتيان بسبب يمنع الشفاعة ، فإن الشفاعة لا تكون إلا لمن أخلص التوحيد لله .
    وأهل الموقف إنما يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع لهم في فصل القضاء ، لحضوره معهم ، واستطاعته أن يتوجه إلى ربه بالسؤال ، فهو من باب طلب الدعاء من الحي الحاضر فيما يقدر عليه.
    ولهذا لم يرد أن أحدا من أهل الموقف سيطلب منه صلى الله عليه وسلم أن يشفع له في مغفرة ذنبه .
    وهؤلاء الذين يطلبون منه الشفاعة الآن ، بناء على جواز طلبها في الآخرة ، لو ساغ لهم ما يدّعون ، للزمهم الاقتصار على قولهم : يا رسول الله اشفع لنا في فصل القضاء !! ولكن واقع هؤلاء غير ذلك ، فهم لا يقتصرون على طلب الشفاعة ، وإنما يسألون النبي صلى الله عليه وسلم -وغيره - تفريج الكربات ، وإنزال الرحمات ، ويفزعون إليه في الملمات ، ويطلبونه في البر والبحر ، والشدة والرخاء ، معرضين عن قول الله ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله ) النمل/62 .
    ومن خلال ما سبق يتضح لكل منصف أن الشفاعة المثبتة هي الشفاعة المتعلقة بإذن الله ورضاه ،لأن الشفاعة كلها ملكله . و يدخل في ذلك ما أذن الله به من طلب الشفاعة في أمور الدنيا من المخلوق الحي القادر على ذلك ، و ينتبه هنا إلى أن هذا النوع إنما جاز لأن الله أذن به ، وذلك لأنه ليس فيه تعلقٌ قلبيٌ بالمخلوق وإنما غاية الأمر أنه سبب كسائر الأسباب التي أذن الشرع باستخدامها . وأن الشفاعة المنفية هي التي تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله ، لأن غير الله لا يملك الشفاعة و لا يستطيعها حتى يأذن الله له بها ، ويرضى . فمن طلبها من غيره فقد تعدى على مقام الله ، وظلم نفسه ، وعرضها للحرمان من شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ، نسأل الله العافية والسلامة ، ونسأله أن يُشفِّع فينا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم .. آمين .https://islamqa.info/ar/answers/26259- وانظر -
    الفرق بين الشفاعة المثبتة والمنفية


  15. #55
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: ما حكم طلب الشفاعة من الشهيد ؟

    جزاكم الله خيرًا على التوضيح والبيان.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  16. #56
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: ما حكم طلب الشفاعة من الشهيد ؟

    حكم طلب الشفاعة من الشهيد بأن يقول: إن استشهدت وشفعك الله فاشفع لي

    السؤال

    قرأت في موقعكم فتاوى متعددة حول الشفاعة ، والذي أود أن أعرفه هو : هل قول الرجل للمجاهد الحي أو العالم الحي الحاضر : "إذا أذن الله لك اشفع لي" يعتبر من الشرك الأكبر ، أما بدعة ؟ فبعض الناس يكفرون الناس بهذا القول ، قائلين بأن الشفاعة ملك لله لا تطلب إلا منه ، ومن قال : " إذا أذن الله لك اشفع لي ، أو إذا قبل الله شهادتك اشفع لي" قالوا :من قال هذا وقع في الشرك الأكبر .

