بحثت عن الكم والهيئة فوجدت أني تعرضت للموضوع سابقا . فأضفت منه ما يلي للموضوع المنشور على الرابط:


https://sites.google.com/site/alarood/kam-wa-hayaah


وفيما يلي النص الذي أضفت :




لو كان الكم وحده كافيا لتفسير الوزن للزم أن يكون الشطران متقاربي المدة الزمنية وهو ما يدحضه الواقع في كثير من الأبيات التي لا يشكون وزنها من اختلال نتيجة اختلاف المُدّة كما هو الفرق بين مُدّتي شطري البيت :

لهَفي على روحي سمعت أنينها .......... وبخنجر الألم المبرّح أصرع


إذ تبلغ مدة الصدر 7,4 ومدة العجز5,2 في قراءة عادية، أي أن مدة الصدر تبلغ 1,42 مدة العجز، كما يبين ذلك الشكل المأخوذ من الرابط :


https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/lahafee


ولو تأملنا ذلك لوجدناه مرتبطا بمؤشر م/ع لكل منهما، فحيث تكثر حروف المد بالصدر فإن مؤشر م/ع يبلغ 0،4 بينما مؤشر العجز = 5,0


وطالما أن الحديث ذو شجون فلا بأس من تأمل مدلول م/ع بين هذا البيت وبيت الفارعة بنت طريف: ( م/ع للصدر = 0,4 م/ع للعجز = 2,5 )


فيا شجر الخابور مالك مورقًا .......... كأنك لم تحزنْ على ابن طريف


ويبدو من المفيد قياس مدة شطريه.


كأن الصدر من كلا البيتين آهة حزن ممتدة في حوار ذاتي في البيت الأول وحوار ليس بعيدا عن الذاتية وإن خاطب الشجر ، في حين أن العجز في كل منهما خروج من تلك الآهة لتفاصيل حيثيات الألم في ذات النفس في البيت الأول، وتصوير مدى عمق الحزن من خلال تقريع الشجر، ولا يبعد ذلك نفسيا ومعنويا عن تقريع الذات التي فاض الحزن عنها ليشمل محيطها. كل هذا أشبه بوصف الطعم، ولكن النكهة أعمق من الطعم وقد يصعب التعبير عنها بالكلام. أضع البيتين معا لاستـــنكاه واستكناه ما و أعمق


لهَفي على روحي سمعت أنينها .......... وبخنجر الألم المبرّح أصرع


فيا شجر الخابور مالك مورقًا .......... كأنك لم تحزنْ على ابن طريف
ثم هناك ناحية أخرى وهي مدى الاستمرارية النفسية والشعرية في هذه الأمة زمانا ومكانا، الأمر الذي يعتبر مؤشرا على الوحدة الفكرية واللغوية والثقافية ، فالبيت الأول للفارعة بنت طريف التي عاشت في الجزيرة الفراتية أيام هارون الرشيد وتوفيت سنة 200هـ - 815 م والثانية الشاعرة المعاصرة نادية بوغرارة أطال الله عمرها وهي من المغرب العربي.


إن هذه الوحدة الفكرية العضوية في الأمة على مدار الزمان والمكان هي المبشرة بزوال الاستثناء السياسي المتمثل في تشطير الأمة وحتمية انسجامها في هذه الناحية مع وحدتها الفكرية الأدبية النفسية على امتداد الزمان والمكان. وهذا أخشى ما يخشاه أعداؤها لجهلهم برسالة دينها التي تحمل السعادة للبشرية في الدارين.


وهي الأمة الوحيدة في العالم التي يقرأ الطفل والعامي شعرها الجاهلي في المجال الإنساني - بعيدا عن خصوصية البيئة - فيطرب له وكأنه من لغته اليومية، ألا تحس بنفس نزار قباني في هذه الأبيات للمنخل اليشكري المتوفى عام 26 ق. هـ - 597 م من قصيدته التي مطلعها :


إن كنت عاذلتي فسيري ........ نحو العراق ولا تحوري


وفيها أبيات غزلية مشهورة منها:


ولقد دخلت على الفتاة ... (م) ... ةالخدر في اليوم المطير
الكاعب الحسناء تر ... (م) ... فل في الدمقس وفي الحرير
فدفعتها فتدافعت ........ مشي القطاة إلى الغدير
فلثمتها فتنفست ......... كتنفس الظبي البهير
فدنت وقالت: يا منُخْـ ... (م) .... ــخَلُ مابجسمك من حرور
ياهند هل من نائلٍ ........ ياهند للعاني الأسير
حتى قال:


وأحبها وتحبني ........ ويحب ناقتها بعيري