السلام عليكم جميعا
أنا أحد التدريسيين في واحدة من جامعات الأردن-تخصص النحو العربي
وقد اصبحت متابعا لهذه المناظرة المحتدمة بين الدكتور الحسون ومن يطلق على نفسه (الإمام) أبو الخطاب في الفترة الاخيرة فقط ولولا حادثة حصلت لي مع احد الطلاب لم اعرف عن المسالة شيئا مع شدة اهتمامي بما ينشر على الانترنت
حيث احرجني احد طلابي المدققين قبل اكثر من اسبوعين وفي الدرس الثاني لي في هذه السنة عندما سألني عن قوله تعالى (وقال نسوة في المدينة)
قال: لماذا استعمل الفعل بلا تاء التانيث مع ان الفاعل مؤنث؟
قلتُ له: لأن التقدير: وقال جمع من النسوة فجاء التذكير حملا على هذا المعنى
قال لي: لا يوجد فاصل بين الفعل والفاعل يسيغ هذا التقدير
قلت له: مجيء اللفظ على الجمع هنا هو الذي أساغ التقدير
فقال: وهل تأنيث (النسوة) غير حقيقي؟
واعترف ايها الزملاء اني لم استطع الاجابة عن سؤاله فأجلت المناقشة الى درس آخر/ ومن عادتي اني افتح المجال للنقاش في درسي وبحرية تامة ولكن الاحراج الذي سببه لي هذا الطالب بسؤاله جعلني اراجع منهجيتي في التدريس
على العموم قبل ان ابدا بالبحث في المسالة جاءني الطالب فسألته عن مصدر معلوماته فأراني كراسة لمقال سحبه من الانترنت عنوانه (الحروفيون وفن التحريف) واذا بالمشكلة التي اثارها موجودة فيه، وهذا كان الخيط الاول الذي أوصلني لمعرفة تفاصيل المناظرة من أولها.
ورأيي الذي توصلت اليه أن هذا المدعو بإمام اللغو والنحو والادب قد تجاوز الحد فعلا في المناظرة والمجادلة واسلوبه مستفز لانه يبدو واثقا من نفسه كثيرا وينبغي أن يوقف عند حدّه بأن يُبيّن للناس مدى صحة ما يقول او عدم صحته، انا لا يهمني معرفة اسمه الحقيقي فهذا شأنه ولكن الافكار التي يعرضها ومعها الحجج من النصوص والأدلة دون رد عليها سيجعلها قوية مقبولة لدى الجمهور، فالرجاء من الدكتور الحسون أن يرد على هذا الرجل ويفند آراءه إن كانت غير صحيحة ويبين الصحيح للناس -لأني بصراحة غير مؤهل لذلك – وألا يدعه يتمادى في مقالاته –وهذا ما لا حظته فكل مقال يبدو اشد في لغته من الذي سبقه- لاني ارى الدكتور قد تراخى كثيرا في الرد وقصر همه على معرفة اسم الرجل وليست هذه القضية مهمة برأيي. فإن كان الدكتور الحسون غير مستطيع هو ايضا ان يرد على ابو الخطاب فإني أناشد الذي تابعوا هذا الموضوع ان يُدلوا بأفكارهم وآرائهم وأن يحاولوا الرد على الرجل ولو في جزئيات معينة من مقالاته، ولتكن المواضيع التالية مثلاً:
هل (النسوة) و (النساء) تأنيث غير حقيقي؟
هل يجوز وصف المثنى بالجمع (مثلا: زيد وعمرو قد ذهبوا)؟
هل قولنا (استقرأ) بمعنى تتبّع صحيح ام خطأ؟
هل القرآن من جنس كلام العرب أم لا؟
هل يجب أن تكون لغة القرآن هي الأقيس دائما؟
أعتقد ان اجاباتنا عن هذه النقاط ستحل كثيرا من المسائل العالقة في هذه المناظرة وأرجو ان يكون اقتراحي هذا بداية للرد الحقيقي على هذا الرجل الغامض الذي إن فشلنا في بيان مدى صحة اقواله فسيكون اماما معترفا به على الاقل بين طلابنا، وهي دعوة أيضا للتحكيم بين الرجلين
وشكرا