    نص الجواب
    الحمد لله
    أولا:
    الشفاعة لله وحده كما قال: قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ الزمر/44 .
    وذلك أن الشفاعة لا تتم لأحد إلا بثلاثة شروط:
    1-رضا الله عن الشافع، كما قال تعالى: يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا طه/109 .
    2-رضا الله عن المشفوع له، كما قال: يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ الأنبياء/28 .
    3-إذن الله للشافع، كما قال تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ البقرة/256 .
    فلهذا كانت الشفاعة كلها لله، لأنها لا تكون إلا بإذنه ورضاه.
    ثانيا:
    ومن المعلوم الثابت أن المؤمنين يشفعون في إخوانهم من المؤمنين، من أهل النار، ويشفعهم الله فيهم ، ويأذن لهم في إخراج إخوانهم الذين يعرفونهم بالإيمان ، من النار.
    روى البخاري (7439) من حديث أبي سعيد الخدري في الشفاعة: فَمَا أَنْتُمْ بِأَشَدَّ لِي مُنَاشَدَةً فِي الحَقِّ، قَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنَ المُؤْمِنِ يَوْمَئِذٍ لِلْجَبَّارِ، وَإِذَا رَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ نَجَوْا، فِي إِخْوَانِهِمْ، يَقُولُونَ: رَبَّنَا إِخْوَانُنَا، كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا، وَيَصُومُونَ مَعَنَا، وَيَعْمَلُونَ مَعَنَا، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: اذْهَبُوا، فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ، وَيُحَرِّمُ اللَّهُ صُوَرَهُمْ عَلَى النَّارِ، فَيَأْتُونَهُمْ وَبَعْضُهُمْ قَدْ غَابَ فِي النَّارِ إِلَى قَدَمِهِ، وَإِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا .
    فالمؤمن يشفع لأخيه المؤمن، بعد إذن الله تعالى له، وإقداره على الشفاعة، مع رضاه عن الشافع والمشفوع له.
    ثم، من المعلوم الثابت أيضا : أن الناس يقولون للنبي يوم القيامة: اشفع لنا عند ربك.
    وانظر للفائدة جواب السؤال رقم :
    (187506)، ورقم : (284331) .
    لكن مع ذلك : لا يجوز طلب الشفاعة من ميت أو غائب، كأن يقول الآن: يا رسول الله اشفعي لي، أو يا علي أو يا حسين، لأن ذلك من دعاء غير الله، وهو شرك ، كما دلت عليه النصوص والإجماع؛ فالشفاعة ملكه سبحانه وتعالى ، والنبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات لا يملكون التصرف بعد الموت في شفاعة ولا في دعاء ولا في غير ذلك .
    وينظر للفائدة جواب السؤال رقم :
    (132624) ، ورقم : (153666) .
    وأما الحي ، الحاضر ، فيجوز طلب الدعاء – عموما - منه ، كما يجوز أن يطلب منه ما يقدر عليه .
    وعلى ذلك : فلا حرج أن يقول المؤمن لأخيه : ادع الله لي.
    ثالثا:
    الصورة المسئول عنها وهو قوله لرجل: إن أذن الله لك بالشفاعة يوم القيامة فاشفع لي، تلحق بهذه الصورة؛ لأنها سؤال الحي الحاضر في أمر يقدر عليه في وقته.
    ولا يقال: إنه لا يقدر على الشفاعة الآن .
    لأنا نقول: السائل لم يسأله الشفاعة الآن التي لا يقدر عليها، وإنما سأله شفاعة معلقة على حصول الإذن والإقدار له يوم القيامة.
    فمضمون سؤاله: إن أقدرك الله ، وأذن لك بالشفاعة يوم القيامة؛ فاشفع لي.
    ولكن يجب أن يُعلم أن الأمر لا يتم بذلك بحسب، بل لا بد من رضا الله عن هذا السائل كما تقدم، وهذا يوجب التعلق بالله تعالى، واللجوء إليه سبحانه.
    ومما يستأنس به هنا: ما روى مسلم (29) عَنْ الصُّنَابِحِيِّ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّهُ قَالَ [أي الصنابحي]: " دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَبَكَيْتُ، فَقَالَ [أي عبادة]: مَهْلًا، لِمَ تَبْكِي؟ فَوَاللهِ لَئِنْ اسْتُشْهِدْتُ لَأَشْهَدَنَّ لَكَ، وَلَئِنْ شُفِّعْتُ لَأَشْفَعَنَّ لَكَ، وَلَئِنْ اسْتَطَعْتُ لَأَنْفَعَنَّكَ ، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ مَا مِنْ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكُمْ فِيهِ خَيْرٌ إِلَّا حَدَّثْتُكُمُوه ُ، إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا وَسَوْفَ أُحَدِّثُكُمُوه ُ الْيَوْمَ، وَقَدِ اُحِيطَ بِنَفْسِي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ النَّارَ ".
    وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله: "س: لو رأى شخصًا سوف يذهب إلى الجهاد في سبيل الله فقال له: إن استشهدت في سبيل الله اشفع لي؟
    ج: هذا يشفع بعد الموت، هذا محله بعد البعث والنُّشور، يطلب منه أن يشفع له وهو حي، يُوصيه وهو حي الآن ؛ لا بأس ، إذا بُعث يوم القيامة.
    س: يا شيخ، ما فيها شيء؟
    ج: ما فيها شيء" انتهى من "شرح كشف الشبهات" على موقع الشيخ:
    http://bit.ly/2SkFwTs
    فهذا التصرف لا يعدو أن يكون وصية، يوصي أخاه ويقول: إن شفّعك الله، واحتجت، فاشفع لي.
    ولهذا كان قولا جائزا، لا شركا.
    لكن يخشى على قائله أن يتعلق قلبه بهذا العالم أو المجاهد، وأن يظن أن الأمر يتوقف على رضا الله عن هذا المجاهد وإذنه له في الشفاعة، ويغفل عن شرط رضا الله عن السائل نفسه.
    ثم لمَ يرضى لنفسه أن يكون مقصرا، يأمل في شفاعة غيره فيه، وهو في زمان الإمهال، ويمكنه أن يتعلم، ويجاهد، ويكون من الصالحين.
    ولهذا نقول: هذا السؤال ليس شركا، وهو من سؤال الحي الحاضر فيما لو أقدره الله وأذن له، لكن سد هذا الباب أولى، فإن النفوس الجاهلة قد تتعلق بالمخلوق وتنسى الخالق.
    وسؤال الحي الحاضر ليس مرغبا فيه في الأصل، كما روى مسلم (1043) عن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تِسْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً أَوْ سَبْعَةً، فَقَالَ: أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللهِ؟ وَكُنَّا حَدِيثَ عَهْدٍ بِبَيْعَةٍ، فَقُلْنَا: قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللهِ؟ فَقُلْنَا: قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: فَبَسَطْنَا أَيْدِيَنَا وَقُلْنَا: قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَعَلَامَ نُبَايِعُكَ؟ قَالَ: عَلَى أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، وَتُطِيعُوا - وَأَسَرَّ كَلِمَةً خَفِيَّةً - وَلَا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا فَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ أَحَدِهِمْ، فَمَا يَسْأَلُ أَحَدًا يُنَاوِلُهُ إِيَّاهُ " .
    فليجتهد المؤمن في تحصيل الطاعات، وفي البعد عن المحرمات، وليجعل سؤاله وطلبه من الله تعالى، وليدع أمر المخلوق، وعليه بمصاحبة الأخيار، فإنه إن زل، ودخل النار، فإن الله قد يشفع فيه إخوانه، كما سبق في الحديث.
    والله أعلم.
    https://islamqa.info/ar/answers/2953...ma0318Fqn1MlQg
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •