قُضيَ الأمــــرُ للشّعوبِ فــأودى كـــلُّ طاغوتٍ قدْ تحدّى الشّعوبا
بعد حينٍ منَ الزمــانِ طــــــويلٍ وانْتظـــارٍ ازاغَ منـها القـلــــوبا
نـالَ منها الإعياءُ والــوهنُ حتّى أصبحَ القـــولُ بالنّهوضِ غريبـا
واسْــتكـانتْ لـــولا بقيّةُ صــــبرٍ ويــقيـنٌ بـــاللهِ أنْ يــستــجيبـــــ ـا
خيّـمَ الظّــلمُ والظّـــــلامُ عليـــها وحديثُ الخـــلاصِ باتَ مُريبــــا
والمــآسي حــديثُها صـــارَ إلفـاً وحـديـثُ السّـرورِ صــارَ عجيبا
كــمْ سـجينٍ بــغيرِ ذنـبٍ جـــناهُ وقــتيلٍ قـــدْ غــــــــادروهُ ســليبا
وسنـينٍ مــرّتْ بـها كــالــــحاتٍ وهــي تتــرى كـــوارثاً وحــروبا
ووعودُ الإصلاحِ أضحتْ سراباً وانْـــدفــاعـا ً إلى الامـــامِ هروبـا
رفـعوا رايـــةَ الرّخـــاءِ شــعاراً فــاسْتــحالَ الرّخـاءُ عـهداً جـديبا
وتــوالتْ عـهودُهمْ مظــــــلماتٍ مــلئوُها جــرائمـــــاً وذنــوبــــــا
فتنٌ غيّرتْ طـــباعَ الّلــيالــــــ ي فتبدّى وجـــــــهُ الـــزمـــانِ كئيبا
وبـــطئُ الزّمانِ صـــارَ سريـعاً وشروقُ الزمـــــانِ صـارَ غروبا
ضاقتِ الأرضُ والفضاءُ جميعاً وتمنّى الأحيـــاءُ مــوتاً قــريبــــا
واسْتمرَّ الطــاغــوتُ يـزدادُ غيّاً ليسَ يرضـى طغــيانُهُ أنْ يثوبــا
لا صــلاحٌ يَرٌدّهُ عــن فســـــــادٍ لا ضــميرٌ يزيلُ عنهُ العــــــيوبا
وتـــعامى عــن واقـــعٍ يتـلظّــى قـــدْ تناهى شدائداً وكــروبـــــــا
والـــذي أنـحى بالنّكــيرِ علـــيهِ ألبسوهُ الإرهـــابَ جُرماً رهيبـــا
لمْ يَعُدْ في السّـكوتِ عذرٌ لشعبٍ بــعــد صبرٍ دانـــى بــه أيّوبــــا
فتنــادَوا والحينُ حـينُ نـــــــداءٍ أنْ هَلُمّوا فــقد فتــحنا الدّروبــــا
لــمْ تَعُدْ هـيبةُ الطّــواغيتِ طُـرٌّا في حسابِ الشّعوبِ أمراً مَهيبــا
زَحَــفُوا نَحْــوهُــمْ بــــكلِّ أقْتدارٍ يطلبونَ التّغييرَ حتماً وُجوبــــــا
واسْــتهانُوا بــكلِّ يــومٍ عصـيبٍ فقديــمُ الأيــــامِ كـــانَ عـصــيبا
خابَ في مسعى صدّهمْ كلُّ طاغٍ لـــمْ يكنْ في حُسبــانِهِ أن يخيبا
وَسَرى الانْهيارُ فيهمْ سريــعــــا ً كلُّ رُكنٍ منْ صَرْحِهِمْ قدْ أُصيبا
وَتَداعـتْ عُــــروشُهمْ وَتَـــهاوتْ لـــمْ يظنّوا زَوالَهـــــا مكتوبـــــا
كلُّ طـــــــــــاغٍ كساهُمُ ثوبَ ذُلٍّ ألبســوهُ الهوانَ ثوبـــــــــاً قشيبا
قدرٌ مـــا لـــردِّهِ مـــنْ ســــــبيلٍ وشهودٌ أزاحَ عنــه ُ الغُيوبـــــا
سنّةَ اللهِ فــــي القـــرونِ الخوالي لو يَعيْــها الإنســــانُ كانَ لبيبا
حَسِبُــوا حُكمَــهُمْ بغيرِ حِســــابٍ والعــليُّ القديــــرُ كــانَ حسيبا
فَقَضى النّــصرَ للشّعوبِ فـأودى كلُّ طاغوتٍ قدْ تحدّى الشّعوبا